رد: مشكلتي كرهي للرجال وسببه قساوة والدي وزواج الشخص الذي أحببته
بسم الله الرحمن الرحيم
كراهية الأبناء للآباء تكون غالبا نابعة من تصرفات لا تليق بهم كآباء لهم حقوق وواجبات . ومن بين هذه التصرفات ، العنف .
و حين نتأمل أي عنف مسلط من الآباء على أبنائهم بصفة عامة نجد أن الأسباب متعددة .
لكن عن أي نوع من العنف نتكلم ,
هل هو العنف المادي ؟ أي العقاب الجسدي و الحرمان من كل الاحتياجات .
أم يتعلق الأمر بالعنف المعنوي ؟ أي الهجر أو الحرمان من عاطفة الحب و الحنان وكذا الإهمال وعدم الاهتمام الكافي .
العنف قد يأتي من الأب أو من الأم أو من كليهما ، لكن من المؤكد أن هذا العنف يمت بصلة إلى الظروف المعيشية التي يعيشها الزوجان و إلى العلاقة الزوجية ذاتها ..فنجد أن البيوت التي ينعدم فيها الود و تطغى فيها الخلافات ، لا تخلو من عنف تصيب شظاياه الأطفال . وقد يكون هذا العنف نوعا من الانتقام المتبادل بين الزوجين فيشكل بذلك تنفيسا لأحدهما أو لكليهما .
ومن البديهي ان ينعكس هذا العنف بشقيه على نفسية الأطفال ، فيكبرون وقد عشش الحقد في أنفسهم .. وقد تكون الفتاة أكثر حساسية لطبيعتها الأنثوية الرقيقة وارتباطها الوثيق بالأب قبل الأم رغم ما يجمعها مع والدتها من علاقة متميزة . فالمثل العربي الذي يقول :"كل فتاة بأبيها معجبة" له دلالات و مغزى .
أعتقد أن هذا الحقد و هذه الكراهية قد يندثران مع مرور الزمن ، لكنهما ، طبعا ، يتركان ندوبا يصعب التئامها خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالهجر ..
فهناك قصص كثيرة عن أزواج وزوجات هجروا أسرهم لعيش حياة زوجية أخرى تكون المقارنة مؤلمة بينها وبين الأولى .. إذ غالبا ما نجد الأفضلية و الامتياز بشقيه المعنوي و المادي للحياة الثانية.. وهذا ما يجعل من الصعب بمكان نسيان الماضي و تتأصل العداوة أكثر فأكثر ..
وقبل أن أختم ، أود الإشارة إلى التجربة العاطفية لهذه الفتاة التي تعلق قلبها بشخص لا يعيرها أي اهتمام .. ربما يكون هذا بحثا عن حب يعوضها حرمانها .. وبذلك فإن عاطفتها لا تخضع لعقل أو منطق .. المهم أن تحب وتجد من يحبها .
تحياتي .
|