عرض مشاركة واحدة
قديم 17 / 05 / 2009, 24 : 09 PM   رقم المشاركة : [19]
هيثم الشيمى
كاتب نور أدبي

 الصورة الرمزية هيثم الشيمى
 





هيثم الشيمى is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: أيها الفتى الأندلسي - في ميزان النقد للأستاذة نصيرة تختوخ

لأن للعمل خاطرة فأنا لا أملك فيها النقد لتواضع معرفت بخبايا الخواطر ،ولكن اسمحى لى أستاذة نصيرة أن أزاحم المتواجدين برأى ليس سوى رأى قارىء ....

لا أدرى لم أشعروكأن الخاطرة حملت حوارين أحدهما ظاهر والثانى متوار ... كما أرى أن تمهيد النص مخادع ، فقد انقلب موضوع النص بعد أسطر معدودة ، ويمكن القول أن النص بدأ بهجوم من الفتاة وأراها ترمز للوطن على الفتى الذى كان يحمل صوت الكاتبة ولكنه كان صوتاً مخفياً ...

وتبدأ الخاطرة بقول البطلة

لست فتى أندلسيا ،أعلم ،لكنك تشبه ذاك الفتى الأندلسي الذي عبر البحر ومضى يجوب بلدانا وصحارى باحثا عن غده.

وهنا يجب أن نتوقف لنراجع صفات بطلالخميائى دون تاهل منا للرؤية النهائية له بالقصة .... وتلك الصفات يمكن تلخيصها فى أنه شخص أندلسى سافر اثر رؤيا ألحت عليه _ولم يكن محب للترحال قبلتلك الرؤيا _ ودار بلدان كثيرة باحثاً عن كنز اكتشف بالنهاية أنه موجود بالأندلس نقطة البداية.... أى أنه ليس محب للترحال لكنه دفع لذلك برؤيا ضيقة منعته من رؤية الكنز المجاور له بالكنيسة المهجورة ...

وهنا تهاجم البلد المهاجر باحث عن ثروة هى موجودة بموطنهم ، ناعتة إياه بالتشابه مع الفتى الأندلسى فى ضيق الأفق ....

وهنا يأتى دور الحوار الخفى الذى تحدثت عنه وقد تخيلت أن الفتى أجابها

إن كنت أشبه الفتى الأندلسى فى ضيق أفقه فهل أنت تشبهين الأندلس فى احتوائها على الكنز ......

وهنا كانت نقطة انقلاب الخاطرة التى تحدثت عنها فقد تحول اتجاه الفتاة تماماً من النبرة الهجومية إلى النبرة الدفاعية فبعد أن قالت بثقة ...

كلما اقتَرَبْتَ مني رأيت في عينيك البريق ذاته وبدت لي طفولتك مرفرفة كفراشة في حدائق إشبيلية؛
حنينك يلف روحك كطيف شفاف وتأبى أن تجعل منه وثاقا يقاوم الترحال ، لكن معي أراك تحط الأمتعة وتستأنس لِلْقاء


تقول

أيَرَاني غجرية تأخذه إلى رُبى برائحة زهر البرتقال و خضرة الزيتون؟ أم يجد فيَ أنوثة أثمرت كنخلة غير آبهة بفراغ الصحراء؟


فتتحول إلى الدفاع عن نفسها

أيًّا أكن ليس قلبي كنزا بل صندوقا فارغا وإن فتحته بمشيئتي أو خلسة لن تجد مايدعو للمجازفة؛ امتدت أيادي الأيام قبلك وسلبت ونهبت

أشاء أن آخذك لأحضان المتوسط مع تشكيلة وجبات غنية وأصوات منبعثة من مرتفعات تراقب التاريخ

، ذلك الدفاع الذى يقودها إلى الحيرة فى النهاية والإعتراف بأن الواقع الحاضر يجبر الفتى على الهجرة
لكن الوقت يعيدنا إلى المكان و الواقع

. وتنتهى الخاطرة بتلمس العذر للمهاجر مع تمنيات بمصاحبة السلامة له ....

فأضع بين شفاهي ابتسامة لتبحر إلى شفاهك وآمل حين نفترق أن لَيْلَكَ سيمر دون عويل رياح الوحدة الموحشة.

ورغم ذلك تبقى البلد على يقين أن حنينه إليها لن ينطفىء مادامت حمل من الكنوز المحسوسة وغير ملموسة ما سيدفع الفتى دائماً إلى التفكير بها ...

آمل أن تزورك نسائم الخزامى البنفسجية التي سألتني من أين أتت لتسكن راحتيّ فلم أجبك وقلت إن الأسرار تفتح شهية الخيال ولم تسمع البقية, همستها لنفسي فقط :

"الأسرار تفتح شهية الخيال وأنا أحب أن يظل خيالك معي حيا وصاحيا."

بغض النظر عن تلك القراءة فالنص يحتمل له قراءات عدة كأن تكون حبيبة نخاطب حبيبها ، أو حبيبان نضب عشقهما مع الأيام ... كل ذلك التنوع يدلعلى جمال النص وروعته ، غير روعة الأسلوب والتشبيهات ....

ولأنى أبحرت بعقلى فوق أمواج لا أعرف خباياها أتمنى ألا أكون قد أبحرت إلى شاطىء لم تبلغه أمواج خاطرتك ...

دامت لنا أعمالك
هيثم الشيمى غير متصل   رد مع اقتباس