الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة ) - الصفحة 3 - منتديات نور الأدب



 
التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,722
عدد  مرات الظهور : 104,533,874

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نـور الأدب > أوراق الشاعر طلعت سقيرق > كتبي...
كتبي... يختص بكتب ومؤلفات الشاعر طلعت سقيرق

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03 / 07 / 2010, 16 : 01 AM   رقم المشاركة : [21]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
رابعاً – الانتفاضة وصورة الشهيد:
في الاقتراب من الفعل، ومن فاعلية العطاء المشتعل على مدار أيام الانتفاضة، كانت الشهادة وما زالت بصمة لا تماثلها بصمة في الوجد والارتفاع ومعانقة الأرض حتى آخر نفس، إضافة إلى كونها الدليل والهادي إلى الحرية والخلاص من الاحتلال. وطبيعي أن الدم المنبثق من جرح كل شهيد، إنما يعبّر عن شدة الإيمان بالحق العربي الفلسطيني، وعن شدة الحب والتعلق بكل حبة تراب. فكيف تعامل الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني مع كل ذلك؟؟..
نقرأ في "دم الانتفاضة "للشاعر محمد آل رضوان: "المجد المجد / لهذا الدمْ / يتفجَّرُ من شريانك فمْ / يصرخ والصرخة مفزعة / في وجه المحتل المجرم" ثم "هذا دمنا / يتفجر قنبلة حارقة / تعلن أنَّا لن نستسلم / هذا دمنا / يروي عنا / ما لا يدرك أو لا يفهمْ / هذا دمنا / وعد عهد / رضعته الأرض المهد الأمْ.." حيث التحول إلى صورة نابضة بكل الانفتاح والتوجه نحو غد يمكن أن يرسم بالشكل الذي يقرره الشعب الفلسطيني. والدم في هذه الحالة صوت الحق وصرخة الإيمان بكل التاريخ والجذور والعمق والامتداد. كما كان هذا الدم سياجاً ومتراساً يشكل حالة قصوى من حالات الصمود والتماسك والثبات..وكان وعداً وعهداً، وانطلاقاً نحو الأرض التي تنتقل من كونها الأم، إلى حالة الرضيع الذي يأخذ في معانقة الدم القادم من جراح الشهداء.. وعلى هذا تكون الصورة نبضاً لا يتوقف، وانفتاحاً لا يعرف غير تقديم العطاء..
في "الصهيل" عند الشاعر عبد الناصر صالح نقرأ: "دمي سال على وجه التراب / ولم يزل هناك ترتوي الأشجار منه / تحتمي به الطيور من مخاوف الدمار والحريق"بينما في "قصيدة بأحرف حجرية"لحسين مهنا:"فافتح صنابير الدماء / قرنفل الشرفات أضجره انتظار العيد / والجّوريّ يقتله الضجر / لك ما تشاء / فشدّ هذا الكون من قرنيه / أطلع فجرك الورديّ / من دمك الزكيّ.. وبالحجرْ.."حيث الدم في متابعة ارتسام الصورة المليئة بنبض العطاء والإبداع، وحيث الدم في متابعة ارتسام الفجر الواعد القادم، وحيث الدم في متابعة ارتسام درب لا يعرف التراجع أو الانكسار..
طبيعي أن الدم في كل الحالات شهادة وشهيد، وأرض تفتح ذراعيها لمعانقة كل عاشق يأتيها محملاً بصلاة الوجد والترحال فيها. هنا نقرأ في "صورة" للشاعر يوسف المحمود كيف اندفع الشاهد / الشهيد في حكاية ة حبه حتى النهاية ة حيث: "صادته أنياب الرصاصة فابتسمْ / ما قال آهْ / لمّا تفجر في دمهْ / شوك الألمْ / حضن الترابَ / وقبّل الأرض الحبيبةَ / ثم غنى / للبيادر / والسهول / وللروابي والقممْ.." فانفجار اللحظة لا يسجل أي انحناء في وتيرة واشتداد الخط الذي يرتسم بمد واحد، حيث اصطدام الرصاصة بالجسد، وبابتسامة تستطيع أن تسقط أي هجوم، لذلك كان امتناع الآه ووقوفها في حالة التلاشي، مع تفجّر شوك الألم داخل الدم. وكل ذلك في تواليه، لم يكن صورة، بقدر ما كان حقيقة ملموسة يعيشها الإنسان الذي انفتح على هذا الجرح فجأة، ولحظة وقوعه بين أنياب الرصاصة. وكان متوقعاً في مسار الصورة أن نرى إلى سقوط الجسد بعد أن نزف ما نزف من دم، وبعد أن عانى ما عانى من عذاب، ولكننا – هنا – نقع على تسارع في مسار الحدث يمسح مرحلة، وينقلنا مباشرة إلى مرحلة نهائية تحمل الكثير من الامتداد.
في التسارع لا نرى مرحلة الترنّح، التشنج، ثم الوقوع على الأرض، بل ننتقل مباشرة إلى مرحلة "حضن التراب" لنعايش قفزة زمنية تصل بنا إلى غايةتين: آنية، وبعيدة، فالشهيد / أو القادم نحو الشهادة / يذهب في عناق الأرض ويذوب حباً في مثل هذا العناق، ثم يفتح كل جوانب الغناء ليكون مع شمس البيادر والسهول والروابي والقمم. في الصورة الآنية: يكون العناق ملاذاً ودفءاً. وفي الصورة البعيدة: نكون أمام الشمس التي ستملأ الأرض حرية.
مثل هذه الوتيرة تنفتح على وتيرة أخرى عند عبد الناصر صالح في قصيدة "هل غادر الشعراء"حيث: "يتسابق الشهداء / يلتحمون بالرمل القديم يسافرون لعرسهمْ / يتعانقون بمهرجان المسك والحنّاء / كم حلموا بعيد الأرض / واحتفلوا بأسماء الجبالْ.." و"للشهداء لون الزعتر البريّ / والحنّاء / أقمار تحلّق في السماء / وراية للمجد / تخفق في فضاء القلب / تعطي الانتفاضة بعدها الشعبي / تحفر فوق سطح الأرض تاريخ الغضب" وعند الشاعر فتحي القاسم في "مشاهد أزلية" حيث: "دمه سراج في الليالي المظلمهْ / نهر جرى / يمحو الأسى / ويفك أسر العاشقين بفيضه / ويروّي أقداس الثرى.."..
إن الشهيد الذي يلتحم بالرمل القديم، ويسافر لعرسه، ويعيش حالة عناق مع غيره من الشهداء في مهرجان المسك والحناء، هو الشهيد ذاته الذي ينبعث دمه سراجاً في الليالي المظلمة. وطبيعي أن تأخذ الصورة كثيراً من حيز التداخل والتشابك،لنكون أمام شهيد يمتد في كل صباحات الوطن القادمة، وهو ما جعله بلون الزعتر البريّ والحناء، وعلى شكل قمر يحلق في السماء، وراية للمجد.. وهكذا.. وصولاً إلى صورة يمكن أن تتطابق مع صورة الفرح والشمس، ويمكن أن تلتقي مع كل صورة نابضة بالوعد..
خامساً – الانتفاضة وصورة الحجر:
في قاموس الانتفاضة، وخارج حيّز المعاني العادية المتعارف عليها، أخذ الحجر طلقته الجديدة، وطاقته الاستثنائية من خلال شحنه بلغة العطاء اليومي في فصل الانتفاضة الطويل. وكان طبيعياً في هذه الحالة، أن تمتد صورة الحجر في تعدد الألوان، وتوزع الخطوط. فالحجر لا يمكن أن يكون حجراً عرفته الأيام الماضية، أو استوعبته مساحته العادية في التاريخ الطويل. ولكنه في زاوية المعرفة الجديدة، ينتقل ليكون فعلاً يصعد من خلال الفعل، وحركة تتألق من خلال المد الثوري. وهنا يصبح الحجر"حجراً "آخر في معنى جديد تماماً..
في "رباعيات الحجر" للشاعر عدوان علي الصالح، نقف على امتدادات وصور حيث: "حجر أخضرْ / يقذفه طفل / في وجه العسكرْ / حجر أخضر" ثم "حجر أسود / في يد طفل دوماً يتجدد / حجر أسود / يرفع هامة شعب / والشعب على الظلم تمرد" و"حجر أحمر / هو دم الشهداء تخثر / حجر أحمر / يسعى للفجر ولكنّ / الفجر تأخرْ" ثم "حجر أبيض / هو قلب صغير / بالحرية ينبض / حجر أبيض / لو يوماً يستشهد حامله / لا بدّ غداً ينهض" فماذا نقرأ؟؟
/ في الحالة الأولى، هناك حجر أخضر، لونه يشبه لون الزعتر، وهو حجر يحاول أن يزرع مساحات الضوء والخير في قادم الأيام، هو حجر مقاوم، حجر يضرب الاحتلال، يهاجم الظلمة، ولكنه بطبيعته مفتوح على الوعد بالأيام الخيّرة الجميلة المشرقة.. لذلك كان مثل هذا الحجر، حجر الأمل والتفاؤل، إلى جانب كونه حجر المقاومة والتحدي.
/ في الحالة الثانية، هناك حجر أسود، يعمل على مهاجمة العدو باستمرار، وطبيعي أنه حجر العذابات والليالي القاسية والهموم، وتهديم البيوت، وما إلى ذلك. مثل هذا الحجر مشحون بالكثير من الضغط والألم. وهو لا يتوقف عم محاولة كسر القيود.
/ في الحالة الثالثة، هناك حجر أحمر، يطل من دم الشهداء، يتلون بدم الشهداء، وينطلق مباشرة نحو الفجر والشمس القادمة.. مثل هذا الحجر مشحون بكل صور الشهادة والشهداء، بكل الدموع، بكل التطلعات والأماني.. وهو حجر يمضي إلى النصر الأكيد.
/ في الحالة الرابعة، هناك حجر أبيض، هو قلب طفل فلسطيني ينبض بنداء الحرية، بنداء الخلاص، بالبحث الدائم عن ضوء الشمس. لذلك كان مثل هذا الحجر سعياً دائماً نحو الخلاص، وسعياً دائماً نحو الحرية. وطبيعي أن الشهادة طريق الحرية، وأن دم الشهيد شمس الخلاص.
/ في الحالة الخامسة، وهي الحالة الجامعة الشاملة، يأتي الأخضر والأسود والأحمر والأبيض، لتشكيل علم فلسطين، وهو العلم الذي يعني الحرية والخلاص والوصول إلى شاطئ الأمان. وطبيعي أن تجتمع الحالات الأربعة السابقة في رسم هذه الحالة التي تصل بنا إلى ارتفاع علم فلسطين ليرفرف عالياً..
في مثل هذه الصورة نقرأ لحسين مهنا "قصيدة بأحرف حجرية" حيث: " حجر يواجه قنبلهْ / عنق تقاوم مقصلهْ" ولسميح فرج قصيدة "الطالب في الصف الشارع" حيث: "هو قرص الشمس عنيد / نحن بلغنا منزلة يوماً / وبلغنا / بالحجر السحري منازلْ" وهذا يؤدي في كل الحالات إلى صورة متكاملة من الوصول إلى صعود الحجر في الطريق إلى الحرية. والحجر هنا يخرج من معناه الآني، معناه الجامد، ليأخذ كل معاني النبض والعطاء.
بعد قراءة المحاور السابقة، تصل قصيدة الانتفاضة إلى رسم صورة كلية تشمل الغد والنهوض، والطفولة، والشهيد، والحجر وهو ما يعطي مسحاً شاملاً، وتناولاً وافياً، لموضوعات يومية عاشتها الانتفاضة وعايشتها، ورسمت كل صورها وخطوطها وألوانها. وفي مثل هذه الحالة من المسح، يتضح أن الشعر لم يكن بعيداً عن أرض الحياة اليومية، ونبض الشارع المنتفض، بل كان، كما ظهر، أقرب ما يكون إلى حركة وموضوع. وبذلك استطاعت قصيدة الانتفاضة أن تغطي موضوعة عريضة مليئة بالحركة والحيوية والفعل والتفاعل، وأن تتطلع بكل الوعي إلى الأيام القادمة.فالشعر في هذه الحالة، كان مرآة تصور وتحفظ ملامح وتفاصيل المقاومة والتحدي، كما كان نظرة دائمة ومستمرة إلى المستقبل المشرق.


[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 17 : 01 AM   رقم المشاركة : [22]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
الفصل الثالث
الانتفاضة والشخصية القصصية
في واقع الانتفاضة الممتد اشتعالاً على مدار الأيام والأشهر والسنوات الماضية / الحاضرة، كان لا بد من تغيّر وتبدل حركة المحيط وطبيعته من خلال التداخل أو الرجوع إلى حركة إنسانية أخذت تشكل صورة جديدة لم تكن معروفة من قبل، رغم إيماننا بأن الزمن السابق، أو ما قبل الانتفاضة في الوطن المحتل، لم يكن بعيداً بأي حال عن كل معاني وأبعاد وفاعلية المقاومة. ولكن هذا لا يعني ضرورة التماثل أو التشابه في الصورة والأسلوب والطريقة، إذ كانت الانتفاضة حدثاً استطاع أن يأتي "بانتفاضته" التي قلبت كل شيء، وجعلته مليئاً بالجديد المغايةر، فظهرت الحياة اليومية المعاشة كحياة جديدة في التوافق مع حدث الانتفاضة.. وهكذا.. ليكون الإنسان العربي الفلسطيني "صانع" و"مهندس" واقع جديد هو "واقع الانتفاضة" الذي يأخذ من تجربة الماضي الكثير، ومن الحاضر الكثير، ليكون في صياغة جديدة متميزة.
هذا الإنسان الذي يمكن أن يدخل في معنى ما من معاني الانتقال إلى "المسار الجديد" وهذه الشخصية التي أوجدت إطاراً جديداً لقصة مكتوبة بحبر الحياة اليومية "المنتفضة". ثم هذا البطل – وهي البطولة التي تعني الفعل النضالي بمعناه العريض – الذي أخذ يطوي الأيام إصراراً وشموخاً، ويبدع ما يبدع من صور التحدي، هو ما سنحاول دراسته من خلال انعكاس صورته في قصيدة الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني، خاصة تلك القصيدة التي اقتربت من شكل "القصة" أو"الحكاية ة" وهي تقدم واحدةً أو أكثر من الشخصيات المقاومة..
الانتفاضة وملامح أولية للشخصية:
الملمح العام للشخصية العربية الفلسطينية يؤكد على وجود شخصية إنسانية مليئة بالأمل والتفاؤل رغم كل الضغوط وقساوة الظروف. مثل هذه الشخصية تستطيع أن تصهر كل شيء ليكون خاضعاً لهذه النظرة التفاؤلية أو متوافقاً معها. وهذا يعني في المسار العام، أن الشخصية العربية الفلسطينية قادرة على الاستمرارية والوقوف بكل صلابة مهما ضاقت السبل، لأنه من الصعب كسر امتداد مثل هذه الشخصية والحد من قدرتها على الامتلاء بالحياة..
الضاغط قد يشكل الانفجار، أو أعلى درجة من درجات التماسك، وهذا عام بالنسبة لكل إنسان، في هذا استطاعت الشخصية العربية الفلسطينية أن توظف حالة الضغط في مجرى حالة بناء الذات. وحين نستمع إلى الشاعر المتوكل طه في "ونحن سواء" يقول:"فنحن نواجه رمل المعسكر بالأوفِ / نكسر وحش الصحارى / بعرس انتفاضتنا / لا نكف عن الدبكات / ونغمر هذا المدى بالغناء" نستطيع ن نفهم آلية مثل هذا البناء لجوانب الشخصية. فالمتوكل طه لا يضع مساحة الأمل والتفاؤل بكل هذا الامتداد ليقول: إننا نواجه عذابات السجن والاعتقال بالإصرار على التشبث بالحياة والتفاؤل فحسب، ولكنه يريد أن يوصل رسالة تقول: إن الشخصية الفلسطينية قادرة على التحمل إلى أبعد حد، وقادرة على الاستمرارية والوقوف بثبات لأنها بنيت بشكل جيد ومدروس من جهة، ولأنها صاحبة حق وتاريخ وجذور من جهة ثانية.
من هذا الملمح العام، يمكن أن نقرأ مسار القدرة على صوغ الفعل النضالي الجديد المغايةر إلى الحد الذي يجعلنا نتساءل:"كيف يحدث ما يحدث"والسؤال لا يبحث عن إجابة بقدر ما يسجل حالة الانبهار والإعجاب. وطبيعي أن الارتداد إلى الزمن السابق، يضعنا أمام الكثير من بذور هذه الشخصية، ومعالم التشكيل لملامحها، وإذا كنا نقف أمام الطفل الفلسطيني، وهو الشخصية التي تحركت بسرعة مذهلة لتأخذ الكثير من مساحة الاهتمام، فعلينا أن نرى مباشرة إلى التصاق هذه الشخصية بإطارها العام. إذ لا يمكن أن تكون مثل هذه الشخصية نابعة من فراغ، لأنها تسجل حضور الفعل الفلسطيني في زمن الانتفاضة.. ولكن كان طبيعياً أن تبرز صورة "الطفل"وأن تلتصق أو تقترب من صورة "الحجر" ليكون "طفل الحجارة".. وهي صورة مثيرة للدهشة والانبهار، لأننا ما تعودنا أن يكون الطفل على هذا الشكل من العطاء..
يقول ياسين حسن في قصيدته طإلى أطفال غزة": "فكيف كيف أيها الأبالسهْ/ مرغتم المحتل في مستنقع الأوحالْ / بأي سحر جئتم / حتى على منخاره دستم بالنعالْ.." لنضع اليد على مفصل الاندفاع إلى هذه الشخصية التي حملت الكثير. فالطفولة جاءت إلى غير المتوقع وقلبته دفعة واحدة ليكون متوقعاً، وخرجت من خلاله بشخصية الطفل الذي يستطيع أن يقاوم الرصاص وقنابل الغاز والدخان المسيل للدموع، وكل وسائل القتل بيدين طريتين، وصدر عار، وحجر.. وهذا ما أذهل الاحتلال / كما الدنيا.. فكانت شخصية الطفل الفلسطيني ضاربة للاحتلال بكل المعاني، لأنه لم يتحمل أن يخرج الشعب العربي الفلسطيني كله ضده باشتراك الأطفال أيضاً، مما جعله ينسى أنه يقاتل شعباً مسلحاً بالحجارة، فأخذ يضرب ويطلق الرصاص ويقتل بكلِّ قساوة وهمجية الاحتلال، وكان الطفل بطبيعة الحال ضحية – كما بقية الشعب – تركزت عليها الأضواء الإعلامية مستهجنة أن يتحول "الجيش"، وهو جيش احتلال، إلى قاتل للأطفال.. من جهة أخرى كان الطفل مبدعاً في نضاله، مما لفت الأنظار إلى شخصية "الطفل" الذي يرفض الاحتلال، ويخرج من بيته ومدرسته ليقول "لا" وليقاتل، وهذا ما سجل حضوراً كبيراً "له" ولقضية الشعب العربي الفلسطيني، وأصبح الطفل أسطورة في المقاومة والحضور.
من هذا الملمح العام أيضاً، نقرأ صوغ فعل التداخل مع الطبيعة الفلسطينية بما يشكل أعلى وتيرة من التماسك. هنا تأتي قصيدة "الصهيل"للشاعر عبد الناصر صالح لتقول:"دمي سال على وجه التراب / ولم يزل هناك ترتوي الأشجار منه / تحتمي به الطيور من مخاوف الدمار والحريق" و"هنا الأطفال يحملون حبهم على الأكتاف / يحملون القدس والجليل"لنرى إلى مساحة شديدة التألق في رسم ملامح الشخصية. حيث التداخل يؤدي دوره، فالدم يشكل السياج الذي يحمي، والحياة التي تسقي، كما الحب في التعامل مع الطبيعة والمدن يشكل في الذات التماسك الذي يساعد على الاستمرار. وفي هذا وذاك قدرة على قراءة الطبيعة الفلسطينية بتميز. الشاعر لا يقول بطبيعة محايدة أو صامتة، ولا يرضى للطبيعة الفلسطينية أن تكون كذلك. من هنا حضورها القائل بحالة استثنائية خصبة. وهو يعرف أن حضورها يشكل الكثير بالنسبة لبناء شخصيته، ما دامت جزءاً أساسياً من هذه الشخصية. الفلسطيني هنا مليء بالطبيعة، والطبيعة مليئة به.
ومن هذا الملمح العام يمكن أن نقرأ أيضاً فعل التواصل مع "المعنى"والغايةة" بصورة واضحة جلية. صحيح أن ذاك لا يختلف حوله اثنان حيث الغايةة هي الوصول إلى الحرية، ولكن ما أعنيه هو هذا التفصيل والشرح، وبما يوضح قدرة الشخصية على فهم حركة نضالها بأروع صورة. يقول الشاعر حنا عواد في قصيدته "كي يبقى شجر الزيتون"والعنوان يحمل ما يحمل من إشارات، يقول:"كي يبقى شجر الزيتون ونبقى / كي يمتد ونمتد جذوراً في الأرض / وننمو مع هذا الزيتون فروعاً تكبر تورق / تزهر تثمر" و"كي لا نفنى أو لا يفنى وطني / نفنى قربان فداء" فالانفتاح على المعنى أو الغايةة لا يقول بمباشرة التطابق مع الحرية، ولكنه يمضي خطوة إثر خطوة في تفصيل يضع الذات في مسار التداخل مع كل شيء في الوطن، ليقول من أجل كل شيء نعطي، ومن أجل كل شيء نموت، ومن أجل كل شيء نواصل النضال، الوعي هنا يتطابق مع حالة العشق الكبير لكل ما يضمه الوطن، لذلك يكون استحضار المعنى والتوكيد عليه.

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 18 : 01 AM   رقم المشاركة : [23]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
الانتقال إلى الشخصية القصصية:
في "قريباً من ساحة المدرسة.. قريباً من مدخل البيت" يضعنا الشاعر هايل عساقلة أمام قصة تقول:"عمره عشرة أعوام / تعدّاها قليلاً / عندما طارده الجيش / وأرداه قتيلاً" فالمطلع يختصر أشد اختصار، ليقول حكاية ة هذا الصبي الذي قتله جيش الاحتلال.. ولكن أين القصة، أين الملامح العامة لهذه الشخصية، أين الحدث.. من أين أتى هذا الصبي.. وإلى أين يريد أن يذهب.. لماذا قتل..؟؟ هل يكفي أن نعرف أنه في العاشرة، وأن جيش الاحتلال قد قتله؟؟..
بعد هذا التقديم الذي يضعنا أمام الطفل / القتيل، يعود بنا الشاعر إلى التفصيل، فنعرف أنه كان عائداً للبيت "عندما مرّ على آخر جندي جبان / عائداً للبيت لم يدرك / بأن العسكر الفاتح لا يتقن إلا / في زمان الاحتلال / كيف يقتاد التلاميذ طوابيراً / إلى ساحة موت / وزنازين اعتقال" الشاعر يقرّبنا من ملامح الشخصية إلى حد، ومن الجو العام. هنا نستطيع أن نشكل صورة أولية تقول: إن هذا الطفل كان عائداً إلى بيته بكل هدوء وخلوّ بال لم يكن يعرف أن الاحتلال لا يتقن إلا القتل، وأنه يسوق التلاميذ إلى الموت أو الاعتقال.. شخصية الطفل في هذا المسار تبدو بملمح غير متوقع، لتسقط فيما بعد ضحية بريئة. ولنا أن نقرأ مساحة الجرح..
يقول: "صدرهُ كانَ كما ساحة حربٍ / وسجالْ / كلُّ من شاهدهُ قال بأنَّ الغدرَ فادحْ / كل من شاهده شاهدَ آثارَ المذابحْ / كل من شاهدهُ / أكدَ بالقولِ وقال: / ربما حزَّت بهِ حربة فاتحْ / قادم" من آخرِ الدنيا ليغتالَ الكتابْ / قادم من آخر الدنيا ليغتال القلمْ / قادم" من آخرِ الدنيا ليغتالَ فتى / همهُ في الغدِ أن يصبحَ أحلى / همّه في الغدِ أن يصبح أقوى / همّه في الغدِ أن يحمي أرضاً وكتاباً / وعلمْ / همه كان وأردوهُ قتيلا / إذ دنا من مدخلِ البيتِ قليلا.."..
الانتقال إلى هذا الحيز من القصة يضعنا كما نرى أمام حالة الجرح بكل ضغطه. والصورة لا تبتعد عن ساحة صغيرة المساحة، كبيرة الامتداد، هي صدر هذا الصبي.. الصدر يكون هنا انفتاحاً على الجرح، وانفتاحاً على صورة الاحتلال، وانفتاحاً على صورة الغد. في حالة الجرح، نرى كيف تبدو الهمجية التي حولت صدر الصبي إلى ساحة حرب وسجال، فزرعت فيه كل مساحات الدم.. وفي حالة الانفتاح على صورة الاحتلال، نرى هذه الصورة على حقيقتها، وهي صورة الآتي من آخر الدنيا، ليغتال وطناً، ليسرق وطناً، ليقتل شعباً. هذا الاحتلال، لا يرضى لشعب فلسطين أن يحيا، لأن حياته تعني استمرار وجود صاحب الحق.. وهذا الاحتلال، لا يريد لشعب فلسطين أن يتعلم، لأن العلم سلاح خطير في يد كل واحد من هذا الشعب.. وهذا الاحتلال لا يريد الانفتاح على صورة مشرقة تتمثل في غد شعب فلسطين، وهي الصورة التي سيصبح فيها هذا الفتى أحلى وأقوى، وبالتأكيد سيكون المدافع عن أرضه حتى آخر رمق.. لذلك كان الأفضل، برأي الاحتلال طبعاً، أن يقتلوا الطفولة الفلسطينية وأن يذبحوها… هل انتهى الشاعر من قول كل شيء؟؟..
ينقلنا هايل عساقلة إلى نهاية قصته حيث "ولوَلَتْ أمهُ في صمتٍ عليهْ / طبعت في خده الأيمن قبله / طبعت في خدّه الأيسر قبله / طبعت في شفتيهْ / وهي تدري / أنَّ من يُذبَحْ حباً في الوطنْ / سوف تغدو هذه الأرض له / أغلى كفنْ / ولولت أمه في صمت / وسال الدمع سال / فوق خدّيها / وخدَّيْ ولدٍ / عاد للبيت ذبيحا / وعريساً كالرجال / إنها تبكي زماناً همجيا / طال فيه كمد الأم / وصبر الوالد الكهل / وطال الصبر طال / إنه عصر فتوح واحتلال..".. فإلى أين نصل؟؟..
إن هذه القصة، وبما تحمل من تنويع في الرويّ، تضعنا أمام شخصية ذات ملامح عامة حيث لا نعرف عن هذا الفتى غير عمره الذي تجاوز عشرة أعوام، فهو هذا الفتى الذي استشهد، وهو كل الأطفال في فلسطين. من هنا انتفاء الخصوصية الشخصية، والانتقال إلى العام، لذلك كانت الصورة ذات بعدين، أو مسارين.
/ المسار الأول، يضعنا أمام شخصية الطفل الفلسطيني "يمثل أطفال فلسطين "العائد من المدرسة إلى البيت، وكيف يتعرض للقتل والتشويه لمجرد خشية الاحتلال من وجود هذا الطفل الذي سيكبر وسيكون مدافعاً عن وطنه.. هذا الطفل مسكون بالوطن، ولكنه لم يقم حتى الآن بأي فعل مقاوم يستدعي مجرد منعه من قبل الاحتلال. ولكن الاحتلال هو الاحتلال "يقتاد التلاميذ طوابيراً إلى ساحة موت وزنازين اعتقال".. وهذا ما جعل الأم تبكيه بصمت وحرقة، لأنها لا تعرف لماذا قتل، وما هو الداعي إلى أن يذبح.. ولكن من بعد تصل إلى النتيجة القائلة "إنه عصر فتوح واحتلال"..
/ المسار الثاني، يضعنا أمام شخصية الاحتلال، وهي الشخصية التي يريد الشاعر أن يبرزها وأن يسلط الضوء عليها، لتكون عارية أمام العيون، وهذا ما استطاع الوصول إليه من خلال طرح صورته بكل ما تحمل من عنف وبطش وحب للدماء والقتل.لقد وصل الشاعر إلى تعرية الشخصية الصهيونية، واستطاع أن يضع الإصبع على حقيقتها المتصفة بالزيف والكذب والتزوير.. إنها الشخصية التي تسعى إلى إنهاء الشخصية العربية الفلسطينية بكل الوسائل والطرق، لذلك كان كل هذا القتل، وكل هذا الدم، وكل هذا التدمير.. ولكن بقيت الشخصية الفلسطينية متماسكة قوية، قادرة على الثبات والتحدي والامتلاء بالحياة والأمل..
في الانتقال إلى شخصية أخرى، نقرأ في قصيدة"وحين يطلع الصباح" للشاعر سميح فرج قصة هذا الطفل الذي يدخل مساحة الموت والشهادة أيضاً. في المطلع: "الفجر دافق / من كل بيت شاهق بالجوع / من كل مدرسة / والصوت من المذياع / في شجة الحجر" وهو ما يضعنا أمام كل شيء ، فمن توصيف الجو العام وتحديد الزمن بالنسبة لهذا اليوم، نعرف أن الفجر دافق وكأنه يقول إن اليوم ما زال في أوله.. ثم ندخل مع الأم التي "توضأت للصبح ثم دثرته بالحنان" مساحة هذا التحديد الذي يقول إن الأم ما زالت تستعد لصلاة الصبح.. كل هذا والصبي ما زال في "دثرته بالحنان"فهو نائم تداعب الأحلام عينيه.. وهنا علينا أن نعرف أنه عندما يصبح الصباح، فإنه "يرف كالحمامة البيضاء"وهذا ينقلنا إلى معايشة شخصية هذا الطفل في دفئه وحركته وبدايةة يومه..
الولد الذي يرف كالحمامة البيضاء، و”تحت جنحه يضم غزة الرمال" يعطينا تحديداً للمكان الذي يدور فيه الحدث وهو غزة، لنكون أمام صورة تقول: ما زال اليوم في أوله، ونحن في واحد من بيوت غزة نعايش عائلة ابنها في المدرسة، وهو يستعد للذهاب إلى المدرسة.. قال لوالده "صباح الخير يا أبي"وكان قد رتب الدفاتر، وقلم الأظافر، ومشط شعره"والواجب اليومي حله بأكمل الصور / ويضحك الصبي عالياً / ويضحك البطل".. وماذا بعد؟؟..
ننتقل بعد ذلك إلى صورة نفسية تدخلنا إلى العالم الداخلي عند الطفل، والذي يلتقي مع العالم الداخلي عند الأم.. يقول الطفل، وبحالة من الصمت:"لا تقلقي / يقول لا يجرك الشفاه / إذا تأخرتْ حقيبتي عن الرجوع / أو حدثوك عن شوارع القطاع / والصبية المجتاح صوتهم مشارف السماء / أو جاء موعد الغداء / دون أن أراهم الصغار أخوتي.." فهذا الخطاب الموجه في كل مسافته إلى الأم، يعبر عن وعي الطفل ومعرفته بما يدور حوله من أمور. وطبيعي أنه يعرف تماماً أن جنود الاحتلال منتشرون في كل مكان، وأنهم يمارسون القتل والتعذيب والاعتقال..هنا يتوحد الطفل مع مشاعر أمه، لنرى إلى وتيرة واحدة من القلق والحذر والخوف.. إن محاولة بث رسالة إلى الأم تقول "لا تقلقي" إنما هي تعبير عن حالة من التوتر الشديد يعيشها الطفل أيضاً..
كل هذا يجري والطفل ما يزال في بيته بين أمه وأبيه وأخوته بعيداً عن حيز الخطر المنظور. هنا نعيش حالة الترقب والحذر والخوف، في شحنة التهيؤ لحدوث شيء ما.. الشاعر يوظف الكلمة لتمهد لحدث خطير آت.. الجو النفسي المشحون، يقول شيئاً سيأتي.. وهكذا.. لكن ما هو الذي سيأتي وماذا تقول الحكاية ة بعد ذلك؟؟
يركض الحدث ويتتابع حاملاً الكثير من التوتر، لنصل إلى صورة / المأساة النهاية ة "قد أصبح الصباح" هنا اقتربت لحظة الذهاب، وبعدها نعيش أو نرى حالة التشتت المرتبطة بالكثير من الترقب والحذر، وهو ما يجعل الصورة تتوزع دون ترتيب "جلّدتُ دفترَ الحسابِ جيداً / سيفرح المعلم الذي أحبَّني / يرفُ كالحمامةِ البيضاء" فالحاضر الذي ينطلق للتطابق مع فرح المعلم وهو ما سيحدث في الآتي، وهذه الحركة المتتابعة للطفل.. كل هذا يمهد نفسياً لما سيأتي طتأبط الحقيبةَ السمراء / وراح ينطلق / في الشارع المنشور بالزجاج والرجال / سيفرح المعلم الذي احبني / سيحزن المعلم الذي أحبني / مشاغب / مخرب / في ساحة الكاوتشوك غادر الحقيبة / ودفتر الحساب / وعانق الحقيقة / وغاب في المطر.." إنها اللحظة / المأساة التي كانت منظورة أو مشاهدة في الحالة النفسية، وكأن الطفل كان يعيشها قبل وقوعها وهذا ما جعله يغير الكلمة أو المفردة المعبرة خير تعبير وهو ينطلق إلى المدرسة من"سيفرح” إلى"سيحزن"وفي تقارب شديد، فالمعلم، وهو ما يشعر به الطفل، سيفرح عندما يرى دفتر الحساب المجلد، ولكنه الآن وعندما وصل الطفل إلى لحظة التطابق مع حالة الشهادة، سيحزن.. الطفل رأى معلمه وهو ينظر إلى موته، لذلك كانت صورة الحزن، وصورة الألم..
هذه القصة"وحين يطلع الصباح"تلتقي مع القصة السابقة"قريباً من ساحة المدرسة.. قريباً من مدخل البيت"في التركيز على الطفل / الشهيد، والطفل / المحايد، لأن صورة البطولة في القصة لا تأتي من خلال تشكيل أي فعل مقاوم.. الطفل في الحالتين بين البيت والمدرسة، في واحدة يذهب إلى المدرسة فيقتل قبل وصوله، وفي الثانية يأتي من المدرسة إلى البيت، فيقتل أيضاً قبل وصوله.. وحين نسأل لماذا وما هو الداعي لقتل هذا وذاك، تكون الإجابة – وفي القصيدتين – لأن شخصية الآخر لا تريد للفلسطيني أن يعيش، لا تريد له أن يستمر في الحياة، لا تريد له أن يتعلم.. الشخصيتان تموتان كما لاحظنا بين البيت والمدرسة. الشخصيتان تسقطان قبل الوصول إلى حافة الفرح، وكأن شخصية الاحتلال تطارد الفرح قبل أي شيء آخر.. الصبي الذي يموت، أو يقتل، يخلف حزناً ومأساة لأهله ومحيطه، وهو ما يريده الاحتلال.. والصبي الذي يقتل، لا يستطيع أن يكبر ليكون مدافعاً عن وطنه، وهو ما يريده الاحتلال.. والصبي الذي يقتل لا يفعل شيئاً، لا يقاوم، لا يجابه، والمعنى الذي نصل إليه يقول: في كل الحالات الفلسطيني مطارد من قبل الاحتلال، لا فرق بين إنسان يقاوم وآخر لا يقاوم، بين فلسطيني يجابه ويتحدى وآخر لا يفعل. فالفلسطيني معرّض للقتل من قبل الاحتلال، والفلسطيني معرض للملاحقة، وهكذا.. لا فرق إن فعل أو لم يفعل. فالاحتلال لا يريد – لو استطاع – أن يبقى أي فلسطيني على قيد الحياة..
في قصيدة أخرى حملت عنوان "صوت1" للشاعر يوسف المحمود نقرأ: "صادته أنيابُ الرصاصة فابتسمْ / ما قال آهْ / لما تفجَّرَ في دمه / شوكُ الألمْ / حضنَ الترابَ / وقبَّل الأرضَ الحبيبةَ / ثم غنّى / للبيادرِ / والسهولِ / وللروابي والقممْ"حيث تتوزع هذه القصة القصيرة على مساحات التطابق مع الشعور العميق بأهمية التداخل مع الوطن. من هنا هذا الإحساس بالتماسك والثبات والاشتداد، عند الإحساس بقمة اللألم وانفتاح كوة النار في الجسد. الشخصية / البطلة في هذا المسار تلجأ إلى التراب ليكون الملاذ والسياج ضد أي تمزق أو انهيار نفسي في مثل هذه اللحظة التي لا يمكن أن تشبه أي لحظة أخرى، لأنها لحظة النهاية بطبيعة الحال.. الأرض تندفع إلى الذات، والذات تندفع إلى الأرض في تشكيل أروع صوغ للتماسك والثبات والإصرار على التفاؤل..
علينا أن نلحظ، وبالكثير من التدقيق، إلى هذه الصورة القائلة"صادته أنياب الرصاصة فابتسم"لأنها تحمل الكثير من المفاجأة، إذ كيف يبتسم، ولماذا؟؟ فتأتي الإجابة في كونه، وهو الشخصية التي تقترب من لحظة النهاية ة، احتمى بشكل سريع بأرضه ليرتفع مع الأغنية المتداخلة مع البيادر والسهول والروابي والقمم.. وبذلك حققت هذه الشخصية قدرتها على الثبات والتماسك في وقت تتلاشى فيه القدرة على أي شيء، فكيف على التماسك والثبات..؟؟..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 20 : 01 AM   رقم المشاركة : [24]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
الشخصية القصصية وأبعاد الحدث:
في القصائد السابقة، لامسنا إلى هذا الحد أو ذاك، تطوراً في الحدث خلال القصة التي صورها أو نقلها هذا الشاعر أو ذاك. وكان طبيعياً أن نقف على البدايةة، والنهاية ، لنقرأ ما بينهما من أحداث، وما فيهما من دلالات. وهذا ما جعل شخصية الشاعر / الراوي بعيدة عن الحضور بشكل يضعه أمامنا مباشرة. وهو في مثل هذه المسافة من الروي غائب بعيد يشارك القارئ في مسافة المشاهد. ولا ننكر طبعاً انعكاس إحساسات الشاعر في التصوير، أو الوصف، أو الإشارة، ولكنها تبقى هذه الإحساسات التي لا تغير مجرى الحدث.. إذ أن الشخصية في كل المسارات السابقة، تصل إلى الشهادة، بعد أن تخطو كل خطواتها، وتتابع كل خط سيرها القصصي، وهذا ما أبعد الشاعر عن أي تدخل، فهل نجد مثل هذه الوتيرة في الحدث عند قراءة قصائد أخرى؟؟..
عند قراءة قصيدة "في عزّ موتك تولدين" للشاعر حسين فاعور نلحظ حضور الشخصية المحددة حيث"قمر يسافر يا سحر"وهي الشخصية التي تدخل عالم الشهادة أيضاً كسابقاتها "بنادق السفاح تغتال الفراشة"ولكن الاختلاف يأتي من خلال فقدان تطور الحدث، إلى جانب دخول شخصية الشاعر لتشارك بهذا الشكل أو ذاك، إلى جانب التوقف عند نقطة واحدة يبدأ الوصف منها ويعود إليها في كل حين..
سحر، وكما ندرك من القصيدة في السابعة عشرة من عمرها "عشر وسبع سنابل لن تحترق"وقد دخلت الشهادة دون أي وجل أو تردد، فكانت الانتشار والتواصل"اليوم لم تخفي الحنين / ولم تبالي بالردى / اليوم وجهك كان ملء المشرقين / وكنت في حجم المدى"وكانت التمرد على كل معاني الموت والنهاية “هم أطلقوا ناراً عليك ليقتلوك / ويقتلوه / فشب خيط الدم في وتر الحنين / عزفت موسيقى الحياة / فكان موتك مستحيلاً كنت أقوى من بنادقهم / وكنت صبية في عز موتك تولدين / وتعلنين بداية"..
عند هذه النقطة يتدخل الشاعر ليكون المبشر بالمستقبل"إني أرى عرس الحياة على القمم / وأرى سحر / فستانها الزهري يجتاح الحجارة"وصولاً إلى"وأرى مدارس لا يحاصرها الجنود / أرى عصافيراً تدوس على الطيور.." ومثل هذا التدخل كما نرى يأتي مباشرة من خلال هذه"الأنا"التي تنظر إلى المستقبل، من خلال النظر إلى الشخصية الشهيدة سحر. وفي كل الأحوال تبقى هذه الأنا ظاهرة، ويبقى الحدث في حالة واحدة هي حالة الشهادة.. فهل يعني ذلك ابتعاداً عن القصة وحالة القص؟؟..
لا نريد تحميل القصيدة اكثر مما تحتمل، فالشاعر لم يقل بأنه سيقدم لنا قصة، ولم يقل بأنه في صدد بناء حكاية مستمدة من الواقع. كل ما فعله الشاعر أنه قدّم لنا شخصية عاشت قصتها وانتهت إلى الشهادة، فكانت شخصية قصصية في مسار حياتها، وحين انتقلت إلى حيز القصيدة، انتقلت حاملة حدث الشهادة، وهو النقطة التي تركَّزَ الضوء عليها ودار حولها في القصيدة.. وبذلك كانت شخصية سحر شخصية قصصية واقعية في سير حياتها العادية، ثم وصولها إلى الشهادة، وكانت شخصية واقعية شاعرية في دخول عالم القصيدة بعد أن شدّت الشاعر إلى لحظة التفجر والانتشار في شهادة وزعت الدم على حقول الحرية كلها..
في"أبدعت أكثر"للشاعر هايل عساقلة تبرز الشخصية التي تتواصل مع حد الأسطورة حين تدخل في حيز القدرة على الامتداد والتواجد في كل زمان ومكان، والإيحاء بتغيير شكل موجودات الطبيعة، وهي الشخصية القادرة على الإبداع دون حدود"أبدعت اكثر / لما رفعت الشمس أكثر / والقمح أكثر / والسرو أكثر / ونسجت من فمك المدور / قمراً على باب الخليل.."فهل كان مثل هذا الولد مسكوناً بكل هذه القدرة على التغيير والإبداع؟؟..
لا نستطيع القول بعكس ذلك، فالطفولة الفلسطينية التي شكلت كل هذا الدفق الرائع من المقاومة، كانت بحق طفولة قادرة على التغيير والإبداع والرسم بريشة تستطيع استحضار كل الألوان دفعة واحدة. وهايل عساقلة لا يريد أن يقول غير ذلك، لأنه يعرف أن هذه الطفولة استطاعت أن تشد انتباه العالم كله لما تشكل من خرق وكسر لكل ما هو عادي. الشخصية / البطل هنا تتفوق على حدود الشخصية المعروفة للطفل، لتكون شخصية استثنائية في زمن استثنائي وفعل استثنائي..
هذا الولد"قطع المسافات الطويلة ما تعثرْ / وبكفه أعلى جبين الأفق أكثرْ"وهو المحاصر في الأزقة والمقاهي والشوارع، أبدع أكثر عندما تقحم الردى"والخطب / والجيش المقهقرْ"وهو الولد الذي يأخذ كل أسماء المدن حين يسأل عن اسمه"اسمي أنا لا فرق / دورا / اسمي أنا لا فرق / غزة / والخليل / وبيت أُمَّرْ.."وهو يصر في كل الحالات على أنه من الأرض وإليها "فالتراب هويّتي / إنْ نمتُ كانَ وسادتي / ومتى صحوتُ حملتهُ / لغماً لأدخله عباءةَ سادنٍ / وثياب قيصرْ.." لذلك كان الولد الذي يستطيع أن يبدع أكثر وأكثر..
كما نرى تبتعد القصيدة عن أي تطور في الحدث، ولكنها لا تستطيع الابتعاد عن حركة الحدث التي تملأ جوّ القصيدة. فالحدث هنا حدث متحرك في كل الاتجاهات، وفي كل المسافات، لأنه حدث الانتفاضة من خلال الفعل الذي يقوم به الطفل الممثل للطفولة في الوطن المحتل. لا نستطيع أن نحصر السير أو الحركة في خط واحد، لأن الطفولة تأبى ذلك. فالحدث شديد الغليان والإبداع والانتقال والتوزع "يا أيها الولد الموزعُ / بينَ مدرسةٍ، وبيتٍ / بينَ بوليسٍ / ومعتقلٍ / وعسكرْ"و"قطعتَ كلَّ مساربِ الدنيا / وخطوكَ ما تأخرْ" وهكذا تنبع الحركة وتكبر دائرتها، دون التوقف عند ضابط أو عدد لها، وتبقى مثل هذه الشخصية شديدة الامتداد والخصوبة..
أخيراً يمكن القول إن الشخصية العربية الفلسطينية استطاعت أن تشكل حضوراً متميزاً وكبيراً في قصيدة الانتفاضة التي تواصلت مع الحدث المقاوم في الوطن المحتل، فصوَّرَتهُ ورسمت كل امتداداته من خلال فعل وحركة هذه الشخصية. وطبيعي أن مثل هذه الشخصية لم تكن شخصية قصصية بالمعنى الكامل للمصطلح، إذ كانت كل قصيدة تتناول شخصية قريبة إليها لتقول حكايتها الواقعية بأبسط صورة ممكنة ودون اللجوء إلى الإضافات أو التزيين. فالشخصية هي الشخصية، والحدث هو الحدث، ولا حاجة للإضافات ما دام الحدث"الانتفاضي"كبيراً خلاقاً رائعاً، وما دامت الشخصية "المنتفضة" قادرة على رسم الواقع بكل هذا الإبداع..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 21 : 01 AM   رقم المشاركة : [25]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
الباب الثالث
ملامح فنية
الفصل الأول
المعجم الشعري ومستويات المفردة
منذ البداية، ومع اختزان الذاكرة لصورة الشعر الأولى، كان للمفردة موقعها الخاص في كل بيت، كما كان لها بطبيعة الحال هذا اللون الذي يميزها عن سواها، وتلك البصمة التي تجعل منها مفردةً ترتبط بنسقها ومحيطها الخاصين. ولم يكن ذلك من قبيل تحميل المفردة اللغوية بعداً استثنائياً، بقدر ما كان من قبيل إعطاء المفردة هويتها التركيبية اللغوية. فالشاعر يريد أن ينقل صورة ما من خلال هذه المفردات اللغوية التي تشكل خطوط وألوان وضربات ريشته. والشاعر يريد أن يعبر عن الذات الشاعرة في تفاعلها مع محيطها من خلال المفردات اللغوية التي تستطيع أن تحمل كل الدفء والمشاعر والمعاني وتنقلها بأمانة لتكون صورة نابضة على الورق..
لا نريد أن نعود إلى الوراء كثيراً في مسيرة الشعر، لنقف عند ما ذهبنا إليه، ولا نريد أن نسبر عمق ودلالة كل مفردة لغوية في مسيرة تطورها، إذ هدفنا النظر إلى"هوية"المفردة في نسق الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني من خلال الاطلاع على نماذج محددة مختارة، للوقوف على شيء في معاني هذه "الهوية" وهو ما يدفعنا بداية لقراءة القليل من الشعر السابق على شعر هؤلاء، ومنه قول الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود:
أخوفاً وعندي تهون الحياةُ وذلاً وإنّي لَرَبُّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوهَ العداةِ فقلبي حديد وناري لظى
لنرى إلى مستوى المفردة المتحرك عند شاعرنا الفارس، فكلمة "الخوف" مثلاً، ترتدُّ إلى الخلف، لتأخذ في التلاشي. بينما تبرز مفردة "الإباء" لتشكل لوحة في غاية الروعة والامتداد، وهذا ما جعلها مفردة استثنائية في موقعها الخاص هذا. فهي لا تقف عند حدودها المعجمية، بل تصل مباشرة لصوغ حدودها الحياتية النضالية. حيث أراد الشاعر أن يعبّر عن كل عواطفه الوطنية والتي تأبى الرضوخ والخنوع والذل، فجاءت مفردة "الإباء"مرتبطة بمفردة "رب"بعلاقة إضافية، لتكون هذه الصورة بكل ألوانها الزاخرة المتحركة. ويمكن أن نرى إلى مثل ذلك في كل المفردات التي حملها البيت الثاني عند عبد الرحيم محمود، فالشاعر يوظف المفردة خير توظيف، لتخرج على هذه الشاكلة المتوقدة المتوهجة. ونتساءل: إن كانت المفردة عند عبد الرحيم محمود، وهو من شعراء ما قبل النكبة، على هذه الشاكلة، فكيف أتت صورتها فيما بعد؟؟..
في قراءة الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الأول، يمكن أن نرى إلى معجم شعري يتحرك ويتشكل وفق ظرف طارئ خاص من جهة، ووفق دفق تاريخي جذوري من جهة ثانية. فالوطن واقع تحت الاحتلال، والمفردات تخرج من أتون معركة يومية مستمرة تتصف بالمقاومة والتحدي والوقوف في وجه كل الممارسات والضغوطات الصهيونية الدائمة. من هنا كان لشعر فلسطين في الداخل معجمه الشعري الاستثنائي القائم على تحريك المفردة وإعطائها حالة من حالات التوهج والقدرة على المجابهة، لتكون"مفردةً" ذات ملمح خاص متصف بالظرف الآني المغاير، وجامع لكل جزئياته وامتداداته. كيف..؟؟..
في واحدة من قصائده يقول الشاعر إدمون شحادة:"كان للحب جراح في الفؤاد / مثل جرحي / مثل جرح الأرض يمتد عميقاً وعميقاً / كلما الأرض استجابت للنداء / يعبق الجرح ويمتدُّ العطاء"لنرى إلى هذه الألوان المتعددة في مفردة"الجرح"حيث تقفز قفزاً في عدة مستويات سريعة متلاحقة متداخلة، من خلال صورتها الذاهبة في القلب حيناً، وفي الأرض حيناً آخر، وبما يرسم طبيعة العلاقة بين الشاعر وأرضه.
مفردة"الجرح"تأخذ سمة التوحيد والتقريب والشد، لتكون مفردة جامعة قادرة على صوغ فعلها المقاوم للاحتلال، و"الجرح"هنا لم يعد جرحاً وهمياً متخيلاً، بل كان جرحاً حقيقياً معاشاً، حيث يعيش الإنسان الفلسطيني كما تعيش أرضه حالة احتلال واغتصاب للحق. ولكن هل وقفت حركة "الجرح"عند معناها الوصفي المجرد هذا؟؟..
يقول الشاعر بالنفي، كما تقول سطور الواقع.فكلما ازداد الجرح، كان المقابل زيادة في المقاومة والتحدي والصمود. ولا نريد هنا أن نذهب مع لفظة "الجرح"ذهاباً بعيداً يخرجها من معناها، إذ الواضح أنها مفردة التوهج والانطلاق الموحِّد بين الذات الشاعرة والأرض، وبما يرينا إلى خط واصل بين هذه وتلك. ولنا أن نشير إلى أن مفردة"الجرح"هنا كانت كما هو ظاهر محور بقية المفردات.. بينما يمكن أن نلاحظ عند شاعر آخر ظاهرة "المفردات المحورية".. كيف؟؟..
يقول الشاعر شكيب جهشان:
أنا قمح وزعترٌ وخوابٍ وعتابا وموقد مشبوبْ
وحنين الحداة شوق المراعي وانهمار الغناء والشؤبوبْ
وظباء" وبئرُ ماءٍ وراعٍ يملأُ الأفقَ لحنهُ والوجيبْ
لتكون كل مفردة محوراً بذاتها. فالقمح والزعتر والخوابي، والغناء وحنين الحداة وشوق المراعي، إضافة إلى كل ما جاء من مفردات الأبيات السابقة، تقول بهذا النسق المتتابع من الأماكن والأشياء والمشاعر.. ولكن هل اكتفت هذه المفردات بذلك؟؟..
لا يمكن لأي شاعر أن يأتي بهذا النسق من المفردات دون فائدة فكيف إذا كان هذا الشاعر واحداً من شعراء المقاومة.. وكيف إذا كنا نفهم خصوصية النبض المقاوم في تصديه لآلة العدوان.. ألا نقرأ في كل مفردة حاجتها الماسة إلى مصب تريد أن تصل إليه؟؟
لنأخذ أول مفردة في هذه الأبيات، وهي هذا الضمير البارز"أنا"فماذا نجد؟؟.. نتواصل بشكل مباشر مع إجابة تنتقل من محورها الخاص، إلى المحور العام، حيث "أنا قمح"أنا زعتر”"أنا خواب”"أنا موقد مشبوب”"أنا "حنين الحداة".."أنا شوق المراعي"وهكذا.. لنصل إلى صوغ"أنا الفلسطيني أمثل كل شيء في هذه الأرض وعليها"في مواجهة"الآخر الصهيوني الذي ليس له أي شيء على هذه الأرض وفيها"ولتكون ألوان وخطوط المفردات في غاية الوضوح. كل مفردة أتت لتؤدي دورها النضالي في الدفاع عن الحق وفي التصدي للاحتلال، فهي تتآلف في مجرى واحد، لتقول بالحق الفلسطيني الساطع. وهذا ما يجعلها مفردات محورية في بناء الكل التركيبي الذي يهدف إلى إعطاء صورة جذورية تاريخية للإنسان الفلسطيني مقابل أكاذيب وأباطيل العدو الصهيوني المزيف..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 22 : 01 AM   رقم المشاركة : [26]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"المفردة"من الجيل الأول إلى الجيل الثاني:
في قراءة شعراء الجيل الثاني، لا نقف على نقلة تبعدنا عن الطريق الذي تلمسنا ورأينا الكثير من معالمه في التعامل مع المفردة، إذ لم يتغير أي شيء ولم يتبدل. وعلى العكس من ذلك، فقد ازدادت رقعة الاحتلال وامتدت سطوة الممارسات الهمجية الصهيونية. لذلك كان طبيعياً أن تلتقي"المفردة اللغوية"عند شعراء الجيل الثاني مع مثيلتها عند شعراء الجيل الأول وهم الذين خبروا الاحتلال وعرفوه طوال سنوات وسنوات، وكان لهم صوتهم المقاوم المتصدي القادر على الوقوف بكل ثبات وتماسك وقدرة.. فماذا نقرأ في ذلك؟؟..
في قصيدة"لو كنت مثلي أيها الحجر"يقول الشاعر هايل عساقلة:"لم أذق جيلين طعم البرتقالْ / أيها العابر خذني للشمالْ / وخذ المقلةَ مصباحاً وخذْ / أضلعي جسراً وناديني تعالْ / فوق شرياني أنا أمشي إلى / كرم أمي وبساتين الدوالْ / عذَّبتنا في المنافي غربةٌ / عضَّنا الشوكُ وأدمتْنا الرمالْ / لمَ والكرمل مهدي وأبي / غارس الكرمةِ في سفحِ التلالْ." لنعايشَ المفردة بشكلها المسكون بنبض الحنين والشوق والحاجة إلى الدفء المفقود. كل ذلك ينبع من الحرمان الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني ليقول بظلال الصورة الباحثة عن ملامح الوجه والصوت والخطوة. الشاعر يطلب طعم البرتقال، لتأتي لفظته مطوية على الكثير من الرجع الحزين.. ولكن هل اكتفت المفردة بطرح الصورة على هذا الشكل؟؟..
إن العودة إلى تفصيلات"المفردة"إن صح التعبير، وحين نأخذ:"أمي / مهدي / أبي / غارس"فإننا نقع على صورة المطالبة بالفعل من أجل الحق، وبما يصرّ على بروز الشخصية المتعلقة بالذات الفلسطينية وامتدادها. بينما تأتي مفردات مثل"الكرمة / طعم / بساتين"لتقول بصورة الالتفات إلى الطبيعة وجغرافية المكان بكل المعاني. وهنا نجد الكثير من التأكيد على امتداد شخصية الفلسطيني في جغرافيته، والجغرافية الفلسطينية في شخصيتها، ليكون التاريخ شاهداً على التواصل في كل الحالات.
يمكن أن نقرأ هنا، وبكثير من التوقف عند دلالة المفردة، ما كتبه الشاعر إبراهيم عمار في قصيدة"مقاطع من أنشودة الحزن"حيث:"مفعمة هذي النسماتُ / بصوتكِ / والمأساةُ امتدتْ في نفسي / وعلى إيقاعاتِ الدبكةِ أنهضُ / أسحبُ سيفي / أنتصبُ على أنشودتيَ المبتورة / وأغنّي نبض الموّال أموت / يصير رفاتي نبضات قصيدهْ"حيث نرى إلى حالة من حالات الدفع في إعطاء المفردة شحنة متتابعة، وكأننا أمام سلسلة من التطور بين مفردة وأخرى. تبدأ هذه السلسلة بالنسمات، وهي مفعمة بالصوت، ثم تنتقل إلى شحنة مغايرة عند الالتقاء بوقع المأساة الممتدة في نفس الشاعر، ومن كل هذا الهدوء تأتي الحركة الدافعة المسكونة بإيقاع الدبكة بما تشكِّل من تراث وتاريخ وجذور، وهو ما يرافق أو يلتصق التصاقاً مباشراً بعملية النهوض.. وبعد..؟؟..
المفردة كما نلحظ تأتي بشحنتها من خلال موقعها في التركيب الدال على حالة من حالات الدخول في عشق الوطن، أو الارتحال فداء في عينيه. وإذا كانت النسمات في غاية الهدوء وهي تسجل امتصاصها للصوت، فإن المأساة الممتدة في نفس الشاعر لا تبتعد عن الهدوء أو السكون، ولكنها تختلف في شحنتها وبعدها ووقعها عن"النسمات"لنكون أمام صورتين مختلفتين من صور السكون والهدوء. الصورة الأولى ذات بعد جمالي متكئ على معان لا تدخل في باب الحزن الدفين، بقدر ما تفجر حالة الذكرى والتذكر والتوحد مع موسيقى نابعة من عمق أعماق الشاعر، بينما تأتي الصورة الثانية لتكون ذات بعد مسكون بكل معاني الحزن والدمع والألم، في التقاء لا ينكر مع حالة شديدة من حالات الذكرى والتذكر. وفي كل الصور يأتي النهوض وكأنه حالة انفجار تتبع كل هذا السكون الذي رأينا. فالشاعر يبدأ في دخول"خطوة"الدبكة،ثم خطوة"التراث"ثم خطوة "التاريخ"ليعطي النهوض شكله الجديد القائل بضرورة المقاومة، وهنا احتماء بالماضي، بالذاكرة، بالتاريخ، بالذات المسكونة بكل الامتدادات والعمق.. من هنا تبدأ الصورة في الانتقال إلى مرحلة جديدة من شحن المفردة.. كيف؟؟
مع لحظة"سحب السيف"تبدأ حركة الاندفاع في معاني الفداء، وصولاً إلى الشهادة ثم انبعاث الرفات في نبضات قصيدة. طبيعي أن هناك مسافة بين لحظتي"سحب السيف"والانبعاث في"نبضات قصيدة"ولكن مثل هذه المسافة لا تعني حيزاً زمنياً طويلاً. إذ الإيحاء هنا يقول بالتصاق المفردة بالمفردة وكأننا أمام تلاحق لا يترك مجالاً لأخذ النفس، فالسيف يسحب،وانتصاب القامة يتم، ثم تكون الأغنية، والموت، فالانبعاث. لنرى هنا إلى مسافة توهمنا بوجود فواصل زمنية، ثم تضعنا في الوقت ذاته أمام حالة من حالات التداخل السريع، لنصل إلى القول: هناك مسافة موجودة بين المفردات في كينونتها الملفوظة والمكتوبة، ولكنها مسافة ملغاة وغائبة في الحالة الزمنية..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 23 : 01 AM   رقم المشاركة : [27]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"المفردة"من الخاص إلى العام:
يحق لنا أن نسأل هنا: هل نستطيع الوصول أو القول بمفردة"صافية"في الدلالة على ذات الشاعر دون الانتقال والتواصل مع العام المسكون دائماً بكل معطيات المقاومة والتحدي والمجابهة.. وهل نستطيع الوصول أيضاً إلى مفردة "صافية"في الدلالة على المحيط العام دون الانتقال والتواصل معه الخاص الدال على الذات الشاعرة المفردة بما تحمله من بصمات وملامح "الأنا"بكل أبعادها؟؟..
في الأغلب الأعم تدخل المفردة حالة الالتقاء بين حالتي الأنا والعام، وبما يشكل دائماً صورة شديدة التماسك والترابط والتفاعل. ويمكن الركون إلى قاعدة ثابتة تقول إن الفلسطيني"الشاعر"لا ينفصل عن الفلسطيني "المقاوم"والفلسطيني "الأرض بكل معانيها"وهذا ما يدفعنا إلى التركيز على التداخل الحاصل في الألوان وبشكل قد لا يتيح لنا التمييز بينها، فحين نريد الحديث عن الشخصية بمعزل عن"الظرف المحيط"أو عن الظرف المحيط بمعزل عن "الشخصية" قد لا نصل إلى نتيجة واضحة، فالمفردة التي تقول صفات الشخصية الفلسطينية تتكئ مباشرة على ينابيع الطبيعة وجغرافية وحالة الواقع المعاش، كما أن المفردة التي تقول صفات العام بما يحمل من مقاومة وتحد ومجابهة وصمود تتكئ مباشرة على ينابيع الشخصية بما تحمل من صفات وملامح وأبعاد.
في "أشواق"حنان عواد نقرأ: "أنا بنت السلاح / أقاتل الإعصار من أجلك / أنا بنت الجراح الخضر / جئت الكون في ظلك / أعود إليك / من أعماق فرحتنا / أعود إليك في رايات ثورتنا"حيث من المفترض ظاهرياً أننا أمام حالة من حالات الحب العادي التي تقول بعلاقة إنسانية جميلة بين اثنين، الحبيب والحبيبة، وهو أمر طبيعي متعارف عليه.. ولكن هل كانت الصورة كذلك؟؟..
لا نستطيع إسقاط أثر وتأثير المحيط العام لحظة واحدة في مثل هذا الحب، لأننا نلغي – إن فعلنا – ألوان وخطوط وأبعاد الحالة، وبما يعني قتلها. فالحب هنا حب فلسطيني، والحبيبان فلسطينيان، والأرض التي تضم هذا الحب فلسطينية.. والمعنى ينفتح شئنا أم أبينا على إعطاء الشخصية ملمح العام، لتكون المفردة المشحونة بالحب، مشحونة في الوقت نفسه بالمقاومة. وهذا يعني أن الحب حب مقاوم، وأن المقاومة مسكونة بحالتها الإنسانية المليئة بالنبض، والشاعرة تركز على مدّ الخط القائل إن مثل هذا الحب إنما يعني الحب الفلسطيني في الحالة الفلسطينية.
"أنا"الشاعرة تلتصق بالسلاح لتكون بنت هذا السلاح.. و"أنا" الشاعرة تقاتل الأعداء وهي مليئة بالأمل والتفاؤل، لتكون قادرة على صوغ القادم.. وطأنا"الشاعرة تطلع من خلال الجراح الطويلة، لتكون الفلسطينية المسكونة بالهم العام المتصل بشعبها.. و"أنا"الشاعرة تعود أو تذهب وهي مرتبطة كل الارتباط بفعل وفاعلية الثورة، لتكون بحق شديدة التواصل مع كل نفس من أنفاس المحيط.. وهكذا..
إن شخصية كهذه لا تستطيع أن تكون شخصية منطوية على ذاتها دون الامتداد نحو المحيط بكل ما يحمل وبكل ما يدور فيه. هنا قد ننسى"حالة" الحب المنقولة إلينا، لنعيش حالة المقاومة والمجابهة والتحدي. فالفلسطينية الحبيبة، هي الفلسطينية المقاومة المليئة بكل معاني المجابهة والإصرار على الثبات.. والفلسطيني الحبيب، هو الفلسطيني المقاوم المليء بكل معاني المجابهة والإصرار على الثبات. وطبيعي أن التقريب بين ملامح الشخصيتين، إنما يأتي من خلال قراءة التوافق في الملمح العام المسكون بنبض المقاومة إلى جانب الملمح الخاص.
نقرأ مثل ذلك في قصيدة "ونحن سواء"للمتوكل طه حيث تذهب المفردة من معتقل إلى معتقل، لتقول بصمة حب أوسع من القيد وأكبر من قضبان الحديد:"أكتب من نرجس القلب / آية حبي الكبير إليكِ / وأهدي إليكِ السلام / وأسأل عن مهرةٍ قيّدوها / وعن غيم عينيكِ أسأل / عن دمعة في المساء"فالشاعر الذي يعاني عذاب المعتقل، يرسل آية حبه الكبير إلى فلسطينية معتقلة في سجن النساء، والمفردة في مثل هذا المشوار القصير بين سجن وآخر، والطويل بين دمعة ودمعة، لا تخلع شيئاً من مخزونها الهائل الجميل. فالكتابة وهي تعبير عن شخصية و"أنا"الشاعر، تأخذ من"نرجس" القلب، لتبدأ في طي المسافات، والتواصل مع روعة العشق. و"الأنا"في هذه المساحة تمتد لتنقل قصة المقاومة والتحدي من وراء القضبان، مصرّة على زرع الثبات في قلب"الأنا"الأخرى التي تعيش أيضاً حالة السجن مع رفيقات لها.
يلحظ في هذا التوجه نحو توليد المعنى من خلال شحن المفردة بحنين غريب وحميمية رائعة. المهرة التي يفترض أن تحب الامتداد في المساحات الشاسعة، تعيش هنا حبيسة في سجن يضيق ويصغر.. والشاعر يضع اليد على القلب، ويمد النبض للتواصل مع النبض، وهذا ما يدفعه إلى ملامسة غيم العينين، وهذا المطر أو الدمع المسافر في سكون الليل.. ومهما كانت شدة أو حدة الظروف، فالمقاومة تبقى هي المقاومة، والحب لا يكون إلا في مسارها وزمانها، لأنه الحب الفلسطيني.
كما نرى لا تخرج"الذات"في كل الحالات عن خط سيرها المتداخل مع خط سير الوقع العام، وهذا يجعلنا دائماً أمام مفردة لا تستطيع أن تكون "صافية"من معنى الميل الدائم إلى الارتباط مع طرف المعادلة الآخر، وهي صفة تعطي لهذه المفردة قيمة استثنائية مشحونة بالكثير من المعطيات والصور والامتداد.

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 25 : 01 AM   رقم المشاركة : [28]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"المفردة"وامتدادات الدم:
في قراءة المفردة المفتوحة على موضوعة واحدة مع الإصرار على الانتقال إلى عدة مستويات، يمكن أن نقرأ موضوعة "الدم"لما لها من امتداد وأثر في الحياة الفلسطينية عموماً. حيث تأخذ مثل هذه الموضوعة مساحة لا يستهان بها من حياة ومعيشة وحركة الشعب.
فالدم ، وهي المفردة ذات الحرفين، تشكل معنى ومحور الكثير من المفردات.. والدم، كمفردة تؤدي كامل معناها بذاتها، تشكل الكثير من الانفتاح والألوان عند إضافتها إلى مفردات أخرى.. كيف؟؟..
في"خطوة أخرى وتنهار السلاسل"للشاعر هايل عساقلة نقرأ:"نزفَ الجرحُ طويلاً / فنما الجرح سنابلْ / آهِ يا جرحي الذي أعيى جميع القتلهْ / خطوة أخرى وتنهار السلاسل / خطوة أخرى وتخضرّ الكروم / فوق صدر الطفلة المشتعلهْ" فالمفردة تسجل حضوراً متلاحقاً في الإصرارية على استحضار النهار. ولنا أن نتابع ذلك ابتداء من طرفي هذه المعادلة التي تقول: "نزف الجرح طويلاً / فنما الجرح سنابل"حيث الجرح مفردة مشتركة تفرد كل خصبها وحضورها وتألقها. في الطرف الأول يكون"الجرح"نزيفاً طويلاً بما يعني من تضحيات طويلة قدمها شعب فلسطين، وفي الطرف الثاني يكون"الجرح"وعداً وتألقاً وخصباً حين يسجل النتيجة والوصول إلى شاطئ الحرية. الدم في مثل هذه الحالة حاضر ومستقبل، وهو في الوقت ذاته سلاح يستطيع أن يقاتل ويدافع عن بصمته. وهو في امتداد الحالة عند الشاعر هايل عساقلة عصيّ لا يقبل التراجع أو الانكسار، وهو ما دفعه لأن يرفع شارةَ نصرٍ تعد بالكثير..
الشاعر عبد الناصر صالح وفي هذا المسار يدخل عمق المجزرة في صبرا وشاتيلا ليقول تحت عنوان"الصبر يا صبرا"إن الدم أوسع من أن يطوى أو يضبط أو ينسى حيث:"دم شعبي الآن قد غطى ثرى هذا الوجود / دم شعبي لن ينسى ولن يغفر يا أرض الجدود / دم شعبي يمنح الدليلا / أن شعبي لفلسطين يعود.." فالدم مفردة تقول واقع وجودها بغزارة جراء المذبحة في صبرا وشاتيلا، والدم مفردة تقول امتدادها في كل مكان وزمان بعد أن انتشرت المذبحة طارقة كل رقبة ويد وجسد في صبرا وشاتيلا.. ولكن هل كانت مثل هذه المفردة مكتفية بذلك؟؟..
تقول كل تفاصيل"الدم"إن التوقف عند لحظة الانفتاح على الجرح والمجزرة دون تجاوز ذلك، غير ممكن أو مقبول بالنسبة لحياة شعب، ومسيرة شعب. من هنا انتقال"الدم"وهو دم شعب فلسطين، إلى حالة من حالات الامتداد على كل المساحات المرئية وبما يشكل ثرى هذا الوجود.. وعلى العين أن ترى، عليها أن تقترب من لزوجة المساحة واللون المصر على تغطية كل شيء بلون الدم. ثم تكون مفردة"الدم"وهي المفردة التي غطت ثرى هذا الوجود، ذاكرة لا تعرف النسيان، إذ كيف لدم الشعب الفلسطيني أن ينسى ويغفر.. ولماذا ينسى ويغفر؟؟ وبعدها تكون هذه المفردة"الدم"دليلاً للشعب، ومثل هذا الدليل لا يماثله دليل آخر.. فهو أي"الدم"فعل لا يأتي من خلال التهيؤ للقيام بالمقاومة، بل يأتي من خلال كونه قد دخل حيز التواجد، وكان الصورة الأبرز القائلة باندفاع الفعل حتى آخره.. من هنا انفتاح "الدليل"على"العودة"كي يكون الدم في ذلك مفردة تصل إلى حيث تريد..
في حالة أخرى، ومع آلية فعل الانتفاضة، نسمع في قصيدة “دم الانتفاضة” للشاعر محمد آل رضوان:"المجد المجد / لهذا الدم / يتفجر من شريانك فمْ/ يصرخ والصرخة مفزعة / في وجه المحتل المجرمْ"ليكون الصوت ملاصقاً لمفردة "الدم"بكل الأبعاد.. وإذا كانت المفردة معانقة للمجد في البداية، فإن انفتاحها على الصور اللاحقة يعطيها علاقة أقوى بالمجد.. ولنا هنا أن نرى إلى"الدم"وهو ينتقل ليكون"فماً" ثم "صرخةً".. وبالتشكيل الكلي، فالدم مقاومة، والدم مجابهة، والدم وقوف شامخ في وجه الاحتلال..
إن امتداد المفردة وانتقالها من معنى إلى آخر لا يعبر عن تغيير في الشكل والطبيعة والكينونة لمفردة "الدم"ولكنه يقول بأن هذه المفردة تستطيع أن تطرح أكثر من حالة، وأكثر من صورة، وأكثر من مضمون. فالدم حركة انبثاق من الجرح في التصور الأولي، ولكنه في آلية المقاومة فعل يستطيع أن يختزن العالم كله، وأن يفجر كل الصياغات دفعة واحدة. وهنا يكون "الدم"كمفردة قادراً على صوغ ورسم كل فعل يعني وصولاً إلى قمة الثبات والتماسك والشجاعة. فالمقاتل الذي يرتبط بقدرته على رسم هذه المفردة دون خوف أو خشية، يكون مقاتلاً قادراً على كسر شوكة الاحتلال..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 26 : 01 AM   رقم المشاركة : [29]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"المفردة"وامتدادات صورة الآتي:
في قراءة قصيدة"ملح الأرض أنتم"للشاعر سميح صباغ حيث:"أنا لست أدري يا عروسة يا خديجة / نحن جئنا كي نزفّك أم نبارك / بالهتاف والغناء / هذا الزواج / فليبتهج شجر البراري والحقول / بعروسة البطوف"و"يا أيها الشهداء ملح الأرض أنتم والبذار / مذ كنتم عادت إلى الدنيا طبيعتها" نقف على الكثير من ملامح الحاضر المنفتح على ملامح الآتي. وطبيعي أن المفردة التي ترسم صورة خديجة"الشهيدة"بما تزرع وتعطي إنما تشد مع كل حرف على فواصل المستقبل.
خديجة في مسافة الشهادة، تدخل عالم الزواج، وعلى الجبال والسهول أن تبتهج.. ولكن لماذا؟؟ طبيعي أن كل مفردة معبأة بالإجابة من خلال النظر إلى العروس / الشهيدة باستمرار، حيث سينفتح الغد على عطاءات لا حد لها. وهذا ما جعل الشهداء ملح الأرض والبذار، والتوازن الذي يعيد إلى الدنيا طبيعتها. ولو لم يكونوا وجوداً حقيقياً، وفعلاً وفاعلية، لاختلت كل الموازين من خلال استبداد الظلم دون رادع يردعه. فالشهادة بشارة دائمة بأن الفجر قادم، كما أنها الانفتاح الذي لا يتوقف على الأمل والتفاؤل.
يمكن هنا أن نقرأ"زنبقة الحرية"لمنيب فهد الحاج، وهي الزنبقة التي تزهر "تتفتح في كل رياض الأوطان / تتحدى أشواك الطغيان / ما دام / يرويها دم الإنسان"وهي الزنبقة التي تعطي الغد شكله الجميل. وطبيعي أن مفردة الحرية هنا ترتبط قبل أي شيء آخر بالغد، وهي بطبيعة الحال تأخذ شكل الزنبقة الذي لا يفسح المجال لأي حالة من حالات التراخي، فالحرية زنبقة تشق طريق نموها واستمرارها وتفتحها على مدار رياض الأوطان، لتقف في وجه الطغيان من خلال اتكائها على شريان الدم المفتوح. والحرية المفتوحة على الغد والمستقبل، لا تنفصل في معناها عن الشهادة والشهيد، لأن طلب الحرية مرتبط بالشهادة والشهيد، إذ من الصعب الوصول إلى ما تريد الوصول إليه دون السير في الطريق المؤدي إلى ذلك…
في"تواقيع على قيثارة الأرض"للشاعر نزيه حسون لا نبتعد عن هذا المسار القائل بانفتاح المفردة على صورة التفاؤل والأمل حيث:"في زنازين اعتقالي / رغم سجّاني وسجني / يزهر الزيتون في زندي المقيدْ / وعلى جدران قلبي / كل ليمون بلادي / كل زهر في رباها يتجددْ.."فمفردة "زنازين"توحي أول ما توحي بالانغلاق والخوف والخشية والتراجع، ولكن مفردة "يزهر"التي تأتي لاحقاً تجعلنا نفتح العين مباشرة على حالة مغايرة تماماً. ونسأل هنا كيف تحولت المفردة من مسار إلى مسار؟؟..
يقول معجم هذا المقطع إن هناك نوعين من المفردات، الأول يتصف بالكثير من الكآبة مثل:"زنازين – اعتقال – سجّان – سجن – قيد"والثاني يتصف بالكثير من التفاؤل والأمل مثل:"يزهر – الزيتون – ليمون – بلادي – يتجدد – رباها"وطبيعي أن تأثير التفاؤل والأمل سيكون أكبر، مما يعني انحسار وتراجع تأثير المفردات الأخرى، أو رضوخها لطغيان وارتفاع وتيرة نشيد الأمل. هنا لا تتبدى حالة صراع بين مفردة ومفردة، كما لا تظهر أمام العين صورة من صور التصادم، لأن الشاعر لم يرد ذلك منذ بداية تفجر شحنة المفردة الأولى"زنازين"وتحويلها إلى مفردة قابلة لحمل كل معاني الأمل، وهو ما نراه في كل المفردات اللاحقة..
هل نقول هنا إن المفردة قابلة للتلون حسب سياقها في القصيدة، وبما يدفعها أحياناً لأخذ معنى آخر يختلف عن معناها الحقيقي؟؟..
بطبيعة الحال لا يمكن للمفردة أن تخرج من معجميتها دفعة واحدة لتقول معنى مغايرا.. كما لا يمكن لهذه المفردة أن تبدل صوتها ووقعها وبعدها فجأة. ولكن في كل حال تستطيع هذه المفردة أن تأخذ اللون الذي تريد والإيحاء الذي ترغب به، والشكل الذي تطمح إليه، من خلال السياق الذي تدخل فيه، وهو ما لاحظناه في الأمثلة السابقة. فالمفردة في"المعجم" مفردة ذات بعد ثابت لا يحمل الكثير من شحنات التبدل والتغير، ولكنها في حالة التوالد والتوجه والدخول في ملامح صورة إبداعية ما، تضيف إلى معناها الكثير من الشحنات القادرة على الإيحاء. وهو أمر يلحظ في كل نص إبداعي.. فماذا عن هذه المفردات في مسار الشعر الذي ندرسه، وما هي المفردات التي اقتربت أكثر من نبض الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني..؟؟..

[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03 / 07 / 2010, 27 : 01 AM   رقم المشاركة : [30]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني (دراسة )

[align=justify]
"المفردة"والخصوصية:
المفردات التي تناولها الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني كثيرة ومتنوعة بطبيعة الحال، ويصعب أن نوردها مجتمعة متكاملة هنا، لذلك سنتناول مجموعة منها يمكن أن تشير إلى خصوصية نتلمسها في قراءة كل قصيدة من قصائد هذا الشعر، وتتحدد هذه المفردات بالآتي: "الشمس / الرعد / البرق / الطوفان / الصباح / الربيع / القديم / الجديد / الجد / الأب / الأم / الفداء / الرفض / الفلسطيني / اللاجئ / الشعب / المقاومة / الانتصار / الغضب / الأرض / التراب / الحجر / الماء / الحقل / البيت / الباب / الشباك / الجدار / الطريق / الشجر / القمح / الزهر / الزيتون / البرتقال / التفاح / البيارة / السكين / البندقية / النار / الراية / الشظية / القنبلة / الشعر / القلب / العين / الدم / اللسان / الرئة / الوجه / الجسد.." لنجد أنها تدور مباشرة حول ما هو معاش فلسطينياً. فمن الأرض إلى المقاومة إلى الأمل والتطلع إلى النهار، نرى في المفردات السابقة، أن الشعر الفلسطيني ملتزم بواقعه، حيث يصدر عن معاناة وصراع يومي. ولا نستغرب أن تتواجد مثل هذه المفردات، وما يتفرع عنها، ما دام الواقع معبأ بحالة استنفار فلسطيني يومي في مواجهة الاحتلال، إلى جانب تطلع دائم لا يفتر إلى الشمس والحرية والخلاص من هذا الاحتلال… ولكن ماذا عن هذه المفردات في نسقها الترتيبي؟؟
نعود هنا إلى تصنيف هذه المفردات وفق رؤية الشعر الفلسطيني لها وتعامله معها، لنجد:
أولاً – الالتفات إلى التاريخ – فنقف على مفردات مثل: القديم / الجد / الأرض / التراب / الحقل / البيت / الشجر / الماء / البيارة / الفلسطيني / الشعب…
ثانياً – التعامل مع الطبيعة وما هو قريب مألوف مثل: القمح / الزهر / الزيتون / البرتقال / التفاح / الباب / الشباك / الجدار / الطريق.
ثالثاً – التعامل مع مفردات تأتي في نسقين، أولهما استعدادي وتحريضي مثل: الرعد / البرق / الغضب / وثانيهما ثوري مقاوم فاعل مثل: طوفان / رفض / مقاومة / سكين / بندقية / نار / قنبلة / شظية / دم / فداء..
رابعاً – التعامل مع مفردات مستقبلية تفاؤلية مشرقة – مثل: الصباح / الربيع / الانتصار / الشمس..
وفي مثل هذا الترتيب، يمكن أن نقرأ الكثير من تدرج المعجم الشعري الفلسطيني في جيله الثاني، وتعامله مع المفردة في كل الحالات.. ولكن يجب أن نشير في نهاية البحث إلى نقطة هامة يجب التوقف عندها في قراءة كل مفردة من المفردات السابقة، وهي ضرورة النظر إلى المفردة في سياقها الشعري داخل كل قصيدة على حدة، لأنها بذلك تقرأ من خلال جوها وظرفها الطبيعيين. وإن كان مثل هذا الأمر مطلوباً في كل شعر عبر الزمن، فإنه أكثر إلحاحاً واستدعاء في الشعر الفلسطيني المقاوم، وهو الذي أعطى المفردة لوناً متميزاً ما كان لها من قبل..


[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشعر الفلسطيني المقاوم، في جيله الثاني، دراسة- طلعت سقيرق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدرس الثاني : أوزان الشعر د. رجاء بنحيدا الأوزان و بحور الشعر والقوافي 7 28 / 01 / 2018 22 : 07 PM
الكلمة والفعل المقاوم - الكتاب الفلسطيني - طلعت سقيرق هدى نورالدين الخطيب الكتاب الفلسطيني 0 17 / 09 / 2011 43 : 07 AM
دراسة مفصلة في الشعر النبطي ناهد شما فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 4 01 / 10 / 2010 53 : 02 AM
الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني ـــ بقلم الشاعر : خليل خلايلي طلعت سقيرق كتبوا عني 0 24 / 07 / 2009 13 : 10 PM


الساعة الآن 24 : 07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|