الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة ) - منتديات نور الأدب



 
التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,722
عدد  مرات الظهور : 104,537,356

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > كتبي...
كتبي... يختص بكتب ومؤلفات الشاعر طلعت سقيرق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 07 / 2009, 07 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

Hasri الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]

الشعر الفلسطيني المقاوم

في جيله الثاني

من قَصيدَة الثَباتِ إلى قَصيدَةِ الانتفَاضَة

في الوَطَنِ المُحتَل

دراسة


--------------


طلعت سقيرق


--------

منشورات اتحاد الكتاب العرب

1993

حقوق الطبع والترجمة والاقتباس

محفوظة لاتحاد الكتاب العرب

تصميم الغلاف الفنان: عوض عمايري




كلمة

لا أدري كم عدد المقالات والدراسات التي كتبتها حول "الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني" ونشرت خلال السنوات الماضية في الصحف والمجلات العربية. فقد بدأت رحلتي مع هذا الشعر منذ العام 1979 وفيه تعرفتُ إلى أصوات شعرية لم أكن على معرفة بها من قبل، وهذا ما جعلني شديد الميل إلى متابعة الموضوع والتعرف إلى المزيد. لأكتشف فيما بعد أن هناك أسماء كثيرة تساهم في مسيرة الشعر الفلسطيني المقاوم، وأننا لا نعرف عنها شيئاً..

منذ ذلك الوقت، عام 1979، بدأت ـ ومن خلال زيارات متواصلة لمؤسسة الأرض للدراسات الفلسطينية بدمشق ـ أعمل على نقل كل قصيدة كنت أقرأها في صحيفة "الاتحاد"أو مجلة "الجديد" الصادرتين في مدينة حيفا المحتلة، وكنت أتعامل مع كل قصيدةٍ بفرح وشوق لأنها تحمل الجدّة والإضافة بهذا الشكل أو ذاك. كنت أنقل بخط يدي دون كلل أو ملل، وكانت الأوراق تزداد شيئاً فشيئاً.. بعدها أخذت، ومن خلال معايشة كل قصيدة، في التعرف إلى هذا الشاعر أو ذاك، وشعرت أنني أقيم صداقة خاصة مع كل واحد منهم، كانت القصيدة يداً تستطيع أن تمتد لتصافح وتقول بعمق التواصل، وكانت المفردات قلباً يستطيع أن ينبض ليعبِّر بصدق عن مشاعر صاحبه. ولشدة إحساسي بالقرب من هؤلاء الشعراء، آلمني كثيراً موت الشاعر هايل عساقلة إثر مرض عضال، وكأنني كنت أعرفه معرفة شخصية حميمة.. لم تكن العلاقة علاقة دارس بشعراء يتعرف شعرهم من خلال قراءة الصحف والمجلات، كانت علاقة تحمل الكثير من المعاني النابضة بحب الوطن..

من خلال هذه العلاقة، أخذت أكتب وأنشر كتاباتي.. كثيراً ما قيل أنني أحمِّلُ القصيدة أكثر مما تحتمل.. أو أنني أسلط الضوء بشكل يعطي رؤية غير صحيحة من خلال استعمال أسلوبي الشاعري في التعامل مع هذا الشاعر أو ذاك.. ورأى بعضهم أنني اقدم صورة عن الشعر المقاوم لم تكن معروفة من قبل.. وأن عملي يحتاج لجهد مؤسسة كاملة.. وأنني كنت أكتشف منطقة شعرية كانت مجهولة.. وهكذا.. لم تتفق الآراء، وما كان لها أن تتفق.. لكن في كل الحالات بقي اهتمامي منصباً على تقديم الجديد ثم الجديد، وهو ما فعلته.

ما اجتمع لدي من قصائد كثير، وما كتبته عنها كثير.. انتقيت، ورتبت.. وضعت بعض القصائد جانباً.. واهتممت بقصائد رأيت أنها تستحق الاهتمام.. وعندما أردت وضع كتاب عن "الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني" رجعت إلى المقالات والدراسات المنشورة خلال السنوات الماضية، وحاولت ضمها بعضها إلى بعض، فكانت كثيرة ومتنوعة ومختلفة.. وكأنها تأبى أن تجتمع في كتاب واحد.. فرأيت أن أبدأ في بناء كتابي هذا من جديد، بعيداً عن أي كتابات سابقة..

فكرت في البدايةة، وهدفي مازال التعريف بهؤلاء الشعراء، أن أكتب عن كل شاعر، أو أن أتحدث عن هذا الجيل من خلال التركيز على حياة كل واحد منهم.. ورأيت أن مثل هذه الدراسات تبقى أقرب إلى المعجمية، وهو ما لا أريده في التعامل مع هؤلاء الشعراء.. فكان لابدّ من تناول شعرهم بطريقة لا تسقط أهمية التركيز على محاور وامتدادات هذا الشعر، ولا تنسى التعريف بكل شاعر، وهو ما جعلني أقسِّم الكتاب إلى ثلاثة أبواب وملحقين، تؤدي كلها في النتيجة إلى التوازن الذي أتوخاه، فالموضوعة واضحة، والشاعر قريب.

في الباب الأول، وهو تحت عنوان "أقانيم الثبات" تحدثتُ في ثلاثة فصول، عن موضوعة الأرض ومستويات التداخل، ثم الشخصية الفلسطينية وملامحها في القصيدة، والدخول في مسافة الحلم. وهو ما شكل معالم الشعر المقاوم في موضوعة التحدي والمجابهة، والإصرار على الثبات.

في الباب الثاني، وهو تحت عنوان "الانتفاضة وانعكاساتها" رأيت أن أتحدث عن تعامل هؤلاء الشعراء مع موضوعة الفعل المتوهج عطاء في الوطن المحتل، فكان الباب في فصلين، أولهما الانتفاضة وصورة التوهج، ثم الانتفاضة والشخصية القصصية في الشعر.. وهو ما شكل ملمحاً هاماً من ملامح القصيدة عند شعراء الجيل الثاني..

في الباب الثالث، وهو تحت عنوان "ملامح فنية" تحدثت في فصلين عن المعجم الشعري ومستويات المفردة، والرسم بألوان الطبيعة ودفء المشاعر.. وهو ما شكل دراسة حاولت أن تنظر إلى الملامح الفنية بعيداً عن أي صورة تقليدية سابقة.

وفي الملحق، قدمت تعريفاً لكل الأسماء الواردة في فصول الأبواب الثلاثة، وبقدر ما توافر لي من معلومات عن حياة كل واحد منهم.. فكان هذا الملحق معجماً مستقلاً عن أكثر من أربعين شاعراً من شعراء الجيل الثاني من جهة، وكان داخلاً ومكملاً لكل فصل من فصول الكتاب من جهة ثانية.

أحبّ أن أشير هنا إلى أن تسمية "الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني" لم تكن جراء نظر في تقارب أعمار الشعراء، أو في تقارب مستوياتهم الشعرية، بل جاءت جراء انتشار وظهور شعر ونتاج الأكثرية منهم بعد العام 1967.. فكان الخط الفاصل بين جيلين ـ وهو أمر نظري قائم على الاجتهاد ـ راجعاً إلى الزمن.. فالشعراء الذين عرفوا قبل العام 1967 هم شعراء الجيل الأول.. والشعراء الذين عرفوا بعد العام 1967 هم شعراء الجيل الثاني.

أحب أن أشير أيضاً إلى وجود اختلاف كبير في المستويات أحياناً. فأحد الشعراء قد يكون صاحب نتاجات كثيرة متميزة، بينما يكون الآخر صاحب نتاجات قليلة، أو صاحب إبداعات لا تصل في مستواها إلى المستوى الذي نجده عند الآخر.. وهكذا.. وأشير إلى أن هناك اختلافاً في الأعمار أيضاً قد يلفت الانتباه.. هذا وسواه موجود.. لأنني نظرت إلى نتاج الأسماء التي عرفت بعد العام 1967، دون الرجوع إلى مقاييس أخرى..

حاولت قدر المستطاع، أن تكون المسافات قريبة.. من بين مائة وعشرين شاعراً، اخترت أربعين أو أكثر بقليل.. استبعدت ـ حسب اجتهادي ومتابعتي ـ كل الأسماء التي عرفت قبل العام 1967 وحاولت الخروج بنتيجة قد تكون مقبولة إلى هذا الحد أو ذاك.. فكان هذا الكتاب.

طلعت سقيرق

دمشق في 29/11/1992
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg scan0001.jpg‏ (11.9 كيلوبايت, المشاهدات 57)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2009, 25 : 03 AM   رقم المشاركة : [2]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

مدخل وصورة أوليّة
[align=justify]
في واحدة من قصائده، يقول الشاعر الفلسطيني سليمان دغش:"لماذا حاولوا قتلي / لماذا حاولوا فصلي / عن الأرض التي انتشرت على جفنيّ منديلاً / من الأزهار والعشب / لماذا حاولوا فصلي عن الأرض التي التحمت على قلبي / جناحاً ناعم الزغب / لماذا حاولوا التفريق بين العين والهدب / سلوا الزيتون / فالزيتون يعرفني / ويشهد أن ذا وطني".. ليضعنا أمام هذا التداخل الأخّاذ مع الأرض وكل مفردات الطبيعة. وكثيرة هي الامتدادات التي يمكن أن تقرأ أو تستوحى من هذه الصور النابضة المتحركة. ولا يغيب عن البال هذا التلاحم بين طبيعة فلسطين وإنسانها. ويمكن أن تكون الوقفة طويلة أمام شهادة الزيتون بما لها من معانٍ رائعة نابضة.. ولكن قبل الدخول في مستويات قراءة مثل هذا الشعر، ألا نسأل: من هو سليمان دغش، وماذا قرأنا من شعره؟؟..

الإجابة عن سؤال كهذا تضعنا أمام حقيقة تقول: سليمان دغش واحد من شعراء كثيرين في الوطن المحتل لا نعرف عنه أي شيء، واحد من كثيرين كان لهم أثرهم وتأثيرهم في الشعر الفلسطيني المقاوم، ولكنهم غيبوا عن حضور احتفائنا الطويل بهذا الشعر، وبقيت أسماؤهم وإبداعاتهم غير معروفة في الوطن العربي.. فلماذا؟؟

الاهتمام بالشعر الفلسطيني المقاوم في الوطن المحتل أخذ حيزاً كبيراً منذ البدايةةات. ويستطيع عدد كبير من النقاد في الوطن العربي أن يقدموا عدة قوائم بعناوين لكتب ودراسات ومقالات ومحاضرات تناولت كل جوانب هذا الشعر. وقد يصح القول إن النقد العربي لم يترك صغيرة أو كبيرة إلا وأشبعها دراسة عن الشعر المقاوم. ولكن مشكلة هذا النقد أنه لم يخرج عن دائرة الإبداعات والأسماء المعروفة خلال السنوات الماضية. مشكلة هذا النقد أنه تعلّق بالأسماء التي ظهرت، وحصر الشعر الفلسطيني المقاوم في نتاجها لا غير. ومشكلة هذا النقد أنه لم يحاول البحث عن جديد يضيف إلى ما هو موجود. وهكذا أغلقت الدائرة على أسماء محددة قليلة، والجديد لا يخرج عن كونه جديد هذه الأسماء.

عندما نطرح سؤالاً يقول: من هم شعراء المقاومة في الوطن المحتل؟؟ سيكون الجواب مباشرة: محمود درويش، توفيق زياد، سميح القاسم، سالم جبران، فدوى طوقان، راشد حسين، حنا أبو حنا، وفوزي الأسمر.. ثم.. قد يضيف بعضهم خمسة أو ستة أسماء.. وإذا أردنا وضع صورة أكثر واقعية، فإننا سنتوقف عند الأسماء الخمسة الأولى، لتكون صاحبة الإبداعات التي انتشرت ودارت حولها أغلب الدراسات. وفي مجال الانتشار الجماهيري، يكاد يتوقف الأمر عند ثلاثة منهم لا غير. والسؤال: هل كان من الإنصاف في شيء أن يحصر الشعر الفلسطيني المقاوم في إبداعات خمسة لا غير؟؟ ويمكن أن تؤخذ هنا المدة الزمنية الطويلة التي مرت والتي كانت تفترض إضافات متلاحقة تعطي هذا الشعر معنى الاستمرارية والتواصل. وهذا يقتضي البحث عن أسماء جديدة تابعت خطوات من سبقها. إذ أن التوقف عند أسماء برزت وظهرت في البدايةة، دون التوقف عند أسماء يفترض أنها تواصل عملية الرفد، يعني انحسار وتوقف حركة الشعر الفلسطيني المقاوم. فهل نسلّم بذلك؟؟

طبيعي أن استمرارية وتطور حركة الأدب، إنما تنبع من استمرارية وتطور حياة أي شعب. إذ لا يمكن للأدب أن يتوقف عن النمو والتتابع والإبداع، إلا مع توقف الشعب عن الحياة. وفي التطلع إلى الشعر الفلسطيني المقاوم نرى إلى ضرورة استمراريته وتطوره وديمومته، من خلال واقع الشعب العربي الفلسطيني المصر على المقاومة والتحدي. الصورة إذن أكثر من واضحة في هذا المجال، إن عدم وصول الجديد إلينا لا يعني عدم وجود هذا الجديد. وفي دراسة الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني، اقتراب وتداخل مع هذه الحقيقة. ومن أولويات هذه الحقيقة التي علينا التوقف عندها ما يتعلق منها بأسماء كثيرة من الجيل الأول لم يصلنا أي شيء من إبداعها. إذ إن الانتقال مباشرة إلى دراسة نتاجات الجيل الثاني، يضعنا أمام ثغرة لا يمكن إهمالها.. علينا أن نرتب الخطوات من جديد.

منذ البدايةةات كانت الصورة عن الشعر الفلسطيني المقاوم صورة مفروضة ومرسومة وثابتة. وانسحبت الصورة بألوانها وخطوطها على كل السنوات الطويلة اللاحقة. وصار لزاماً علينا أن نرى الشعر الفلسطيني المقاوم من خلال الأسماء المعروفة لا غير.. ومثل هذه الصورة ما كانت تتيح لنا التعرف إلى أسماء ظهرت قبل أو مع هؤلاء الذين عرفناهم. فكيف نستطيع بعدها الانتقال إلى التعرف إلى شعراء الجيل الثاني؟؟

قد تكثر الأسئلة وتتفرع. وقد تتعدد الإجابات. وأرى أن الحديث عن الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني، لا يمكن أن يكتمل وتتضح أطره الأولية، إلا من خلال الحديث عن المحاور التالية:

أولاً ـ سيطرة الأسماء المعروفة على مساحة الشهرة والانتشار.. وسؤال..

ثانياً ـ وجود عدد كبير من الشعراء الذين ظهروا قبل هؤلاء أو معهم..

ثالثاً ـ شعراء الجيل الثاني والاستمرارية في الشعر المقاوم..

رابعاً ـ التواصل والالتقاء بين الجيلين والتركيز على الثوابت..


* * *

في الحديث عن المحور الأول أتوقف عند سؤال كان قد طرحه أحد النقاد في واحدة من صحف الوطن المحتل يقول فيه: هل جنى هؤلاء الأربعة وأعني توفيق وسميح ومحمود وسالم جبران، على شعرنا المحلي؟؟..

أفترض أن السؤال متعدد الجوانب والأبعاد. وفي واحد منها قد تبرز مسألة سيطرة هؤلاء على مساحة الشعر الفلسطيني المقاوم في الوطن العربي. وهنا أسأل بدوري: إذا كانت صورة هذا الشعر مرتبطة بإبداعات هؤلاء الأربعة ـ إضافة إلى فدوى طوقان ـ فماذا يتبقى من ملامح هذه الصورة وتدفق ألوانها حين نرى إلى:

- توقف توفيق زياد عن الكتابة وتفرغه للعمل السياسي منذ مدة طويلة، وقد كتب آخر قصيدة له "لعبور" قبل سنوات طويلة.
- خروج محمود درويش من الوطن المحتل منذ العام 1970.
- قلة ما وصلنا ويصلنا من شعر سالم جبران الذي طبع ديوان "قصائد ليست محددة الإقامة" في بيروت عام 1970، وهو الديوان الوحيد الذي صدر له في الوطن العربي..
- قلة أو ندرة إبداعات فدوى طوقان في السنوات الأخيرة.
- إعادة طبع ونشر الدواوين القديمة لسميح القاسم، رغم غزارة ما صدر من جديد في الوطن المحتل. وإذا كنا في الوطن العربي نطبع شيئاً من جديده، فهو لا يشكل شيئا بالنسبة لهذا الشاعر الذي تجاوز عدد أعماله المطبوعة ثلاثين كتاباً.
.. فماذا يتبقى؟؟..

إن قراءة القديم ألف مرة لا يمكن أن تغنينا عن قراءة الجديد. ما كتبه توفيق زياد رائع دون شك، ولكن تفصل بيننا وبين آخر قصيدة له سنوات وسنوات.. وما كتبه محمود درويش في الوطن المحتل له كل الجماليات والأثر، ولكنه يبقى في قائمة الشعر الذي كتب قبل العام 1970. ونعرف تطور محمود درويش المذهل بعد ذلك، ولكن شعره الجديد لا يدخل في تصنيف الشعر المقاوم في الوطن المحتل. وحين نقرأ نتاجات بقية الأسماء التي ذكرناها، نلحظ أنها تعود إلى فترات سابقة. فلماذا هذا الإصرار الغريب على التعلق بشعر هؤلاء دون سواهم.. وهل يحق لنا أن نتهمهم بالسيطرة على مساحة الشهرة في الوطن العربي، دون إتاحة الفرصة أمام الآخرين؟؟ من الظلم أن نتهم هؤلاء. فلم يكن لهم أي ذنب في وصول وانتشار إبداعاتهم دون غيرها. ولم يكن لهم أي ذنب في تهافت دور النشر على إعادة طباعة أعمالهم عشرات المرات. دون التفكير بالتوجه إلى طباعة أعمال أسماء أخرى، كذلك لم يكن ذنبهم في إصرار النقد على تناول أعمالهم عند الحديث عن الشعر الفلسطيني المقاوم، دون التفكير بالبحث عن جديد.. ومن ثم ما كان لهم أن يقولوا للقارئ في الوطن العربي: توقف عن قراءة أشعارنا، واقرأ لغيرنا.. وما كان لهم أن ينسحبوا إلى الظل وأن يسحبوا معهم كل إبداعاتهم.. فليس بأيديهم أن يفعلوا، وما كنا لنطلب منهم ذلك.

هؤلاء الشعراء أصبحوا أصحاب أسماء مغرية لا يمكن الاستغناء عنها أو تجاهلها بأي حال. إذ كيف لدور النشر أن تطبع ديواناً يقف مصيره على كف عفريت، ولديها دواوين هؤلاء بما تحمل من ربح سريع مضمون.. فمن المسؤول إذن؟؟..

لنعترف بأنها مسؤولية عامة. وإذا دققنا في جزء منها، سنرى إلى حجم التأثير العاطفي كسبب لا يستهان به. منذ البدايةة وقعنا أسرى حب شعراء فتحوا أعيننا وقلوبنا على عالم جديد مليء بالنبض الرائع في التواصل الحار مع أرض فلسطين. كانت مفاجأة بهرتنا وأذهلتنا. لم نتوقع شعراً على هذا المستوى والنوعية، وربما يم نكن نتوقع أي شعر. فجأة هبطوا على مساحة الانتباه كلها، وكأنهم من عالم آخر. كانوا استثنائيين، فسيطروا على مشاعرنا. وكان علينا أن نحتفل بهم وبشعرهم احتفالاً استثنائياً طويلاً. وامتد الاحتفال إلى سنوات وسنوات. وكانت المشكلة في أننا أغمضنا العين عن كل إبداع لا يكون لهم. وقعنا في شرك نصبناه لأنفسنا، وما عدنا نستطيع الخلاص منه. وبعد..؟؟

نتذكر صرخة محمود درويش: "أنقذونا من هذا الحب القاسي" قال يومها: "لسنا أهلاً للتقديس في زمان لا يجوز فيه التقديس" و"إن وتيرة الحب قد أوصلت بعض المراقبين في العالم العربي إلى محاولة وضع شعرائنا ليس في مكان أوسع منهم فقط، وإنما إلى محاولة وضعهم على امتداد مساحة الشعر العربي المعاصر بحيث يغطونها كلها"..

هكذا كانت الصورة واستمرت. انتقل الحب من الشعر إلى الشعراء. أصبحت الأسماء في قلوبنا وأذهاننا أكبر من أن تفسح المجال لتواجد أسماء أخرى. كان المنطق يقول إن علينا أن نبحث عن جديد نضيفه لما هو موجود. أن نبحث عن أسماء جديدة تضاف إلى الأسماء التي عرفناها. ولكننا آثرنا البقاء في دائرة من أحببناهم وعشقناهم. وحين توقف عطاء هذا أو ذاك منهم، عدنا إلى قراءة قديمة مصرِّين على أنه جديد.

لا يظن أننا نطالب بإلغاء أو تجاوز إبداعات هؤلاء الشعراء، ولا يظن أننا نسعى إلى التقليل من قيمة هذا الشاعر أو ذاك. ولكننا ضد المبالغة في جعل شعر من ذكرنا من شعراء، هو الشعر الفلسطيني المقاوم كله، فمساحة هذا الشعر أكبر من أن تكون وقفاً على عدد معين. ومثل هذه المساحة تطلب بشكل طبيعي الاستمرارية والتواصل.

إننا ندعو إلى ضرورة البحث عن إبداعات شعراء آخرين يشكلون مع من نعرفهم وبما لهم من إبداعات، الصورة المتكاملة للشعر الفلسطيني المقاوم. إننا نطالب بإضافة الإبداع إلى الإبداع.


***

في الحديث عن المحور الثاني لابد من الإشارة إلى أن توقفنا عند محمود درويش، توفيق زياد، سميح القاسم، فدوى طوقان، وسالم جبران، لا يعني أننا لم نعرف سواهم من شعراء المقاومة في الوطن المحتل. فقد ذكرنا من قبل عدداً من الأسماء القليلة الأخرى التي تعرفنا إلى شيء من إبداعاتها. ولكن من يدقق في صورة الشعر الفلسطيني المقاوم المعروفة في الوطن العربي، سيلحظ أنها ترتكز بكل ألوانها وخطوطها على إبداعات درويش والقاسم وزياد في الأغلب الأعم، ومن ثم على بعض إبداعات فدوى طوقان، والقليل من إبداعات سالم جبران. ويبقى للأسماء الأخرى الشيء القليل في هذا المجال. وطبيعي أن نتاجات شعراء الجيل الثاني من شعراء المقاومة "مغيبة" تماماً عن هذه الصورة.. ونسأل الآن من هم الشعراء الذين عرفوا قبل أو مع شعرائنا المذكورين. ولم نعرف عنهم شيئاً في الوطن العربي؟؟

لابد من القول إن العام 1967 يشكل حدا نظرياً بين جيلي شعر المقاومة، حيث يشكل الشعراء الذين عرفوا قبل العام 1967 وهم من شعراء الأراضي المحتلة منذ العام 1948، شعراء الجيل الأول. ويشكل الشعراء الذين عرفوا بعد العام 1967، وهم من شعراء الأراضي المحتلة منذ العام 1967 في الأغلب الأعم، إضافة إلى بعض الشعراء الذين عرفوا فيما بعد في فلسطين المحتلة منذ العام 1948، شعراء الجيل الثاني.. فمن هم شعراء الجيل الأول؟؟..

في الإجابة يمكن أن نورد الأسماء التالية:

أولاً ـ مع الشاعر توفيق زياد، تضاف أسماء الشعراء: حنا إبراهيم، عصام عباسي، عيسى لوباني، وحنا أبو حنا.

ثانياً ـ مع الشاعر راشد حسين تضاف أسماء الشعراء: محمود دسوقي، شكيب جهشان، جورج نجيب خليل، طه محمود علي، جمال قعوار، عمر حمود الزعبي، حبيب شويري، فوزي الأسمر، سليم مخولي، وليد خليف، جميل لبيب خوري، حبيب قهوجي، محمد نجم الناشف، وميشيل حداد.

ثالثاً ـ مع الشعراء سميح القاسم، محمود درويش وسالم جبران، تضاف أسماء الشعراء: فوزي عبد الله، شفيق حبيب، فهد أبو خضرة، منيب مخول، نايف سليم، مسعود الأسدي، وأدمون شحادة.

بعد قراءة هذه الأسماء لابد من ملاحظة:

- أن هذا التقسيم إلى ثلاث مجموعات يعتمد الرجوع إلى تقارب أعمار الشعراء في كل مجموعة. ويمكن أن يكون مثل هذا التقسيم صحيحاً في ترتيب ظهور وانتشار هذه المجموعات زمنياً، وإن كان من الجائز أن تختلط الفواصل الزمنية أحياناً.
- أن هناك أسماء من الضفة الغربية وقطاع غزة عرفت قبل العام 1967، ولم تدخل في المجموعات السابقة مثل فدوى طوقان وعلي الخليلي، لأن شعرهما لم يكن من الشعر الفلسطيني المقاوم قبل عام 1967.
- أن توقفنا عند ثلاثين اسماً لم يكن في وارد المسح الشامل والوافي لاستقصاء كل الأسماء التي عرفت قبل العام 1967. ولكن يمكن القول إن هذه الأسماء عرفت أكثر من سواها في الوطن المحتل.
ويبقى مثل هذا الحكم خاضعاً لما نملكه من معلومات نعترف بأنها ما تزال قليلة عن خارطة الشعر الفلسطيني المقاوم.

نصل في التوقف عند هذه النقطة إلى القول: إن قراءة خارطة الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الأول، وبالاعتماد على نتاجات عدد قليل من شعراء المقاومة، لم تكن قراءة كاملة لأنها تناست أو غابت عنها نتاجات عدد كبير من الشعراء.

[/align]
* * *

طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2009, 30 : 03 AM   رقم المشاركة : [3]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
في المحور الثالث يمكن القول كان طبيعياً أن تستمر حركة الشعر الفلسطيني المقاوم في التفاعل والاتساع ومتابعة الخطوات، من خلال عطاءات جديدة لشعراء جدد. فكان العام 1967 بداية بروز أسماء شعراء الجيل الثاني في الشعر الفلسطيني المقاوم، حيث أضاف شعراء من الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين مع عدد من شعراء آخرين عرفوا في الأراضي المحتلة منذ العام 1948، الكثير إلى القصيدة المقاومة، وبذلك شكلت هذه القصيدة استمراريتها وقدرتها على الرفد والإغناء والمتابعة.
شعراء كثيرون عرفوا في الضفة وقطاع غزة وتحولوا في العام 1967 ليصبوا في الشعر الفلسطيني المقاوم، وآخرون عرفت أسماؤهم وبرزت نتاجاتهم في مجال القصيدة المقاومة بعد العام 1967. وكان طبيعياً في هذا المجال أن نتعرف إلى أسماء جديدة عرفت بعد العام 1967 في الأراضي المحتلة منذ العام 1948. وبذلك تشكل جيل من الشعراء الفلسطينيين الذين يمكن أن ندعوهم: شعراء الجيل الثاني.

هذا لا يعني أن هناك حدوداً صارمة بين جيلين، ولا يعني أن هناك فوارق في العمر بين هؤلاء وهؤلاء. فقد يكون أحد شعراء الجيل الثاني أكبر عمراً من أحد شعراء الجيل الأول، ولكنه ظهر وعرف في مجال القصيدة المقاومة بعدة سنوات. وهذا يجعلنا أميل إلى القول إن الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني إنما يعبر عن الشعر الذي عرف بعد العام 1967 لشعراء عرفوا وظهروا في مجال القصيدة المقاومة بعد هذا العام. ونعترف بأن أكثر هؤلاء الشعراء من الجيل الشاب.

من هؤلاء يمكن أن نذكر: نزيه خير، نعيم عرايدي، حسين مهنا، سميح صباغ، فتحي قاسم، سيمون عيلوطي، سهام دواد، وهيب وهبة، عبد الناصر صالح، زياد شاهين، هايل عساقلة، نزيه حسون، حسين فاعور، عدوان ماجد، عدوان علي الصالح، أحمد حسين، عطا الله جبر، فاضل علي، سليمان مصالحة، يوسف حمدان، مفلح طبعوني، ناجي ظاهر، وليد أيوب، محمد حمزة غنايم، رشدي الماضي، فاروق مواسي، علي الصح، سليمان دغش، شوقية عروق، مصطفى مراد، مالك صلالحة، ضرغام جوعية، إبراهيم عمار، وسناء سعيد.

ألا نجد أننا أمام عدد كبير من الشعراء الذين يشكلون الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني؟؟..

* * *

في الحديث عن المحور الرابع نقول، طبيعي أن تكون قصيدة الشعر الفلسطيني المقاوم، قصيدة واحدة في نشوئها ومسارها وغايةتها، مادامت تسجل بصمتها الفاعلة والمؤثرة في مقاومة الاحتلال والتصدي له. وإذا كانت قصيدة الجيل الأول مصرة على ثوابت المقاومة التي تبرز في التمحور حول الأرض وحمايتها والثبات فيها، والتركيز على الجذور والامتدادات التاريخية، والإصرار على الشخصية الوطنية الفلسطينية وإبراز كل ملامحها المجابهة والقادرة على صياغة الفعل المقاوم، إضافة إلى محاور كثيرة، فإن قصيدة الجيل الثاني لا يمكن أن تبتعد عن هذا المسار لأنها تصب بطبيعة الحال في الاتجاه ذاته القائم على المقاومة والتحدي والوقوف بثبات في وجه الاحتلال.

إن قصيدة المقاومة، عند شعراء الجيلين، تسجل حضورها الفاعل في التركيز على ثوابت المقاومة التي ترسخت خلال سنوات طويلة، لتكون ذات ملامح بارزة وقوية قادرة على الوقوف والوصول بما تملك من ألوان وخطوط وبصمات متميزة. وهذا ما جعل الشعر الفلسطيني المقاوم شعراً كبيراً في كل محاوره، متماسكاً في كل صوره..

* * *
[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2009, 49 : 03 AM   رقم المشاركة : [4]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

الباب الأول

أقانيم الثبَات

الفصل الأول

موضوعة الأرض ومستويات التداخل

[align=justify]
ربما كان على الشاعر أن يكتب القصيدة بدم وعرقٍ ونبض، لتكون على قدر الحب الذي يشعر به تجاه أرضه. وقد يكون من المناسب في كثير من الأحيان، أن تأخذ الكلمة شكل القلب لتعبِّرَ بفاعلية عن مثل هذا الحب.. ولكن هل كانت القصيدة بعيدة عن مثل هذا الخط؟؟..
حين نقترب من مسافة العشق في حديث الشعر الفلسطيني المقاوم عن فلسطين، نتعرف مباشرة على صورة نابضة من صور الحب التي لا تبتعد عن الكتابة بالدم والعرق والقلب. وطبيعي أن تكون الأرض في شعر فلسطين المقاوم، أكثر غلياناً من أي موضوعة يمكن أن تخطر على البال، ذلك أن تكوين الشخصية الفلسطينية المقاومة، لا يمكن أن يبتعد عن معنى وملامح وامتداد الأرض في كل جزء من التكوين الإنساني.. فالأرض هي الفلسطيني، والفلسطيني هو الأرض، والملمح ظاهر بوضوح أمام كل عين..

كان طبيعياً أن يكتب شعراء الجيل الثاني في الشعر الفلسطيني المقاوم عن الأرض بكل الحب والعشق والتلاحم إلى حد التداخل مع كل حبة تراب، وبهذا ما كانت القصيدة بعيدة أو غريبة عن خطي سير القصيدة المقاومة خلال السنوات الماضية. وتجدر الإشارة إلى أن موضوعة الأرض ذات ملامح مشتركة ومتفاوتة إلى حد بعيد في القصيدة المقاومة عند الجيل الأول والجيل الثاني، لأنها لم تخرج عن معناها المقاوم والمتحدي والمصرِّ على الثبات عند الجيلين، فكانت الأرض على الدوام قوية الملامح، شديدة الحضور، رائعة النبض والتوهج.

أقف قبل الدخول في مستويات الصورة عند شعراء الجيل الثاني، لأرى من خلال قصيدة "هويتي الأرض" للشاعر سليمان دغش، والتي يقول فيها:

"مخدتي زهر / وفرشتي حشائش برية" / والبدر قنديل السمرْ / وأنت لي أغنية / إن جعت آكلُ التراب / وأمضغُ الحجرْ / وإن عطشتُ أوقفُ السحابْ / وأنزل المطرْ " ثم "أصابعي شجرْ / ومهجتي صخرية" / وأنتِ لي القدرْ / يا أرضُ والهويهْ" إلى جمالية رائعة في التداخل والتلاحم مع الأرض. وإذا كنا لا نرى أي فاصل أو خط يقنعنا بوجود مسافة بين الإنسان وأرضه، فمرد ذلك أن الشاعر مصر على مسح ونسف كل فاصلة، ليكون في نهأي المطاف مع الأرض وفيها، حضوراً ونبضاً ووجوداً. وهذا ما يجعل الأرض خصبة في التدخل مع فلسطينيها، وما يجعل الفلسطيني متماسكاً ثابتاً في التداخل مع فلسطين.. ونسأل بعد ذلك: ما هي مستويات الصورة وأبعاد ملامحها من خلال قراءة موضوعة الأرض عند شعراء الجيل الثاني في الشعر الفلسطيني المقاوم؟؟..

المستوى الأول / الأرض وعلاقة العشق:

الأرض في دفتر العشق بلسم الروح، والأرض في دفتر القلب من أروع الأمنيات. ودائماً يفتح الشاعر كل صنابير القلب لتعبِّرَ عن علاقته بحبيبة أولى رائعة هي الأرض. وحين تحاول الحبيبة أن تهمس في أذنه كلمات العشق، تراه في آلية وجده حبيباً يضم كل موجودات الطبيعة إليه، ليكون كلّ شيء فيها جزءاً من قلبه.

هنا تبرز الأرض الفلسطينية لتقول كلمتها حين يسجل العاشق الفلسطيني روعة حبه لأرضه، ودفقة عشقه التي لا تعرف الحدود. يبدأ ذلك من خلال قراءة فصول الحب بين الفلسطيني وكل حبة تراب، ويبدأ ذلك في قراءة معاني العشق بين الفلسطيني وكل شجرة واقفة على بوابة الشمس، ويبدأ ذلك في قراءة كل جماليات القلب عند الفلسطيني الذي رأى في أرضه كل معطيات الأمل والشموخ ، والروعة..

الشاعر مصطفى مراد يضع في قصيدته "الأرض" صورة الحبيبة التي تمسح كل صورة أخرى، لتكون في المنظور العام كل شيء، حيث: "تكونين ملء الفضاء.. وملء السماء وأكبر.. / من كبريات الأماني / تكونين حين ترابك يفلتُ منكِ / فتدخلُ ذرّاتهُ في عيوني / وأغلى وأغلى.. / تكونين أيتها الأم يا جرحنا النازفا / ضماد الجروح / تكونين كيف تكونين صاخبة ثائرهْ / وهادئة صابرهْ / تكونين بلسم روحي / فما شئتِ كوني.."..

فأين حدود الصورة، وإلى أي حد ذهبت في رسم معالم الحب؟؟.. تقول الإجابة إن الشاعر مصطفى مراد عاشق من نوع خاص، فالأرض تقترب، ثم تقترب وتقترب. وبعدها تأخذ الشكل الذي تريد، والملمح الذي تريد، والصورة التي تريد. ولكنها في كل ملمح، وفي كل صورة، تعطي المسافات والمساحات، لتكون ظاهرة بشكل قد يبدو طاغياً مسيطراً للوهلة الأولى، ولكنه في دفتر الحب لا يبتعد عن معنى حب الشاعر وعشقه لأرضه..

مثل هذه الصورة تتكرر بمستويات عديدة ومتعددة عند الشاعرين هايل عساقلة وسليمان دغش، لتكون الأرض في زمنها المتواصل شديدة الحضور والبروز والجمال. وعلينا أن نقرأ في كل فاصلة أن الأرض تسجل نبضها الأخّاذ في قلب العاشق الفلسطيني.

هايل عساقلة في "شباكها كبدي" يقول:
في موطني عشق الصبايا قاتل...... والعشق مثل مياهه لا ينضب
إن يسقط الشهداء فوق تلالنا......ويقدموا ما تشتهي أو تطلب
فالعشق علمهم بأن ترابننا...... أغلى من الرمق الأخير وأعذب
[/align]

طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2009, 56 : 03 AM   رقم المشاركة : [5]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"لماذا" هنا تفتح كل ملامح التوجه نحو الأرض.. في الملمح الأول يأتي القول إن ابتعاد الإنسان الفلسطيني عن أرضه يعني موته.. وفي الملمح الثاني يأتي القول إن الإنسان الفلسطيني في حالة التحام مع أرضه.. وفي الملمح الثالث يأتي القول إن الإنسان الفلسطيني مسكون بطبيعة بلاده، لذلك كان طبيعياً أن يشهد الزيتون والأحجار بالعلاقة القائمة بينهما. هنا علينا أن ندقق في أبعاد هذه الصورة التي تنبض بالروعة الأخاذة، إذ لا يمكن أن نقرأ مثل هذه الصورة دون الشعور بهذا الدفء الغريب في كل مفردة، كأنها جاءت لتصب مباشرة في هذا المكان وعلى هذا النسق دون سواه.
ويأتي الشاعر هايل عساقلة ليرى في قصيدة "وأبي أوصى بتفاح الجليل" أنه الأرض في كل نبضة وعرق، حيث: "أنا من بلاد العشق من هذا الثرى / جبلت ضلوع الصدر والجفن اكتحل" ثم في قصيدة "أرض البطولات:


وتنمو الدوالي على راحتي ......وظل الدوالي على منكبي

وتشدو العصافير صبحاً وعصراً ......ويعصف سهل الثرى المعشب

ثمَّ في قصيدة "عرس":
ذي فلسطين التي نعبدها ......وسواها جنة لا نعبد
كل نجم في سماها قبلة ......كل شبر في ثراها عسجد
بنيت من أضلع ساحاتها ......وعلى الصدر تعالى الـمسـجـد


[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2009, 25 : 04 AM   رقم المشاركة : [6]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
فهل وصل الحب عن الفلسطيني إلى حد العبادة؟؟

يصر هايل عساقلة على أن فلسطين بلاد العشق، وأنه مجبول من تراب هذه البلاد، ثم يفتح بوابة القصيدة على جمالية الطبيعة الفلسطينية بما تحمل من ألوان. وبعدها يلغي المسافة القائلة بحب وحبيب، ليقول بعلاقة عبادة تأخذه في مسارها الزاخر بحالات الوجد. وهذا ما يجعله قريباً من لحظة الذوبان في الطبيعة، والذوبان في معاني الصور المتولدة في عينيه حيث: كل نجم قبلة، وكل شبر عسجد.. وهكذا..

هذا هو النبض الفلسطيني.. أو هذا هو الحب الفلسطيني، وعلى رأي سليمان دغش في قصيدته "سوف آتي بقمر" فالتداخل صورة لابد منها حيث "نابض قلبي بحيفا / نابض قلبي بيافا / نابض بالأرض بالزيتونِ بالعشبِ النضر / نابض كالنهر غنَّى" والقلب مفتوح على كل احتمال في الحب مادامت فلسطين هي الحبيبة.. ولنا أن نرى كم كانت رائعة علاقة الفلسطيني بأرضه حين اشتعل وجداً وحباً بها..

المستوى الثاني / الأرض وعلاقة البقاء والثبات:

الحب هو الحب، ومثل هذه العلاقة القوية المتميزة بالأرض، استدعت أن يصر الإنسان العربي الفلسطيني على البقاء والثبات بكل شكل ممكن. فالأرض الفلسطينية تنادي إنسانها بلغةِ الشجرِ والتراب والماء لكي يصمد أكثر، ولكي يتشبث بكل حبة تراب حتى آخر رمق. من هنا هذه الإصرارية على هوية البقاء والثبات، من خلال الإصرارية على هوية التحدي والصمود.

في وتيرة هذه الإصرارية، يرى الشاعر منيب فهد الحاج في قصيدته "معاذ الله أن نرحل" إن البقاء والثبات يشكلان معنى الإنسان الفلسطيني حيث: "هنا باقون لن نرحل / سنبقى فوق هذي الأرض نحيا لا نفارقها / ففوق ترابها أجدادنا درجوا / وغذّوها بدمهم / فصارت كنزنا الأكبر / فهل نرحل؟؟.. / سنبقى فوق هذي الأرض نزرعها / ونحميها بأضلعنا / ونعشقها / لتبقى حبنا الأمثل / هنا باقون لن نرحل.." ..

فالمسافة تسجل حضور عدة صور في نسق واحد متلاحق، لتقول في مجموعها ببقاء الفلسطيني وصموده فوق أرضه في مواجهته الاحتلال. حيث:

- / البقاء الذي ينفي أي رحيل، أو إمكانية مجرد التفكير بالابتعاد عن الأرض.. فالفلسطينيون هنا باقون / وسيبقون فوق الأرض الفلسطينية طوال حياتهم لا يفارقونها.. وطبيعي أن تكون المقولة مقولة واقع يعيشه الفلسطيني ويآذاره حيث تبرز كل يوم الوقائع القائلة بأن الثبات شريان الشعب العربي الفلسطيني.
- / الامتداد الذي يمثل الحق التاريخي الواضح.. ويمكن لأي قارئ أن يرى إلى الأجداد الفلسطينيين وهم يكتبون على صفحة التاريخ كيف درجوا على أرض فلسطين العربية، وكيف سجلوا حضورهم وتواجدهم المتواصل منذ القديم، وكان لهم بطبيعة الحال أن دافعوا عن هذه الأرض وسيجوها بضلوعهم ودمائهم ضد أي عدوان.
- / الإصرار الذي يأتي نتيجة طبيعية لعلاقة الفلسطيني بأرضه، وهو إصرار على البقاء والفداء والعشق.. لتكون الأرض في كل حركة محور الصورة عند الفلسطيني.
- مثل هذه الصورة نلتقي شيئاً من ألوانها في قصيدة "قراءات في عيون حبيبتي" للشاعر عبد الناصر صالح الذي يقول: "لماذا سأرحلْ / وأتركُ وجهك عنّي بعيدا / فكَوني بقربك أجملْ / لماذا أغوصُ ببحرِ الجراح / وعيناك بحري الكبيرُ المفضَّلْ فالشاعر يطرح سؤالاً سريعاً يثير الكثير من الشجن " لماذا سأرحل؟؟" وهو لا يجد الإجابة في نفي الرحيل كما هو متوقع بل يأخذ في مد خيط الشجن حتى آخره، حيث يرى أنه "إن رحل" سيترك وجه فلسطين بعيداً عنه.. وهو ما يجعله يرتد بسرعة إلى صوته الداخلي المصر على أن وجوده بقرب فلسطين / الحبيبة أجمل.. ولا داعي للغوص في بحر الجراح.. ويصل إلى صورته القريبة إلى نفسه "وعيناك بحري الكبير المفضل" ليسلِّم كل الصور إلى هذه الصورة الزاهية..
- طبيعي أن هناك الكثير من الإشارات النفسية القائلة بإصرار الشاعر عبد الناصر صالح على حبه الأكبر لفلسطين. وإذا كان طرح السؤال جارحاً، فإنه من جهة ثانية يأتي ليؤكد على انفتاح كل الشرايين على الفرح بعناق الأرض حين يأخذ الشاعر في الدخول إلى عالم العطاء المتجدد عندما تكون عينا الحبيبة البحر الكبير المفضل.
- يعود صوت الشاعر منيب فهد الحاج ليؤكد مرة أخرى على الصمود والثبات في قصيدته "شعبي الصامد" حيث: "صامد كالطود شعبي / صامد يأبى المذلة والهوان / راسخ كالسنديان / مثل زيتون الجليل.." لتكون مفردة الرسوخ دليلاً على هوية متجددة للفلسطيني الذي يصر على كتابة قصيدته بأحرف البقاء. وهنا ابرزالشاعرمفردات الطبيعة لتشكل معاني هذا الرسوخ والثبات معطية كل دفع وشحن، فالشعب صامد كالطود.. راسخ كالسنديان.. ومثل زيتون الجليل.. لذلك فهو يأبى المذلة والهوان.
المستوى الثالث / الأرض وعلاقة الفداء:
هل استدعى الحب القائم بين الفلسطيني وأرضه، أن يكون الطريق مزروعاً بالشهادة والفداء والتضحية؟؟.. وهل استدعت حالة الثبات والبقاء فوق أرض فلسطين أن يشعل الفلسطيني دقائق العمر عطاء وبذلاً وخطوط دم؟؟..

كان لا بد من توكيد الحب.. وكان لا بد من تجديد حالة العشق.. وكان لا بد من النداء بحروف من دم لتسمع شمس الحرية وتسرع خطاها إشراقاً.. فالأرضُ الفلسطينية الواقعة تحت نير الاحتلال، والمتوقدة شوقاً للحرية، طلبت وتطلب أن يكون الطريق فداء وتضحية وكانت استجابة إنسانها الفلسطيني فعلاً يسجله على الأرض، ويكتبه بدم الشهادة..

حين تفجر السؤال، سؤال البحث عن ضوء الحرية، كانت الإجابة في قصيدة عبد الناصر صالح "كتابة على جدران أم الفحم" بالقول: "إن التراب يريد دماءً / تغذي جذور الربيع / وتفرش درب النضال المثابر" وطبيعي أن تصل مثل هذه الدعوة الطالعة من عمق الأرض إلى الإنسان الفلسطيني، ليسجل حضوره المباشر الفاعل.. وكانت صرخة الإنسان الفلسطيني مليئة بالصدق حين انطلقت على لسان الشاعر هايل عساقلة في قصيدته "لو ضمني هذا الثرى كفناً" حيث:
إن تسألوا نبع من الكوثر......وطني وبستان" من الصعتر
وحجارة" من مرمر صقلتْ......فتمايلَ الياقوتُ والمرمرْ
فثراك حفنةُ أنجمٍ ولذا. .....لو ضمَّني كفناً فلن أخسر

هي الشهادة إذن.. والصوت لا يقول إن الحضور انفتاح على دفء الجذور فحسب، ولكته انفتاح على كل الأغنيات والخصب والربيع. وتبدأ جملة الوصل من التداخل مع كل حبة تراب، أو مع حفنة أنجم تلاقت مشكِّلةً ثرى فلسطين. وطبيعي أن الموت انبعاث، والشهادة مغنم، والذوبان ارتشاف لعسل اللقاء..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2009, 32 : 04 AM   رقم المشاركة : [7]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
تقول القصيدة حكايتها في سطور قد تكون بحجم العالم، وقد تكون بحجم القلوب. ويقترب الشاعر من دفء التوقد والاشتعال، حين يرى إلى حكاية الانبعاث في الشهادة، والانبعاث في العطاء. عندها يدفع الكلمة لتكون المرفأ والشاطئ وصدر الموج.. نسمع هنا ما يقوله الشاعر عبد الناصر صالح في قصيدته: "الصهيل" حيث: "دمي سال على وجه الترابْ / ولم يزل هناك ترتوي الأشجار منه / تحتمي به الطيور من مخاوف الدمار والحريقْ" لنقف على أعمق صورة في سيرورة الدم.. فالشهادة ألق وارتفاع، والشهادة خصب ورئة لا تعرف غير حب الأرض. وطبيعي أن تنهض الأشجار كي ترتدي دم الشهيد.. وأن تأتي الطيور لتحتمي به من كل خطر داهم..
قصيدة الدم لا تفتح الذاكرة على نهوض السنديان فحسب، ولا تأخذ في رسم حروف الألق فحسب، ولكنها تجمع العالم كله في قبضة التوهج، ليكون أقرب إلى الصباح الطالع من جبهة شهيد، أو مفكرة ذاهب في ضوء الشمس. وطبيعي أن تكون القصيدة قصيدة الأرض ولغتها وتفاصيلها، لأن الشهادة ذهاب في الأرض، ولأن الشهادة دخول في تفاصيل التراب، ولأن الشهادة حياة للشجر.. ولكن أيعني كل ذلك أن الشهداء ملح الأرض؟؟

يقولها الشاعر سميح صباغ في قصيدته "ملح الأرض أنتم" حيث:

يا أيها الشهداء ملح الأرض أنتم والبذارْ

مذ كنتمُ عادت إلى الدنيا طبيعتها

وكانَ البدءُ والإخصابْ

والإزهار والإثمارْ

عادت نحو مجراها الجبالْ

وتساقطَ الثمرُ الرديءْ

وتبقى فاصلة العرس ذهاباً في النشيد.. عندها لا يجد المعنى عمقاً إلا في التطابق مع حركة الخصب النابعة من جذور الأرض وهي تشرب دفء الدم الذاهب إلى هناك.. ولكن أيمكن للدم أن يشتعل مهرجاناً..؟؟ يقول هايل عساقلة في "عرس" حيث:

نتلظى ودما تشهدُ .......مطلع الفجر وقد لاح الغدُ
نحن لبينا فيا أرض اشهدي ......لحمنا في كل درب يشهد
كم عقدنا مهرجاناً للضحى ......من ضحايانا وقمنا ننشد


وتقول الكلمة أو لا تقول فاصلة انعتاقها، ولكنها في كل الحالات تبقى رئة التواصل مع مشاعر الإنسان الفلسطيني وهو يذهب عشقاً في عرس الأرض.. والعرس أكبر من أفراح الدنيا، لأنه يسجل علاقة الإنسان بأرضه، وبصمته التي تأكدت بالدم لتعبر عن عشق لا مثيل له..
[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 07 / 2009, 36 : 04 AM   رقم المشاركة : [8]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
المستوى الرابع / الأرض وعلاقة الأمل:
كانت الأرض طليقة تنعم بالحرية ودفء الشمس، وفجأة كسرتها الريح وذبحت كل شيء فيها.. ويأتي الشعر ليقول على لسان الشاعر عمر محاميد في قصيدته "الأرض حلمي "أنه "كان في الأرض سنابل / كان حقل يمتد حتى ابتعاد الشفق / كان في الحقل طيور.. أشجار.. وشمس / كانت حول الشمس نجوم وأحلام / عروس.. ودوالي / عرفت الامتداد نحو الشمس والوطن المغني / حالت بين الحلم والأرض الخصيبة / قبضة الريح وأسباب الرحيل"..

ولكن أيعني ذلك توقف التطلع إلى المستقبل؟؟ أيعني ذلك انكسار كل خطوط الأمل والتفاؤل؟؟ أيعني ذلك أن تبقى الأرض في قبضة اليأس؟؟..

ما كان للحس الثوري أن يقبل بانغلاق الدروب.. وما كان للحظة التفجر والفداء أن تتوهج من خلال اليأس.. فالثورة علامة إشراق، والثورة تأكيد على الأمل.. وإلا ما معنى أن يقدم الشهيد دمه وروحه، إن لم يكن مليئاً بالأمل والتفاؤل؟؟ وهل نصدق أن تكون الشهادة خارج حد التطلع إلى المستقبل؟؟..

لا يشعل الشهيد عرس الشهادة إلا وفي ذهنه أن الأرض ذاهبة إلى حريتها، وأن دمه سيكون خيطاً من خيوط الشمس القادمة. وقد كانت القصيدة المقاومة منذ بدايةاتها قصيدة تفاؤل وأمل، وتابع شعراء الجيل الثاني السير على الدرب حين أصروا على الأمل والتفاؤل والإيمان بالمستقبل المشرق.. وكانت أجمل كلمة تفاؤل نابعة من تلك الضحكة التي أشعلها الشاعر حسين مهنا في قصيدته "افرح يا شعبي" حين قال:

افرحْ يا شعبي

واضحكْ من أعماق الأعماقْ

اضحكْ رغم سواد المأساة

انتزع الضحكة من فك الأفعى

وعيون السعلاة.

افرح يا شعبي

ما عاد مكان للحزن الآسن في عينيكْ

هذي الساحات الرحبة ساحاتك "بوزيد "

فاركب مهرتك الكنعانية

وارقص ما شئت على صدر الوطن الدافئ

ارقص.. أطرب.. غنِّ..

فجبال فلسطين العطشى

كرهت موسيقى الجاز المجنونة والغيتارْ

وتحن إلى دبكة " محمودٍ " شيخ الدبيكة والمزمارْ

هنا لا يتوقف نشيد الفرح عند حد. وتنطلق الضحكة لتملأ كل زمان ومكان، معلنة أن التفاؤل ميزان كل خطوة. وحين يصير الفرح رقصاً وطرباً وغناءً، تأخذ الجبال والسهول والبيوت بالتواصل مع ذاتها وصوتها ودفء أيامها. وطبيعي أن تكون الجذور أقرب من أي شيء، ما دامت تمثل الأصالة والحق، وما دامت تشكل الشخصية وامتدادها في سنوات التاريخ الطويل.. وهنا لا تبرز زغرودة أم علي لتقول المعنى الضيق المتعلق بهذه الزغرودة طالت أم قصرت، ولكنها تأتي لتشكل مفاصل الماضي بكل جمالياته وروعته ودفئه، وهذا ما يجعل الجبال مسكونة بالحنين لمثل هذه الزغرودة.

من الطبيعي أن يكون الضوء في النفس والروح، ما دام معبِّراً عن حقيقة الإنسان العربي الفلسطيني. ومهما ضاقت الدنيا وقست الظروف، تبقى فسحة الأمل أكبر من أي شيء آخر، مما يجعل العمر مسكوناً بالإصرار والتحدي والتصميم.. يقول الشاعر نزيه حسون في قصيدته "تواقيع على قيثارة الأرض" : "في زنارين اعتقالي / رغم سجاني وسجني / يزهر الزيتون في زندي المقيدْ / وعلى جدران قلبي / كل سجون بلادي / كل زهر في رباها يتجددْ / مهما يا سجان تقسو / سيذوب القلب عشقاً وستبقى الأرض معبدْ.."..

إن الانفتاح على لحظة الولادة دليل قوة، وإن الانفتاح على وعد التجدد دليل تماسك وإصرار. ولا يمكن للشاعر أن يغلق الأبواب في وجه الشمس، ما دام مؤمناً بقدرة شعبه على الثبات والمقاومة والتحدي. وهذا ما جعل شعر المقاومة شعر أمل لا يعرف الانطفاء والانكفاء مهما كانت الظروف. وقد كانت صيحة هذا الشعر بعد العام 1967، وبما حملت من انفتاحٍ عريضٍ على التفاؤل ودعوةٍ لإغلاق أبواب اليأس والتمزق، دليلاً بارزاً على ترسخ وتجذّر كل معاني التفاؤل والأمل..

وطبيعي أن يكون شعراء الجيل الثاني شعراء أمل، لأنهم شربوا من نبع المقاومة والشعر المقاوم في جيله الأول، ولأنهم عايشوا وعاشوا الفعل الثوري في كل جزئياته وتفاصيله كما عاشه الجيل الأول. وطبيعي أن تكون الصورة في غاية الوضوح مع كل قصيدة جديدة، يقول جبرا حنونة في قصيدته "سأبقى شامخاً": "راحتي تحترق الآن بوهج الشمس / والأخرى تعانقْ / سنبلات القمح / وغداً لا بد أن يزرع طفل / من عظامي غصن زيتون / ومن ثوبي بيارقْ " .. ويقول خالد عوض في قصيدته "انثريني": "انثريني قمحاً واحصديني سنابل / واطعمي شعبي المشرّد / فالأرض ما زالت حبلى / تثور تصرخ تتمرد"..

فهل كان كل هذا الانفتاح على الوعد إلا الدليل الأكبر على الإيمان بالمستقبل المشرق..؟؟.. وهل كان كل هذا الانفتاح على الأمل، إلا الدليل الأكبر على أن الصباحات المشرقة قادمة لا ريب. طبيعي أن تترسخ في الذهن والذاكرة والنفس صورة الغد بكل تفاصيله المضيئة، مهما طال الانتظار، ومهما مرت السنوات.

هل يعني ذلك أننا دخلنا في لغة الأرض حتى آخر الحروف؟؟.. وهل علينا أن نتوقف لنضع النقطة الأخيرة في مثل هذا البحث؟؟..

تقفز الإجابة لتقول إن الأرض كتاب تاريخ ولغة جذور.. وحين نريد أن نسجل شيئاً من بصمات الحب حولها أو لها، فإنما نضع القليل من الكثير، إن ما كتب عنها لا يحصى، وما قيل فيها لا يحصر.. وما أصعب أن يضع الإنسان نقطة أخيرة في مثل هذا البحث، مع شعوره بأن القلب ينبض حباً، وأن الروح تشتعل اشتياقاً، وتبقى الأرض أروع الكلمات، وأجمل القصائد، وأحلى الأغنيات..
[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 20 / 06 / 2010, 10 : 06 PM   رقم المشاركة : [9]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

الفصل الثاني

الشخصيّة الفلسطينية وملامحها

في القصيدة

كيف تبدو ملامح الشخصية الفلسطينية في الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني؟؟ وهل نستطيع أن نقرأ خطوطَ وصفاتِ الشخصية بوضوح ينقلنا إلى أرض الواقع مباشرة من خلال قراءة القصيدة؟؟ وفي هذا المسار هل نقول إن الشعر، والشعر الفلسطيني خاصة، يمكن أن يعكس خصائص الشخصية بكل أبعادها الداخلية والخارجية، لنكون أمام صورة حية نابضة بالامتداد والخصب؟؟..

إن الشخصية الواقعية، وعند انتقالها إلى حالة الشخصية الشعرية، قد تترك كل ملامحها وصفاتها وأبعادها، لتكون شخصية مغايرة تماماً، والشعر العربي القديم حافل بالأمثلة. لكن الشعر الفلسطيني المقاوم استطاع أن يقول الشخصية بواقعية شديدة جعلتها تتطابق إلى هذا الحد أو ذاك مع الشخصية الواقعية. فالصورة التي نراها في الشعر، يمكن أن نراها على أرض الواقع. وأن نتعرف على كل أبعادها.

في مساحة الشعر الفلسطيني المقاوم، لا نبتعد عن قراءة مساحة الواقع المعاش في أكثر الأحيان. ذلك أن القصيدة قريبة أشد القرب من نبض الحياة اليومية المرسومة فعلاً وممارسة وفاعلية. وطبيعي أن الشاعر لا يقول الصورة الواقعة في ساحة الخيال، أو ساحة المرجوّ والمتصور، بقدر ما ينقل عن واقع يلمس ويعيش كل جزئياته. وعلى هذا كانت الشخصية المنقولة من أرض الواقع، إلى أرض القصيدة إن صح التعبير مليئة بالصدق والنبض، وهذا ما جعلها بكل حجمها وصفاتها وأبعادها، مطابقة أو متداخلة مع شخصية الذات الشعرية فما هي الملامح العامة للشخصية العربية الفلسطينية المرسومة في الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني؟؟..

أولاً الشخصية الفلسطينية والثبات:

عند الحديث عن الشخصية الفلسطينية الواقفة بصمود وثبات في وجه الاحتلال الصهيوني، لا بد من التعرف إلى العوامل التي شكلت مثل هذه الشخصية لتكون قادرة على صوغ فعلها وفاعليتها في المواجهة. وأول ما يمكن أن يطالعنا في هذا المجال، يتعلق بقدرة هذه الشخصية على التداخل مع الأرض الفلسطينية بأروع صورة، حيث الفلسطيني هو الأرض، وحيث الأرض هي الفلسطيني. وهنا تغيب المسافة لنكون أمام الصورة واحدة تضم في ألوانها وخطوطها صورة الفلسطيني / الوطن، والوطن / الفلسطيني.

في قصيدته "هويتي ارض" يقول الشاعر سليمان دغش: "مخدّتي زهرْ / وفرشتي حشائش برية /والبدر قنديل السمر" ثم "أصابعي شجرْ / ومهجتي صخرية / وأنت لي القدر / يا أرض والهوية" لنرى إلى ملامح شخصية تصر على التماسك والثبات إلى أبعد حد.

وطبيعي أن تكون صورة الشاعر قوية بقدر اتصالها بالأرض، وهنا يقفز هذا الاتصال ليكون توحّداً نهائياً يرسخ بصمة شديدة الفاعلية..

سليمان دغش يؤكد على هذه الصورة في قصيدة أخرى حملت عنوان "من آذار مع خالص الحب والتقدير" حيث: "لماذا حاولوا فصلي / عن الأرض التي التحمت على قلبي / جناحاً ناعم الزغب / لماذا حاولوا التفريق بين العين والهدب"..

وهو ما يأتي على هذا الشكل من التدفق عند الشاعر هايل عساقلة في قصيدة "أرض البطولات" حيث:

وتنمو الدوالي على راحتيّ وظلّ الدوالي على منكبي
وتشدو العصافير صبحاً وعصرا ويعبق سهل الثرى المعشب
الشخصية في مثل هذا التوحّد، أو الاتصال النابض بالحياة، تشكل أعلى وتيرة من شحن الذات بعوامل الحمأي والدفاع والتماسك، وهي في ذلك تسجل قدرتها على المواجهة والتحرك باستمرارية لتكون صاحبة بصمة فاعلة. وطبيعي أن التداخل مع الأرض، وعلى هذا النحو، إنما يستدعي التوكيد على أن مثل هذه الشخصية تستطيع أن تكون شديدة الغليان والثورة والفاعلية في دفاعها عن الأرض، لأنه دفاع عن الذات. وأي اعتداء في هذه الحال إنما يوجّه إلى الأرض والشخصية ما دام التداخل والتوحد قائمين..


على هذا المستوى، وفي الاتجاه ذاته تبرز صورة التوكيد على التاريخ، لتكون داعمة في بناء الذات ورفدها. والتاريخ في هذه المساحة لا ينفصل عن حالة التوحّد والتداخل مع الأرض. فهو من جهة يؤكد على حق الإنسان العربي الفلسطيني بأرضه، وهو من جهة ثانية يدعم جوانب شخصيته لتكون أقوى وأشد وأصلب. فالذات في بنائها العام: تاريخ وحاضر ومستقبل. وهي بذلك ذات فعل لا يعرف الخمود والانحسار. في هذا يقول الشاعر هايل عساقلة في قصيدة "لو كنت مثلي أيها الحجر".. "لم والكرمل مهدي وأبي / غارس الكرمة في سفح التلالْ " ويقول في قصيدة "أرض البطولات":

أما قلتِ إنك مجد الزمان وعمر الزمان ولم تتعبي
كما تبرز في هذا الاتجاه صورة الإصرار على العروبة، كونها الفعل المكوّن للشخصية في أكثر معاني وقوفها وثباتها بروزاً.. فالأرض لا تكتمل صورتها بمعزل عن العروبة، والشخصية لا تأخذ معناها بمعزل عن العروبة، والتحدي لا يأخذ معناه بمعزل عن العروبة. لذلك كانت الشخصية الفلسطينية، شخصية عربية قبل أي شيء آخر. وهنا تصرّ الذات في بناء فعلها وحركتها وامتدادها على أنها ذات عربية، وعلى أنها ذات لا تعرف النبض إلا من خلال القلب العربي. يقول الشاعر سليمان دغش في قصيدته "من آذار مع خالص الحب والتقدير" بمثل هذه العلاقة المتدفقة، حيث: " فكل الأرض تعشقني / ويهتف كل ما فيها / أنا عربي / أنا عربي / أنا عربي.." بينما يقول الشاعر وهيب نديم وهبة في قصيدته "الوصية في كف عفريت" بالتوهج الثوري من خلال امتداده العربي حيث: "وأنا الرمح العربي / وأنا الكرمل / والقلب النقي.."..


كل هذا استدعى أن تكتب الشخصية الفلسطينية حضورها المؤثر على مدار الزمن وفي امتداد المكان. لذلك كانت قصيدة "معذرة" للشاعر مصطفى مراد أميل إلى إعطاء القسم هوية الصمود، حيث: "أقسمت بحلمي يا وطني / ببقايانا / أن لا أحني الهامه" و"أقسمت بحلمي يا وطني / ببقايانا / أن لا أعشق إلا امرأة حره.." لتكون إصرارية الصمود هوية مواجهة لا تعرف التراجع أو الانكفاء. وطبيعي أن تبقى الشخصية في تلاحم مع فعلها ما دام مثل هذا الفعل معبراً عن هوية الثبات، وهو ما استدعى المطالبة بالفعل المواجه ثم تصعيده إلى حالة الحضور ليكون ثورة عارمة، يقول هايل عساقلة في قصيدته "أرض البطولات":

ألا فاشهديني أردّ الغزاة وأهمز مهري على الغيهب
فثوري سألتك باسم الشهيد وباسم الثرى المعشب المخصب
حجارة سخنين ملء الأكف ونعل خديجة لم يثقب


[/align]
</H1>
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21 / 06 / 2010, 18 : 12 AM   رقم المشاركة : [10]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي طلعت سقيرق إن مثل هذه الدراسات الجادة أيها الفاضل تزيح عن ذواتنا بعض الغبن الثقافي الذي نعيشه تجاه قضيتنا الكبرى " فلسطين" تلك القضية المفصل الأساس لذاتنا الجامعة ففلسطين تبقى دينا مطلقا في عنق كل مسلم لا بد من تسديده فهي دين عقدي ، إجتماعي سياسي هوياتي نضالي مطلبي مشروع وأيضا دين ثقافي وأخالك أيها الكريم قد حاولت أن تسدده من خلال عملك الموسوم :" الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني" وإن لم تتسن الفرصة أو تسنح للحصول على هذه الدراسة كاملة ليتم تفحصها والإستمتاع بها كحدث إبداعي ثقافي حاولت من خلاله أن تسدد هذا الدين وتبرأ به أمام الله والتاريخ وتصدع أن قد بلغت فما أحوج القارئ المسلم لمثل هذه الدراسات التي تكشف سر المقاوم والمقاومة وتذكر هذا القارئ أن لا ينسى قضيته الأساس إذ يجب أن لا يطرح هذا الهم الوجودي جانبا ويهمشه ويدخل دوائر الغفلة وبالتالي يصبح هذا القارئ حدثا خارج التاريخ وخارج الوعي بواقعه وخارج الوعي بالممكن فكلما كان هذا الأخير مرتبطا بقضيته كلما كان وثيق الصلة بالتاريخ ووثيق الصلة بالوعي ووثيق الصلة بالنصر الموعود
جزاك الله خيرا أيها الفاضل على هذه الدراسة وأجرك على المصابرة والمرابطة والمشقة والعنت حتى تخرجها للقارئ فبشراك أخي أن صرت حدثا مشرفا فاعلا في الوعي والتاريخ
تقبل أخي تحيات أخيك عادل سلطاني
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشعر الفلسطيني المقاوم، في جيله الثاني، دراسة- طلعت سقيرق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدرس الثاني : أوزان الشعر د. رجاء بنحيدا الأوزان و بحور الشعر والقوافي 7 28 / 01 / 2018 22 : 07 PM
الكلمة والفعل المقاوم - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق هدى نورالدين الخطيب الكتاب الفلسطيني 0 17 / 09 / 2011 43 : 07 AM
دراسة مفصلة في الشعر النبطي ناهد شما فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 4 01 / 10 / 2010 53 : 02 AM
الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني ـــ بقلم الشاعر : خليل خلايلي طلعت سقيرق كتبوا عني 0 24 / 07 / 2009 13 : 10 PM


الساعة الآن 42 : 07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|