[align=justify]
ملامح ضياع الوطن وشبح النكبة
تحية نور أدبية طيبة للشاعرات والشعراء الأفاضل
أخي الشاعر الأستاذ محمد الصالح شرفية الجزائري
لدينا هنا هذا الجزء قبل أن ندخل في كارثة النكبة:
ملامح ضياع الوطن وشبح النكبة
تمهيد
أشار الشعراء كثيراً وحذروا من الخداع البريطاني، بعد الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936 ، وإذا أردنا أن ندخل في هذه المرحلة التي تصل بنا إلى النكبة وضياع فلسطين ، لا بد أن نقدم نبذة لما سمي: ((الكتاب الأبيض)) أو (( كتاب ماكدونالد الأبيض )) نسبة لوزير المستعمرات "مالكوم ماكدونالد" الذي أُصدر عام 1939 وتعهد فيه التخلي عن فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما يهودية والأخرى فلسطينية، لصالح تأسيس دولة فلسطينية مستقلة تكون محكومة من قبل العرب الفلسطينيين واليهود بناء على نسبة كل منهما لإجمالي سكان فلسطين في سنة 1949. كما تعهد لليهود المسموح لهم بالهجرة إلى فلسطين في السنوات الخمس اللاحقة لصدور الكتاب ب 75000 ألفاً (1940-1944) بحيث يتم قبول هجرة 10000 يهودي سنوياً ويتم زيادة هذا العدد ليصل إلى 25000 سنوياً. وبعد سنة 1944، تصبح هجرة اليهود مقرونة بموافقة الأغلبية العربية الموجودة في فلسطين. كما كان هذا الكتاب يحوي على قيود على حقوق اليهود في شراء الأراضي.
طالب العرب بتنفيذ الكتاب الأبيض و لكن اليهود رفضوه لأنه مناف لما جاء في تصريح بلفور و يقتل آمالهم في إقامة وطن قومي يهودي ثم أعلنت انكلترا تمسكها به لتزيد من خداع العرببينما في الحقيقة جعلته حبراً على ورق من خلال الخداع والتآمر مع الصهاينة وتسليحهم ومساندة عصاباتهم في ارتكاب المجازر لطرد العرب وإحلال اليهود مكانهم.
وفي هذا يخاطب الشاعر ابراهيم طوقان المستعمر الانكليزي:
أجلاء عن البلاد فنجلو، أم محقنا والإزالة
ويخاطب الأحزاب الفلسطينية، منذراً إياهم بالكارثة التي تبدو جلية، ويرسم فيها للفلسطينين الطريق الذي سوف يفرض عليهم سيره في قادم الأيام في أحلك الليالي وأشدها سواداً على فلسطين وشعبها، من خلال المؤارة التي تتواطأ عليها سلطة الانتداب مع عصابات الصهاينة للقضاء على الوجود العربي الفلسطيني برمته:
يا قوم ليس أمامكم .... إلا الجلاء فحزّموا
وكما تنبأ الشاعر "ابراهيم طوقان" للكارثة قبل وقوعها ، كذلك تنبأ تلميذه الشاعر "عبد الرحيم محمود" لقادم الأيام الذي يتسبب به التخاذل العربي الرسمي تجاه فلسطين وشعبها ومقدساتها، فنجده يخاطب في قصيده الأمير " سعود بن عبد العزيز " أثناء زيارته لفلسطين، ملوحاً بوقوع الكارثة في فلسطين ومقدساتها:
يا ذا الأمير أمام عينيك شاعر
ضمّت على الشكوى المريرة أضلعه
المسـجد الأقصـى أجئت تزوره
أم جئتَ من قبل الضياع تودعه
حُرم تبـاع لكل أوكعٍ آبقٍ
ولكل أفّاق شريد أربعه
لجان وتزييف تستمر لتمرير فصول المؤامرة، ومنها كان إرسال 1945 اللجنة المسماة: " اللجنة الانكلو أميركية " التي أوصت أن يطرح فوراً، مائة ألف شهادة لإدخال، اليهود إلى فلسطين ممن كانوا ضحايا النازية والفاشية.
وهنا يقول الشاعر برهان الدين العبوشي منبهاً الأمّة العربية:
بني أمّتي هبّوا من النوم واعملوا
فإنّ دواعي الشرّ في الأرض تسرع
وما لجنة التحقيق إلا خديعة
وضرب من الكفر السياسي يخدع
وهكذا أصدر مجلس الأمن قرار التقسيم 1947، ليؤدي في نهاية الأمر إلى تحقيق أهداف المستعمر في زرع هذه الغدة السرطانية وإحلالها في قلب أمتنا ومكان شعبنا الذي ينون تشريده وتحقيق الحلم الصهيوني في فلسطين بإنشاء دولة عبرية.. وهكذا ظهر شبح النكبة جلياً فاقعاً واقعاً لا محالة..
يخاطبهم الشاعر اسكندر الخوري في قصيدة طويلة قائلاً في مطلعها:
أجلاء عن فلسطين قريباً
إن ما نسمعه ليس عجيبا
بينما يتوعد الشاعر محمود الحوت من وافقوا على قرار التقسيم والتآمر على أرض وشعب فلسطين قائلاً:
لن تستقروا ولن تهدأ مراجلنا
والحقّ في عالم الأرض قد خنقا
سيعلمون وفي التاريخ موعظة
كيف استمدّوا من التقسيم متّفقا
وتفضلوا بقبول فائق آيات تقديري واحترامي
[/align]