[ميساء البشيتي]

أقسمتُ أن أبدأ النهار بك ومعك
وأن تكون رفيق فنجاني ورفيق صباحي
وأن لا يحتل موائد الصباح غيرنا
وأن تتوقف العصافير عن الغناء لتسمع شدونا
وأن أكتبك حرفاً حرفاً
وأن ترسمني على جبين أيامك
وأنا ألون أيامك بالفرح
وتلون بالسعادة أيامي
وكنتَ عند قسمي ويميني
فشكراً لك لأنك كنت أول نهاري .

[ميساء البشيتي]

لست طماعة يا صباحي
لكني لا أجد مذاقاً للصباح من دونك
أنتَ من يعطي الأشياء مذاقها الحقيقي
أنتَ من يعطي الصباح ضياءه
لا .. لست أهواك عن بعد
لكني كالفراشة أحب الضوء
وأدور من حوله
لكني أخشى الاقتراب
لأنني أخشى الاحتراق

[ميساء البشيتي]

لا تأتي .. ولا تذهب ..
كالحماقة تتأرجح على الباب ..
ماذا لو أهديتك هذا الربيع حماقة صغيرة ..
هل تغضب ؟
وأنت يا سيد الأبجدية العذبة
وسيد من شكل الياسمين على رؤوس الحسان
ماذا لو أهديتك حماقة صغيرة
كتلك التي كنت تهديني إياها كل صباح
هل سيهتز عرش كبرياءك
أم عليّ فقط أن أمسح الحماقات
ومع ذلك أنا على شرفة الانتظار
يا سيد الأبجدية
يا سيد الحماقات

[ميساء البشيتي]

وتبقى في الحلق غصة
كلمة تراود نفسها الثكلى
كلمة تتدحرج مع كل نفس من أنفاسي المتعبة
كلمة تريد أن تفرَّ من قلبي إليك
ولكن دائماً هناك عاصفة جديدة تمطرنا بمسافات أخرى للبعاد
هل بقي طريق في الطريق
هل بقيَّ لنا بعض من انتظار
أم أن الانتظار ملَّ منا ورحل
والكلمة في جوفي تراود نفسها المعذبة
أن تفرَّ إليك قبل أن يكسو الضباب
ما تبقى من الطريق
بقيت كلمة عالقة في مفترق الطريق
" وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان "
وحدها الكلمة تبقى مثل زهر ......

[ميساء البشيتي]

دعنا نلملم خيوط الوقت
ضاع الكثير
وتمزقت صوراً كثيرة وجميلة
واحتل الضباب ما بقي لنا من صور
ومع ذلك سأضيء لك شمعة في هذا الظلام
أنا سأبدد هذه العتمة التي فرشتها أنت على صباحاتي
أنا سأزيح ستائر العتمة
وسألملم معك ما تبقى لنا من خيوط الوقت
ولا بد أن تعرف أشعة الشمس طريقها إلينا
ولا بد أن تشرق يا صباحي .

[ميساء البشيتي]

مساء عاصف
وسماء لا تحمل بطياتها إلا الغبار
وليل أخذ يرخي سدوله على المكان
وأنا أخرج من بين الظلام
لا أحمل إلا صورة لك لا تفارق الخيال
لا يهم إن مضى دهر لم نحتسِ قهوة الصباح معاً
لا يهم إن مضى دهر لم توشوشني كلمات تليق بذلك الصباح
ما يهم الآن أن تكون بخير
وألا تنال منك شيئاً هذه الرياح العاصفة
وأن تبقى كما أنت رجل الابتسامة العذبة
ورفيق فنجان الصباح .

[ميساء البشيتي]

يحملني الشوق إليك
لكن ما يؤخر وصولي إليك هو
سؤال وجواب وحيرة لا تعرف لها نهاية
مسافات لا أستطيع أن أطويها وحدي
ولا أستطيع تجاهل وجودها بينك وبيني
ومع ذلك حين أراك تحت النافذة
يشتاق قلبي ويطير إليك
ولكن يبقى هناك سؤال واحد ينتظر الإجابة
هل أحببتها ؟

[ميساء البشيتي]

جميل أن نطلق العنان للقلم
كي يتبختر بزهو فوق الورق
ويرسم أحاسيسَ عذبة
ويخبِّر الأحبة عنا
ولكن الأجمل ألا نضيع العمر
نرسل
ونتلقى
رسائل على ورق
آن الأوان لهذا القلب أن يهدأ
آن الأوان لهذه النفس أن ترتاح
اكتب كما تشاء
الرسائل تبقى حبراً على ورق
حضورك هو الأجمل

[ميساء البشيتي]

فوضى عارمة تجتاجني
كنتَ وطني ..
واليوم أنا مشردة .. بلا وطن يأويني .
كنتَ بوصلتي في الحياة ..
واليوم أنا تائهة في الدروب ..
لا أعرف شمالي من يميني .
كنتَ السعادة والحب والآمان والدفء والبسمة
هل تذكر البسمة ؟
كنتَ أنتَ بسمتي
واليوم أنا وحدي .. أطرق أبواب الغرباء !
لا تنظر إليَّ ..
لا تنظر إليَّ من خلف الأيام ..
أنا على أبواب الغرباء ...
وحيدة .. غريبة .. حزينة ..
لكنها هكذا أضحت ليَّ الحياة .

[ميساء البشيتي]

عُد لي قيساً كي أعود ليلاك !
كم يوجعني هذا الشتات
كم أكره الفوضى التي تعتريني
لكنك أنتَ من اختار
وأنا لن أكسر إرادتك
ولن أعصي هذا الاختيار
لكني أتمنى بصدق ألا تكون قد احترقت بهذا الاختيار
غرقت أنا .. ولكن لا ضير
أستطيع أن أرسو على برِّ الآمان
أما أنتَ فاستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه عند أحد
وتذكر أنك دفعتني بقوة نحو الخيار
وبيدك التي أحب أوصلتني إلى محطة الوداع
الوداع يا أجمل قلب
الوداع ....