مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
لبنان يخسر أحد جباله / وداعاً وديع الصافي يا ملك الطرب اللبناني
في كل يوم يرحل جزء من حياتنا مع كل رحيل ويزداد حزن شريط الذاكرة فينا...
بالأمس رحل وديع الصافي ككل من رحلوا لكن ألحانه وصوته ما زال وسيبقى يعيش ذائقتنا.. وديع الصافي ليس مجرد صوت طربي جميل وملحن مبدع بل هو الجسر الذي امتد ذات يوم ليحببنا نحن أهل المدن بالتراث الجبلي ولينشر اللون الطربي اللبناني في العالم..
هذا العملاق الذي كان سفير جبال لبنان بقوة صوته السوبرانو وبديع مواويله وروعة ألحانه وما كان لغير صوته أن يجسد شموخ جبال لبنان وعنفوانها، والأوف التي لا تماثلها أوف وروعة صوته في الميجانا والعتابا وأبو الزلوف إلخ..
وديع الصافي صوت بديع ومدرسة طربية مجيدة كلنا بلا استثناء من مرتاديها ومحبيها ، وإن كان صوت وديع الصافي خير معبر عن تراث لبنان الطربي وصخوره وجباله وقراه البديعة الجمال فإنسانيته ولطفه الجمّ وتواضعه وكرمه الفائق وشدة ترحيبه بالضيوف كان خير معبر عن الطبيعة المضيافة لابن القرية اللبنانية.
لقب بـ: صوت الجبل - الصوت الصافي - قديس الطرب - مطرب الأرز- صاحب الحنجرة الذهبية
وديع فرنسيس المعروف فنياً باسم وديع الصافي لصفاء صوته وسريرته وأخلاقه ، حتى سماه البعض: " قديس الطرب " كان قد اكتشف صوته خاله وهو لم يزل في الثانية من عمره وتنبه إلى ذلك الصفاء الغريب في صوته مقروناً بقوة تشبه صخور لبنان.
ولد في الأول من شهر تشرين الثاني / نوفمبر عام 1921 في قرية نِيْحَا - الشُوفْ ، وهو الابن الثاني في ترتيب العائلة المكونة من ثماني أولاد، وكان والده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس، رقيب في الدرك اللبناني.
عاش وديع الصافي طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930، نزحت عائلته إلى بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الأوّل فيها. وبعدها بثلاث سنوات، إضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقى هو الذي كان يطغى على حياته من جهة، ولكي يساعد والده من جهة أخرى في إعالة العائلة.
كانت انطلاقته الفنية عام 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا، من بين أربعين متباريًا، في مباراة للإذاعة اللبنانية، أيام الانتداب الفرنسي، في أغنية "يا مرسل النغم الحنون" للشاعر المجهول آنذاك (الأب نعمة اللّه حبيقة). وكانت اللجنة الفاحصة مؤلّفة من محيي الدين سلام، ميشال خياط، سليم الحلو، ألبير ديب ، الذين اتفقوا على اختيار اسم "وديع الصافي" كاسم فني له، نظرًا لصفاء صوته. فكانت إذاعة الشرق الأدنى ، بمثابة معهد موسيقي تتلّمذ وديع فيه على يد ميشال خياط وسليم الحلو، الذين كان لهما الأثر الكبير في تكوين شخصيّته الفنية. بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية. ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورًا مهمًّا في تبلّور الأغنية الصافيّة. فكانت البداية مع "طل الصباح وتكتك العصفور" سنة 1940.
أول لقاء له مع محمد عبد الوهاب كان سنة 1944 حين سافر إلى مصر 1947، سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل حيث أمضى 3 سنوات في الخارج.
بعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية «عاللّوما»، فذاع صيته بسبب هذه الأغنية التي صارت تردَّد على كل شفة ولسان، وأصبحت بمثابة التحية التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم بعضا. وكان أول مطرب عربي يغني الكلمة البسيطة وباللهجة اللبنانية بعدما طعّمها بموال «عتابا» الذي أظهر قدراته الفنية.
قال عنه محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغني أوائل الخمسينات «ولو» المأخوذة من أحد افلامه السينمائية وكان وديع يومها في ريعان الشباب: " أكاد لا أصدق فمن غير المعقول أن يملك أحد هكذا صوت". فشكّلت هذه الأغنية علامة فارقة في مشواره الفني وتربع من خلالها على عرش الغناء العربي، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه في مصر أنّه مبتكر «المدرسة الصافية» (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية.
سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، فرزق بست أولاد ، دنيا ومرلين وفادي وأنطوان وجورج وميلاد.
في أواخر الخمسينات بدأ العمل المشترك بين العديد من الموسيقيين من أجل نهضة الأغنية اللبنانية انطلاقًا من أصولها الفولكلورية، من خلال مهرجانات بعلبك التي جمعت وديع الصافي، وفيلمون وهبي والأخوين رحباني وزكي ناصيف ووليد غلمية وعفيف رضوان وتوفيق الباشا وسامي الصيداوي وغيرهم .
مع بداية الحرب اللبنانية، غادر وديع لبنان إلى مصر سنة 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ سنة 1978 في باريس. وكان سفره اعتراضًا على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعًا بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة. فكان تجدّد إيمان المغتربين بوطنهم لبنان من خلال صوت الصافي وأغانيه الحاملة لبنان وطبيعته وهمومه. منذ الثمانينات مثل : " يا مهاجرين ارجعوا غالي الوطن غالي " ، بدأ الصافي بتأليف الألحان الروحية، نتيجة معاناته من الحرب وويلاتها على الوطن وأبنائه واقتناعًا منه بأن كلّ اعمال الإنسان لا يتوّجها سوى علاقته باللّه.
سنة 1990، خضع لعملية القلب المفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء. فعلى أبواب الثمانين من عمره، لبّى الصافي رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز وكذلك المطربة حنين، فحصد نجاحاً منقطع النظير أعاد وهج الشهرة إلى مشواره الطويل. لم يغب يوماً عن برامج المسابقات التلفزيونية الغنائية قلباً وقالباً فوقف يشجع المواهب الجديدة التي رافقته وهو يغني أشهر أغانيه ويفتح بيته للجميع.
يحمل الصافي ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، الاّ أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن الأيام علمته بأن ما أعز من الولد الا البلد.
سنة 1989، أقيم له حفل تكريم في المعهد العربي في باريس بمناسبة البوبيل الذهبي لانطلاقته وعطاءاته الفنية.
وداعاً يا جبلنا الوديع الصافي
وداعاً وديع.. أبا فادي لبنانك اليوم عليك حزين..لبنان شاحب من دون وديع...
هذا وسيقام للفنان الكبير وديع الصافي غداً الاثنين وداعاً شعبياً لجثمان الفنان الراحل وديع الصافي، في حوالي الساعة العاشرة الا ربعاً من الصباح في ساحة الدكوانة، بدعوة من رئيس بلديتها .
وسينتقل جثمان الراحل صباحاً من مستشفى "بل فو" في المنصورية ويمر في الدكوانة، حيث سيستقبله حشد شعبي ومجلس بلدية المنطقة ومخاتيرها، ويكمل في مختلف أحياء بيروت احتراما لمسيرته الفنية التي تستحق مشاركة بيروت بأسرها في وداعه الاخير .
أما لبنان الرسمي فلا يوم حداد أو وداع رسمي لائق ولا تكريم (يا عيب الشوم! )
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: لبنان يخسر جبلاً من جباله / وداعاً وديع الصافي يا ملك الطرب اللبناني
مواويل : على الله تعود - ناطر - تعودت يا قلبي عالصدمات
رد: لبنان يخسر أحد جباله / وداعاً وديع الصافي يا ملك الطرب اللبناني
وبرحيلة ترحل حقبة زمنية كاملة ..
لن يعود هناك وديع الصوت .. وديع اللحن .. وديع الأغنية اللبنانية التي عشقها الجميع
هو الموت لا نملك حياله إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون
وها هو الكون يفرغ من حولنا والفراغ أصبح يحتل ثلثي المسافة ..
شكرا لك غاليتي الأستاذة هدى وهذا هو حال الدنيا .
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: لبنان يخسر أحد جباله / وداعاً وديع الصافي يا ملك الطرب اللبناني
رد: لبنان يخسر أحد جباله / وداعاً وديع الصافي يا ملك الطرب اللبناني
رحم الله الفقيد والفنان الذي رسخ اسمه بمجهوده وإبداعه الراقي البعيد عن اللهث نحو شهرة زائلة أو مبيعات لاتدوم.
تقديري لما تضمنه المقال من معلومات امتزجت بوطنيتك أستاذة هدى واعتزازك بلبنان وطنا للتعايش والسلام والإبداع.
تحيتي
مديرة وصاحبة مدرسة أطفال / أمينة سر الموسوعة الفلسطينية (رئيسة مجلس الحكماء ) رئيسة القسم الفلسطيني
رد: لبنان يخسر أحد جباله / وداعاً وديع الصافي يا ملك الطرب اللبناني
رحم الله عملاق الفن العربي الجبلي الأصيل وديع الصافي ,
برحيله خسرنا قامة فنية عريقة , لن تتكرر , ولكنها ستبقى
خالدة إلى الأبد في أذهان وعقول وقلوب كل الناس .
أقدّر عالياً غاليتي أستاذة هدى اهتمامك بهذه القامات الشامخة
وتقديرك لها , ودمتِ بكل المحبة .