عانت أميركا من موجة صقيع قاسية، فقال حبيبي الدكتور يسر: وصل بنا الحال أن
نفتح باب (الفريزير) ونستدفيء به !
فضحكنا منه طويلا، وقلت له وأنا أضحك: هذا من (التشبيهات العقم)، أي لم يأت
أحد بمثله. ومثل ذلك قول حبيبة الكل أختي خولة عن فشل عمليات (النفخ) في
بلادنا، فقالت: كأنها أجريت عند (الكومجي).
وإذا أشبه شخص آخر قلنا له: هو شبيهه، لكنه لابس (جرابة) على وجهه.
وفي تراثنا تشبيهات عقم كثيرة، تفرَّد بها أصحابها، وما استطاع غيرهم المجيء
بأمثالها،وسنتحدث في كل مرة عن واحد منها:
قال عبد الله بن الزَّبير الأسدي في الثريا، وهي مجموعة نجوم تلمع ضمن برج
الثور، وتشاهد في بلادنا واضحة شتاء:
وقد لاح في الغَوْر الثريا كأنما
به رايةٌ بيضاءُ تخْفقُ للطعن
الغور: تهامة وما يلي من اليمن. شبَّه الثريا حين تدلت للمغيب براية بيضاء خفقت
للطعن. ولم يشبه أحدٌ الثريا بمثل هذا التشبيه الفريد. ونلاحظ أنه شبَّه الشيء الكبير
الحجم، بالأصغر جرماً،راسماً بحرفية حركة الثريا وانحدارها للمغيب. فأجاد
وأحسن.
وعبد الله بن الزَّبير (بفتح الزاي) شاعر من الكوفة، اشتهر بالهجاء ، فكان مرهوب
اللسان، سريع الغضب، كثير التقلب.
ولما غلب مصعب بن الزبير على الكوفة جيئ به أسيراً فأطلقه وأكرمه فمدحه.
وعمي بعد مقتل مصعب، ومات في خلافة عبد الملك بن مروان سنة 75 هجرية/
695 م .