صيحة في سبيل الأصالة
كنا نحن ـ أبناء الثقافة العربية الإسلامية ـ في عز الحضارة وقمة التقدم، يوم كان لفنون العربية في نفوسنا مكانة لا تدانيها مكانة، خاصة تلك الفنون البيانية الساحرة التي تمزج الروح بسبحات الرقة الخالصة، وتطير بها في فضاء الجمال البحت، وتكشف لها عن أسرار المعاني المكتمة.
يوم كان الشعر يجري على ألسنة العرب أسيادهم وعبيدهم، يتمثل به الأمير، ويستشهد به العالم، ويستعين به الأديب، ويتناشده الغلمان، وتغنيه الجواري عازفات على أوتار القلوب. فنعم بيانا هو، ونعم الأهل أهله..
أما اليوم؛ فقد مسخ البيان في نفوس كثير من أبناء الأمة، وطمست معايير الجمال، فصار كل مبتذل مما يسميه الناس فنا هو الفن الحقيق بالاحتفاء، وأمسى كل عمل قادر على تفريغ العربي من ثقافته هو العمل الجدير بالتنويه. فيا ساهرين على الفن أدركوه من زحف الموت القاتل، الذي يشوه صور الثقافة ويمسخ وجه الهوية التي بها نكون أو لا نكون.
.....
محمد خويطي
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|