في انتظارِ يوم حُزني
تَقّحَّمَ الصباحَ
في ملابسِ الحِدادِ حافِياً
مُقَطّع الأزرار
مُختَلّ الإزار
ساخِناً يُهيئ الجُنّاز للغَدِ
أصغِ لأشجانِ الرّمالِ
في نواحها المُطرز الطويل
والنعجة في سُهومِها
لِثَدي أمِّها
ونكهَة الحليبِ
والخُبَيزّة الخضراء
في فَمِ الجَدي
ما زِلتُ في حَديقةِ اللذةِ
أذكي في جَلائِلِ الأعشاب
إبهامي والخنصر
والوُسطى الغريبةِ الطِباع
لم أنَم
غَفَت على نَهدِها
باقَة أحزان يدي
أسمعُ رمال الليل ؟
أسمعُ الصحراء ؟!
لا تُقاطع
أسمع العروسَ ذات اللهَبِ الأزرق
أعطَت فَخِذَها النديّ
أسمعُ جماهيرَ المُغَنين القُدامى
مُترَعين بالدُّخانِ والخُمورِ
والسّنى الخفّي العبقري
في البكاءِ الأسودِ
أسمعُ أنينَ الرَّغَباتِ
في مدافنِ الهوى
لم يولد
أسمعُ حنيني
بعد تَفَتُت ” الصِبا ”
لطفلةٍ قد كُتِبَت في مولدي
يا أيها النَّدى
جرحتَ موضِعَينِ
واعتَديتَ عاشِقاً
لا
هكذا لم تَعتَدِ
ليسَ الهوى بواحدٍ
بل واحِدٌ في واحِدٍ
وغيرَ ذاكَ الواحِد
تَقحّم الصباح
حَرّكِ الرمادَ
علَّ جَمرةً قد بَقِيَت
عن خِبرةٍ ومحتد
تدخل في أفلاكِ هذا القلب
إذ أكثرها يدورُ بانتظارِ نجمةٍ
لا تتركيني فلكاً
يدورُ دونَ نجمةٍ
هذا فُؤادي
فاسكُني
أو مرةً فمرةً ترددي
ذا فلق الكونِ العظيمِ
باحتِ الخليقة العذراء بالزنبقِ
والقِباءِ الخفيضةِ اللونِ
تواصِلُ انزلاقها بالموعدِ
والسّهلُ لملَمَ القُرى في الظلام
باعَها للعشقِ والحصادِ والغدِ
كأنّ سُكراً أخَذَ الصَحوَ
إلى التَعَبُّدِ
أصخرة ؟
قُم هاتها
بَلَّ الندى جناحَها
كما قَطاة قَدِمَت من مَورِدِ
ندخلُ في آبارِها
ونمنَح الساعة
من هذا البُكور
نكهةَ التأبدِ
نضيعُ مثل طائرٍ مغردٍ
في صوته
أو لستُ أدري غد
ولا تُراع طلقة
فتقطع الشَّدوَ قُبَيلَ أوجَد
بل عَربد