التدابير المزمع اتخاذها تجاه المجزرة التي ارتكبها الجنود النمساويون في البوسنة
تقرير رقم: 40
المجلس المخصوص الذي صدر الأمر العالي بانعقاده في القصر العالي هو لمناقشة مسألة البوسنة والهرسك.
أولا: الوحشية التي يمارسها الجيش النمساوي هناك بلغت أعلى حدودها، حتى النساء والأطفال لم تسلم من القتل والإبادة. فالظهور في موقف المتفرج من بعيد حيال قتل وإبادة أتباع السلطنة في الولاية وخاصة المسلمين منهم، وحيال مصادرة المهمات العسكرية من مدافع وأسلحة وممارسة المعاملات السيئة تجاه أفراد الجيش السلطاني، وعدم رفع الصوت عاليا أمام الدنيا في بيان حق الحكومة والحماية السنية، يمس الصفات الجليلة للسلطنة والخلافة. وعليه يجب إيجاد الوسائل التي من شانها وضع حد للأعمال الوحشية التي تمارس هناك.
ثانيا: على نحو ما أوضحته الإرادات السنية الصادرة إلى الباب العالي، فإن قرار المؤتمر الذي وافقت عليه الدولتان اقتصر على تعهد النمسا بالحفاظ على الأمن في بلاد البوسنة، لكن الدولة المشار إليها تتصرف بصورة تخالف وتناقض هذا التعهد بصورة كلية. وعليه فإن المطلوب تفصيل ما يجري من الأحداث الأليمة للدول الأخرى، مع الاستفسار عما إذا كانت هذه الدول بسماحهما للنمسا احتلال البوسنة والهرسك أعطت الضوء الأخضر لها بممارسة جميع أنواع الظلم والأذى وارتكاب المجازر ضد أهاليها، ومطالبة هذه الدول استنكار هذه الممارسات التي ترتكبها النمسا، واتخاذ ما يلزم من التدابير لمنع الجيش النمسا من التقدم إلى مناطق أخرى ، وتأسيس نظام للحكم الذاتي أو مشابه له في البوسنة، وإنقاذها من التسلط النمساوي أو السماح لأهاليها المسلمين بالهجرة نحو ألبانيا. فمن أهم ما يطمح إليه مولانا السلطان هو اتخاذ التدابير الناجعة وبالسرعة الممكنة لتخليص المظلومين مما يتعرضون له من البلايا والمصائب، بصورة تليق بصفات الخلافة والسلطنة التي يحوز عليها مولانا السلطان. ولما كان تحقيق ذلك واجبا على عاتق هيئة الوكلاء الفخام، فإن المسئولية في الدنيا والآخرة تقع أيضا على عاتق هذه الهيئة الجليلة، فإن الإرادة القطعية لحضرة مولانا السلطان تقضي بأن تؤخذ الإرادات والآراء السنية المبلغة أكثر من مرة بعين الاعتبار والحرص على تنفيذها.
في 10 شوال سنة 1295( 7 أكتوبر 1878)
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|