ظاهرة الأدب الصهيوني / محمد توفيق الصواف - منتديات نور الأدب



 
التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,697
عدد  مرات الظهور : 103,156,551

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > أوراق الباحث محمد توفيق الصواف
أوراق الباحث محمد توفيق الصواف خاص بأبحاث ودراسات الباحث الأديب محمد توفيق الصواف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 03 / 2008, 01 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

ظاهرة الأدب الصهيوني / محمد توفيق الصواف

[align=justify]
مقدمة المؤلف


بدأت صلتي بظاهرة الأدب الصهيوني، منذ ربع قرن تقريباً، إثر اختياري أحد جوانبها ليكون موضوعَ الرسالة التي عزمتُ التقدُّم بها إلى جامعة دمشق لنيل درجة الماجستير في الأدب المقارن، والتي كان عنوانها: (صورة الآخر في الروايتين الفلسطينية والإسرائيلية). ومع أن ظروفاً قاهرة حالت دون مناقشة هذه الرسالة جامعياً، ثم حالت دون طباعتها، لاحقاً، في كتاب مُتدَاوَل بين قراء العربية، إلا أنني لم أتوقف، طيلة السنين الماضية، عن الاهتمام بهذه الظاهرة والعمل فيها، بحثاً وتنقيباً.
وخلال هذه المدة الطويلة، نشرتُ في الكثير من الصحف والمجلات والدوريات العربية، العديد من الدراسات والأبحاث المطوَّلة والمقالات القصيرة، تناولتُ في غالبيتها جوانب مختلفة من ظاهرة الأدب الصهيوني، قبل قيام إسرائيل وبعده، مركزاً على جانبها الإسرائيلي. وقد أثار ما نشرتُه عن هذه الظاهرة، ردودَ فعل عربية متباينة، تراوحت بين نقيضَيْ التشجيع والرفض، لأسباب أهمها اختلاف وجهات النظر العربية بين ضرورة دراسة العرب لهذه الظاهرة وضرورة تجاهلها لتوَهُّم أن تؤدي دراستها إلى نتائج سلبية على سيرورة الصراع مع إسرائيل، في مقدمتها تشجيع التطبيع معها.
وعلى الرغم من كثرة ما نشرتُه عن هذه الظاهرة، ظللتُ أشعر أنني لم أَفِها ما تستحق من بحث وتحليل وإبانة، لذلك ظل إصدار كتاب جامع عنها، أتناول فيه مختلف جوانبها، حلماً يراودني، لاسيما وأن مجال البحث فيها ما يزال بكراً، في وطننا العربي، حتى اليوم.. لكنني لم أتمكن، إلى الآن، من تجسيد حلمي بإصدار مثل هذا الكتاب الجامع واقعاً، على أهمية موضوعه وخطورته، وذلك لأسباب كثيرة، في مقدمتها ضخامة حجمه التي تجعل من طباعته مغامرة باهظة التكلفة مادياً. الأمر الذي أدى إلى بقاء مادته قابعة في دائرة الحلم العصي على التحوُّل إلى كتاب متداوَل، حتى الآن.
ثم خطَرَ لي أن أقوم بتلخيص تلك المادة البحثية الكبيرة، في كتاب يكون مقبول الحجم، يسهل نشره. ولخشيتي أن يتحوَّل تلخيصي لها إلى تقزيم، على طريقة السرير الروماني، فتخرج للناس ناقصة مشوهة، عانيتُ في اختصار مادتها أكثر من معاناتي في تأليفها، حتى جاءت على النحو الذي يضمُّه هذا الكتاب الصغير الذي تضمَّن، بالإضافة إلى مقدمتي هذه، مدخلاً للتعريف بمصطلح (ظاهرة الأدب الصهيوني)، وتحديد مشتملات ساحته الدلالية؛ يليه خمسة فصول، قدمتُ في أولها إطلالة سريعة على نشأة ظاهرة (الأدب الصهيوني) والعوامل الرئيسة التي ساهمت مجتمعةً، في تشكيل هذه الظاهرة.. ثم بدأتُ من الفصل الثاني، باستعراض أهم موضوعات (الأدب الصهيوني)؛
فتحدثتُ في الفصل الثاني عن موضوع (تأكيد "البعد القومي" للديانة اليهودية)، مستعرضاً أهم ثلاثة من مكوِّنات هذا البعد، وهي، على التوالي: زعم (النقاء العرقي والتفوق المطلق)، الزعم بـ (وحدة التاريخ اليهودي واستمراره)، مزاعم (الثقافة اليهودية المشتركة، واللغة القومية الواحدة).
ثم تحدثتُ في الفصل الثالث، عن مفهوم (اللاسامية) في الأدب الصهيوني، ومزاعمها ووظائفها.
أما الفصل الرابع، فقد خصَّصته للحديث عن أهم موضوع في أيديولوجية الصهيونية وأدبها، على السواء، وهو (صورة الأرض الفلسطينية)، محاولاً إبراز أهم أبعاد هذه الصورة، كما رسمها عدد من أبرز أدباء الصهيونية وإسرائيل، في نتاجاتهم الأدبية، قبل إقامة إسرائيل، وبعد إقامتها.
ثم خصَّصتُ الفصل الخامس، للموضوع المحوري الرئيس الثاني، في أدب الصهيونية وإسرائيل، وهو (صورة العربي)، فبيَّنتُ بإشارات سريعة، كيف بدت أهم ملامح العربي في بعض ما أمكنني الإطلاع عليه من نصوص هذا الأدب.
هذا، ومن الجدير بالإشارة هنا، أن ما أوردته، في الفصول السابقة، ليس كل موضوعات الأدب الصهيوني، فثمة موضوعات رئيسة أخرى، لم يتسع صدر هذا الكتاب الصغير لاستيعاب الحديث عنها، ومن أهمها (موضوع الحرب والسلام)، على سبيل المثال.. كما أعترفُ بأن ما تمَّ عرضه من الموضوعات، آنفة الذكر، يعتوره الكثير من النقص، لأن اضطراري لإيجاز الحديث عن هذه الموضوعات جاء على حساب الكثير من المعلومات والمعطيات الهامة المتصلة بها.
ومن مظاهر النقص الأخرى التي يعاني منها هذا الكتاب أيضاً، التحليل الفني لنصوص الأدب الصهيوني؛ مع أنني حاولت، ما وسعتني المحاولة، تلافي بعض هذا العيب، أثناء عرضي لبعض الشواهد الشعرية والنثرية، بإيجاز شديد، يشير إلى أهم سمات البنى الفنية لنصوص هذا الأدب، وإلى أهم وظائفها، لكن ذلك كله لا يعدو كونه مجرد إشارات سريعة لا تكفي لإضاءة هذا الجانب الهام جداً من جوانب الأدب الصهيوني الشديد التنوع في بُناه الفنية.
وبعد، فهذا جهدُ المُقلّ، لذا تُراني مدفوعاً إلى الاعتراف، سلفاً، بما يعانيه هذا الكتاب من عيوب، أرجو من الله أن يعينني على تلافيها، في كتاب موسَّع، أُكمل فيه ما اضطرني الاختصار إلى إغفاله، في هذا الكتاب الذي آمل أن يسدَّ ثغرة في مكتبتنا العربية، يحتاج سدُّ بعضها إلى جهود كثير من الباحثين العرب.
وأخيراً، أرجو من الله الذي أتوجه، بعملي المتواضع هذا، إليه وحده، أن يجعله مفيداً لمن يقرأه من عباده، لعله باستفادتهم أن يقبله مني ــ سبحانه ــ ويقبلني به واحداً من العاملين في سبيله، إنه هو السميع العليم.
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 03 / 2008, 09 : 01 AM   رقم المشاركة : [2]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: ظاهرة الأدب الصهيوني / محمد توفيق الصواف

مدخل في المصطلح

كان التوصل إلى التعريفات المدرجة في هذا المدخل، للمصطلحات الأربعة الرئيسة المذكورة فيها، حصيلة بحث مطوَّل حول المحددات الدلالية لكل مصطلح وما يتصل به من إشكاليات، وقد نشرتُ هذا البحث كاملاً بعنوان (في الأدب الإسرائيلي، مقدمة في المفاهيم والمصطلحات، الحلقة الأولى)؛ ومن يريد التوسع في هذا البحث، يمكنه مراجعته منشوراً، في مجلة الأرض للدراسات الفلسطينية العدد (1)، السنة /18/، كانون الثاني، 1991، الصفحة من (68 – 91).

في المؤلفات القليلة التي نشرت باللغة العربية، حول النتاج الأدبي لعدد من أدباء إسرائيل والمتعاطفين معها ومع الصهيونية من أدباء العالم، يهوداً كانوا أم غير يهود، يلاحظ الباحث وجود تداخل شديد بين المصطلحات التي استخدمها الدارسون العرب لتوصيف ذلك النتاج الأدبي، ولتحديد نوعية مؤلفيه وانتماءاتهم، فكرياً وسياسياً وحتى دينياً.. فتارة هو (أدب يهودي)، وتارة (أدب صهيوني)، وتارة ثالثة (أدب عبري)، وتارة رابعة (أدب إسرائيلي)...
هذا على صعيد الكتب العربية المؤلفة حول نتاج بعض أدباء إسرائيل والصهيونية، أما على صعيد الدراسات والمقالات العربية التي تعرضت لجانب أو أكثر من هذا النتاج، فإن التداخل بين دلالات المصطلحات الأربعة السابقة يبدو أشد وأكثر، إلى درجة يتراءى معها للباحث، أحياناً، أن بعض مؤلفي تلك الدراسات والمقالات لا يكادون يرون أي فروق دلالية تذكر بين تلك المصطلحات. بل ربما كان بينهم من يتوهم أنها ليست أكثر من مترادفات تدل على نتاج أدبي واحد، ذي صلة بإسرائيل، على هذا النحو أو ذاك.
مما لاشك فيه أن تَوَهُّمَ الترادف بين تلك المصطلحات خطأ محض، ذلك أن لكل منها دلالته الخاصة على نتاج أدبي محدد. أي أن ما يدل عليه ويحدده مصطلح (أدب يهودي) هو بالتأكيد غير ما يدل عليه ويحدده كل واحد من المصطلحات الثلاثة الأخرى.. الأمر الذي يعني عدم جواز استخدام أيٍّ من هذه المصطلحات مكان غيره في الدلالة، بل على العكس من ذلك، ثمة ضرورة منهجية/معرفية وأخرى موضوعية، تحتمان على أي باحث التمييز بين دلالات هذه المصطلحات، والحذر من الخلط بينها أثناء استخدامها.
لذا، وعلى خلفية القناعة بأهمية ما تُحتمه الضرورتان السابقتان، وانطلاقاً من الحرص على صفاء مُدَرَكاتنا، في كل ما يتصل بالعدو الصهيوني، ومن الحرص على ضرورة تجنب الوقوع في الالتباس والتشوش الناجمين عن احتمال تداخل دلالات المصطلحات السابقة، سأحاول تاليا، تقديم تعريف موجز بثلاثة منها، هي الموصوفة بـ (يهودي، عبري، إسرائيلي)، مقتصراً في التوسع على مصطلح (أدب صهيوني)، ومضيفاً إلى تعريفه تحديداً لأهم مشتملات ساحته الدلالية، كونه وحده محور هذا الكتاب.

أولاً، أدب يهودي
لعل أهم ما يميز هذا المصطلح أنه شمولي وعام جداً، ويعود ذلك لافتقاره إلى المُحَدِّدين الجغرافي واللغوي(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) اللذين يعدان الأساس في تحديد الهوية القومية لأي أدب.. فهو يشمل أدب اليهود في مختلف البلدان التي سكنوها، على مر العصور، وبكل اللغات التي كتبوا ذلك الأدب بها.. أي يشمل خليطاً شديد التنوع لأجزاء من الآداب العالمية، ولا يربط بين مكونات هذا الخليط غير المتجانس سوى انتماء مؤلفيها إلى اليهودية، ولو اسمياً، أي ولو عن غير اقتناع أو إيمان.. ولعل مما يزيد القناعة بصوابية هذا التوصيف للأدب اليهودي، وضوح المؤثرات غير اليهودية، في شكل هذا الأدب ومضمونه ولغاته، تلك المؤثرات التي دخلت في نسيجه بفعل تأثر مؤلفيه بآداب الأمم والشعوب التي عاشوا بين أبنائها، وبعاداتهم وتقاليدهم وأفكارهم وحتى بلغاتهم أيضاً...
ثانياً، أدب عبري
يتميز هذا المصطلح عن سابقه بدلالته على لغة النتاجات الأدبية المنتمية إليه.... وبعبارة أخرى: يدل هذا المصطلح على أن اللغة العبرية وحدَها، هي القاسم المشترك بين هذه النتاجات، على اختلاف جنسيات مؤلفيها وأماكن إقامتهم وأديانهم وانتماءاتهم الفكرية والسياسية. ومن الضروري التنبه إلى أن هذا المصطلح، ينقسم، دلاليا، إلى قسمين متمايزين، فهناك أدب عبري قديم، وآخر حديث. أما القديم، فهو أدب ديني في معظمه، وأما الحديث، فهو، كما يعرِّفه الناقد الإسرائيلي (يوسف كلاوزنر): (أدب علماني، هدفه تثقيف الشعب اليهودي، ولعل هذا ما دفع مؤلفيه إلى محاولة جعله مشابها، من حيث الشكل والمضمون، لأدب سائر الشعوب الأوربية)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]). ويتفق كلاوزنر مع ناقد إسرائيلي آخر هو (ف. لاحوفر)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، على أن بداية ظهور الأدب العبري الحديث هي نهاية القرن الثامن عشر.

ثالثاً، أدب إسرائيلي
المقصود بهذا المصطلح هو ذلك النتاج الأدبي الذي كُتب في إسرائيل ( فلسطين المحتلة)، بعد قيامها، عام 1948، سواء نشر داخلها أو خارجها، شريطة أن تكون مشاكل بنيتها المجتمعية الاستيطانية، في واقعها ومكوناتها المختلفة، هي المحور الرئيس لمضمون هذا النتاج، بغض النظر عن موقف مؤلفيه تجاه هذه المشاكل، وبغض النظر، أيضاً، عما إذا كانوا مناصرين لسياسة إسرائيل أو ضدها، كحال من يسمون (أدباء الاحتجاج)؛ وسواء ألفوا ما ألفوه باللغة العبرية الحديثة التي كُتب بها معظم هذا الأدب، أو بغيرها من اللغات الأخرى المستخدمة في إسرائيل الآن، كما هو الحال بالنسبة لكتابات الروائية (ياعيل دايان) مثلاً، التي تكتب بالإنكليزية أدباً ينتمي إلى الواقع الإسرائيلي، من منظور صهيوني(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).

رابعاً، الأدب الصهيوني
يماثل هذا المصطلح، مصطلحَ (أدب يهودي) آنف الذكر، في افتقاره إلى المُحَدِّدين الجغرافي واللغوي، بالإضافة لافتقاره إلى المُحَدِّد الديني، مما يجعله منطوياً على إشكالية دلالية أكثر تعقيداً، يعززها:
ً1) أن الصهيونية ليست ديانة، بل أيديولوجية، لا تشترط في من يريد الانتساب إليها أن يكون يهودياً، وبالتالي يمكن أن يكون الموصوف بها يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً، أو دون أي انتماء ديني على الإطلاق.
ً2) ولأن الصهيونية ليست انتماء قومياً ذا لغة خاصة به، بل مجرد انتماء أيديولوجي، لا يُشترَط في من يريد الكتابة عنها ملتزماً مقولاتها ومدافعاً عن أهدافها أن يكتب بلغة محددة، بل يمكنه أن يكتب عنها، بأي لغة شاء.
ً3) ولأن الصهيونية ليست تعبيراً عن انتماء وطني مرتبط بمكان محدد، فإن التزامها في التأليف لا يُشترَط لإنجازه إقامة المؤلف، في إسرائيل لأن الصهيونية هي الاتجاه الأيديولوجي السائد فيها. بل يستطيع المؤلف المنتمي إليها أن يظل ملتزماً بها، في أي مكان عاش…




هوامش المدخل:
[i]) المقصود بالمُحَدِّد الجغرافي: حدود الوطن الواحد لأي شعب في العالم، أما المقصود بالمُحَدِّد اللغوي فهو: اللغة الخاصة بأبناء هذا الشعب.

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) يوسف كلاوزنر، (هستوريا شل هسفروت هعفريت هحادشاه: تاريخ الأدب العبري الحديث)، دار نشر (آحي آساف)، تل أبيب، 1960، ج/1/، ص:(6).

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) ف. لاحوفر، (تولودوت هسفروت هعفريت هحادشاه: تاريخ الأدب العبري الحديث)، دار نشر (دبير)، تل أبيب، 1966، الكتاب الأول، المقدمة، ص:(1ـ 14).

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) تجدر الإشارة هنا، إلى أن هذا التعريف الموسع لدلالات مصطلح أدب إسرائيلي، شجع بعض النقاد الإسرائيليين على أن يُدخلوا بين مشتملاته حتى نتاجات الأدباء العرب الموجودين تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948، مطلقين على هذه النتاجات توصيف (أدب إسرائيلي/عربي)، رفضه العرب، واستعاضوا عنه بتوصيف (أدب الوطن المحتل)، أو (أدب الداخل الفلسطيني)، حين يريدون تمييزه عن نتاجات الأدباء الفلسطينيين الموجودين في المنافي.

وما دامت الصهيونية على هذا القدر من الإشكالية الدلالية، فلا عجب أن تطرح، ضمن الإطار الشمولي لدلالتها المصطلحية، تعددية واسعة تتبدى في الاختلاف الواسع بين جنسيات المنتمين إليها، ودياناتهم، ولغاتهم، وأصولهم الحضارية، وخلفياتهم الثقافية. وهذه حقيقة يؤيدها وجود صهاينة ليسوا يهوداً، يتكلمون ويكتبون بلغات مختلفة، ويقيمون في بلدان شتى.. ولعل من البدهي أن الأدب الصهيوني المنبثق من أيديولوجية كهذه ، يشتمل ضمن إطار ساحته الدلالية على تعددية مماثلة أيضاً، وهو ما تؤكده المعطيات التالية:
1ًـ ليس جميع الأدباء الصهاينة يهوداً.. فبين أشهرهم عدد من غير اليهود، التزموا الأيديولوجية الصهيونية أو كانوا مجرد متعاطفين معها...
2ًـ اختلاف الأصول القومية والحضارية التي يتحدر منها الأدباء الصهاينة، يهوداً كانوا أو غير يهود. الأمر الذي يعني حتمية اختلاف المنابع الثقافية التي نهلوا منها، والبيئات الاجتماعية التي عاشوا فيها، واللغات التي ألفوا أدبهم بها.. وربما لهذا يصح أن يُوصف الأدب الصهيوني بأنه (أدب أيديولوجي) يشبه في شموليته، ما يمكن أن يسمى بـ (الأدب الرأسمالي) أو (الأدب الاشتراكي) أو أي أدب أيديولوجي آخر، لا جامع بين منتجيه سوى انتمائهم ومؤلفاتهم إلى أيديولوجية مشتركة.
ً3ـ لم يستمر تطور الأدب الصهيوني، منذ ظهوره إلى ما بعد قيام إسرائيل، في مسار أحادي الاتجاه.. بل تعرض مسار تطوره، وبفعل اندماجه في المسار التطوري للصهيونية نفسها، على صعيد حركيتها من النظرية إلى التطبيق، إلى انعطافين هامين:
ـ الأول: صيرورة معظم نتاج الصهيونية الأدبي، عبرياً، إثر تحوُّل عدد كبير من أدبائها إلى استخدام العبرية، كلغة تأليف، في إبداعهم الأدبي، تجاوباً مع إلحاح قادة الحركة الصهيونية، على ضرورة اعتبار العبرية (اللغة القومية) ليهود العالم،أياً كانت البلد التي يقيمون فيها..
ـ الثاني: انعطاف مسار الأدب الصهيوني انعطافةً كبيرة، على صعيد المضمون والوظيفة والأهداف، بعد نجاح الحركة الصهيونية في تجسيد المرحلة الأولى من مشروعها الاستعماري/الإحلالي واقعاً على أرض فلسطين، عام 1948..
لقد أدى هذان الانعطافان إلى اتساع التعددية الدلالية لمصطلح (أدب صهيوني)، الأمر الذي زاد في تعقيد الإشكالية التي يثيرها ويطرحها هذا المصطلح أصلاً، إذ ساهما في خفض التباينات بين مشتملات ساحته الدلالية، أي في جعل الحدود المميزة بين هذه المشتملات أقل وضوحاً ودقة، جرّاء زيادة التداخل بينها.. لذا، ودفعاً للالتباس المحتمل بين مشتملات الساحة الدلالية لمصطلح أدب صهيوني، أُورد فيما يلي عرضاً تفصيلياً لهذه المشتملات(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، يُوضح السمات المميزة لكل منها.



مشتملات الساحة الدلالية لمصطلح أدب صهيوني
في ضوء مجمل ما سبق، يمكننا، بشكل مقارب، أن نحدد على الساحة الدلالية لمصطلح (أدب صهيوني) المشتملات الرئيسة التالي ذكرها، موزعة حسب الاعتبارات: الدينية والجغرافية واللغوية.
أولاً، من ناحية الصلة بالدين اليهودي، لدينا:
ً1ـ أدب صهيوني غير يهودي، وهو الأسبق ظهوراً، من الأدب الصهيوني/اليهودي. وقد شارك في تأليف نصوص هذا الأدب عدد من أشهر الأدباء المسيحيين الأوروبيين، وخصوصاً في مرحلة النشأة، قبل ظهور الصهيونية وتبلورها كحركة سياسية، كما سيتضح في سياق هذا الفصل لاحقاً.
ً2ـ أدب صهيوني/يهودي، وهو الأكثر شهرة والأقرب إلى المألوف بين غالبية الناس، قراء وباحثين، نظراً للعلاقة الوثيقة بين اليهودية والصهيونية… وهذا بدوره يتفرع إلى:
أـ أدب صهيوني/ديني قديم، يقتصر على التعبير عن الحنين إلى أرض فلسطين، دون أهداف سياسية.
ب ـ أدب صهيوني/ديني/سياسي، تم توظيف الحنين الديني إلى فلسطين في مضمونه، لتحقيق بعض، أو كل، الأهداف السياسية للحركة الصهيونية.
ثانياً، ومن ناحية المكان الجغرافي، لدينا:
ً1ـ أدب صهيوني/أوروبي كتبه أدباء أوروبيون لم يزر أكثرهم فلسطين، ولم يروها…
ً2ـ أدب صهيوني/أمريكي/ كتبه، وما يزال، عدد من الأدباء اليهود وغير اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية.
ً3ـ أدب صهيوني/إسرائيلي، كتبه وما يزال، أدباء يهود مستوطنون في إسرائيل، وملتزمون بالأيديولوجية الصهيونية.
ثالثاً، أما من ناحية اللغة، فلدينا:
ً1ـ أدب صهيوني مكتوب بلغات أوروبية عديدة، من أبرزها: الإنكليزية والفرنسية والروسية والألمانية.. إلخ.
ً2ـ أدب صهيوني/عبري، وهو الذي كتبه الأدباء اليهود الصهاينة، قبل قيام إسرائيل، ثم داخلها وخارجها بعد قيامها..
ً3ـ أدب صهيوني/ييدشي، وهو ما استمر يكتبه عدد من الأدباء، ذوي الأصل الروسي، ومن أشهرهم (سينجر) الذي رغم إقامته في الولايات المتحدة، ظل مصراً على كتابة أدبه بلغة الييديش…
هذه أهم مشتملات الساحة الدلالية لمصطلح (أدب صهيوني). وبقدر ما يؤكد تنوعها، صحة توصيف هذا المصطلح بالشمولية والعمومية، بقدر ما يؤكد أنه الأكثر غنى، بما يشتمل عليه، مقارنة بمصطلحات (أدب يهودي) و(أدب عبري) و(أدب إسرائيلي) التي لكل منهما خصوصيته المميزة التي تجعله مختلفاً عن مجرد كونه جزءاً من الأدب الصهيوني بشكل عام… وعليه يمكن القول: إن صهيونية محتوى أي نص أدبي من النصوص التي تندرج تحت أي من المصطلحات الثلاثة الأخرى، هي شرط رئيس لصحة وصفه بالصهيوني، وليس العكس صحيحاً.
وبالنسبة لهذا الكتاب بالذات، فقد استُخدم مصطلح (أدب صهيوني) فيه، بمعناه الأكثر شمولية وتنوعاً، وهو ما يعني أن ساحته الدلالية تشمل أي نص صهيوني المضمون والهدف، سواء كان كاتبه يهودياً أو من أي ديانة أخرى، وسواء كتبه بالعبرية أو بغيرها من اللغات، وسواء كان مقيماً في إسرائيل وكتبه فيها، أو كان في أي بلد آخر، وكتب نصه قبل قيامها أو بعده.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وبعد،
يمكن إجمال ما سبق بالاستنتاج التالي: إن أبرز سمتين تميزان، مجتمعتين، مصطلح (أدب صهيوني) هما: الافتقار إلى حدود جغرافية خاصة، وأخرى لغوية خاصة، ويماثله في الاتسام بهما معاً مصطلح (أدب يهودي).. في حين تُعد أولاهما وحدها، من أبرز السمات المميزة لمصطلح أدب عبري، وتُعد ثانيتهما، لوحدها أيضاً، من أبرز السمات المميزة لمصطلح أدب إسرائيلي.. ولاشك أن معرفتنا لافتقار المصطلحات الأربعة، آنفة الذكر، إلى إحدى هاتين السمتين أو لكلتيهما معاً، تنفي أي إمكانية لتصنيف النصوص الأدبية المندرجة تحت أيٍّ من المصطلحات الأربعة، ضمن دائرة الآداب القومية في العالم..



أخيراً،
وفي ختام هذا الفصل، قد يكون من الضروري بيان لماذا اختيرت كلمة "ظاهرة" قبل مصطلح (أدب صهيوني) في صياغة عنوان هذا الكتاب؟
في وهمي، أن كلمة (ظاهرة)، كاصطلاح، لا تدل على أدب أصيل وقابل للاستمرار، بقدر ما تدل على طفرة أدبية عارضة، غالباً ما تزول بزوال أسباب ظهورها ودعم استمرارها. وهذا يتلاءم مع رؤيتي، في ضوء معطيات الواقع وتطوراته، للصهيونية وما أنتجه أدباؤها.
ولعل مما يؤكد صحة هذه الرؤية، أن الصهيونية بدأت تفقد الكثير من مصداقيتها، في نظر أعداد غير قليلة من الشباب الإسرائيلي اليوم؛ بل صارت عرضة للهجوم حتى من قبل مفكرين ومؤرخين وعلماء اجتماع وعلماء نفس إسرائيليين، لم يتردد بعضهم في الجهر بأنه بات يرى في الصهيونية خطراً على مستقبل يهود إسرائيل والعالم. بل ذهب باحث إسرائيلي مرموق مثل (آفي شلايم)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) إلى حد القول بأن (الصهيونية اليوم هي العدو الحقيقي لليهود)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
إن مثل هذه الآراء تشير، وإن بشكل غير مباشر، إلى أن احتمال تلاشي الصهيونية، كأيديولوجية وعقيدة، بدأ رحلة تحوله إلى حتمية لابد صائرة إلى واقع، ذات يوم، وأعتقد أن مثل هذا المصير ينتظر الأدب الذي يُنسب إليها. الأمر الذي يعني، بدوره، أن الصهيونية، في أحسن تقييماتها، لا تعدو كونها ظاهرة سياسية وفكرية عارضة، أي لا يمكن أن تُعدَّ عقيدة ثابتة وراسخة، كأي عقيدة قومية أصيلة.. وفي يقيني أن مثل هذا التقييم ينطبق على نتاج الصهيونية الأدبي، ولذلك آثرت تعريفه بكلمة (ظاهرة) للدلالة على أنه عَرَض أدبي زائل أيضاً..
%%%%%%




عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) كنتُ قد أوردت هذا العرض التفصيلي في نهاية بحثي المنشور في مجلة الأرض للدراسات الفلسطينية، تحت عنوان (موضوعات الأدب الصهيوني، بعد مؤتمر "بال")، العددان: /11-12/ السنة /18/، تشرين الثاني وكانون الأول، 1991، ص: (96-97-98).

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) آفي شلايم أستاذ باحث في كلية (سانت أنطوني) في جامعة أوكسفورد، ومؤلّف كتاب "الجدار الحديدي: إسرائيل والعالم العربي".

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) في كتاب مشترك أصدره مع (شلومو بن عامي)، على الرغم من اختلاف وجهات نظريهما إلى حد التناقض، تجاه الصهيونية وتأثيرها المدمر على مستقبل اليهود، وعنوان هذا الكتاب هو (هل الصهيونية اليوم هي العدو الحقيقي لليهود؟). انظر ملخصاً عن مضمون هذا الكتاب، نُشر في موقع:
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]، 4/10/2005.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 03 / 2008, 21 : 01 AM   رقم المشاركة : [3]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: ظاهرة الأدب الصهيوني / محمد توفيق الصواف

الفصل الأول - إطلالة على نشأة ظاهرة (الأدب الصهيوني) وعوامل تشكلها

يمكن التأريخ لبدايات تشكل هذه الظاهرة، بظهور أولى نصوص الأدب الأوروبي المُتَضَمِّنَة أفكاراً وأطروحات صهيونية، بغض النظر عن كون مؤلفيها يهوداً أو غير يهود، وذلك اعتماداً على تبني الحركة الصهيونية لمعظم هذه الأفكار والأطروحات، إثر تبلورها كحركة سياسية، في أعقاب انعقاد مؤتمر (بال) بسويسرا، عام 1897.. وهو العام الذي يمكن اعتباره، من الناحية النظرية/المنهجية فقط، شبه حد فاصل بين نهاية مرحلة النشأة، وبداية المرحلة التالية من مراحل تطور ظاهرة الصهيونية الأدبية...
وفي الواقع، تقود نتائج محاولة التحديد التأريخي لبدايات نشأة الصهيونية الأدبية إلى الاعتقاد باحتمال أن يكون عام 1667 هو تاريخ صدور أول نص أدبي أوروبي تضمن إشارات يمكن توصيفها بأنها صهيونية، وهذا النص هو ملحمة (الفردوس المفقود) للشاعر الانكليزي المشهور (ميلتون). وعلى افتراض صحة الاعتقاد بأن هذه الملحمة هي أول نص أدبي أوروبي تضمَّن إشارات صهيونية، تكون الفترة الزمنية التي استغرقتها مرحلة نشأة ظاهرة الصهيونية الأدبية، من بدايتها إلى نهايتها المفترضة، هي تلك الممتدة بين عامي/1667/و/1897/. وهذا يعني أن ولادة الصهيونية الأدبية قد سبقت ولادة الحركة الصهيونية، في مؤتمر (بال) بمائتين وثلاثين سنة...
وهنا، ثمة سؤال: تُرى ما الذي دفع شاعراً أوروبياً كبيراً مثل (ميلتون)، ثم دفع بعض مَن تلَوه مِن أدباء أوروبا، إلى طرح تلك الإشارات التي بشرت بولادة الصهيونية السياسية؟
لا شك أن الإجابة عن هذا السؤال تقود، تلقائياً، إلى ضرورة التعرف على أهم العوامل التي ساهم مجموعها في تكوين بذور ظاهرة الصهيونية الأدبية، في الأدب الأوروبي، والتعرف، أيضاً، على كيفية نمو هذه البذور، فيما بعد..

أبرز العوامل التي ساهمت في تشكيل ظاهرة الصهيونية الأدبية:
لعل أول ما يتضح للباحث أن هذه العوامل ليست من نوعية واحدة، وإن أدت آلية تفاعلها مع بعضها، عن قصد أو بدون قصد، إلى تشكُّل ظاهرة الصهيونية الأدبية، وإلى المساهمة في تشكُّل ما زامن نشأة هذه الظاهرة وتلاها من فِكْر الصهيونية السياسية وأهدافها.. فبين هذه العوامل ما هو ديني، وبينها ما هو فكري أو سياسي أو اقتصادي أو ثقافي؛ وبينها، أيضاً، ما هو أوروبي صرف، وما هو يهودي صرف، وما هو أوروبي/يهودي مشترك... وفي ما يلي إشارة سريعة إلى مساهمة كل واحد من هذه العوامل، في تشكل ظاهرة الصهيونية الأدبية..



أولاً، البروتستانتية:
ربما ليس مفاجئاً الزعم بأن البروتستانتية، وفي الإطار العام لثورتها على وصاية الكنيسة الكاثوليكية ومركزيتها وسلطانها المطلق على جميع مسيحيي العالم، ساهمت، منذ بداية انطلاقتها، في القرن السادس عشر، باستيلاد الصهيونية الأدبية، ثم الفكرة الصهيونية، في أوروبا.
ولعل من المنطقي أن هذه المساهمة لم تصنعها، بدايةً، رغبة البروتستانتيين في إنصاف يهود العالم آنذاك، من موقف الكنيسة الكاثوليكية المعادي لهم والمزدري لديانتهم وتوراتهم، بل صنعها اعتقادهم بأن (المسيحية كانت نتاجاً لليهودية إلى حد بعيد)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، وأن العهد القديم هو الجزء الأول والأساس من كتاب المسيحيين المقدس...
وعلى هذا، يمكن الزعم بأن ما حصل عليه اليهود وديانتهم وتوراتهم من مكاسب، بتأثير البروتستانتية، لم يكن أصلاً، بين أهداف هذه الثورة الإصلاحية المسيحية، وإنما كان من أهم النتائج البارزة لحركيتها ضد استمرارية هيمنة الكنيسة الكاثوليكية.
لكن، أياً كانت دوافع البروتستانتية، آنذاك، فقد ساهمت نتيجة حركيتها ضد الكاثوليكية في تحويلها إلى واحد من أهم العوامل الأكثر تأثيراً في إحداث ما طرأ على نظرة الأوروبيين ومواقفهم تجاه اليهود، من متغيرات، وخصوصاً على الصعيد الديني، إذ تمَّ تغيير الكثير من ثوابت نظرة الأوروبيين السلبية لليهود وديانتهم وتوراتهم، إلى اتجاه يُعدُّ نقيضاً لاتجاه النظرة الأوروبية التقليدية التي رسختها الكنيسة الكاثوليكية، لقرون طويلة، والتي بموجبها (كان اليهود يعتبرون مارقين، ويوصمون بأنهم قتلة المسيح)، وأتباع (ديانة دنيا)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
ولعل من أهم ما ساعد على إحداث هذا التغيير، إيلاء البروتستانتيين العهدَ القديم اهتماماً كبيراً لقناعتهم بأنه يُشكل الجزء الأكبر والأسبق ظهوراً من كتاب المسيحيين المقدس. وقد تجلى هذا الاهتمام بنظرتهم إليه نظرة جديدة، تمثلت بدعوتهم إلى ضرورة العودة المباشرة إلى نصوصه، لقراءتها وتفسيرها من جديد تفسيراً بعيداً عن اجتهادات الكنيسة الكاثوليكية وآرائها المتزمتة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن بين أهم نتائج تمسُّك البروتستانتيين بحرفية الكتاب المقدس في تفسيرهم الجديد له، إثارة اهتمام متزايد بالعبرية، اللغة الأصلية للعهد القديم، حين نادوا بضرورة معرفتها لقراءته بها، كي يتم فهمه فهماً صحيحاً؛ فكان أن ساهموا بذلك، في تسارع إحياء هذه اللغة التي كانت شبه ميتة وانبعاث الفكر اليهودي المدوَّن بها وشيوعه، وازدياد محاولات إحياء التراث الأدبي المرتبط بهأيضاً(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).



ثانياً، حركة التنوير الأوروبية:
باعترافها أن لكل مسيحي الحق في تفسير الإنجيل والتوراة بحرية(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، ساهمت البروتستانتية في تهيئة المناخ الملائم لانبعاث النهضة الأوروبية الحديثة، ممثلة بما عُرف، في حينه، بـ (حركة التنوير الأوروبية = Enlightenment) التي كان هدفها الغائي المعلن توفير حرية التفكير والتعبير لكل كائن بشري، في سائر مجالات الحياة وميادينها، بما فيها المجال الديني(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]). وهو ما يعني، عملياً، نبذ التعصب وإحلال التسامح الديني محله (عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])..
وهكذا، بدأ القرن السابع عشر يشهد، تحت راية هذا الهدف الغائي لحركة التنوير الأوروبية، تعاطفَ عدد من العلماء والفلاسفة الأوروبيين مع اليهود..
وما إن حل القرن الثامن عشر، حتى ازداد تسارع هذا التعاطف، واتسع نطاقه، ليظهر في كتابات عدد من أشهر رواد الفكر الأوروبي، أمثال: الفيلسوف (جون لوك) واضع النظرية السياسية الليبرالية، و(اسحاق نيوتن) العالم المشهور الذي لم يتردد في وضع جدول زمني للأحداث التي ستفضي إلى عودة اليهود إلى أرض فلسطين، متوقعاً في ثنايا نبوءته هذه تدخل قوة أرضية تساعد على تحقيق تلك العودة(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، وعالم اللاهوت البروتستانتي (جوهان جوتفرايد هارد) الذي دفعه إعجابه بالعهد القديم إلى حد الادعاء بتفوق (النبوغ العبري)، وبأن العبرانيين القدامى كانوا (أمة فريدة مستقلة عن سائر الأمم، ولها روحها الخاصة المتميزة)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]). هذا بالطبع، دون أن ينتفي تماماً ظهور كتابات فلسفية أوروبية مناهضة لليهود ولنموذج التفكير البروتستانتي والتنويري/الأوروبي تجاههم.



ثالثاً، الأدب الأوروبي:
يتبين لكل من يراجع التطورات الدينية والفكرية التي شهدتها أوروبا، منذ فجر نهضتها، في القرن السادس عشر، أن معظم نتائج هذه التطورات قد وجدت طريقها إلى صفحات الأدب الأوروبي، وأثرت فيه تأثيراً عميقاً ومهماً.. فمن جهة، ساهمت هذه النتائج في نشأة عدد من أهم مذاهبه المعروفة، ولاسيما الكلاسية الجديدة والرومانتية؛ ومن جهة أخرى، أدى تسرب أطروحات البروتستانتية، حول اليهود، لعالَم ذلك الأدب إلى تَحوِّل أساطير العهد القديم وقصصه وأبطالهما إلى مصدر إلهام لعدد من كبار أدباء عصر النهضة الأوروبيين الذين ساهمت كتاباتهم بميلاد الصهيونية الأدبية، ثم الفكرة الصهيونية.. وفي مقدمة هؤلاء الأدباء:
في إنكلترا، الشاعر (ميلتون) الذي يُعدُّ أول من بشر بولادة الصهيونية في ملحمته الشهيرة (الفردوس المفقود)، ثم تبعه بعض كبار الأدب الإنكليزي من أمثال الشعراء: (الكسندر بوب)، (وليم بليك)، (اللورد بايرون)، (وليم وردزورث)، (روبرت براوننج) وآخرون. ولم يقتصر التبشير بالصهيونية وأهدافها على الشعر، بل تعداه إلى الرواية الإنكليزية، كما نلاحظ في بعض أعمال عدد من مشاهيرها القدامى أمثال: (والتر سكوت)، و(جورج إليوت). أما في فرنسا، فقد ظهرت إشارات قوية مستوحاة من التوراة، في كتاباتٍ مبكرة لبعض مشاهير الأدب الفرنسي من أمثال: (جين بابتست راسين)، و(جان جاك روسو). وفي ألمانيا، حاز الشاعر (لسنغ) قصب السبق في إدخال الموضوع اليهودي إلى الأدب الألماني. أما في سويسرا، فقد اختار الشاعر (يوحنا جاكوب بودمر) لشعره شخصيات من العهد القديم(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
وبالتأكيد، ثمة آخرون من الأدباء الأوروبيين غير اليهود، لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً، فعلوا فِعلَ من ذكرتُ آنفاً، وحذوا حذوهم، جرَّاء تأثرهم بمبادئ البروتستانتية، بالدرجة الأولى، إلا أن هؤلاء وأولئك روَّجوا، فيما كتبوه، قاصدين أو بدون قصد، لأفكار تبنتها الحركة الصهيونية، فيما بعد، وصارت من أهم طروحاتها وأهدافها، مثل: (عودة اليهود إلى فلسطين)، و(شعب الله المختار) وغيرهما..
ولم تكن أطروحات البروتستانتية وحدها التي تسربت إلى الأدب الأوروبي وأثرت فيه، بل شاركتها هذا التأثير أطروحات حركة التنوير أيضاً؛ وقد نجم عن تأثير هاتين الحركتين، في ذلك الأدب، نتائجَ كان من أهمها، بروز النزعات الثلاث التالية جليةً على صفحات معظم أدبائه:
آ ـ النزعة الفردية، أو حرية الفرد في التفكير والاعتقاد والتعبير ورفض الوصاية عليه من الآخرين، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات أو حكومات. ومع تنامي الثورة الصناعية واتساعها، صار مفهوم الحرية الفردية محور الاقتصاد البرجوازي أيضاً، ثم انتقل هذا المفهوم إلى المجال السياسي ليكون بين أهم العوامل التي ساعدت، عام 1789، في تفجير الثورة الفرنسية التي كانت الحرية أولى شعاراتها الثلاثة، إلى جانب الإخاء والمساواة.. وربما لهذا، يمَّمَ د. هاني الراهب شطر الاعتقاد بأن الفضل في ظهور فكرة (اليهودي الطيب)، في الأدب الأوروبي، يعود إلى الثورتين الصناعية والفرنسية (اللتين غيرتا طبيعة العلاقات بين اليهود والأوروبيين)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
ب ـ النزعة الإنسانية التي نمت واتسع نطاق انتشارها بتأثير مبادئ البروتستانتية وحركة التنوير اللتين أدى تركيزهما على مبدأ الحرية الفردية في التفكير والاعتقاد والتعبير، في جملة ما أدى إليه، إلى المساهمة في إحلال أجواء التسامح الديني والانفتاح الفكري محل أجواء التعصب والتزمت التي سادت أوروبا في ظل هيمنة الإقطاع والكنيسة الكاثوليكية. وهذا، بدوره، ساهم في تغيير نظرة الأوروبيين وموقفهم من اليهود.. وقد تم التعبير عن هذا التغيير أدبياً، فيما بعد، بابتداع شخصية (اليهودي الطيب) وإحلالها محل شخصية (اليهودي الشايلوكي) التي كانت أقرب إلى نظرة الكنيسة الكاثوليكية وموقفها من اليهود..
ج - النزعة العقلانية التي اجتذبت عقول المثقفين الأوروبيين، في شتى مجالات الحياة ومناحيها، بفعل تقدم العلوم، ولاسيما المتصلة بحقلي الرياضيات والفيزياء. فقد أدت الاكتشافات العلمية المتلاحقة إلى إغراء الطليعة الأوروبية المثقفة، في عصر النهضة، بالدعوة إلى إحلال العقل والتفسير العقلي/المادي محل الأفكار التقليدية للمسيحية وما يتصل بها من تفسيرات غيبية للواقع. وقد ظل الاتجاه العقلاني في تنامٍ مطرّد حتى (عُدَّ العقل مفتاحاً لكل الأمور)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
وقد صحب ذلك التطور ظهور الصحافة وبدء انتشار الكتب، ليساهما في انتقال مبادئ العقلانية إلى حقل الأدب، والإعلان عن ولادة ما صار يُعرف، في تاريخ الأدب الأوروبي، بالمدرسة الكلاسية (Classicism) أو الاتباعية الجديدة التي يُعدَُ من أبرز ما يميزها، تمحور معظم مضامين نتاج أدبائها حول مبادئ العقلانية والإنسانية والفردية.. وهي ذات المبادئ التي سنلاحظ، تالياً، تأثُّر حركة التنوير اليهودية (الهسكلاه) بمعظمها، على نحو من الأنحاء، ولاسيما مبدأ العقلانية..
وبعد، ففي ضوء ما سبق، قد لا يكون خطأ الزعم أن البروتستانتية وحركة التنوير الأوروبية هيأتا، قاصدتين أو بدون قصد، التربة المناسبة والمناخ الملائم لولادة ظاهرة الصهيونية الأدبية، في أحضان الأدب الأوروبي غير اليهودي، بداية، ثم الأدب الأوروبي اليهودي. ذلك أن أطروحات هاتين الحركتين ساهمت، مع عوامل أخرى، في صنع تعاطف أدباء التنوير الأوروبي وعلمائه وفلاسفته، مع اليهود، ثم ساهمت كتابات هؤلاء وأولئك، في إشاعة الأفكار التي كونت، لاحقاً، النسيج الفكري للأيديولوجية الصهيونية وأساطيرها، كما ساهمت في جعل ما ورد في العهد القديم من تاريخ العبرانيين ومعتقداتهم وقوانينهم، بالإضافة إلى أرض فلسطين، أموراً مألوفة في الفكر الغربي.
رابعاً، بدعتا (المشكلة اليهودية)، و (العداء للسامية):
بالإضافة إلى تأثير المتغيرات التي طرحتها الثورات الدينية والفكرية والأدبية، ساهمت الثورة الصناعية التي سرَّع تطوُّرُها انتقالَ المجتمعات الأوروبية من الإقطاع إلى البرجوازية، في خلخلة الكثير من بنيات الأوضاع الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك المجتمعات، وبضمنها وضع اليهود.
فصحيح أن الاهتمام البروتستانتي بكتاب العهد القديم صيَّره، (المرجعَ الأعلى للسلوك والاعتقاد)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) بين بعض الأوروبيين، وساهم، مع كتابات بعض كبار فلاسفتهم وأدبائهم، في تغيير نظرتهم إلى أحفاد أولئك الذين (أُنزل) عليهم ذلك الكتاب، لكن هذا التغيير لم يمنع تصادم الطرفين مجدداً، على أرضية تضارب مصالحهما الاقتصادية، في أعقاب انتقال أوروبا من الإقطاع إلى البرجوازية.. إذ لم يعد ممكناً استمرار بقاء اليهود على هامش العملية الإنتاجية، كما كان شأنهم في المجتمع الإقطاعي، وبالتالي، صار لزاماً عليهم أن يختاروا بين الانخراط في هذه العملية والاندماج في بنية المجتمع البرجوازي الناشئ، أو الارتداد إلى مزيد من التقوقع في معازلهم للحفاظ على ما يسمونه (خصوصيتهم اليهودية) المميزة، والدخول في صراع مرهق مع أبناء المجتمعات التي يعيشون فيها..
في البداية، نشب الصراع قوياً بين مؤيدي الاندماج ومعظمهم من اليهود التنويريين، ومؤيدي استمرار العزل الجيتوي ومعظمهم من الحاخاميين، خشية زوال سلطتهم المطلقة داخل الجيتوات الشبيهة بسلطة الكنيسة الكاثوليكية على مسيحيي العالم. لكن، مع نمو المجتمعات البرجوازية، واتساع نطاق الثورة الصناعية، في أوروبا، وما أدى إليه اتساعها من تباين وتضارب في المصالح الاقتصادية بين بلدانها، بدأ مسار الموقف الأوروبي من اليهود يتخذ منعطفاً جديداً، ليس دينياً فقط، هذه المرة، ولا فكرياً فقط، بل سياسياً ذا خلفية ودوافع اقتصادية أيضاً. ومن هذا المنعطف، برزت بين الانعزاليين والاندماجيين، فئة ثالثة، تُناهضهما معاً، في دعوتها إلى:
ً1) تفريغ أوروبا الرأسمالية من يهودها غير المنتجين(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، وتوطينهم في مكان يخدم موقعُه أهدافَ مخططها الاستعماري.
ً2) تمويه هذا التوجه، على خلفية تنامي النزعة القومية في أوروبا، بالزعم أن اليهودية رابطة (قومية) وليست دينية فحسب، وبالتالي، فاليهود (أمة) ذات امتداد تاريخي طويل.. ثم بالزعم أن هذه الأمة قد تعرضت للاضطهاد، منذ وجودها، وستسمر مضطهَدَة، إلا إذا تمت إعادتها إلى (وطنها) الذي اختيرت فلسطين لتكون مسرحه، تحت غطاء ذرائعي من ركام الأفكار الدينية التي سبق أن استوحتها البروتستانتية من العهد القديم..
وعلى أرضية هذا الزعم، قويت معارضة العديد من الأوساط الأوروبية اليهودية وغير اليهودية، لفكرة اندماج اليهود في مجتمعاتهم.. بحجة أن الاندماج لا يمكن أن يكون حلاً لما سُمي بـ (المشكلة اليهودية) التي تمَّ ابتداعها وربطها ببدعة أخرى سُميت بـ (العداء اللاسامي) لليهود الذي وُصف بالتاريخي، وزُعِم بأنه سيستمر ما استمرت اليهودية قائمة، في العالم، كرمز لديانة و(قومية) في آن معاً...
وقد لا يبدو مُستغرَباً أن يكون معظم المروجين لبدعة (اللاسامية) من رواد الحركة الصهيونية، لاحقاً.. بل ثمة من يعتقد أن اللاسامية (غائية عند منظري الفكر الصهيوني لإرغام اليهود على الالتفاف حول الأطروحات الصهيونية السياسية)، وأن اللاسامية التي تزامن ظهورها مع إعطاء اليهود حقوق المواطنة في الكثير من البلدان الأوروبية، ليست، في جوهرها، إلا اختراعاً صهيونياً(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، (وإلا كيف يُفسَّر سنُّ قوانين المساواة بضغط الجماهير الأوروبية ومناوأة اليهود لها؟)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).




هوامش هذا الفصل:

[i]) رجينا الشريف، (الصهيونية غير اليهودية، جذورها في التاريخ الغربي)، ترجمة عبد الله عبد العزيز، سلسلة عالم المعرفة الكويتية، العدد (96)، 1985، الكويت، ص: (30).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) رجينا الشريف، مرجع سابق، ص (29).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) للتوسع، انظر: (رجينا الشريف)، مرجع سابق، ص: 34/35/36.


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. عادل العوا، المعتزلة والفكر الحر، الطبعة الأولى، دون تاريخ، دار الأهالي، دمشق، ص(12).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. عادل العوا، مرجع سابق، ص(12) .


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. عادل العوا، ص: (16).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) رجينا الشريف، مرجع سابق، ص: (79).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) المرجع السابق، ص(81ـ82).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) لمزيد من الاطلاع والتوسع، انظر رجينا الشريف، مرجع سابق، الصفحات من (75) حتى (101).

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. هاني الراهب، الشخصية الصهيونية في الرواية الانكليزية، الطبعة الثانية، 1979، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ص: (19).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. حسام الخطيب، (الأدب الأوروبي، تطوره ونشأة مذاهبه)، الطبعة الأولى، /1972/، مكتبة أطلس، دمشق. ص: (114-115).

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) رجينا الشريف، مرجع سابق، ص: (30/31).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])خصوصاً بعدما صار من غير المسموح لليهود أن يستأثروا بممارسة الربا، كما كان شأنهم في المجتمع الإقطاعي، بعد ممارسة الكنيسة وأتباعها لهذا النشاط الاقتصادي.. انظر بديعة أمين، (المشكلة اليهودية والحركة الصهيونية)، طبعة أولى، 1974، دار الطليعة، بيروت، ص: (41).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) وهذا ما يؤكده (اسحق دويتشر) بقوله: (فمنذ حين من الوقت، ولنقل مع بداية القرن ـ يقصد القرن التاسع عشرـ كانت "الهوية المحددة ايجابياً" لليهود في دور التحلل. وبعد كل شيء، ظهرت الصهيونية كاعتراض على ذلك التحلل). اسحق دويتشر، (دراسات في المسألة اليهودية)، تعريب مصطفى الحسيني، طبعة أولى، 1871، دار الحقيقة، بيروت، ص: (42).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) جودت السعد، الشخصية اليهودية عبر التاريخ، الطبعة الأولى، 1985، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ص (123ـ124).



يمكن التأريخ لبدايات تشكل هذه الظاهرة، بظهور أولى نصوص الأدب الأوروبي المُتَضَمِّنَة أفكاراً وأطروحات صهيونية، بغض النظر عن كون مؤلفيها يهوداً أو غير يهود، وذلك اعتماداً على تبني الحركة الصهيونية لمعظم هذه الأفكار والأطروحات، إثر تبلورها كحركة سياسية، في أعقاب انعقاد مؤتمر (بال) بسويسرا، عام 1897.. وهو العام الذي يمكن اعتباره، من الناحية النظرية/المنهجية فقط، شبه حد فاصل بين نهاية مرحلة النشأة، وبداية المرحلة التالية من مراحل تطور ظاهرة الصهيونية الأدبية...
وفي الواقع، تقود نتائج محاولة التحديد التأريخي لبدايات نشأة الصهيونية الأدبية إلى الاعتقاد باحتمال أن يكون عام 1667 هو تاريخ صدور أول نص أدبي أوروبي تضمن إشارات يمكن توصيفها بأنها صهيونية، وهذا النص هو ملحمة (الفردوس المفقود) للشاعر الانكليزي المشهور (ميلتون). وعلى افتراض صحة الاعتقاد بأن هذه الملحمة هي أول نص أدبي أوروبي تضمَّن إشارات صهيونية، تكون الفترة الزمنية التي استغرقتها مرحلة نشأة ظاهرة الصهيونية الأدبية، من بدايتها إلى نهايتها المفترضة، هي تلك الممتدة بين عامي/1667/و/1897/. وهذا يعني أن ولادة الصهيونية الأدبية قد سبقت ولادة الحركة الصهيونية، في مؤتمر (بال) بمائتين وثلاثين سنة...
وهنا، ثمة سؤال: تُرى ما الذي دفع شاعراً أوروبياً كبيراً مثل (ميلتون)، ثم دفع بعض مَن تلَوه مِن أدباء أوروبا، إلى طرح تلك الإشارات التي بشرت بولادة الصهيونية السياسية؟
لا شك أن الإجابة عن هذا السؤال تقود، تلقائياً، إلى ضرورة التعرف على أهم العوامل التي ساهم مجموعها في تكوين بذور ظاهرة الصهيونية الأدبية، في الأدب الأوروبي، والتعرف، أيضاً، على كيفية نمو هذه البذور، فيما بعد..

أبرز العوامل التي ساهمت في تشكيل ظاهرة الصهيونية الأدبية:
لعل أول ما يتضح للباحث أن هذه العوامل ليست من نوعية واحدة، وإن أدت آلية تفاعلها مع بعضها، عن قصد أو بدون قصد، إلى تشكُّل ظاهرة الصهيونية الأدبية، وإلى المساهمة في تشكُّل ما زامن نشأة هذه الظاهرة وتلاها من فِكْر الصهيونية السياسية وأهدافها.. فبين هذه العوامل ما هو ديني، وبينها ما هو فكري أو سياسي أو اقتصادي أو ثقافي؛ وبينها، أيضاً، ما هو أوروبي صرف، وما هو يهودي صرف، وما هو أوروبي/يهودي مشترك... وفي ما يلي إشارة سريعة إلى مساهمة كل واحد من هذه العوامل، في تشكل ظاهرة الصهيونية الأدبية..



أولاً، البروتستانتية:
ربما ليس مفاجئاً الزعم بأن البروتستانتية، وفي الإطار العام لثورتها على وصاية الكنيسة الكاثوليكية ومركزيتها وسلطانها المطلق على جميع مسيحيي العالم، ساهمت، منذ بداية انطلاقتها، في القرن السادس عشر، باستيلاد الصهيونية الأدبية، ثم الفكرة الصهيونية، في أوروبا.
ولعل من المنطقي أن هذه المساهمة لم تصنعها، بدايةً، رغبة البروتستانتيين في إنصاف يهود العالم آنذاك، من موقف الكنيسة الكاثوليكية المعادي لهم والمزدري لديانتهم وتوراتهم، بل صنعها اعتقادهم بأن (المسيحية كانت نتاجاً لليهودية إلى حد بعيد)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، وأن العهد القديم هو الجزء الأول والأساس من كتاب المسيحيين المقدس...
وعلى هذا، يمكن الزعم بأن ما حصل عليه اليهود وديانتهم وتوراتهم من مكاسب، بتأثير البروتستانتية، لم يكن أصلاً، بين أهداف هذه الثورة الإصلاحية المسيحية، وإنما كان من أهم النتائج البارزة لحركيتها ضد استمرارية هيمنة الكنيسة الكاثوليكية.
لكن، أياً كانت دوافع البروتستانتية، آنذاك، فقد ساهمت نتيجة حركيتها ضد الكاثوليكية في تحويلها إلى واحد من أهم العوامل الأكثر تأثيراً في إحداث ما طرأ على نظرة الأوروبيين ومواقفهم تجاه اليهود، من متغيرات، وخصوصاً على الصعيد الديني، إذ تمَّ تغيير الكثير من ثوابت نظرة الأوروبيين السلبية لليهود وديانتهم وتوراتهم، إلى اتجاه يُعدُّ نقيضاً لاتجاه النظرة الأوروبية التقليدية التي رسختها الكنيسة الكاثوليكية، لقرون طويلة، والتي بموجبها (كان اليهود يعتبرون مارقين، ويوصمون بأنهم قتلة المسيح)، وأتباع (ديانة دنيا)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
ولعل من أهم ما ساعد على إحداث هذا التغيير، إيلاء البروتستانتيين العهدَ القديم اهتماماً كبيراً لقناعتهم بأنه يُشكل الجزء الأكبر والأسبق ظهوراً من كتاب المسيحيين المقدس. وقد تجلى هذا الاهتمام بنظرتهم إليه نظرة جديدة، تمثلت بدعوتهم إلى ضرورة العودة المباشرة إلى نصوصه، لقراءتها وتفسيرها من جديد تفسيراً بعيداً عن اجتهادات الكنيسة الكاثوليكية وآرائها المتزمتة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن بين أهم نتائج تمسُّك البروتستانتيين بحرفية الكتاب المقدس في تفسيرهم الجديد له، إثارة اهتمام متزايد بالعبرية، اللغة الأصلية للعهد القديم، حين نادوا بضرورة معرفتها لقراءته بها، كي يتم فهمه فهماً صحيحاً؛ فكان أن ساهموا بذلك، في تسارع إحياء هذه اللغة التي كانت شبه ميتة وانبعاث الفكر اليهودي المدوَّن بها وشيوعه، وازدياد محاولات إحياء التراث الأدبي المرتبط بهأيضاً(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).



ثانياً، حركة التنوير الأوروبية:
باعترافها أن لكل مسيحي الحق في تفسير الإنجيل والتوراة بحرية(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، ساهمت البروتستانتية في تهيئة المناخ الملائم لانبعاث النهضة الأوروبية الحديثة، ممثلة بما عُرف، في حينه، بـ (حركة التنوير الأوروبية = Enlightenment) التي كان هدفها الغائي المعلن توفير حرية التفكير والتعبير لكل كائن بشري، في سائر مجالات الحياة وميادينها، بما فيها المجال الديني(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]). وهو ما يعني، عملياً، نبذ التعصب وإحلال التسامح الديني محله (عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])..
وهكذا، بدأ القرن السابع عشر يشهد، تحت راية هذا الهدف الغائي لحركة التنوير الأوروبية، تعاطفَ عدد من العلماء والفلاسفة الأوروبيين مع اليهود..
وما إن حل القرن الثامن عشر، حتى ازداد تسارع هذا التعاطف، واتسع نطاقه، ليظهر في كتابات عدد من أشهر رواد الفكر الأوروبي، أمثال: الفيلسوف (جون لوك) واضع النظرية السياسية الليبرالية، و(اسحاق نيوتن) العالم المشهور الذي لم يتردد في وضع جدول زمني للأحداث التي ستفضي إلى عودة اليهود إلى أرض فلسطين، متوقعاً في ثنايا نبوءته هذه تدخل قوة أرضية تساعد على تحقيق تلك العودة(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، وعالم اللاهوت البروتستانتي (جوهان جوتفرايد هارد) الذي دفعه إعجابه بالعهد القديم إلى حد الادعاء بتفوق (النبوغ العبري)، وبأن العبرانيين القدامى كانوا (أمة فريدة مستقلة عن سائر الأمم، ولها روحها الخاصة المتميزة)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]). هذا بالطبع، دون أن ينتفي تماماً ظهور كتابات فلسفية أوروبية مناهضة لليهود ولنموذج التفكير البروتستانتي والتنويري/الأوروبي تجاههم.



ثالثاً، الأدب الأوروبي:
يتبين لكل من يراجع التطورات الدينية والفكرية التي شهدتها أوروبا، منذ فجر نهضتها، في القرن السادس عشر، أن معظم نتائج هذه التطورات قد وجدت طريقها إلى صفحات الأدب الأوروبي، وأثرت فيه تأثيراً عميقاً ومهماً.. فمن جهة، ساهمت هذه النتائج في نشأة عدد من أهم مذاهبه المعروفة، ولاسيما الكلاسية الجديدة والرومانتية؛ ومن جهة أخرى، أدى تسرب أطروحات البروتستانتية، حول اليهود، لعالَم ذلك الأدب إلى تَحوِّل أساطير العهد القديم وقصصه وأبطالهما إلى مصدر إلهام لعدد من كبار أدباء عصر النهضة الأوروبيين الذين ساهمت كتاباتهم بميلاد الصهيونية الأدبية، ثم الفكرة الصهيونية.. وفي مقدمة هؤلاء الأدباء:
في إنكلترا، الشاعر (ميلتون) الذي يُعدُّ أول من بشر بولادة الصهيونية في ملحمته الشهيرة (الفردوس المفقود)، ثم تبعه بعض كبار الأدب الإنكليزي من أمثال الشعراء: (الكسندر بوب)، (وليم بليك)، (اللورد بايرون)، (وليم وردزورث)، (روبرت براوننج) وآخرون. ولم يقتصر التبشير بالصهيونية وأهدافها على الشعر، بل تعداه إلى الرواية الإنكليزية، كما نلاحظ في بعض أعمال عدد من مشاهيرها القدامى أمثال: (والتر سكوت)، و(جورج إليوت). أما في فرنسا، فقد ظهرت إشارات قوية مستوحاة من التوراة، في كتاباتٍ مبكرة لبعض مشاهير الأدب الفرنسي من أمثال: (جين بابتست راسين)، و(جان جاك روسو). وفي ألمانيا، حاز الشاعر (لسنغ) قصب السبق في إدخال الموضوع اليهودي إلى الأدب الألماني. أما في سويسرا، فقد اختار الشاعر (يوحنا جاكوب بودمر) لشعره شخصيات من العهد القديم(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
وبالتأكيد، ثمة آخرون من الأدباء الأوروبيين غير اليهود، لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً، فعلوا فِعلَ من ذكرتُ آنفاً، وحذوا حذوهم، جرَّاء تأثرهم بمبادئ البروتستانتية، بالدرجة الأولى، إلا أن هؤلاء وأولئك روَّجوا، فيما كتبوه، قاصدين أو بدون قصد، لأفكار تبنتها الحركة الصهيونية، فيما بعد، وصارت من أهم طروحاتها وأهدافها، مثل: (عودة اليهود إلى فلسطين)، و(شعب الله المختار) وغيرهما..
ولم تكن أطروحات البروتستانتية وحدها التي تسربت إلى الأدب الأوروبي وأثرت فيه، بل شاركتها هذا التأثير أطروحات حركة التنوير أيضاً؛ وقد نجم عن تأثير هاتين الحركتين، في ذلك الأدب، نتائجَ كان من أهمها، بروز النزعات الثلاث التالية جليةً على صفحات معظم أدبائه:
آ ـ النزعة الفردية، أو حرية الفرد في التفكير والاعتقاد والتعبير ورفض الوصاية عليه من الآخرين، سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات أو حكومات. ومع تنامي الثورة الصناعية واتساعها، صار مفهوم الحرية الفردية محور الاقتصاد البرجوازي أيضاً، ثم انتقل هذا المفهوم إلى المجال السياسي ليكون بين أهم العوامل التي ساعدت، عام 1789، في تفجير الثورة الفرنسية التي كانت الحرية أولى شعاراتها الثلاثة، إلى جانب الإخاء والمساواة.. وربما لهذا، يمَّمَ د. هاني الراهب شطر الاعتقاد بأن الفضل في ظهور فكرة (اليهودي الطيب)، في الأدب الأوروبي، يعود إلى الثورتين الصناعية والفرنسية (اللتين غيرتا طبيعة العلاقات بين اليهود والأوروبيين)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
ب ـ النزعة الإنسانية التي نمت واتسع نطاق انتشارها بتأثير مبادئ البروتستانتية وحركة التنوير اللتين أدى تركيزهما على مبدأ الحرية الفردية في التفكير والاعتقاد والتعبير، في جملة ما أدى إليه، إلى المساهمة في إحلال أجواء التسامح الديني والانفتاح الفكري محل أجواء التعصب والتزمت التي سادت أوروبا في ظل هيمنة الإقطاع والكنيسة الكاثوليكية. وهذا، بدوره، ساهم في تغيير نظرة الأوروبيين وموقفهم من اليهود.. وقد تم التعبير عن هذا التغيير أدبياً، فيما بعد، بابتداع شخصية (اليهودي الطيب) وإحلالها محل شخصية (اليهودي الشايلوكي) التي كانت أقرب إلى نظرة الكنيسة الكاثوليكية وموقفها من اليهود..
ج - النزعة العقلانية التي اجتذبت عقول المثقفين الأوروبيين، في شتى مجالات الحياة ومناحيها، بفعل تقدم العلوم، ولاسيما المتصلة بحقلي الرياضيات والفيزياء. فقد أدت الاكتشافات العلمية المتلاحقة إلى إغراء الطليعة الأوروبية المثقفة، في عصر النهضة، بالدعوة إلى إحلال العقل والتفسير العقلي/المادي محل الأفكار التقليدية للمسيحية وما يتصل بها من تفسيرات غيبية للواقع. وقد ظل الاتجاه العقلاني في تنامٍ مطرّد حتى (عُدَّ العقل مفتاحاً لكل الأمور)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).
وقد صحب ذلك التطور ظهور الصحافة وبدء انتشار الكتب، ليساهما في انتقال مبادئ العقلانية إلى حقل الأدب، والإعلان عن ولادة ما صار يُعرف، في تاريخ الأدب الأوروبي، بالمدرسة الكلاسية (Classicism) أو الاتباعية الجديدة التي يُعدَُ من أبرز ما يميزها، تمحور معظم مضامين نتاج أدبائها حول مبادئ العقلانية والإنسانية والفردية.. وهي ذات المبادئ التي سنلاحظ، تالياً، تأثُّر حركة التنوير اليهودية (الهسكلاه) بمعظمها، على نحو من الأنحاء، ولاسيما مبدأ العقلانية..
وبعد، ففي ضوء ما سبق، قد لا يكون خطأ الزعم أن البروتستانتية وحركة التنوير الأوروبية هيأتا، قاصدتين أو بدون قصد، التربة المناسبة والمناخ الملائم لولادة ظاهرة الصهيونية الأدبية، في أحضان الأدب الأوروبي غير اليهودي، بداية، ثم الأدب الأوروبي اليهودي. ذلك أن أطروحات هاتين الحركتين ساهمت، مع عوامل أخرى، في صنع تعاطف أدباء التنوير الأوروبي وعلمائه وفلاسفته، مع اليهود، ثم ساهمت كتابات هؤلاء وأولئك، في إشاعة الأفكار التي كونت، لاحقاً، النسيج الفكري للأيديولوجية الصهيونية وأساطيرها، كما ساهمت في جعل ما ورد في العهد القديم من تاريخ العبرانيين ومعتقداتهم وقوانينهم، بالإضافة إلى أرض فلسطين، أموراً مألوفة في الفكر الغربي.
رابعاً، بدعتا (المشكلة اليهودية)، و (العداء للسامية):
بالإضافة إلى تأثير المتغيرات التي طرحتها الثورات الدينية والفكرية والأدبية، ساهمت الثورة الصناعية التي سرَّع تطوُّرُها انتقالَ المجتمعات الأوروبية من الإقطاع إلى البرجوازية، في خلخلة الكثير من بنيات الأوضاع الاجتماعية التي كانت سائدة في تلك المجتمعات، وبضمنها وضع اليهود.
فصحيح أن الاهتمام البروتستانتي بكتاب العهد القديم صيَّره، (المرجعَ الأعلى للسلوك والاعتقاد)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) بين بعض الأوروبيين، وساهم، مع كتابات بعض كبار فلاسفتهم وأدبائهم، في تغيير نظرتهم إلى أحفاد أولئك الذين (أُنزل) عليهم ذلك الكتاب، لكن هذا التغيير لم يمنع تصادم الطرفين مجدداً، على أرضية تضارب مصالحهما الاقتصادية، في أعقاب انتقال أوروبا من الإقطاع إلى البرجوازية.. إذ لم يعد ممكناً استمرار بقاء اليهود على هامش العملية الإنتاجية، كما كان شأنهم في المجتمع الإقطاعي، وبالتالي، صار لزاماً عليهم أن يختاروا بين الانخراط في هذه العملية والاندماج في بنية المجتمع البرجوازي الناشئ، أو الارتداد إلى مزيد من التقوقع في معازلهم للحفاظ على ما يسمونه (خصوصيتهم اليهودية) المميزة، والدخول في صراع مرهق مع أبناء المجتمعات التي يعيشون فيها..
في البداية، نشب الصراع قوياً بين مؤيدي الاندماج ومعظمهم من اليهود التنويريين، ومؤيدي استمرار العزل الجيتوي ومعظمهم من الحاخاميين، خشية زوال سلطتهم المطلقة داخل الجيتوات الشبيهة بسلطة الكنيسة الكاثوليكية على مسيحيي العالم. لكن، مع نمو المجتمعات البرجوازية، واتساع نطاق الثورة الصناعية، في أوروبا، وما أدى إليه اتساعها من تباين وتضارب في المصالح الاقتصادية بين بلدانها، بدأ مسار الموقف الأوروبي من اليهود يتخذ منعطفاً جديداً، ليس دينياً فقط، هذه المرة، ولا فكرياً فقط، بل سياسياً ذا خلفية ودوافع اقتصادية أيضاً. ومن هذا المنعطف، برزت بين الانعزاليين والاندماجيين، فئة ثالثة، تُناهضهما معاً، في دعوتها إلى:
ً1) تفريغ أوروبا الرأسمالية من يهودها غير المنتجين(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، وتوطينهم في مكان يخدم موقعُه أهدافَ مخططها الاستعماري.
ً2) تمويه هذا التوجه، على خلفية تنامي النزعة القومية في أوروبا، بالزعم أن اليهودية رابطة (قومية) وليست دينية فحسب، وبالتالي، فاليهود (أمة) ذات امتداد تاريخي طويل.. ثم بالزعم أن هذه الأمة قد تعرضت للاضطهاد، منذ وجودها، وستسمر مضطهَدَة، إلا إذا تمت إعادتها إلى (وطنها) الذي اختيرت فلسطين لتكون مسرحه، تحت غطاء ذرائعي من ركام الأفكار الدينية التي سبق أن استوحتها البروتستانتية من العهد القديم..
وعلى أرضية هذا الزعم، قويت معارضة العديد من الأوساط الأوروبية اليهودية وغير اليهودية، لفكرة اندماج اليهود في مجتمعاتهم.. بحجة أن الاندماج لا يمكن أن يكون حلاً لما سُمي بـ (المشكلة اليهودية) التي تمَّ ابتداعها وربطها ببدعة أخرى سُميت بـ (العداء اللاسامي) لليهود الذي وُصف بالتاريخي، وزُعِم بأنه سيستمر ما استمرت اليهودية قائمة، في العالم، كرمز لديانة و(قومية) في آن معاً...
وقد لا يبدو مُستغرَباً أن يكون معظم المروجين لبدعة (اللاسامية) من رواد الحركة الصهيونية، لاحقاً.. بل ثمة من يعتقد أن اللاسامية (غائية عند منظري الفكر الصهيوني لإرغام اليهود على الالتفاف حول الأطروحات الصهيونية السياسية)، وأن اللاسامية التي تزامن ظهورها مع إعطاء اليهود حقوق المواطنة في الكثير من البلدان الأوروبية، ليست، في جوهرها، إلا اختراعاً صهيونياً(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])، (وإلا كيف يُفسَّر سنُّ قوانين المساواة بضغط الجماهير الأوروبية ومناوأة اليهود لها؟)(عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]).




هوامش هذا الفصل:

[i]) رجينا الشريف، (الصهيونية غير اليهودية، جذورها في التاريخ الغربي)، ترجمة عبد الله عبد العزيز، سلسلة عالم المعرفة الكويتية، العدد (96)، 1985، الكويت، ص: (30).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) رجينا الشريف، مرجع سابق، ص (29).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) للتوسع، انظر: (رجينا الشريف)، مرجع سابق، ص: 34/35/36.


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. عادل العوا، المعتزلة والفكر الحر، الطبعة الأولى، دون تاريخ، دار الأهالي، دمشق، ص(12).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. عادل العوا، مرجع سابق، ص(12) .


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. عادل العوا، ص: (16).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) رجينا الشريف، مرجع سابق، ص: (79).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) المرجع السابق، ص(81ـ82).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) لمزيد من الاطلاع والتوسع، انظر رجينا الشريف، مرجع سابق، الصفحات من (75) حتى (101).

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. هاني الراهب، الشخصية الصهيونية في الرواية الانكليزية، الطبعة الثانية، 1979، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ص: (19).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) د. حسام الخطيب، (الأدب الأوروبي، تطوره ونشأة مذاهبه)، الطبعة الأولى، /1972/، مكتبة أطلس، دمشق. ص: (114-115).

عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) رجينا الشريف، مرجع سابق، ص: (30/31).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ])خصوصاً بعدما صار من غير المسموح لليهود أن يستأثروا بممارسة الربا، كما كان شأنهم في المجتمع الإقطاعي، بعد ممارسة الكنيسة وأتباعها لهذا النشاط الاقتصادي.. انظر بديعة أمين، (المشكلة اليهودية والحركة الصهيونية)، طبعة أولى، 1974، دار الطليعة، بيروت، ص: (41).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) وهذا ما يؤكده (اسحق دويتشر) بقوله: (فمنذ حين من الوقت، ولنقل مع بداية القرن ـ يقصد القرن التاسع عشرـ كانت "الهوية المحددة ايجابياً" لليهود في دور التحلل. وبعد كل شيء، ظهرت الصهيونية كاعتراض على ذلك التحلل). اسحق دويتشر، (دراسات في المسألة اليهودية)، تعريب مصطفى الحسيني، طبعة أولى، 1871، دار الحقيقة، بيروت، ص: (42).


عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]) جودت السعد، الشخصية اليهودية عبر التاريخ، الطبعة الأولى، 1985، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ص (123ـ124
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16 / 03 / 2008, 27 : 02 AM   رقم المشاركة : [4]
مازن شما
كاتب نور أدبي متوهج ماسي الأشعة ( عضوية ماسية )

 الصورة الرمزية مازن شما
 





مازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond reputeمازن شما has a reputation beyond repute

رد: ظاهرة الأدب الصهيوني / محمد توفيق الصواف

[frame="2 80"]
الاستاذ الباحث والناقد الأدبي والقاص محمد توفيق الصواف
[align=justify]عانقت جدران نور الأدب عطر قدومك ... وتزيّنت مساحاته بأعذب عبارات الود والترحيب ومشاعر الأخوة الصادقة... كفوفنا ممدودة لكفوفـك لنخضبها جميعاً بالتكاتف في سبيـل زرع بذور المعرفة والأدبيات الراقيـة ولا نلبـث أن نجني منهـا إن شاء الله ثمراً صالحاً.. ونتشـارك كالأسرة الواحدة لنشر الثقافة الصحيحة الهادفة المبنية على أسس منهجية وعلمية.
كما أتمنى أن تتسع صفحات نور الأدب لقلمك المبدع وما يحمله من كنوز المعرفة وآرائك الشخصية التي ستساهم في دعم هذا الصرح الادبي المميز.
[/align]
[/frame]
توقيع مازن شما
 
بسم الله الرحمن الرحيم

*·~-.¸¸,.-~*من هولندا.. الى فلسطين*·~-.¸¸,.-~*
http://mazenshamma.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*مدونة العلوم.. مازن شما*·~-.¸¸,.-~*
http://mazinsshammaa.blogspot.com/

*·~-.¸¸,.-~*موقع البومات صور متنوعة*·~-.¸¸,.-~*
https://picasaweb.google.com/100575870457150654812
أو
https://picasaweb.google.com/1005758...53313387818034
مازن شما غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 03 / 2009, 30 : 06 AM   رقم المشاركة : [5]
ريمه الخاني
أستاذ بارز / أدباء نور الأدب / تكتب القصه الشعر الدراسات والمقالات
 





ريمه الخاني is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

رد: ظاهرة الأدب الصهيوني / محمد توفيق الصواف

السلام عليكم
يشرفني ان اجد هنا ماكنت ابحث عنه من استاذ كبير سمعت له محاضرات ومازلت ابحث عبر الشبكه عن نصوصه وموضوعاته وربما خانني الحظ بايجاد المزيد
لك تحيتي واحترامي
ريمه الخاني غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 07 / 03 / 2009, 33 : 03 PM   رقم المشاركة : [6]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

رد: ظاهرة الأدب الصهيوني / محمد توفيق الصواف

حقائق ومعلومات هامة ونتمنى إكتشاف المزيد ..
فائق تقديري و تحياتي
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 01 / 06 / 2009, 16 : 04 AM   رقم المشاركة : [7]
محمد الحلوانى
ماجستير في الدراسات الاسلامية

 الصورة الرمزية محمد الحلوانى
 





محمد الحلوانى is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: البحيرة

Smile رد: ظاهرة الأدب الصهيوني / محمد توفيق الصواف

بداية اقدم تحياتى لهذا الباحث المجدالناقد الادبىالاستاذ محمد توفيق الصواف
احييك يااخى لانك فى الحقيقة بذلت مجهودا مضنيا دون شك لكى تقدم للقارئ والمكتبة العربية هذا البحث الشيق باسم الادب الصهيونى.....
ومع تحفظى القوى بالنسبة لتسمية البحث بهذا الاسم من الناحية الادبية فان البحث كان فى حاجة شديدة الى سرد تاريخى مدعم بالاسانيد والبراهين وكافة اراء الباحثين والمؤرخين من ذوى الاهتمامات بتاريخ الحركة الصهيونية وليس التاريخ اليهودى فان هناك بلا شك - وانتم خير من يعلم ذلك - انفصال واضح بين اليهودية كدين سماوى له منا جميعا كل تقدير واهترام وبين الصهيوني كحركة سياسية فرضها وزرعها الغرب بشتى الصور الاستعمارية .
لقد تطرق الباحث الفاضل فى عجالة - وله عذره -لعدة نقاط كانت اساسا للبحث ... اهمها فى رايى تاكيد البعد القومى للديانة اليهودية كما تعرض للنقاء العرقى ووحدة واستمرار التاريخ اليهودى والمزاعم اليهودية بوجود ثقافة مشتركة ولغة قومية واحدة ... وهذا كله سبق وان اثبت المؤرخون عدم صحة هذه الادعاءات .
ولقد رجعت الى احد مؤلفات استاذى الدكتور احمد شلبى رحمه الله ...وهو استاذ التاريخ الاسلامى والحضارة الاسلامية بكلية العلوم جامعة القاهرة ... فقد ذكر استاذى رحمه الله فى كتابه( اليهودية) العديد من اراء المؤرخين امثال weeeb - Hosmer - وكذلك اراء ول ديورانت - حيث اجمعوا على انه لم تكن لليهود حياة اجتماعية مستقرة وان الاتحراف فى المجتمع اليهودى وصل ذروته حتى وصل بهم الامر الى اتهام سيدنا سليمان باتهامات باطلبة مثلما جاء بالاصحاح الحادى عشر من كتابهم المقدس كما كانت هناك مركزية دينيةوضعها الكهنة لاسباب دنيوية وشخصية .
عموما سيدى لك الشكر على هذا المجهود وجزاك الله كل خير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركات
محمـــــد محمـد الحــــلوانى
محمد الحلوانى غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلّ عام وأنتَ أخي.. يا طلعت... / محمد توفيق الصواف محمد توفيق الصواف أنا وطلعت.. حكاية عمر 14 02 / 04 / 2016 26 : 10 PM
الإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس / محمد توفيق الصواف محمد توفيق الصواف الأدب الصهيوني وثقافة الاحتلال ( أبحاث ) 4 10 / 07 / 2013 28 : 06 AM
الإرهاب الصهيوني/ الإسرائيلي ( إعداد محمد توفيق الصواف ) محمد توفيق الصواف قصص و شهادات عن الجرائم الصهيونية 8 28 / 02 / 2010 12 : 01 AM
الحب المحرم في الأدب الإسرائيلي / محمد توفيق الصواف محمد توفيق الصواف الدراسات والأبحاث الأدبية والنقدية 1 26 / 09 / 2009 35 : 06 PM
الانتـفاضــــة فــي أدب الــوطــن الـمـحـتـل - محمد توفيق الصواف محمد توفيق الصواف مكتبة نور الأدب 19 14 / 07 / 2009 55 : 10 AM


الساعة الآن 31 : 05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|