معذرة يا وطني الكبير
معذرة يا وطني الكبير , يا أمة تكالبت عليها الأمم ,
معذرة إن تحجرت الحروف في حلقي , فمن فرط حبي لك لم أقدر أن أنسج خيوط الكلام .
ما أبشع أن يسرق اللصوص صوتك و ويهتفوا بالنيابة عنك في ساحات الخنوع . كم هم قذرون هؤلاء السياسيون الأوغاد , يحتلون أرائك الفضائيات , ويهددوننا بالفوضى العارمة , متناسين أنهم أصل كل بلية . كم هم قذرون هؤلاء الجرذان , ومثقفوا الرصيف , يدبجون قصائد المديح في عز الثورة , ويلمعون الحذاء الوسخ للحاكم في ساعة الحساب .
معذرة يا وطني الكبير , فقد غطت قصائدهم على أشعاري الموؤودة في سريرة الفؤاد . أتلفت روائحهم النتنة عبق الفل وعبير الياسمين , حولوا فراشات الثورة إلى ذباب طنان , وعبأوا أريج الإنتفاضة في قناني الإنتظار , شوهوا الحلم الجميل , وأطفأوا وهج الشوق في العيون .
ستنتظر أكثر يا وطني , وستبقى صريعا تستغيث , لكنهم لن يؤخروا ولادة الفجر .
معذرة ياوطني الكبير , مازالت خيوط الشمس بعيدة , لكنها ستصل , حتما ستصل .
حسن الحاجبي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|