أوراق مستهلكة
على باب المحطة الأخيرة من محطات العمر وقفنا .. أنا وأنت وبقية هذا العمر ..
نحاول أن نلتقط بعضا ًمن أنفاسنا المتهالكة إثر جريها الدؤوب خلف قطار السنين دون جدوى ..
نحاول تثبيت أقدامنا على آخر محطة من محطات العمر قبل أن يرحل قطارها دوننا ..
قلتُ لك ذات يوم حين كنا نمشط جدائل التاريخ ونشكل ورودنا على ظفائره ونزرع أزهار عمرنا على خاصرته ..
هل سيفهم التاريخ لغة الحب هذه ؟
هل يقرأ التاريخ لغة الحب ويشمّ رائحة الورود التي نهديها له ؟
وكعادتِكَ حين تزرع التفاؤل على شرفة عينيك وترويه دمعا ً سخيا ً لا يذرف إلا لأجل الوطن .. قلتَ لي ..
هذا التاريخ لنا ..
أنا وأنت ِ نضع له الفواصل والنقاط ليقف عندها .. ليستدل على وقع خطانا .. ليلحق بنا بعد أن أخفقنا نحن ..
وتاهت منا خطانا وتشتت على مرافىء الانتظار .
كعادتك متفائل ..
لا تبكي إلا لأجل الوطن ..
تحتضن دموعي بين كفيك وتهمس لي .. سيكون لنا في يوم وطن ..
سيكون لنا وطن .
وتقول لي .. وتعيد على مسمعي ..
هذا هو كتاب التاريخ .. دعينا نعبر حروفه معا ً .. هنا كان لنا بيت قديم ..
لم يبق منه شيئا ً ..
لكنّي وضعت لهم علامة استفهام .
هنا يا حبيبتي كنا أنا وأنت ِ نداعب موج البحر حين كنا صغارا ً .. في سن الحب .. كان البحر رفيقنا وكان الشاهد الأوحد على حبنا ..
وهنا يا حبيبتي أيضا ًوضعت لهم علامة استفهام ..
هنا كانت مدرستك .. كنت أنتظرك على بابها .. أحمل عنك حقيبتك بينما كنت تلهين بقطف أوراق الوردة ..
ويا لثورتك وكيف لي أن أهدئها إن أخطأت أوراق الوردة وقالت .. لا أحبك ..
هنا أيضا ً وضعت لهم علامة استفهام ..
وهنا ..
انظري جيدا ً إلى هنا ..
فكتاب التاريخ لا زال يحمل أثرا ً منها ..
هنا تلقينا أول درس بالتاريخ عندما فغرت فاك من الدهشة .. لكنني طمأنتك في حينها أننا نحن فعلا ً من كان ينحني لهم التاريخ ويقبل أياديهم ..
وهنا يا حبيبتي وضعت لهم ..
ولنا ..
ألف علامة استفهام .
يا حبيبي ..
يا رفيق العمر ..
يا ابن هذا الوطن الحلم ..
قلتُ لك ..
لن يقرأ التاريخ لغة الحب هذه ..
نحن أوراق مستهلكة لن يقرأها التاريخ بعد اليوم .. دعنا يا رفيق العمر نعاود الركض خلف قطار السنين ..
قد نلحق المحطة الأخيرة قبل أن يرحل قطارها دوننا ..
دعنا نلحق محطة الأوراق المستهلكة قبل أن ترحل دوننا .
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
رد: أوراق مستهلكة
الرائعة ميساء
لستما اوراقا مستهلكة بل اورق نابضة بالحب والطهر والسحر والجمال اوراق يسعى اليها التاريخ ليتدثر بها
جميلة هذه الخاطرة المغلفة بنبض القلب وهوى الوطن
لك كل محبتى وتقديرى
الصعب في كل الحكاية أن يكتب التاريخ دون صفحات مشرقة كافية وأن لايتوقف قطار العمر في تلك المحطة التي تتوقين لها لكنك تبقين جميلة بوفائك وطفولتك المسافرة معك.
تحياتي
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: أوراق مستهلكة
مرور السنين يستهلك من عمرنا .. وتمر محطات تختلف كل واحدة عن الأخرى .. تختلف في حلوها و مرها .. لكن يبقى الشيء الرائع هو أننا نستطيع استحضار ما فاتنا من لحظات السعادة بفضل ماتختزنه ذاكرتنا من أشياء جميلة .. هي الذكريات .. ننفس بها عن أنفسنا ..
ميساء .. يبقى بوحك دائما يزخر بذاك الوهج الذي لا ينطفئ ..
دمت متالقة..
مع الاسف سنظل دائما اوراقاً مستهلكة
ابتسامات باردة علي هامش التاريخ
وسنظل ننقب وننقب..في جوارحنا
وبين دهاليز أرواحنا..عن ظلٍ نحتمي به
من عُهر الزمن
في تناغم شرس ..وتحالف مقزز
مع طحالب التغابن..والضعف الروحي
سنظل نبكي صفحاتاً مترهلة من كتاب التاريخ..
ألفناها وألفتنا..
حتي اصبح يوم عابس ..ركلناها بنعالنا
وما يجدي نفعا...ياأختاه
وقد ضاق بنا المكان..وانحشرنا كلممٍ في زواياه
تغتالنا معالم الهلع..والسكون المفرط
ونُتهم بالشروع في خنق الحياة..
وكرها تبنينا مسئولية الهجوم الدامي
علي حقول الزيتون..وبساتين الياسمين
هناك..حيث رأونا..والدماء تنهش ايدينا
وما تلك سوي دماءنا ..
كنا نبحث عن شوكةٍ تغتال حلا الياسمين
او أضغاث حشائش..تجتاح جمال الزيتون في أعينهم
وما علينا يااختاه...
فشعورنا بالظلم قد تبلد..
واعتدنا أرتياد الأنفاق..والحبو في مناكبها
وهم في الأعلي..يمتهنون الخيلاء
والرقص في المقابر..وغزل السمراء
علي قلوبهم أكنة..فلا فيهم عزاء
انتهي الحساب..وصفحاتنا المترهلة لن تعود..
لن تعود..لن تعود
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميساء البشيتي
أحبائي
هذا الرد وصلني من زميلة عزيزة على قلبي
الأستاذة الشاعرة غادة البشاري
نعم .. أوراق مستهلكة
الي أختي الغالية..ميساء
مع الاسف سنظل دائما اوراقاً مستهلكة
ابتسامات باردة علي هامش التاريخ
وسنظل ننقب وننقب..في جوارحنا
وبين دهاليز أرواحنا..عن ظلٍ نحتمي به
من عُهر الزمن
في تناغم شرس ..وتحالف مقزز
مع طحالب التغابن..والضعف الروحي
سنظل نبكي صفحاتاً مترهلة من كتاب التاريخ..
ألفناها وألفتنا..
حتي اصبح يوم عابس ..ركلناها بنعالنا
وما يجدي نفعا...ياأختاه
وقد ضاق بنا المكان..وانحشرنا كلممٍ في زواياه
تغتالنا معالم الهلع..والسكون المفرط
ونُتهم بالشروع في خنق الحياة..
وكرها تبنينا مسئولية الهجوم الدامي
علي حقول الزيتون..وبساتين الياسمين
هناك..حيث رأونا..والدماء تنهش ايدينا
وما تلك سوي دماءنا ..
كنا نبحث عن شوكةٍ تغتال حلا الياسمين
او أضغاث حشائش..تجتاح جمال الزيتون في أعينهم
وما علينا يااختاه...
فشعورنا بالظلم قد تبلد..
واعتدنا أرتياد الأنفاق..والحبو في مناكبها
وهم في الأعلي..يمتهنون الخيلاء
والرقص في المقابر..وغزل السمراء
علي قلوبهم أكنة..فلا فيهم عزاء
انتهي الحساب..وصفحاتنا المترهلة لن تعود..
لن تعود..لن تعود
اختي الحبيبة أستاذة غادة البشاري
بداية أشكرك على هذا الإهداء الرائع والجميل
عزيزتي
في الماضي حين كنا تلاميذا ً صغارا ً على مقاعد الدراسة وعلى أبواب المستقبل الواعد .. كنت أعتبر كتاب التاريخ كتابا ً مقدسا ً .. كنت قبل أن آوي إلى فراشي كل ليلة أضع كتاب التاريخ تحت وسادتي .. كان من الصعب عليّ أن أتنقل بدونه .. أحببت التاريخ وتأثرت به جدا ً .. كنت أطمح وأحلم بهذا التاريخ .. كنت أرى نفسي فارسة تشق عباب التاريخ وتحمل الراية .. راية الآوائل العظماء .. كنت أتخيل نفسي أحمل هذه الراية وأجوب بلاد المشرق والمغرب والتاريخ يرفرف عاليا ً على أبواب السماء .. التاريخ مزهو بي وأنا أفتخر بمرافقته ..
بعد أن كبرنا وغادرنا مقاعد الدراسة وأصبحنا نخوض غمار المستقبل .. أخذت النكسات ترف علينا كأسراب الحمام .. نكسات نكذبها ..نكسات ندحضها .. نكسات نصدقها .. نكسات نتعاطف معها .. نكسات نتذمر منها ..
ولكن اليوم وبعد استعراض شريط الحكاية من بدايته للنهاية وجدت أننا كنا نبحر في رحلة طويلة من الهزيمة .. لذلك رفعت عني عباءة الحلم وتنحيت عن الراية لأنها لم تعد لي وجلست أرقب بحسرة المشرق والمغرب وهما ينطويان كفصلين ذابلين من فصول العمر ..
ربما بقي التاريخ يعانق بوابة السماء لكن نحن لم نعد من رفاقه .. لم نعد يا غادة من رفاق التاريخ ..
نحن مجرد أوراق مستهلكة ..
شكرا غادة .. دمت بمحبة ..
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الحافظ بخيت متولى
الرائعة ميساء
لستما اوراقا مستهلكة بل اورق نابضة بالحب والطهر والسحر والجمال اوراق يسعى اليها التاريخ ليتدثر بها
جميلة هذه الخاطرة المغلفة بنبض القلب وهوى الوطن
لك كل محبتى وتقديرى
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نصيرة تختوخ
الصعب في كل الحكاية أن يكتب التاريخ دون صفحات مشرقة كافية وأن لايتوقف قطار العمر في تلك المحطة التي تتوقين لها لكنك تبقين جميلة بوفائك وطفولتك المسافرة معك.
تحياتي
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
مرور السنين يستهلك من عمرنا .. وتمر محطات تختلف كل واحدة عن الأخرى .. تختلف في حلوها و مرها .. لكن يبقى الشيء الرائع هو أننا نستطيع استحضار ما فاتنا من لحظات السعادة بفضل ماتختزنه ذاكرتنا من أشياء جميلة .. هي الذكريات .. ننفس بها عن أنفسنا ..
ميساء .. يبقى بوحك دائما يزخر بذاك الوهج الذي لا ينطفئ ..
دمت متالقة..