رد: يوميات في حب نور الأدب
مساء السبت 18يناير2025الموافق ل17رجب 1445
من وليلي المدينة الأثرية أخاطبكم اليوم
البرد قارس جدا هذه الأيام
كيف حالكم أنتم؟
كنت أسائل نفسي هل أوقف الحديث لأعود قليلا بالأحداث إلى الوراء حتى أذكر أحداثا أخرى كانت قبل السفر؟
يبدو أني لن أفعل، لكني سأسمح للسرد أن يأخذنا بالذكريات إلى حيث شاء وإن مزجت الماضي القريب بالماضي البعيد..
حين وقفت الحافلة بتطوان، كان جل من فيها متفاجئ، أذكر أني كنت أجلس بالخلف حسب رقمي، وماما قريبة مني، لأن رقم المقعد بالتذكرة فرض علينا ألا نجلس معا بمقعد واحد، أسماء وآلاء كانتا أمامي، وتتنقلان بيني وبين أمي..
تسألني سيدة عن سبب الوقوف، لكني لا أجد لها جوابا، كانت تظن أن النافذة تتحدث إلى ربما، لكن لم يدم انتظار صعود شرطي طويلا، وقد طلب بطائقنا الوطنية، تفاجأنا، وكل أول ذلك بطريقته، كل من الركاب يقول له عقله، سبب طلب البطائق هو (شيء معين )، ومازالت الأصوات هادئة تتساءل أو تخمن وتؤول حتى عادت لنا بطائقنا، تحركت الحافلة إلى الأمام، دقائق أخرى من تأمل الطريق، وها قد وصلنا فيما أذكر حوالي الثانية عشرة زوالا، أو قبلها بعشر دقائق، كنت سعيدة لأني وصلت لتطوان، وكنت أحسبني دليلا زوايا يدرك زوايا الطريق وممراتها، من مرة واحدة زرت بها تطوان لساعات هيهيهي
كنت أقول: سنمر من هنا، سنجد فندقا هنا، كنت أحسب المدينة العتيقة كذلك في زقاق قريب جدا، لكننا حين تجاوزنا الحمامة بخطوات ولم أعرفأي اتجاه سأسلك، بوصلة ذاكرتي توقفت فلم أعرف بأي اتجاه أسير، شرق أم غرب؟ شمال أم جنوب؟
عزمت أمي على ألا تغامر معي أكثر بخطواتها، أخذنا تاكسي، الشيء الوحيد الذي كان يحز في نفسي، هو أن أمي ترفض أن أحمل أنا أي شيء، فأراها تثقل نفسها، وأنا لا أقبل أن أكون معها، ولا أحمل شيئا، كطفل صغير يمكن أن تعطيني أصغر شيء يمكن لطفل بعمر سنتين أو ثلاثة أن يخطفه ويهرب به..
مررنا بفندق، لكننا لم ندخله، شكله الخارجي لم يعجب ماما..
أنا قلت إننا بحاجة لغرفة نظيفة نبيت بها حتى لو كان المظهر غير مناسب، لأني لم آتي لقضاء عطلتي بالفندق أريد أن أخرج، مع هذا كان علي أن ألبي رغبة ماما..
ماما سندي وقوتي، وإن كانت هي دائما تقول للناس، إني أنا من جعلتها قوية، ومن مسحت دموعها ابتساماتي..
هل تعرفون كيف عرفت أمي بمرضي ومتى وأين؟ لم أخبركم صحيح؟
كان ذلك بداية أكتوبر 2022حين قررت أن أنهي مرحلة التسجيل عبر النت بسلك الدكتوراه وأذهب للطبيب، على أساس أن يكون ذلك أيام عطلة أكتوبر، التي تسافر فيها ماما عند أختي للدار البيضاء، حتى لا تعرف بالأمر، فهي الأم الرؤوم،..
تعبت سأترككم.. الآن..
بدأت الكتابة قوليلي، لكني تابعتها بعد عودتي لمكناس..
بالمناسبة؛ حركة نور الأدب وإن كانت ثقيلة بعض الشيء إلا أن ما بكتب وما ينشر رائع جدا ومفيد..
شكرا لكم /color][/size]
وأحبكم
|