بطاقة حب من أبي قبل رحيله
إلـى روحِ والِــدي
أُهدِي نِتاجَ المَلَكَةِ الشِّعْريّةِ التي وَرِثْتُها بِفَضْلِ من الّلهِ عَنْ سَيِّدي الوالِد( محمّد خير الدِّين إسبير) يَرحَمُهُ الّلهُ . ويَطِيبُ لي أنْ أسْتَذْكِرَ قصيدَةً لي كُنْتُ أرسلْتُها لَهُ مِنْ ألمانيا
الغَربيّة التي كانت قائمة في العام 1960م. وتلك القصيدة ، كانت أوّلَ مُحاولَةٍ جادّةٍ مُتواضِعةٍ في قَرْضِ الشِّعْر،الّذي كُنْتُ مُقِلاًّ فيهِ ومُنْشَغِلاً عنه،وقلتُ فيها:
أبتاهُ ياسِحْرَ البَيانِ إذا نَظَــــــــــــــــــــمْ
شِعْراً بِعِقْدٍ مِنْ لآلِئَ مُنْتَظَـــــــــــــــــــمْ
هُـوَ سَلْوَةٌ للسّامِعينَ إذا حَكَــــــــــــــــى
مِنْ نَثْرِهِ، الّلهُ ماأحْلَى النَّغَـــــــــــــــــــمْ
أبَتاهُ ( خَيْـرَ الدّيْـنِ) أنْتَ هدِيـــــــــــــــةٌ
لي مِنْ إلهي، حُمِّلَتْ كُلَّ النِّعَـــــــــــــــمْ
حُمِّلْتَ خَيْـراً في الدُّنـا،ومُــــــــــــــــزَوَّدٌ
دِيْناً يَصونُ المؤمِنينَ مِنَ العَـــــــــــــدَمْ
أبَتـاهُ ياخَيْـرَ الأُبـوَّةِ ،دِيْنُـــــــــــــــــــــــهُ
دِيْنُ النَّبِيِّ محمَّـدٍ هادي الأُمَـــــــــــــــمْ
لَمْ أنْسَ ماحَمَلَتْ ضُلوعُكَ مِنْ أسَـــــــى
نَفْسي الّتي لَمْ تَلْقَ لَهْفَةَ ذِي الرَّحِــــــــمْ
الّلـهَ أدْعُـوْ أنْ يُحيْطَكَ رَحْمَــــــــــــــــةً
أضْعافَ ما حَمَلَتْ ضُلوعُكَ مِنْ ألَــــــــمْ
حَمَّلْتَني مَعْنَـى الأُبُـوَّةِ شُعْلَـــــــــــــــــةً
سأُضِيئُها( لِمَنارِ) (1) في دَرْبٍ ظَلِمْ(2)
تاللّـهِ لَو نِعَـمَ الحَيـاةِ فَقَدْتُهــــــــــــــــــــا
وأبي يَعيشُ ، فلاشقاءَ ولا غُمَـــــــــــــمْ
جُرْحُ البُنُـوَّةِ لايُضَمِّـدُهُ سِـــــــــــــــــــوَى
عَطْفِ الأُبُوَّةِ في الدُّنا ، وحَنــــــــــانِ أُمْ
ــــــــ
(1) مَنار: ولَدي البِكْر مِنَ الذُّكور.(2) ظَلِمَ يَظْلَمُ ظَلْماً الّليلُ:صارَ مُظْلِماً
وفي حياته ، خصّ كلاّ من أولاده ، صورة له ، كتب خلفها بيتين من الشعر ، وكان من نصيبي مايلي :
هذا خيال أبيك عبدَ المنعـــــمِ
فاحفظهُ تذكارَ المحبّ المغرمِ
إني أحنّ اليك حياً ميّتـــــــــــاً
فالذكريات تروق لي فلتعلَــــمِ
****
.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|