عرض مشاركة واحدة
قديم 05 / 05 / 2009, 20 : 05 AM   رقم المشاركة : [15]
ناهد شما
مشرف - مشرفة اجتماعية


 الصورة الرمزية ناهد شما
 





ناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond reputeناهد شما has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: صفد - فلسطين

رد: العيد .. للأستاذ القاص رشيد الميموني

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
العيــــــــــــــــــــــــــد





ظل متربصا قي ركنه المظلم حتى لاح له شبح يمرق من البوابة العريضة ، ثم أمسك بالحجر الناتئ يقلبه في كفه . تسارعت دقات قلبه وهو يتوثب متحينا الفرصة المواتية لإصابة الهدف الذي ظل يمني نفسه بتحقيقه طوال اليوم ، وهو على أحر من الجمر.. منذ اللحظة التي انتزعت منه تلك الورقة الثمينة ، المتضمنة لكل آماله في النجاح والنجاة من شبح الفصل والتشرد.." ماذا لو تغاضى عنها كما يفعل الآخرون ؟.. لكنه أبى إلا أن يغالي في جديته وحزمه ، ليحرمه من حلم راوده وهو ينطلق في الصباح ، مثبتا في إحكام مجموعة من الطلاسم والتمائم التي قبع الليل معظمه في التفنن في تصغيرها وبثها في أنحاء جسده حتى لا تنتبه إليها عيون المراقب بسهولة . لكن وقع المحذور وافتضح أمره ، فضاع كل شيء . وهاهو يرى نفسه قاب قوسين أو أدنى من الفصل بعد أن استنفذ السنوات الاحتياطية . ترى هل كان سيفتضح لو كان أنثى ؟ طبعا لا.. فالمراقب لم يكن ليجرؤ على مد يده لانتزاع الورقة المخفية بين الفخذين .. لماذا يقف له النحس بالمرصاد كما طارد أسرته من قبل ؟.. وهل يكون النزوح عن البلدة والتنازل عن خيراتها فرارا من الجور والبطش والكيد ، وأملا في حياة كريمة ، عديم الجدوى ؟
يتوقف الشبح مترددا قبل أن يصل إلى الرصيف . هل شك في أمر ما ؟..لا يبدو عليه ذلك . إنه يبحث عن شيء ربما نسيه في الداخل . ثم يلمح ابن الحارس يقبل نحوه ويتبادلان بعض الكلمات ويضربان موعدا لدرس خصوصي آخر . رباه.. هل يذهب عناءه سدى ؟.. مهلا ، هاهما يفترقان . إنها الفرصة المواتية قبل أن يلتقيا من جديد . لم يشعر إلا وهو ينطلق نحو الرجل الذي استدار ليدلف من جديد إلى المؤسسة ، ثم يهوي بكل ما أوتي من قوة على الصلعة الملساء . و تتوالى الضربات أعنف فأعنف . وفي كل ضربة يصر على أسنانه متميزا من الغيظ :" خذ.. هذه لإعراضك عن توسلاتي هذا الصباح.. وتلك لتهكم الآخرين وشماتتهم بي ، وأخرى للطرد والعقاب القاسي الذي نلته بسببك.. " وتعود به الذكريات إلى ما قبل النزوح ، فيتمثل له إذلال القائد لأبيه ، وتحرش الشيخ بأمه ، ثم تلسعه صفعات الشرطي عند باب السينما وتؤلمه ركلات المخزني أمام المقهى وهو ينظر بشغف إلى الرسوم المتحركة في التلفاز. فيحس بضنك العيش بين جار يكيد وآخر يسخر ورفاق يحتقرون ، منذ أن باع الأب على مضض كل ما يملك في البلدة واستقرت الأسرة في هذا الجزء النائي من المدينة .
وينتبه إلى يده وهي لا زالت تهوي على شيء لم يتمكن من رؤيته مع حلول الظلام . يقشعر بدنه رغم تنفسه الصعداء ، ويتراجع إلى الخلف مذعورا وينطلق كالمجنون يعدو دون هوادة . يقع وينهض ، ثم يحملق أمامه فلا يتمثل له سوى وجه نحيف ، ورأس أصلع غزاه الشيب من جانبيه، وعينين تنمان عن حزن ومرارة و.. لوم ." ماذا فعلت يا ربي ؟.. أيعقل أن تمتد يدي إليه دون سواه ؟"
تصطدم رجله بقرن كبش.." ليتهم تركونا نستمتع بالعيد يومين آخرين قبل الامتحان .".. لاشك أن أمه الآن تغدو وتروح إلى المطبخ وعينها على الباب ، تنتظره وقلبها يتوجس خيفة . لقد منته في الصباح قبل أن ينطلق إلى المدرسة بعشاء يهيم بلذته .. الشواء واللحم المبخر بالملح والكمون . مثله مثل أبيه الذي يتخيله قابعا يأخذ نفسا عميقا من" السبسي" الأسود ، ثم يرشف من الشاي الذي يقطر حلاوة . كم هي أثيرة لديه هذه الرائحة .. ماذا يقولون الآن ؟.. لا شك أنهم عثروا على الجثة . غدا يقبض عليه . الفضيحة .. والسجن . هل ينضاف إلى رهط من أبناء عشيرته الذين لم يكد يسعفهم الوقت للتباهي بسيارات الجيب الفخمة ومصاحبة علياء القوم حتى زج بهم في الزنازن وفر من نجا بجلده إلى الخارج ؟.. هل يطيق هذا وهو الوديع الذي لم يتشاجر قط مع أحد من أبناء الحارة ؟
و أخيرا يتوقف عند مشارف المدينة المتلألئة هناك . العبقة بدخان الأضحيات . خيل إلــيه أنه يستمع إلى قهقهة الكـبار وصياح الصغار ، منتشــين باللحم ولذة اللحم .. المشوي والمبخر و المحلى ، فيسيل لعابه وينظر إلى الجهة الأخرى . الظلام حالك هناك.. مغارة المسحر . كـم كان شغفه عظيما وحلمه كبـيرا بالمغامـرة داخلها. هل يتحقق حلمه ويقدر له أن ينعزل فيها متواريا عن الأنظار ؟ ولكن إلى متى ؟.. أحس بقشعريرة تسري فــي جسده و أخذ يتمشى الهوينى صوب المدينة التي انبعثت منها أصوات المؤذنين ، تعلو تارة وتخفت تارة أخرى. كأنه يود الاستئناس بالقرب ما أمكن من الدور المتناثرة هنا وهناك . المكان موحش رغم بعض الآثار المتبقية من عظام وقشور فواكه وقنينات جعة .
- أهذا أنت ؟
كاد يغمى عليه لوقع المفاجأة وهو يرى شبحا ينتصب أمامه .
- ألم تعرفني ؟... طالما أعرضت عني ، وها قد هداك الله .
كان ذهنه يفكر في سرعة جنونية . أخيرا قادته رجلاه إلى " الغول" كما يلقبه أبناء الحارة . كم استدرجه مغريا إياه بالمن والعطاء الجزيل مقابل رفقته والقيام بخدمات وجولات هنا وهناك عبر المقاهي المظلمة . لكنه لم يستجب للإغراء .. لقد وقع في فخ . ولن يفلت منه أبدا . انتبه لشبح صغير آخر يتوارى خلف الرجل ، ثم يتقدم . إنه ابن الحارس . ماذا يفعل هنا ؟ لا
شك أنه يعرف كل شيء... لكنه لا يبدو عليه ذلك .
- لقد ذكر الأستاذ فعلتك هذا الصباح . إنه يستغرب...
- أنت تكذب.. لقد.. من قال لك ذلك ؟
- هو بنفسه . ألا تعلم أني قادم للتو من عنده ؟ .. إنه لا يخفي عني شيئا ما دام أبي يجزل له العطاء . اطمئن .. سيغفر لك ذلك . ولكن يجب أن تعترف أن طريقتك في النقل كانت غبية جدا .. أليس كذلك ؟
- أرأيت ؟.. لا خوف إذن على دراستك ، فلم التردد في الانضمام إلينا ؟...
لم يسمع بقية الحديث .الأرض تميد به ، وأنوار المدينة تتماوج أمام عينيه ، والوجه النحيف يرمقه في سخرية . والحجر؟.. و أمه ؟.. و العيد ؟.. والغول الذي أمامه ؟
يتراجع القهقرى قبل أن تلمسه اليد الممتدة إليه مصافحة ، ويجري من جديد . قلبه يسبقه إلى هناك . نفسه تهفو إلى العيد و أنوار العيد ودفء العيد . يتناهى إليه وقع خطوات تتعقبه فيزيد من عدوه . لا يميز بين تلة ومنحدر ، ولا يلقي بالا للأخاديد المنتشرة في كل ناحية بفعل المقالع .
جسده وفي لحظة من اللحظات ، ينسى أنه يجري . أو ربما لا يحس برجليه تحملانه ، فينطلق

زاحفا أو طائرا . وتبدو له الأنوار البعيدة طورا ، والنجوم المتلألئة طورا آخر . ثم يغوص فــي فضاء لا حد له ... ويسود السكون .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من خلال اطلاعي على قصة العيد .... تداعي أفكار أو شريط من الذكريات مر أمامي عندما كنت تلميذة مدرسة , كيف كنا نفرح ونفزع في آن واحد !!!! عندما يأتي الإمتحان ينتابنا الخوف منه هل سينتهي بالنجاح أم بالرسوب و نفرح لأن العيد سيأتي بعد معاناة هذا الإمتحان , هذا العيد الذي يرتبط بأذهان التلاميذ والأطفال على الفور ببعض الطقوس كالملابس الجديدة , العيدية , الرحلات , اللهو واللعب وتناول الحلوى , وأذكر قصة حقيقية حصلت عندما كنا في المرحلة المتوسطة وهي أن تلميذة معنا قامت بغش أثناء الإمتحان , فَضُبِطَتْ من قِبَلْ اللجنة وطردت من الإمتحان أمام الجميع وحرمت من الدراسة لمدة عام وعندما تم التحقيق معها أكدت أنها تريد النجاح لتعمل وتساعد والدها فهم يعيشون حياة الفقر والجوع الخ ... أرجو أن لا أكون قد خرجت عن الموضوع . وما أقصده الآن أن قصة الأستاذ رشيد ليست هي الواقع المغربي وإنما هي واقع كل الدول العربية تقريباً فالقصة عبارة عن لوحات . . الغش في الإمتحان ... وشبح الفصل والتشرد .... وسوء تصرف المراقب الذي يحتاج لدورات تدريبة هو وكثير من المعلمين ..... النزوح عن البلدة والتنازل عن خيراتها ... ولوحات أخرى أثرت النص



. . فالواقع الذي رسمه وصوره الكاتب هو نتاج حال النفس البشرية حين تصبح دمية في يد القدر , فنقل التلميذ من مدرسة إلى أخرى يسبب له حالة نفسية فكيف به وهو يغير حياته كلها بنقله إلى مكان آخر بعيد عن المدينة حيث اختلفت لديه مقومات الحياة , أحياناً هناك نقاط بالقصة ... من كلمات وصور تشمل على طلسم مغلق يصعب استكناهه يتطلب من القارئ ثقافة واسعة لاكتشاف معاني مضمون هذا النص القصصي ومخفيات دلالاته أرجو المعذرة , فهذا ما استنتجته ....


وكما تفضلت الأديبة هدى أن هذه القصة فعلاً رسالة تحذير للمعلمين


فالمعلم مسؤول مسؤولية كاملة عن اكتساب ثقة طلابه , قد يعرف المعلم عن طلابه أشياء كثيرة لا يعرفها أولياء أمورهم , وقد يبوح الطالب بأسراره ويعرض عليه التي قد لا يستطيع أن يناقشها مع شخص آخر إذا وثق في معلمه ومعرفة بعض الأمور عن الطالب وأسباب مشكلاته يسهل عليه كثيراً التوصل إلى حلها ويؤدي إلى الإرتقاء بالمستوى التحصيلي للطلاب .
والمعلم مسؤول عن حفظ هذه الأسرار وعدم نشرها , كل ذلك يؤدي إلى زيادة ثقة الطالب بمعلمه وهذا نفتقده في أكثر المدارس 0كذلك على المعلم أن يعامل الطلاب معاملة عادلة وأن تكون علاقته بهم علاقة أبوية أو أخوية ولا يحابي أحداً منهم على حساب الآخر ويحل كل مشكلة على حدة



الأستاذ رشيد / أنا أستمتع كثيراً بقراءة كل ما تنشره في منتدى نور الأدب وخاصة القصص , برغم تقصيري في التعليق على أكثرها


دمت بخير




توقيع ناهد شما
 
سأنامُ حتى ساعة القلقِ الطويلِ وأفتحُ العينينِ من أرقٍ
يدي إنْ أقفلتْ كلّ الأصابع كي تشدّ على السرابِ
أعودُ مقتول الشروع بغسل أحلامي الصغيرةِ
كم تمنيتُ الرجوعَ إلى الطفولةِ يافعا ويردّني
صوتُ ارتطامي بالزجاج المستحيل على المرايا
أشتري منكمْ صلاتي فامنحوني ما تبقـّى من زمانٍ
وامنحوني كأسَ أحلامٍ تشظـّى في الظلامِ
عبرتُ نحوي كي أردّ قميص وقتي للزمانِ
فتهتُ في وجع النخيلِ ولمْ أنمْ إلا قليلا ..
الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق
ناهد شما غير متصل   رد مع اقتباس