البحر والتفاصيل
[align=justify]في هذا البوح ، والذي يدخل مسافة النداء التاسع عشر ، أحبّ أن أكشف للقارئ ، وربّما لك ولي ، أنّ هناك نوعاً من أنواع التنافر أو ما يمكن أن نسميه التباعد بين موضوعة بوحي وموضوعة بوحك .. إذ من سيقرأ بوحك التاسع عشر ، وما قبل وما بعد أحياناً ، سيقول لماذا لا يكتب في الموضوع الذي كتبت عنه ، ولماذا لا تكتب في الموضوع الذي كتب عنه .. ؟؟ ..
ولكلٍّ حق في أن يسأل ، لكن من المجدي أن يكون النظر إلى أنّ البوح يشبه البحر ، فهو في النهاية بحر في مجموعه ، لكنه في الجزئيات والتفاصيل ، يحمل الكثير من التعدد ، من الألوان ، من الأشياء التي قد لا تتشابه .. وبوحنا حسب ظني يشبه البحر تماماً ، قد نلتقي في الحديث حول موضوع واحد ، وقد يتحدث كلّ واحد منا عن موضوع ، وفي النهاية، سيكون البوح في مجموعه بوحنا معاً ..
هل يشبه بوحنا يا ليلى تلك القطع الصغيرة التي تجتمع لتشكل في النهاية صورة كبيرة واضحة الملامح والمعالم والتفاصيل ؟؟ .. ربما .. فكلّ بوح قطعة من بوحنا الكبير الذي لابدّ أن يعطي في النهاية ما نريد قوله تماماً .. ألستِ معي ؟؟..
نقترب من الصدق أكثر ، حين نخلع كلّ قناع ، وأقول ببساطة ، إنني قد أكتب البوح التاسع عشر مثلاً ، دون الاطلاع على بوحك التاسع عشر .. وهذا يعني أننا قد نكتب في اللحظة الواحدة ، لكن كلّ واحد منا في مكان .. وكلّ واحد منا يدور حول موضوع .. ولا معنى هنا ، لأن ينتظر الواحد منا وصول البوح ، كي يقول صداه ، أو كي يكتب في الموضوع ذاته.. وكما قلت ، تبقى النتيجة ، أنّ كلّ بوح ، سيشكل في النهاية صورة بوحنا الكبير .. وقد شبهته بالبحر، لأنني لا أعرف أروع منه .. فالبحر أجمل الأشياء ، وربما أروعها .. وما أجمل أن يكون بوحنا في مجموعه بحراً .. فلا شيء يغري أكثر من الوصول إلى هذا الحدّ من الجمال..
[/align]