إنتبهوا .. حادث الإسكندرية نقلة نوعية شديدة الخطورة على الأمة بالكامل ..
إنتبهوا أيها السادة ..
حادث كنيسة الإسكندرية والذي تزامن مع احتفالات الإخوة النصارى بأعياد الميلاد يعد نقلة نوعية شديدة الأهمية والخطورة على هذا الوطن ولا أقصد مصر ولكن العالم العربي بالأشمل ..
إن إقناع أحد بقكرة تفجير نفسه بهذا الشكل لا بد وأن خلفه عمل كبير وتخطيط منظم واهداف لا يجب أن تخفى علينا بحصرها فقط في كراهية النصارى والمسلمين بعضهم لبعض أو بث الفرقة بين الهلال والصليب كما يقولون في مصر .. الموضوع أكبر بكثير وأوسع ويتسع لابتلاع الأمة بالكامل خاصة إذا علمنا أن ما ينسب للقاعدة كان إيعاذ للمسلمين في مصر والعراق أو الشام بأن النصارى خرجو من عهد الزمة الذي يحفظ لهم الأمان والجوار في ديار المسلمين وأن الجهاد يشملهم أيضًا ..! وهنا تبدو الفكرة العبقرية والتي لا يخفى من خلفها - فأينما وجد عمل فثم مستفيد - والفكرة في وضع النصارى على أجندة الجهاد الإسلامي تجعل منهم هدف أسهل وفي المتناول للتنفيس وإثبات الذات الجهادية وعليه يكون الفعل ورد الفعل من الطرفين وصولاً لحروب أهلية قائمة على نزاعات دينية ..
أقول انها نقلة نوعية في غاية الخطورة لأنه لم يحدث على ما أذكر أن فجر مسلم نفسه - إن كان مسلمًا - في كنيسة في مصر وكذلك لم تكن التفجيرات في العراق أبدًا ضد النصارى وهذا ما يدعو للأسى أننا نتحول بجهدنا وجهادنا نحو من يسكنون معنا ويسكنون إلينا فنضيع الوقت والجهد ونشعل النار التي لن تبقي أخضرًا ولا يابسًا بينما تسير إسرائيل والغرب من ورائها في مخططها لإبادة الفلسطينيين أولاً ثم العرب والمسلمين من النيل للفرات كما تتمنى ..
إنني إذ أحترق لهذا الفعل الشنيع أدعو كل من يتبنى هذه الافكار للتروي وحساب المكسب والخسارة من وراء هذا الفعل الجبان ..
أولا لم يكسب الإسلام شيئًا بل على العكس ذادت سمعته سوادًا عند الغرب الذي يتلقف هذه الحوادث ويصنع منها قصصًا للإرهاب والتخلف والهمجية الإسلامية والعربية ..
ثانيًا ستجد أمريكا الدوافع للتدخل اكثر في الانظمة العربية وفي مصر خاصة بدعوى حماية الاقباط والأقليات وحقوق الإنسان وهذه الشعارات التي دخلت جيوشها العراق تحت راياتها ..
ثالثًا سيتم التضييق على علماء المسلمين وفضائياتهم التي تنشر الخير والإسلام المعتدل ..
وغير ذلك الكثير الذي لا يخفى على أحد كما أسلفت ..
أخيرًا يجب أن أؤكد على ثوابت التعامل مع غير المسلمين في الإسلام ..
لا يقتل الإنسان عامة إلا في ثلاث ..
القاتل بغير حق يقتل .. والثيب الزاني يرجم حتى الموت .. والخارج عن دينه المفارق للجماعة من المسلمين .. وهذا لولي الأمر أو من ينوب عنه أي الحكومات و لا يقوم به آحاد المسلمين أبدًا ..
لغير المسلمين كذلك وضع الإسلام الضوابط التي تضمن لهم العيش في ديار المسلمين في أمنٍ وأمان .. فلا يقتل معاهد وهو السائح مثلاً الذي دخل البلاد بتأشيرة دخول تعتبر عهد لا يخفر ..
والزمي الذي يسكن ديارنا له كل حقوق المواطنة والجوار وقاتله في النار كما قال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام ..
أرجو أن ننتبه وننبه بعضنا البعض وأبدأ بنفسي ..
اللهم بلغت .. اللهم فاشهد ..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|