رد: العيد .. للأستاذ القاص رشيد الميموني
قرأت هذه القصة منذ مدة و أنا على عكس الأديبة ميساء بدت لي الصور واضحة جدا بكل ما جمعته من فنيات و شخصيات و أحداث ربما لقربي من الواقع المغربي أكثر و معرفتي بظروف عيش بعض الطبقات هناك.
الشيء الملاحظ عند القاص رشيد الميموني في هذه القصة و في بعض القصص التي قرأت له هو ذلك 'الزوووم' و التركيز الشديد على نفسية البطل وماأثر فيها من مظاهر اجتماعية و ظروف حياتية وقد أتساءل هنا هل من الضروري أن يكون للقصة القصيرة بطل متميز وحيد و كم ينقص أو يغني هذا القصة و الأحداث أو إلى أي حد يفرض على الأديب التعمق و التغلل في تأطير و الإلمام بشخصية البطل.
يوضح القاص رشيد الميموني كيف أن ضمير التلميذ حي و خوفه بالذنب وأن السلوك الإنفعالي يدس في جعبته كثيرا من عواقب التراتب الطبقي الغير المنصف و العيش الغير الرغيد فنجده يذكر مثلا :
وتعود به الذكريات إلى ما قبل النزوح ، فيتمثل له إذلال القائد لأبيه ، وتحرش الشيخ بأمه ، ثم تلسعه صفعات الشرطي عند باب السينما وتؤلمه ركلات المخزني أمام المقهى وهو ينظر بشغف إلى الرسوم المتحركة في التلفاز. فيحس بضنك العيش بين جار يكيد وآخر يسخر ورفاق يحتقرون ، منذ أن باع الأب على مضض كل ما يملك في البلدة واستقرت الأسرة في هذا الجزء النائي من المدينة .
ماقد يعلق في ذهن القارئ أكثر من غيره في نهاية المطاف هو أن الطفل أو التلميذ ابن مجتمع و ظروف و أن المحاسبة أو الحكم على غير الراشد مسألة معقدة وليست باليسر الذي قد نتخيله و كذلك أن العمق و الهاجس يصاحبان نفوسا قد تبدو غير مسؤولة أو صغيرة وهذه في حد ذاتها حقائق تستحق أن يتعرف عليها القراء بمختلف فئاتهم .
أخيرا أتمنى للجميع التوفيق و أن نجتمع مجددا حو ل قطعة أدبية في الميزان .
|