[ميساء البشيتي]

[frame="15 98"]

أقصى ... الآلام

صمت ..صمت .. صمت .. رائحة الصمت تفوح من كل مكان .. من داخل الأقصى .. من أعلى القبة .. من أدنى سور الحرم .. من كل المدن والمساجد .. من كل بقعة في بلادي تفوح رائحة الصمت .

من قتل الإحساس فينا ؟ من جرعنا الهموم حتى أثملتنا ! من اخترق كل شرايين الثقة فمزقها ؟ من تركنا جثث هامدة لا تفوح منها سوى رائحة الصمت ؟ من نقل القبور إلى هنا ؟ ومن دفن فيها كل ما نملك من عروبة ونضال ومن عقيدة وإيمان ؟ من فككنا وبعثرنا في كل الأركان ؟

الأقصى يبكي .. يبكي أهله وناسه .. يبكي مسلميه وحجاجه .. يبكي مصليه وزواره.

منذ متى هنت عليكم ؟ منذ متى لم أعد قبلتكم ؟ وهل يهجر المسلم قبلته ؟ وهل صمتكم هذا إلا هجران ؟

هبوا إلي .. أنا أناديكم .. أنا أستغيثكم .. جدراني تستغيث .. أعمدتي تستغيث .. أروقة المصلين تستغيث.
كلنا نناديكم ..كلنا نستغيثكم .. كلنا نستصرخكم ..عودوا ..أفيقوا .. توحدوا .. أنا أقصاكم ..أنا قبلتكم .. رمز عروبتكم وطهارتكم .. لا تتركوهم يدنسون الأقصى .. لا تتركوهم يدمرون الأقصى .. شدو الرحال إليه .. وإن ينصركم الله فلا غالب لكم .

[/frame]

هوالصمت .. أقسى أنواع المعاناة .. الصمت .. اللامبالاة .. عنوان الخنوع والاستكانة للواقع المذل المشين .
صرخة مدوية أخرى تنبعث من حنجرة الأقصى على لسان سليلة الأقصى .
تنوع الخطاب يتكرر هنا .. من غائب "هو" - أي الأقصى - إلى "أنا" .. دائما الأقصى .
في الخطاب الأول نصغي إلى صيحة الكاتبة وكأنها تحوم حول الأقصى ذودا عنه في وجه الهمجية مستثيرة نخوة المتقاعسين والمتخاذلين وصابة جام غضبها على الأعداء والخونة .
في الخطاب الثاني تنتقل الصيحة إلى لسان الأقصى نفسه .. لكن روح وصورة سليلة الأقصى - الكاتبة - لا تندثر .. هي هناك في كل صرخة وصيحة واستغاثة ..
بارك الله فيك و في نخوتك وأصالتك

أخي الكريم رشيد حسن

اهلا بك اخي رشيد ومرحبا

صرخة جديدة من صرخاتي التي أصرخها كلما

داهم الأقصى خطر وكلي أمل أن تجد صرختي

آذان صاغية في محيط الصمت القاتل .

شكرا رشيد لهذا الثناء الدافيء والمرور الكريم

واتمنى لك كل الخير والسعادة.