سترحل كما اشاء انا ... ! وستعود الى أزهارها ... وطيورها ... والبحر ...
ان استطعت أن تعزلي الندى عن الورود ... والعبير عن الزهور ... والتغاريد عن الطيور ... والقلب عن ثنايا الروح بالجسد ... والنور عن النجوم ... وامواج البحر عن عودتها ... فارحلي ...
ان كنت منارة الروح ... وميناء القلب ... وملاذ الفكر ... وأصبحت منارتي مطفئة وقلبي اطلال خاوية وفكري بشتات عنك ... فارحلي ...
ان تحول بلسم حبي لك الى سموم قاتلة بجراح دائمة ... فارحلي ...
ان كان حبي لك كهدوء البحر ... وتعتقدي الحب ساكن بلا عواصف عاتية احيانا ... وأمواج صاخبة ... فارحلي ...
لن يكون للورد شكل بلا أشواكه ... ولن يكون للصبر حلاوه دون أشواكه ... ولن يكون للوز الحلو طعم بلا مرارته ... وان كان قلبك حقيبة سفر وبيدك مفاتيحه ... فارحلي ...
عرفتك قبل مولدك بسنوات ... وانتظرت سنوات ... لاجد قلبك ولاعرف فكرك ... لاقابل ملامح من جسدك ... ولصرخة جارحة وصلك صداها ... ان ترحلي ... سترحلي ...
لو كنا نملك مفاتيح الروح ... وقدر القلب ... لما التقينا ... كيف يمكن لقتيل البعد ان يموت مرتين ... وهو يقتل بملايين لحظات البعد ألاف المرات ...
كيف يمكن للعمر ان يشكل حياة بلا امل ... وكيف يمكن منع نسمة غائبة من الحضور رغم البعد والغياب ...
كيف يمكن ان نهرب للبحر مع انفسنا ... ونسلخ طيف الحبيب من كل نسمة ... ولحظة غروب للشمس جمعتنا ... ولحظة شروق للشمس دون امل ... بكلمة ... ولو بسلام ...
كيف يمكن منع وصد رسل السلامات من النجوم والطيور والورود ... ونحن نهرب منها اليها ...
ان حدثتك روحك بالرحيل ... وكانت تعني ما قالت بلحظة صفاء ... فارحلي .
