الوطن و القلب .. ورسائل العقل
د. ناصر شافعي
بين الوطن و الانسان صاحب الأرض رباط مُقدس أبدي .. ليس مجرد إرتباط بالمكان .. حيث يحتوي المكان و الزمان والمناخ و الأحداث الانسان . يصبح تفاعل الانسان مع وطنه وأرضه ليس مجرد حنين و شوق .. بل عشق وإلتحام .. إتحاد الجوهر و الكيان .
الوطن العربي كيان واحد شامل بجغرافيته و لغته و عقائدة و عاداته و تقاليده .. و فلسطين جزأً لا يتجزء من هذا الوطن الأم .. إذا أُصيب أو إعتل أي جزء من هذا الكيان ، شكى الكيان كله ..
فلسطين ليست مجرد أرض أو مكان تتبدل فيها البشر .. إنها وطن و ملجأ و أم .. حضن دافئ .. وقلب حنون . إنها قلب الوطن الجريح .. و أرض الأنبياء التي تدنس بأقدام و أفعال اليهود و الصهاينة .
مدينة القدس ليست مجرد مدينة كأي المدن .. هي مدينة المقدسات و الأنبياء .. هى الرمز الأعلى للمطالبة بالحق المسلوب ، الحق المشروع ..
هي رمز للقصاص .. للدم الطاهر المسفوك على أرضها ، أرض الوطن .
رسائل العقل الإنساني الراشد الواعي لها صوت ، وصوتها يجب أن يسمعه و يفهمه كل ذي فكر مستنير .. ويوصل هذه الرسائل للعالم أجمع .. وتقع مسئولية كتابة و تصدير هذه الرسائل على عاتق الكاتب و الأديب الحق ، الحُر ، المؤيد لقضايا الإنسانية ، و المناهض للإرهاب والأعمال القمعية و العنصرية .
رسائل العقل تقول : ليس الوطن ككل الأوطان .. فهو جزء غالي عزيز من الوطن مسلوب مسروق .. ليست الأرض مجرد تربة و مكان .. إنها حق و شرعية الفلسطيني الإنسان ، العربي الأصل و الوجدان ، في دولة يحكمها السلام ..
رسائل العقل تنادي الضمير العالمي الأصم ، الصامت على الحق .. الذي يتظاهر بالغفوة أو الغفلة ، عما يحدث من مجازر و مهازل و إنتهاكات للعرب و الأماكن المقدسة ، مسلمة كانت أو مسيحية ، في القدس و أرض فلسطين المحتلة .
رسائل العقل تقول للمجتمع الدولي الراشد البالغ ، المتظاهر بحب السلام و نبذ الإرهاب انظروا ماذا تفعل إسرائيل و الصهاينة من جرائم و فواحش ضد الانسانية و البشرية ليس في فلسطين فحسب ، بل في العالم كله ، خاصة العالم الاسلامي .
أين الأفعال الدالة على وعود السلام في فلسطين .. والانسحاب من العراق وتحرير أفغانستان ، وإلغاء معسكر و سجن الظلم و الإهانة و المهانة في جوانتانامو. ثم تمنح جائزة نوبل للسلام لوعود و أحلام في الهواء لم تتحقق ، وأقوال وعهود لم تنفذ !! ..
إن لم يستمع العالم لرسائل العقل ، فلا معنى للحرية ، تمثال أصم ، أبكم يضحك على العالم ويرفع شعلة النار ، و جائزة سلام عالمية تدق بها مسامير نعش الانسانية .
د. ناصر شافعي