[ميساء البشيتي]

لا تصغِ للخطابات الكبيرة
فالكلمات الصغيرة هي من يشتاقها الوطن !

[ميساء البشيتي]

وانظر حولك جيداً
وتفحص كل شيء ملياً
إنها يأجوج ومأجوج .. بعثت من جديد
وأنا وأنتَ نقتات على الخراب
لا تصغِ للخطابات العظيمة
كلام الأطفال أصدق وأكثر نبوءة من الدساتير !

[ميساء البشيتي]

ضيعوني .. وضيعوك ..
وتاهت آخر قوافل الحجارة عن أرض الوطن
وأصبحت الحجارة غريبة مثلنا
وتحمل أرقاماً
وتصطف في الطوابير
علّهم يسمحون لها بزيارة الوطن !

[ميساء البشيتي]

وأنتَ تبكي وحدك
وأنا أكفكف دمعك عن بعد
وأحاول بما أوتيت من ذكاء بلقيس
ودهاء شجر الدر
وحيلة كليوباترا
أن ألمم من بقي من شتات الخريطة
وأرشدك أين كان يقع موطنك .

[ميساء البشيتي]

لكل قوم أصبح مئذنة
يصعدون إليها في وضح النهار
يسبوننا ويبكون
ويلعنون تاريخنا ويمضون
وفي آخر المطاف تتصاحف أيادي العرب
أين هم العرب ..
في أي مئذنة كانت أصواتهم تصدح ؟؟؟

[ميساء البشيتي]

سلام عليك في أي شتات كنت
يوم الأرض مرَّ ولم تهتز الأرض ..
لا أدري هل نحن ميتون
أم هي من مات ..
هل ماتت الأرض ؟

[ميساء البشيتي]

أكثر ما أحنُّ إليه الآن
أشجار اللوز وهي ترتدي ثوب الزفاف
لتلك البلاد رائحة غريبة
يأبى أن ينساها أنفي
لتلك البلاد ألف سلام
وعالبال ....

[ميساء البشيتي]

هذا الفراغ الكبير الذي هو أنا
يشتاق إلى تلك البلاد
يشتاق إلى رائحة اللوز والزعتر
وعناقيد المشمش تتدلى من جبهة الأشجار
تعانق النوافذ
توقظ الأطفال
هذا الفراغ الذي هو أنا
غبي .. لا يتعلم فنون النسيان
كم حاولت أن أعلمه النسيان
لكنه في أول كل ربيع
يقف كالأطفال عند باب الدار
ويمدُّ يديه إلى الأشجار
علها تمطر مشمشاً ..
لوزاً ..
توتاً برياً ..
ولكنها لا تمطر إلا الفراغ ....
هنا .. عصفورة الشجن .. عصفورة ملت مراكب الانتظار ..

[ميساء البشيتي]

أنا دائرة كبيرة من الفراغ .

[ميساء البشيتي]

في هذا النيسان الحارق
لن تجد أشجار اللوز الأخضر
ولا حدائق المشمش
ولن تنام على ذراعيك فراشات الربيع
وستلوح لك من بعيد خارطة الوطن بحجم الخيبة الكبرى
وفراغ يغلف الكون من رأسه إلى أخمص قدميه .