عذرا ً سيدتي ومولاتي
عذرا ً أمي .. عذرا ً سيدتي ومولاتي ..
عذرا ً يا أمي لأنني في هذا اليوم لا آتيك محملة بباقات الورد ..
لم أكتب فيك شعرا ً ولا نثرأ ..
لم أرسل مع الحمام الزاجل إليك زهور قصائدي مغلفة بأريج القوافي ..
عذرا ً يا مولاتي ..لأنني في هذا اليوم لا أحمل إليك إلا قلبي المسكون فيك وألبوم الذكريات ..
نار الوجع بقلبي تهب هبات ٍ هبات .. لا يطفىء نيرانها إلا صورة لك على غلاف قلبي تدعو لي بالمسرات ..
لم أجد حولي أحدا ً يستطيع أن يقرأ معي ألبوم ذكرياتي ..
ليس سواك أنت مولاتي من يجيد قراءة همي وتصفح ألبوم عمري على تلك الشرفات ..
الصورة الأولى .. هناك تحت ظلال ليمونتنا العتيقة ..
همست بأذني أن أتناول سرا ً قطعة من الحلوى لأنني سمعت نصيحتك ولم أقتح باب الدار وأنظلق كعادتي أعانق جدران الحارات ..
مذاق الحلوى لا زال شهدها يسيل مع لعابي ورائحة الليمون ما زالت تتسلل كل ليلة إلى أنفي ..
تعانقني وتدعوني أن أقطف ليمونها وأعصره في قلبي فأشفى من الوجع ..
من المرض .. من القهر .. من ضربات الزمان ..
الصورة الثانية .. مدرستي وحقيبتي التي كانت تعج بقصص ملونة ودمية جميلة ضفائرها بلون الذهب ..
لا تشبهني .. لكنها تشبه تلك الأيام .. ودفتر صغير أخط عليه الحروف .. ماما .. بابا .. دار .. قدس ..
ما أجملها وما أبعدها الآن من كلمات ..
الصورة الثالثة .. ملعبي .. أركض إليه خلسة حتى لا تضبطني وأنا أتسلل عيناك ..
شقية كنت .. تلك كانت شقاوة البنات ..
أحضن أرض ملعبي .. أتعلق بأرجوحة ترفعني إلى السماء وحين أمد يدي لألمسها
أجدني أعانق الرمال تحت أقدامي وأتوه في سفراتي نحو السماء والرمل ولسع الخطوات ..
الصورة الرابعة .. ساحات الحرم .. تكاد تخلو إلا مني ومن شقاوتي التي ترافقني كظلي ..
لا باب يوصد في وجهي .. أفتح كل الأبواب .. أفتش في معالمه جيدا ً .. عم َ كنت أبحث .. لا أعلم ؟
كل ما أعلمه أن ساحات الحرم ودرجاته كانت تنتظرني كل صباح ومساء ..
الصورة الأخيرة .. دار جميلة .. جنود مدججون بالأسلحة والظلم ..
حقائب سفر على الباب ودموع تسيل بصمت مهيب ونظرات بقيت هناك على الجدران
وزفرات من شجرة الليمون وتنهيدة حارة تبكي على أوراق الياسمين
وقلب أختبأ هناك في فراش الطفولة رفض أن يغادر ..
قلبي هناك يا أمي ومولاتي وألبوم الذكريات يشهد عليّ ودموعك التي ما جفت في نهار ..
قولي سنعود ..
قولي سنعود وأقلب الصفحة وأزرع الورد في كتاب الأحلام ..
قولي سنعود يا أمي ومولاتي ..
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: عذرا ً سيدتي ومولاتي
......وتتلون حقائب السفر بأمنيات اللقاء
وأحلام العودة إلى حضنها
بين ذراعي دعواتها نغفو
ننسى الكون
ونتدثر حنانها
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: عذرا ً سيدتي ومولاتي
عشنا معك ميساء و أنت تقلبين صفحات ألبومك على إيقاع همساتك الملتاعة إلى أمك .. وجبنا معك طفولتك و هي تلهو و ترتع في جنبات القدس .. عشنا ذكرياتك و نهابة ذكرياتك المفعمة بألم الفراق و الرجيل ..
كلمات تنبع صادقة من قلب نابض بحب الأم و الوطن ..
دمت متألقة ..
كاتب نور أدبي يتلألأ في سماء نور الأدب ( عضوية برونزية )
رد: عذرا ً سيدتي ومولاتي
بوحك يهدله اليمام على الشرفات و القباب في بيت المقدس.
صورٌ و ذكرياتٌ ما زالت ترفرف صعوداً بين الغمام فوق مأذن الحرم و أبراج القيامة.. باقية حيّة نابضة، لم يطلها النسيان.
دمت مبدعة ميساء.
السلام عليكم
عزيزتي ميساء الحبيبه لو تعلمين كم تبكيني هذه الكلمات
كلما مر الزمن نشعر بغربة اكثر ... اينما كنا وصرنا !!
اقول هذا لانني ......... فلسطينية الهوى
سلمت يداك وعوفيت وبوركت
ولا حرمنا وجودك الغالي
اجمل تحيه
الغالية ميساء
مساء الخير ، كلمات كمنثور الياسمين في طفولة تعبق بذكريات الأيام الحلوة عست معك لحظة بلحظة واستمتعت بعبق الماضي ، ومدرجات الحرم تستنجد أغيثوني من أقدام تجترأ على قدسيتي ،نص رائع جدا أختي العزيزة مبهرة دائما وندعو الله أن يزيل الكرب عن أقصانا
دمت
فاطمة يوسف
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
عشنا معك ميساء و أنت تقلبين صفحات ألبومك على إيقاع همساتك الملتاعة إلى أمك .. وجبنا معك طفولتك و هي تلهو و ترتع في جنبات القدس .. عشنا ذكرياتك و نهابة ذكرياتك المفعمة بألم الفراق و الرجيل ..
كلمات تنبع صادقة من قلب نابض بحب الأم و الوطن ..
دمت متألقة ..
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الخطيب
بوحك يهدله اليمام على الشرفات و القباب في بيت المقدس.
صورٌ و ذكرياتٌ ما زالت ترفرف صعوداً بين الغمام فوق مأذن الحرم و أبراج القيامة.. باقية حيّة نابضة، لم يطلها النسيان.
دمت مبدعة ميساء.
اخي العزيز عبدالله
كل يوم يمر علينا يا عبدالله يتجدد الوجع وتتسع مساحة الجرح