من يوميات سيد أفندى حول الدستور
من يوميات سيد أفندي
حول الدستور
منذ فترة وسيد أفندي محجم عن كتابة يومياته بعد إصابته دهشة في المفاصل من جراء ما يحدث في الوطن لكنه فضل الهروب إلى يومياته من زوجته سنية المتسلطة بعد أن اختلفا حول الدستور فسنية ترى أن الدستور – كما جاء على لسان سيد أفندي- عظيم وجميل وله مرجعية تاريخية في الثقافة الشعبية ودللت على ذلك بحسب رواية سيد أفندي أن فتحية زوجة الجزار جيرانهم كلما دخلت عليهم قالت " دستور يا أسيادنا" ومعنى ذلك أن الدستور قائم وموجود وله تاريخ من أجل هذا قررت سنية زوجة سيد أفندي أن تقول نعم للدستور على اعتبار أنه محفور في ذاكرتها كما أنها تخشى من غضب الأسياد عليها , صحيح أن الأسياد لم يعودوا كما كانوا من قبل أولياء الله فقد تعصرنوا وأصبحوا أكثر انتشارا بعد أن عرفوا طريق التقدم التكنولوجي , وحاول سيد أفندي بحسه الاشتراكي القديم أن يفهمها أن الدستور هذه المرة مختلف وأنه يخدم الأسياد فقط ويجعلهم أكثر بطشاً ونفوذاً فصاحت في وجهه : دستور ياسيادنا , اللهم اجعل كلامنا خفيف عليهم , أوعى يا سيد أفندي يضروك يخوى ويصيبك مس منهم
ضحك سيد أفندي أمام جهل زوجته والتي تمثل بالنسبة له الكتلة الصامتة التي يمكن تحريكها والدفع بها في أي اتجاه سياسي وهنا فكر سيد أفندي –كما يذكر- وتساءل عن دور الحركات السياسية في الشارع المصري فوجد أن الساحة قد خلت تماماً فأخرجت من باطن الأرض ما أخرجت وتغيرت الأحوال حيث أصبحنا نواجه بسيطرة القطب الواحد بعد كان الأسياد من قبل أقطاباً مختلفة , وهنا سمعت سنية سيد أفندي وهو يردد بصوت خفيض الأقطاب والأسياد فصاحت: الله اكبر لقد عاد سيد أفندي إلى صوابه .. خلينا مع الأقطاب ياخوى ننجح ونسلم , لعنها سيد أفندي وقرر أن يخرج إلى الشارع لتخلص من ضغط سنية تجول في الشارع والحواري والأزقة وحاول أن يمر على أصدقائه القدامى فوجد معظمهم قد وقع في غرام الأسياد قادته قدماه إلى حيث لا يعرف حتى وجد نفسه أمام النهر والشمس تميل إلى الغروب فتأمل صفحة النهر آملا في شروق مغاير يجلو زرقة النهر الكئيبة
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|