[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit4/backgrounds/92.gif');border:4px solid burlywood;"][cell="filter:;"][align=justify]
طلعت يا صديقي الغالي
حدثتك من قبل عن الأهل والأحبة وعن نور الذي تسكن روحه روحي وعشقي لأمي وابني وقدسية روابط الدم عندي وصوت جدتنا أم نور وعن حيفا وطرابلس يسكنان بين الضلوع مهما ابتعدت الدروب...
حدثتك عن فلسطين التي تسكن كل خلية بدمي وأتنفسها في كل لحظة...
حدثتك عن عروبة روحي التي تجعلني لو عشت ألف سنة في المهجر لا أتغيّر ولا أتبدل ولا أرى حتى الحسن في وجوه الناس إلا في الملامح العربية
حدثتك عن شدة حبي لعمتي الحورية ووجهها الملائكي وصوتها الدافئ الحنون حين يحضنني عبر أسلاك الهاتف ويلغي كل المسافات فيتحول كياني كله لإذن تصغي لصوتها الحبيب...
حدثتك عن كل الأشياء الغالية على قلبي وروحي وعن الصديقات وكل الناس الذين تركوا أثراً في نفسي ووجداني وما زالوا يعيشون في أعماق ذاتي يشكلون هذا المجتمع الباطني الذي يعيش فينا أكثر ونحن نعيش بين الناس
عن كل شيء حدثتك ربما إلا عن طلعت
يا صديقي دعني أحدثك اليوم عن طلعت سقيرق وبعض ما لطلعت في مجتمع نفسي...
أتستغرب لماذا أحدثك عن طلعت ولماذا اليوم بالذات؟!
هذا الإنسان العزيز والغالي عليّ جداً بمقاييس كثيرة لا أدري بأي منهم أبدأ أبالعام أم بالخاص؟؟
الشاعر المبدع الذي لا يطربني شعر كشعره ولا أستعذب إلقاء وبديع مخارج الحروف مثل ما أستعذبها بإلقاءه
هذا الشاعر الذي وهب وبإخلاص تام موهبته الفذة في الشعر والنثر في القصيد والقصة والصحافة وكل الفنون الأدبية إلى فلسطين حباً وعشقاً وولهاً حد التصوف...
أنشد فلسطين وأنشدته فلسطين فكان شاعر الانتفاضة وأناشيدها وأروع شعراء الشتات الفلسطيني
صاغ فلسطين وأدباء فلسطين ووثق الشعر المقاوم
ثلاثون عاماً ويزيد وهو يسهر ويكتب دون كلل ولا ملل ويصيغ الحروف قصائد تقاوم الاحتلال وقصصاً تجسد عمق المأساة لتصور الداء وتصف له الدواء...
الشاعر الشفاف المذهل إبداعاً والقاص البارع والناقد الحصيف والصحفي المتمكن المثقف
يعطي من روحه كل روحه ومن نفسه كل نفسه ومن عمره كل عمره، ويرفض المنح والمراكز والمال لأن عشقه وشعوره بالواجب تجاه فلسطينه أقدس لديه من كل العطايا
هو الإنسان الإنساني جداً الذي قلبه كقلب الطفل نقاءً وصفاءً وشفافيته كشفافية ينابيع جبل كرمل حيفا
هو الكبير المتواضع تواضع الكبار
طلعت هو الصديق الصدوق الذي يجسد معنى الصداقة بأعمق وأنبل وأوفى معانيها
هو أحد أهم أفراد هذا المجتمع داخل ذات ذاتي عرفته منذ عرفت وميزت طفلة بين وجوه الناس
هو ابن عمتي الحورية الأثيرة عند أبي وبعض نفسي وميراثي، دمي يسري في شرايينه ودمه يسري في أوردتي وهل نملك زاداً أغلى من روابط الدم وشفراتنا الوراثية المشتركة؟!
هو الغالي الذي أفخر وأعتز به أديبا وشاعراً وأستاذاً وأكثر وأكثر إنساناً حقيقياً هو من مجموعة صغيرة في مدينة نفسي أحب من يحبه وأشعر بالنفور ممن أراه لا يحبه مهماً كان عزيزاً
هو طلعت الصديق والشاعر والإنسان وابن عمتي الغالي كل العمر وعلى طول العمر....
أتستغرب لماذا أحدثك عن طلعت ولماذا اليوم بالذات؟!
حين شاهدت فيديو إحدى آخر أمسياتك التي قمت اليوم بنشرها بنفسي والتي كانت على الدوام تمثل لي كنوز غالية أفرح بها فرحة الأطفال وأحتفظ بأكثر من نسخة من كل منها في غربتي ...
كنت ملهوفة للاستماع وابتسمت سعيدة ابتسامة من حصل على كنز نفيس حين صدح الصوت ببديع صياغة الحروف وروعة الإلقاء
وحين نظرت إلى وجهك شعرت وكأن قلبي ينخلع من مكانه
لست أدري لماذا انتابني إحساس غريب بالخوف عليك
خوف غريب جعل النوم يجافيني طوال الليل
شعرت وكأنك كبرت أعواما وكأنك متعب مرهق
غابت ابتسامتك وروحك المرحة
هل أنت متعب يا صديقي ولما غابت ابتسامتك العذبة يا بن عمتي؟؟
هل هو جرح فلسطين الذي يأكلنا هماً ووجعاً ؟؟
أم هو الذل العربي وتوالي النكبات الذي يسحق أيامنا وليالينا؟؟
كن بخير يا شاعر الجمال والحب وفلسطين
كن بخير ففلسطين تحتاج حروفك وحيفا تشتاق لك ولخطاك
كن بخير أيها الغالي حتى يداعب النوم جفوني فسهر الخوف على الأحبة عذاب موجع وليله قاتم رغم تلال الثلج الأبيض خلف نافذتي
آه لو تعرف يا شاعري وصديقي وابن عمتي كم أخاف عليك
هل دعوت لك من قبل في جوف الليل؟
حماك الله وصانك وحفظك من كل سوء يا غالي
صديقتك وابنة خالك
هدى الخطيب
مونتريال 15-16 كانون الثاني 2011
[/align][/cell][/table1][/align]