كلمة اولى
قال ابن عربي :
لست أنا ولست هو فمــن أنا ومـن هو
فياه ، قل أنت أنا ويا أنا هل أنت هو
* * *
ويقول ستندال : إن الفن ابتداع أحاسيس لم يسبق إليها أحد . فهو خلق إنساني من أجل غاية جمالية " .
ـ لم أعرفه .. لم يعرفني .. قربنا الشعر ، فالتقينا دون أن نلتقي ، تداخلنا في الأحاسيس وتواصلنا.. فابتدعنا حين تفتحت براعم مشاعرنا على الورق .
ـ في أزمنة البوح ـ لغة لمدار طقسنا السري ، لغة نتناغى بها تحت ظلال غيم الحروف الأخضر ، وفراشات كلماتنا الملونة تتطاير عبر مسافات تفصلنا :
- هذا النسيم هو الرسول إليك ليتني وجدت إليك مع الرسول سبيلا
كتابتنا لا تتبع ترتيب الأحداث ، ولا تتقيد بنماذج الألوان بل هي بوح الذات التي أيقظت فاعلية سحرية في أفكار روحينا المشتركة ..
ألم تكن ـ مي مع جبران ـ في تواصل حديث الروح وشعلة حروفهما الزرقاء لم تخمد من ذاكرة الأدب بعد ..
هكذا ـ طلعت مع ليلى ـ في هدوء الروح الشاعرية معاً وحروفنا تتجلى في البوح ـ فرأيته في مرآتها ورآني :
إذا تجلى الحبيب بأي عين تراه ؟.
بعينه لا بعيني فما يراه سواه
زمن البوح الأول
" للنبضة غموضها "
للنبضة سرية لمسات الندى ، لعشب الحروف عطر استفاضات الروح. لفراشة المسافة تهدل زهرة قلب تنحني على قلب آخر ، تحط على سرة ياسمين الشوق . وبلبل الشعر مسافر أبداً على إيقاع حبر ومضاته المتهدلة كخفوت حلم على أجفان عاشق شارد في مراعي الخضرة المتفتحة على شفاه بياض أصابع الزرقة الليلكية .
حلم اللقاء يربكه الخجل ، وألق النشوة يترمد على خافيات الغياب . العمر المبعثر سكن شرفات ليل صامت ، لأن ثقل الزمن أحنى هامات أغصان الروح ، بينما الريح بقيت تشاكس السراج، فهل يحجب خمار السحب الرؤيا عن وجهي الواهن ؟..
كغمزات نور تتمرد الأحاسيس الغافية ، لتريق أرجوان العشق على صدري المعتم ووشيش المطر خريرها المتفرد ، وتهافت الشجن في أمسياتي المنزوية صمتاً ، يربك زمني الظامئ المنساب في الوجع ، تهفو الروح إلى وردة فل هادئة لتتسربل أيامي بالأحلام . لأعود كهدوء طفلة تناغم الحنان الذي يرقد على سريرها الوردي ، وابتسامة الوداعة تنعم على الشفاه . لغموض آلهة الغيب ـ زمن بوحك الأول .لترقرق حروفك الراعفة أشعة فجرها العذري على صدر عتمتي تلافيف نرجس حائر ، وبحة الورق ترعش عطره مع تناغم صوتك الدافئ ..بلبل للشعر ، أم طيف أنت ، أم سمر لياليَّ المهجورة ؟ !