مفهوم الشعر وماهيته واشكالية قصيدة النثر - منتديات نور الأدب



 
التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,722
عدد  مرات الظهور : 104,508,897

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > هيئة النقد الأدبي > الدراسات > الدراسات التطبيقية
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13 / 01 / 2012, 35 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

مفهوم الشعر وماهيته واشكالية قصيدة النثر

مفهوم الشعر وماهيته واشكالية قصيدة النثر

"من فم الشاعر تولد اللغة "
كتب افلاطون محاورته " ايون" يتناول فيها مسالتين مهمتين من صميم النقد الأدبي أولاهما: ما مصدر الشعر لدى الشاعر: الفن أم الإلهام، والثانية: ما الفرق بين حكم الشاعر والناقد الأدبي على الشيء من جهة وبين حكم العقل والعلم على نفس الشيء؟ يرى أفلاطون في محاورته أن مصدر الشاعر هو الإلهام ومصدره إلهي محض وقد قرن الشاعر بالأنبياء وبالعرافين، وهذه الفكرة مرجع من اعتادوا بالإلهام والقريحة في الشعر لا بالصنعة والتعلم، أما في المسألة الثانية: يقرر أفلاطون أن مقدرة الشاعر على تأليف شعر في شيء غير مقدرة المرء على شرح نفس الشيء شرحا عقليا وأن الشعر ليس هدفه الشروح العملية… ونستشهد بخاتمة قصيدة " فن الشعر" للشاعر " أرجبيلود مكليش" والتي تقول:
" القصيدة لا يجب أن تعني بل أن تكون"
وقد عبر جبران خليل جبران عن تلك المسألتين، إذ يقول في المسألة الأولى: أن الشعراء أثنان ذكي ذو ذاتية مقتبسة وملهم كان ذاتا قبل أن يصير بشراً ، والفرق بين الذكاء والإلهام في الشعر، هو الفرق بين أظافر محددة تحك الجلود الجرباء، وشفاه أثيرية تقبل القروح فتشفيها، وهنا فرق جبران بين الشعر ومصدره الإلهام والشعر ومصدره الصنعة والتعلم والذي تميز به كثير من الشعراء .. وشتان بين الأثنين.
هذه الرؤية الجبرانية تتفق تماماً مع أنصار الشعر للشعر، إن قضية الشعر للشعر ليس يقصد أصحابها أن يستخدم الشاعر براعته في النظم كي يمدح أو يذم ، أو يرفع أو يضع، أو ليساير من يشاء متى شاء له هواه ومطامعه، فيمدح اليوم ما ذمه امس، ليظهر براعته في اللغة، أو ليصل لإغراضه الخاصة به.. فهذا ينافي التجربة وصدقها، وينافي رسالة الشعر الوجداني من سبر أغوار القلب الإنساني والتعرف على أدق خلجاته، وإمكاناته الطبيعية، ومستقبله ومصيره الاجتماعي وتأثراته الوراثية وأحلامه وطاقته وموقفه الميتافيزيقي في عصره وكل ما يعد مقوماً من مقومات حياته وسعادته في الأرض… ويتفق جبران مع أفلاطون على أن الشعر مصدره الإلهام وفي رأيه " الشعر الحق". أما في المسألة الثانية يقول جبران: " الشعر في الروح فكيف يباح بالكلام؟ والشعر ادراك الكليات فكيف نظهره لمن لا يدرك سوى الجزئيات؟ والشعر لهيب في القلب أما البيان فرقع من الثلج فمن يا ترى يوفق بين لهيب وثلج؟.
إن محاورة ايون هي أوسع عرض في العالم القديم للفكرة التي تذهب إلى أن الشعر إلهام خالص هذه الفكرة التي كان لها تاريخ طويل، تقلبت فيه على وجوه شتّّى ولا تزال قائمة حتى اليوم.
وقد قال " دريدن": " لا ريب أن الإفهام الكبيرة وثيقة الصلة بالجنون"، وقبل دريدن
بما يقرب من مائة عام قال الشاعر والكاتب المسرحي الكبير وليم شكسبير:
" المجنون والعاشق والشاعر جميعهم في الخيال سواء"
يفسر أفلاطون حقائق الوجود ومظاهره " بالمحاكاة" وعنده أن الحقيقة-وهي مصدر العلم- ليست في الظاهرات الخاصة العابرة، ولكن في المثل أو الصور الخالصة لكل أنواع الوجود وهذه المثل لها وجود مستقل عن المحسوسات وهو الوجود الحقيقي ولكن لا ندرك إلا أشكالها الحسية التي هي في الواقع ليست سوى خيالات لعالم المثل.
وتدل المحاكاة عند أفلاطون على العلاقة الثابتة بين شيء موجود ونموذجي والتشابه بينهما يمكن أن يكون حسناً أو سيئاً، حقيقياً أو ظاهراً، فحين تحاكي طبيعة الأشياء بالحروف والمقاطع والكلمات والجمل تكون المحاكاة حسنة إذا دلت على خصائص الموجود وسيئة إذا تجاوزت هذه الخصائص ، واللغة بفنونها المختلفة طريق التأثر علم المعقول أو علم المثل في الحس، وأداة لذلك التأثير، وينحصر نجاح الفنان في نتاج محاكاة الأشياء على حقيقتها، وفي هذا يتجلى مجهود الفنان ويؤتي ثماره على أن المحاكاة الحقيقية لإغناء فيها عن الحقيقة، فليست سوى خطوة للإقتراب من الحقيقة إذا كانت تلك المحاكاة صحيحة.
أما رؤية جبران الأفلاطونية فيما يتعلق بالمحاكاة يقول جبران: لا، ليست الحياة بسطوحها بل بخفاياها، ولا المرئيات بقشورها بل بلبابها، ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم، لا ولا الدين بما تظهره المعابد وتبينه الطقوس والتقاليد بل بما يختبئ في النفوس ويتجوهر بالنيات، لا ولا الفن بما تسمعه بإذنيك من نبرات وخفضات أغنية أو من رنات أجراس الكلام في قصيدة، أو بما تبصره عيناك من خطوط ألوان صورة بل الفن بتلك المسافات الصامتة المرتعشة التي تجيء بين النبرات والخفضات في الإغنية وبما يتسرب إليك بواسطة القصيدة وبقي ساكناً هادئاً مستوحشاً في روح الشاعر وبما توضحه إليك الصورة فترى وأنت تحدق بها ما هو أبعد وأجمل منها. لا يا أخي ليست الأيام بظواهرها، وأنا أنا السائر في موكب الأيام والليالي لست بهذا الكلام الذي أطرحه عليك إلا بقدر ما يحمله عليك الكلام من طويتي الساكنة. إذاً لا تحسبني جاهلاً قبل أن تفحص ذاتي الخفية، ولا تتوهمني عبقرياً قبل أن تجردني من ذاتي المقتبسة، ولا تقل هو بخيل قابض الكف قبل أن ترى قلبي، أو هو الكريم الجواد قبل أن تعرف الواعز إلى كرمي وجودي. لا تدعني محبّاً حتى يتجلى لك حبي بكل ما فيه من النور والنار ولا تَعُدنِّي خليّاً حتى تلمس جراحي الدامية.
أما مفهوم الشعر عند أرسطو فينحصر في المحاكاة، والشعر الحق عند أرسطو يتجلى في المأساة والملحمة والملهاة، فهو يقرر بحزم أن الأعاريض الشعرية لا تعتبر الحقيقة المميزة للشاعر، وأن المحاكاة لا الوزن هي التي تفرق بين الشعر والنثر.
يقول ارسطو في كتابه " فن الشعر" والذي يعد من أهم الكتب النقدية والدراسات الأدبية في العالم ويبين فيه أنه لم يكن في زمنه اصطلاح جامع تنطوي تحته جميع الأنواع التي تتخذ أداة المحاكاة سواء في النثر أو النظم، والاستعمال الحديث لهذا المصطلح هو كلمة " أدب" ومن الواضح تماماً أن الوزن وحده ليس كافياً لتمييز الشعر إذ ثمة رسائل في الطب وفي الفلسفة الطبيعية كتبت شعراً ( وهذه الطريقة كانت الأكثر شيوعاً عند قدماء الإغريق من الوقت الحاضر) حتى يسهل حفظها وبالتالي يسهل تذكرها لأن عصر الطباعة والكتب لم يدخلا بعد..).
" ليس لدينا اسم تنضوي تحته مجونيات صوفرون واكزينار خوس ومحاورات سقراط أو القصائد الإليجية الخماسية والإليجية الرثائية أو بحور أخرى يؤدي بها فن الملحمة بطريقة المحاكاة، حقاً جرت عادة الناس وفيما يتعلق بالشعر أوفيما يختص بالبحر، على أن يسموا البعض بالشعراء الإليجيين أي الذين ينظمون قصائدهم على البحر الإليجي ويسمون آخرين بالشعراء السداسيين ، أي الذين ينظمون شعراً سداسي التفاعيل، وبذلك تمايز الشعراء في عرف الناس ليس وفقاً لطبيعة المحاكاة في أشعارهم ولكن على قاعدة الوزن وحده، حتى الذين ينظمون رسائلهم في الطب وفي الفلسفة الطبيعية يسمون شعراء، ومع ذلك فليس بين هوميروس وامبذوقليس من شركة إلا في الوزن. والأول جدير باسم الشاعر والثاني جدير بأن يسمى طبيعياً لا شاعراً " ، وكان هوميروس لدى ارسطو شاعراً فحلاً لا لإنه اضطلع في فخامة الديباجة الشعرية فحسب بل لإنه جعل محاكياته في شعره ذات طابع درامي".
ويعيد ارسطو جوهر معنى المحاكاة الإفلاطوني، ولكن على درجة مختلفة فهو يثريه بملاحظاته الدقيقة ودراسته لمئات الأعمال الفنية في المجال الأدبي والمجال التشكيلي.
فكل أنواع الشعر التي عددّها بالإضافة إلى الموسيقى الرقص والفنون التشكيلية وأشكال المحاكاة. والمحاكاة هنا ليست عالم المثل- الذي لا وجود له- وإنما الطبيعة مباشرة، ومن ثم فالمحاكاة عند ارسطو بعيدة عن الحقيقة بدرجة واحدة وهنا يمكننا القول بأن المواقف والأفعال والشخصيات والإنفعالات ينبغي أن تكون مشابهة للحياة وليست صورة فوتوغرافية منها- فوظيفة الشاعر – أو الفنان بوجه عام- هي ألا يحاكي احداثاً تاريخية معينة أو شخصيات بنفسها. ولكن أن يحاكي أوجه الحياة في عالميتها الشاملة من حيث الشكل والجوهر. والمثال كما تنعكس على صفحة روحه عن طريق ملاحظتها ومدارستها والشعر خلق باعتباره محاكاة للإنطباعات الذهنية ومن ثم فهو ليس نسخاً مباشراً للحياة. وإنما تمثلٌ لها. ويبرر ارسطو احتمالية اتهام الشاعر بأن محكياته غير حقيقية وذلك في إجابته التي تبين بأن الشاعر يحاكي الأشياء كما هي، أو كما كانت، أو كما ينبغي أن تكون، أو كما اعتقد الناس بأنها كانت كذلك، أي أن هذا الشاعر المتهم بالبعد عن الحقيقة المعروفة للناس، يمكن أن يدافع عن موقفه بأن يعرض الأشياء الحاضرة والماضية والمثالية أو ما يعتقده الناس فيها.
فقديماً، لاحظ أرسطو في النثر أنه قد يتوافر له نوع من الإيقاع كالشعر، وكثير من الكلام المنظوم لا يدخل في الشعر إذا خلا من الإيحاء ومن التعبير عن تجربة وإذا لم تتوافر له قوة التصوير ووسائل الإيحاء " وقد عني بها المذهب الرمزي في الشعر" الإيحاء والتصوير إذا انعدما من القصيدة صارت نظماً وفقدت روح الشعر كما أنهما قد يوجدان في بعض فقرات في النثر قد تكون له حينئذٍ صفة الشعر.
يقول جبران:" الشعر وميض برق والنظم ترتيب كلام، فليس إذن من الغريب أن يرغب الناس في الترتيب وهو في مرتبتهم دون الوميض وهو في الفضاء." إن كتابات أفلاطون والأسقف تايلر والنظرية المقدسة- "Theorea Scare" لبيرنت تمدنا بالأدلة لا سبيل إلى إنكارها على أن أسمى أنواع الشعر قد توجد دون وزن بل بدون الغاية التي تتميز بها القصيدة. فالشاعر العربي نزار قباني يقول:" قد أصل في خطابي الشعري إلى مستوى الكلام العادي وقد اتهم بالنثرية حيناً وبالتقريرية حيناً آخر.. ولكني لا أغضب مما يقال لأنني اعتقد أن الجدار الفاصل بين الشعر والنثر سوف ينهار عما قريب كما انهار جدار برلين" وأما السير فيليب سيدني فقد مضى إلى النظر إلى أهمية اللقب الذي خلعه الإغريق والرومان على الشاعر- فالرومان دعوه "Vates" وهو قسيم الكاهن أو العراف أو النبي، والشعر قد يكون سماوياً "هذا لا يعني أنه يجب أن يكون كذلك" وهذا يتجلى لنا من مزامير داوود التوراتية حيث يحتج السير فيليب بأن المزامير إغانٍ نظمت في أوزان ولكن الوزن وحده لا يقيم شعراً. بل علينا أن نحصل على الإبداع الحيوي فالإبداع هو الخاصية المميزة للشاعر ، إنه يبدع أشياء جديدة معتمداً على فطنته الذاتية.
فالشعر دون شك معرفة انسانية تحمل معطيات الاحساس والرؤية و(ان الاحساس هو المصدر الوحيد لمعرفة الاشياء في العالم)12، كما يرى ديمقريطيس. في حين يؤكد " ارنولدهاوزر" مكتشف الشعر الحر، أي الشعر الذي ينبثق من الروح اللاعقلية اللاتصورية والمضاد لكل تفسير منطقي وليس الشعر في نظر الرمزية إلا تعبيراً عن تلك العلاقات والتطابقات التي تخلفها اللغة لو تركت لذاتها بين العيني والمجرد والمادي والمثالي وبين المجالات المختلفة للحواس. وفي رأي ميلارميه أن الشعر هو الإيحاء بصور تحلق إلى الإعلى وتتبخر على الدوام، في حين يرى الشاعر الأمريكي " إدجار ألن بو" أن الشعر هو الخلق الجميل الموقع، والشعر يقصد فيه التأمل في تجربة ذاتية لنقل صورتها الجميلة، وأقوى عناصر الجمال في الشعر هو الموسيقى الكلامية لأنها طريق السمو بالروح وأعظم سبيل للإيحاء وللتعبير عما يعجز التعبير عنه."
يقول بودلير:" لا يمكن أن يتمثل الشعر بالعلم أو بالخلق، وإلاّ كان مهدداً بالموت أو الخسران، فالشعر ليس موضوعه الحقيقة، وليس له من موضوع سوى الشعر نفسه"، وأما البرناسية فانها تعني بالصور الشعرية وصياغتها، ولكنها تحتم الموضوعية في هذه الصور، ذلك أنها قامت على أنقاض الرومانتيكية في حين أن الشعر السيريالي ما عاد يعبر عن أفكار أو عواطف بل يعبر عن نشاط نفسي… والمهم ألا يقطع التيار الداخلي هم فني أو جمالي، بل المهم إدراك المجهول بحيث يتحول الشاعر إلى راءٍ عبر تشويش عام لكل حواسه واقترابه إلى حد كبير من الحالات الصوفية ومن هنا رفض السيرياليون التشكيل الشعري ورفضوا كل أنواع البناء الهندسي ورفضوا بذلك مفهوم القصيدة كعملية تأليف أو تنظيم وكل جهد ارادي في العمل مركزين على الكتابة الآلية التي تتخذ شكل أولا شكل الحالات الداخلية. وهذا ما أعطى الأهمية الأولى للتعبير بالصورة، باعتبار أن هذه العوالم الداخلية لا يمكن استخراجها بلغة تقليدية خارجية بل بصور هي من طبيعتها مهما أغرقت في الغرابة والطرافة والتناقض.
أما التصوريون "Imagist" أتباع المدرسة العصرانية "Modernism" أو المحدثية فهم يثورون ليس فقط ضد الكلام المنمق والعبارات الرنانة والكلمات المبتذلة والصور التقليدية والايقاعات الموزونة بل كذلك ضد الأنماط التفكيرية والتراكيب البينيوية المعهودة، ولتمردهم هذا أثر محمود في تحرر الشعر الأمريكي من القيود الثقيلة التي كان الشعر بها فارغ المعنى… بينما ينظر أصحاب الشعر الخالص أن جوهر الشعر هو حقيقة مستترة عميقة ايحائية لا سبيل إلى التعبير عنها بمدلول الكلمات بل بعناصر الشعر الخالصة، وهذه العناصر الخالصة غير مقصورة على جرس الكلمات ورنين القافية وايقاع التعبير وموسيقا الوزن، فهذه كلها لا تصل إلى المنطقة العميقة التي يتخمر فيه الإلهام.
أما أنا منير مزيد فأرى أن الشعر عالمٌ مختلف تماماً عن عالمنا المرئي، عالم ملئ بالسحر والجمال والطقوس والخرافة بعيداً ومتجرداً تماماً من المادة، فالأسطورة تنم عن الحكمة، فهي بحث الإنسان عن وجوده وعن سعيه الدائم وراء الخلود، وتصوره لماهية الأشياء التي تحيط به ولا أستطيع أن اتخيل شعر بلا تطرق إلى الأسطورة أو الخرافة.
اما الحلم فهو الكنز الثمين والوجه الآخر الحقيقي للواقع الإنساني وطالما حلم الإنسان منذ أقدم العصور، فالشعر حالة صوفية تتأرجح بين التأمل والحلم فالإنسان بطبيعتة حالة مركبة من المشاعر الرومانسية والألم الواقعي والرموز السيريالية والقلق الوجودي، فالإنسان إذن حالة تجمع بين حالات متناقضة والشاعر الحقيقي هو الذي يرخي عنان قصائده فتخرج عفوية حصيلة ثقافة انسانية ومشاعر مركبة بقولبة ابداعية، وأنا لا أفند مدارس الشعر في ذاتي بل أمزجها وكذلك في قصائدي وهنا تكمن حقيقة الشاعر، أما القصيدة عندي فهي كائن حي " الجسد والروح" فالبناء الشكلي " البنيوي" والبياني يشكلان معاً جسد القصيدة أما روح القصيدة فهي الصدى الذي يبوح باسرار روح الشاعر ورؤاه.
الشاعر الحديث الاصيل شاعر غزيرالثقافة ذو امتدادات عميقة ووارث الحضارات كلها و ثقافات الامم يفجر مفردات اللغة لتصوير افكاره ويرتكز على فلسفة عميقة غنية تخرجه من القول الضحل الفاني الى القول العميق الخالد وبالتالي فالشعر ليس كما نريده أو نريد له، فهو فيض تلقائي للمشاعر القويَّةِ يَأْخذُ أصلَه مِنْ العاطفة المتأملة ولكنه ليس غارقاً في طين الموت والعتمة والشهوة إلى حدود فقدان الرجاء من انطلاقة متألقة له فالشعر حياة تجدّد فينا الرغبة في الحياة، وتدفعنا في تيار الحب إلى مزيد من الحب..
وقبل الحديث عن شرعية أو عدم شرعية قصيدة النثر، في البداية، علينا أولاً فهم ودراسة دورة الحياة المتغيرة وتطورها، فلو عدنا إلى الوراء، وبدأنا بالإطلاع ودراسة تاريخ الأدب والفن، لوجدنا بأن العديد من المبدعين في العالم لم تحظ أعمالهم الإبداعية، سواء الفنية أو الأدبية بالتقدير والمكانه المستحقة في الزمن الذي تم فيه إنتاج تلك الأعمال الإبداعية، وإنما حظيت بالتقدير والمكانة بعد سنوات عديدة خلت فالإبداع الحقيقي دوما يثير جدلا قويا في البداية، وقد يحتاج إلى سنوات أو ربما إلى قرون، تبعا لتطور وعي الشعوب، وتطور مفاهيم النقد، لأن الإبداع يسبق الفكر الإنساني السائد . من هذا الفهم أرى أن المستقبل لقصيدة النثر وقد بدأت بالفعل تأخذ مكانتها في العالم العربي وبدأت تفرض وجودها على خارطة الإبداع، أما الذين يرون غير ذلك، فهم مجموعة من العجزة، غير قادرين على فهم دورة الحياة المتغيرة والمتجددة..


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2012, 18 : 01 AM   رقم المشاركة : [2]
حياة شهد
شاعرة و رسامة و كاتبة

 الصورة الرمزية حياة شهد
 





حياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud ofحياة شهد has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: مفهوم الشعر وماهيته واشكالية قصيدة النثر

[align=justify]أستاذي الفاضل عبد الحافظ بخيت متولي أولا سعيدة لأني رأيتك مجددا بيننا و لأنك بخير أيضا ..
سيدي الكريم وضعت هنا خارطة بل أسس مدرسة بكاملها تعنى بقصيدة النثر و تدعو إلى إعطائها المزيد من الاهتمام و قد سبق و حاولنا إثارة الموضوع
نظرا للمكانة الرفيعة لهذا النوع الأدبي الذي سيفرض نفسه لا محال .. و قد سبق و قلنا أن قصيدة النثر على جمالها لا تتعارض أبدا و الشعر التقليدي لا كما يروه المتعصبون
من أنها ضياع لأسس الشعر العمودي و تحريف لمبادئه و أوزانه ..
الحقيقة يا سيدي المحترم قد أثرت موضوعا في غاية الاهمية و زدته جمالا بتحليلك المعمق و شواهدك التي لا مجال لدحضها و لا لإنكارها لأنها جاءت واقعية تدعو للتطور و مواكبة التغيير و الفكر الحديث و ضرورات العصر
أهم نقطة في دراستك هذه أنك استشهدت بأقوال فلاسفة و ادباء من الوزن الثقيل و رغم أنهم لا ينتامون إلى زماننا هذا إلا أن أقوالهم و آراءهم جاءت شاملة تصلح لكل زمان و مكان ..
الشعر يبقى شعرا بغض النظر إن توفرت فيه شروطه التقليدية التي وضعت في زمان يختلف تماما عن وقتنا الحالي .. لذلك كان من الأجدر التحرك نحو الأمام لا السكون .. كما أن كل قاعدة موضوعة قابلة لوجود غيرها و من غيرها أيضا من البشر
طبعا دون تعارض و لا تناحر ... بل تكون مكملة لها .. على وجه يثري لغتنا و أدبنا ..
قصيدة النثر تحتاج اليوم إلى نوع من الدراسة المعمقة حتى يجيدها من هم مهتمون بكتابتها .. تحتاج لإرساء قواعد حتى تخرج عن وصف النثر العادي و لا تصبح بذلك مجرد كلام و كفى .. تحتاج إلى إعطائها الاهتمام الكفيل بتبنيها و إلحاقها بالأنواع الأدبية الأخرى ..
الشعر هو فيض من المشاعر و كفى .. يصوره الشاعر بطريقة تأسر .. و هو كلام جميل بألفاظ جميلة و تراكيب ساحرة .. العبرة ليست بالأوزان فهناك الكثير من الأقوال الموزونة المقفاة .. التي تخرج عن وصف الشعر فتصبح كأنها كلام عادي موزون
و هذا طبعا يناقض مفهوم الشعر و الشاعرية الضرورية في كل عمل شعري ..
سرني جدا ما قرأت هنا .. و سرني اني قرأت ذلك منك سيدي المحترم ..
تقبل مروري و تقديري الشديد
..
[/align]
حياة شهد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2012, 10 : 02 AM   رقم المشاركة : [3]
عبد الحافظ بخيت متولى
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية عبد الحافظ بخيت متولى
 





عبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond reputeعبد الحافظ بخيت متولى has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: مفهوم الشعر وماهيته واشكالية قصيدة النثر

الرائعة الجميلة الاستاذة حياة
سرنى جدا وعيك وتلقيك لهذا الموضوع الشائك جدا والمستقبل فعلا لقصيدة النثر لكن لمن يجيدون كتابة هذا النواع من الشعر ويفهمون معنى الايقاع الحقيقى له
شكر لك على جميل طرحك واتمنى ان تكونى معنا هنا لنثرى معا النقد الحقيقى
كل محبتى وعظيم تقديرى
عبد الحافظ بخيت متولى غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2012, 51 : 05 AM   رقم المشاركة : [4]
علاء زايد فارس
مهندس وأديب يكتب الشعر

 الصورة الرمزية علاء زايد فارس
 





علاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond reputeعلاء زايد فارس has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

رد: مفهوم الشعر وماهيته واشكالية قصيدة النثر

استمتعت بقراءة هذا الموضوع
شكراً لك أستاذي عبد الحافظ
وللعلم أول ما طرح الموضوع ورأيته
قلت في نفسي أول من سيعلق عليه هي أختي حياة شهد :-)
لسبب بسيط، لأنها تعشق قصيدة النثر...

وبالنسبة لي أرى - كقارئ- أن الكتابة التي تعيش فيها روح الكاتب وثقافته - الكتابة الحية- قد تمنحها الأوزان قوة كبيرة بوقع موسيقى هائل، وقد تقيدها الأوزان أحياناً فتبدو رائعة جدا في ثوب القصيدة النثرية...

وقد قرأت ذات يوم وهنا في نورالادب قصيدة نثر ووجدتها لنفس الكاتب أشد وقعاً وتأثيراً علي من شعره المنظوم
وفي نفس الوقت قرأت شعر تفعيلة لشاعر في النور وكان مميزا جدا أكثر من قصيدته النثرية..

ولكن باعتقادي إن استطاع الشاعر أن يصل القمة فسيكون شعره صادقاً قويا بتراكيبه وصوره البلاغية وحياً بروحه التي تنساب فيه، وفي ذات الوقت ستكون الموسيقى إضافة نوعية للنص لأنها تزيد من وقع الكلمات على المتلقي فيتأثر بها سريعاً...لكن إن كان شعره نثرياً فهذا لا يمنع من أن يكون النص رائعا قويا ومؤثرا في ذات الوقت!
أكرر شكري لك أستاذي
سلمت يداك على هذا الموضوع
توقيع علاء زايد فارس
 عَلَى أَيِّ أَرْضٍ أَحُطُّ الرِّحَالَ،
فَإِنّيِ مَلَلْتُ السَّفَرْ؟!!
وَكُلُّ الْعَوَاصِمِ مَلَّتْ أَنِينِي ،
وَحُزْنِي وَطُولَ السَّهَرْ...
أَجُوبُ ..عَلَى كَاهِلِي وِزْرُ كُلِّ الْقُرُونِ،
وفِي مُقْلَتَيَّ دُمُوعُ الْبَشَرْ..

الأديب الجزائري الكبير: محمد الصالح الجزائري
علاء زايد فارس غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 14 / 01 / 2012, 34 : 09 PM   رقم المشاركة : [5]
عادل سلطاني
شاعر

 الصورة الرمزية عادل سلطاني
 





عادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond reputeعادل سلطاني has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الجزائر

رد: مفهوم الشعر وماهيته واشكالية قصيدة النثر

جميل هذا الطرح الفكري الراقي الذي يفتح ظاهرة التناص وظاهرة تقارب الأجناس الإبداعية الأدبية وانفتاحها على بعضها بعضا فمتى تنتهي عقدة التعصب لهذا الشكل أو ذاك؟ لاسيما والعالم يعيش الكينونة الشبكية أين تسبح جميع الأجناس الأدبية جنبا إلى جنب في الفضاء الافتراضي دون أن تصطدم ، ولكن ظاهرة التنافر يثيرها بنو البشر (((المبدعون ))) للأسف ، فكل أشكال التعبير في حقيقة الأمر لابد أن تسير جنبا إلى جنب متآخية متناغمة مع احترام خصوصية الاختلاف من أجل إبداع وصياغة واقع جديد .

تحياتي مبدعنا الحبيب عبد الحافظ بخيت متولي
عادل سلطاني غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مفهوم, النثر, الشعر, وماهيته, واشكالية, قصيدة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصيدة النثر / ملف للإثراء/ محمد الصالح الجزائري دراسات أدبية 12 13 / 08 / 2020 51 : 09 AM
أهم خصائص قصيدة النثر.. محمد الصالح الجزائري قصيدة النثر 15 29 / 06 / 2020 37 : 11 PM
إشكاليات قصيدة النثر طلعت سقيرق كلمات 4 28 / 06 / 2020 29 : 08 AM
أجمل نص في قصيدة النثر محمد الصالح الجزائري أجمل نصوص الشهر 6 04 / 03 / 2012 35 : 02 AM
الرجاء عدم النشر هنا والنشر في القسم الفرعي قصيدة النثر أو الشعر المنثور عبدالكريم سمعون قصيدة النثر 0 17 / 01 / 2011 49 : 12 AM


الساعة الآن 39 : 04 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|