رد: ملف للكتابة الإبداعية عن الراحل طلعت سقيرق
أمير الحرف الجميل
إنه القدر إذن .. يحملك بعيداً عنّي .. ليترك على عباءة الروح جرحاً عميقاً لا أظن الأيام قادرة على محوه أبداً..
ها أنت ترحل وتتركني وحيداً في دوامة الحزن التي انتشلتني منها ذات يوم بكلامك الجميل الذي يزهر في القلب مواسم من الأمل والتفاؤل ..
آه يا أستاذي وصديقي ودليلي في درب الشعر والأدب .. عشر سنوات لم أعرف فيها لفراقك طعماً فكيف سأعتاد على ذلك؟ لا أدري!..
صور ومواقف كثيرة تزدحم في ذاكرتي إلى درجة يصعب معها الاختيار .. أية واحدة سألقيها على صدر الصفحة البيضاء؟ .. لا أدري!..
ربما كان من الأفضل العودة إلى البداية .. ففي ذلك النهار البعيد من خريف العام 2001 .. تأبطت أوراقي وسرت على دروب المجهول .. وفي ذلك المبنى القديم الكائن في سوق الصالحية بدمشق ( مبنى مجلة صوت فلسطين ) كان اللقاء..
وتشرين كان ..
وكانت سمائي رمادية
والزمان خريف ..
وكنتَ هناك ..
قريباً ..
قريباً ..
على بعد صدفه ..
هناك التقيتك ذات ضياع..
وكنت وحيداً ..
مع الحزن و القافيه..
وجدتكَ تغزل ثوب الكلام برفق..
وترفو ثقوب الحياة بحبّ ..
رأيتكَ ..
إذ يتصببُ من مقلتيك الأمل ..
وأذكر ذاك النهار الجميل ..
فأذكر لمّا شرعتَ
تكفكف صمتي
و تبعد عنّي ذراع الذهول ..
وتمسح عنّي خيوط الخجلْ ..
أستاذي الغالي ..
تنتابني الآن حيرة لم أعهدها من قبل .. فأشعر أني في دوّامة لا أستطيع الخروج منها بأي شكل من الأشكال ..
عليّ أن أتحدث عنك إذن .. ولا أدري ماذا أقول؟ ..
هل أحكي عن قلبك بكل ما فيه من حبّ وورد وطيبة؟ .. أم عن كلماتك بكل ما فيها من رقّة وإبداع .. أم عن طلعت سقيرق الإنسان الذي كان يذيب كآبتي بطريقة سحرية غريبة ..
يطول الشرح إذن . فأكتفي من ذلك كله بعبارة كنت أحب أن أصفك بها دائماً .. وهي ( أمير الحرف الجميل ) .. الحرف الذي ينساب على الأوراق ليرسم الوطن والهوى بألوان السحر والوفاء ..
قاسم فرحات
|