[align=justify]" نشوة اللغة "
" اللغة طاقة وهي التي تبني رؤيتنا على العالم . وتفتح آفاقاً أخرى على ذواتنا وهكذا تتوصل اللغة إلى وحي . واللغة الشعرية هي لغة تخطف القارئ وتنقله إلى اللا منتهي . واللغة الصوفية عالمٌ داخل عالم هي لغة الحب " .
وجدت يا صديقي .. يا من رافقتني بأزمنة البوح المتشعبة ، أن اكتشاف حقائق الحياة يعني تدمير الأوهام الجميلة ، ورغم ذلك فإن تلك الأوهام تعاود الظهور متجاهلة كل معرفة قدمتها التجارب ، ولذلك يبقى الإنسان مشروعاً منفتحاً لكل الاحتمالات ، وبنفس الوقت الإنسان موقف فإذا تخلى عنه فهو ليس إنساناً ..
أحياناً أكره هذا الانتماء الذي وجدت نفسي فيه ، هل يعني لي شيئاً ؟ وهل أنا إلا مجرد حصيلة باهتة لوجهات نظر الآخرين ، وهل أنظر لهم بعيني أم أنظر إلى الحياة بعيون الآخرين المدقوقة في اللاوعي .
والأفكار المتوارثة ، والمعتقدات الخاطئة والتي تتخذ صفة الحكم في نفوسنا ليس بالضرورة صحيحة ، فلو حاولنا مرة أن نسأل أنفسنا عنها ونناقشها بوعي ومنطق عقلاني ؟ ..
قال أب لابنه : إذا خيبت النساء يوماً أملك فاذهب إلى أصدقائك ، فالصداقة أعمق من الحب ، وإذا خذلك أصدقاؤك كلهم فالجأ إلى ثروتك لتروح عن نفسك ، وإذا وجدت أنك بسوء تدبيرك بددت مالك ولم يبق لك صديق أو حبيب ، وخيم اليأس على قلبك ، فاعلم أنك كنت فاشلاً في عمرك ، فخير لك أن تضع حداً لحياتك ..
وقد هيأت لك حلقة في منتصف السقف لتستعملها في انتحارك . حين فشل هذا الشاب في كل شيء ، ربط الحبل حول عنقه وقفز عن الكرسي فوقع على الأرض ، وهطلت عليه دنانير ووجد بينها رسالة من والده يقول فيها : علمت أنك سوف تتدهور مع تقلب الزمن ، لذلك هيأت لك بهذا المال حياة جديدة ، وأملاً جديداً . ولكن اعقل في تصريف شؤونك هذه المرة.
لذلك بعض الناس لا تستعمل كلمة ضجر قط ، لأن الإنسان يكون جزءاً من الفصول : الربيع بأزهاره وأغانيه ، الصيف بحصاده وشهواته ، الخريف بزيتونه وأعراسه ، الشتاء بزمهريره وتوقعاته ..
رغم أن الصعاب تتآلب عليّ من كل جهة ، ثم تنزل في لهب محرقة الذات . ولكن سأحاول ألا اسمح لشيء في الوجود أن يشوه صورة الحياة والحقيقة . طالما أني لست قادرة على تفريغ شحنات الحب من مجاري دمي ..[/align]
