تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة - منتديات نور الأدب



 
التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,704
عدد  مرات الظهور : 103,361,009

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > أوراق الباحث محمد توفيق الصواف
أوراق الباحث محمد توفيق الصواف خاص بأبحاث ودراسات الباحث الأديب محمد توفيق الصواف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 27 / 06 / 2016, 30 : 02 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

جامعة دمشق
كلية الإعلام / قسم الصحافة

تحليل النص الصحفي


تأليف
محمد توفيق الصواف
أستاذ محاضر في كلية الإعلام بجامعة دمشق

العام الدراسي 2014 - 2015



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 43 : 02 AM   رقم المشاركة : [2]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

تنويه
تمَّ تأليف هذا الكُتيِّب لطلاب السنة الرابعة في قسم الصحافة بكلية الإعلام في جامعة دمشق، وذلك بناء على طلبهم ليكون مساعداً لهم في تحليل النصوص الصحفية وكتابتها على السواء..
ولكن لم يتمّ إصداره في مطبوعة مستقلة، بل على شكل أملية جامعية محدودة النُّسَخ، اقتصر توزيعها على طلابي الذين درَّستُهم مادة (تحليل النص الصحفي)، في تلك السنة..
ورغبة مني في تعميم ما أتصورُه من فائدة في هذا الكُتيِّب، رأيتُ نشره على الانترنت في موقع (نور الأدب)، آملاً أن يجد استحساناً من زوار الموقع، وأن يجدوا فيه فائدة توازي تعبهم في قراءته، والله من وراء القصد..
مؤلف الكُتيِّب
محمد توفيق الصواف

توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 49 : 02 AM   رقم المشاركة : [3]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

[align=justify]
تمهيد

على افتراضِ صحةِ اعتبار النص الصحفي مُنْتَجاً فكرياً، فإن عملية تحليله تعني فصلَ عناصرِ بُنيتِه التكوينية عن بعضها، بُغيَةَ التعرُّفِ على خصائصها، كلّ بُنَيَةٍ على حِدَة، ثم التَّعَرُّفُ على العلاقات التي تربط بين هذه البُنى، وعلى مدى انسجام تركيبها مع بعضها ومدى نجاح صيغتها النهائية في تحقيق غاية النصِّ وكاتبه..
ولما كان المُقَرَرُ لهذه المادة مقتصراً على دراسة تحليل النص الصحفي المقروء، قصيرِ الحجم ومتوسطِه فحسب، سيتمُّ التركيز تالياً على اثنين فقط من البُنى التكوينية لهذا النوع من النصوص الصحفية هما: (الخبر والمقال)، مع إطلالة مُوجَزة على بُنيَةِ النصِّ الصحفي بشكلٍّ عام..
[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 54 : 02 AM   رقم المشاركة : [4]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

[align=justify]
بُنْيَةُ النص الصحفي

قياسياً، يُفتَرَضُ أن تَتَشَكَّلَ البنيةُ التكوينية للنصِّ الصحفي من أربعة عناصر رئيسة هي: (العنوان والمقدمة والمتن والخاتمة)، باستثناء الخبر الذي لا يحتاج إلى خاتمة. ومع أنَّ الأفضل، أن تَتَوَفَّرَ هذه العناصر كلُّها في النصّ، إلَّا أنَّ توفُّرَها فيه وحدها لا يكفي لاعتباره نصّاً صحفياً، ما لم تكن طريقةُ صياغتِها وجمعِها مع بعضها وترتيبِها موافقةً للحدِّ الأدنى من جملة معاييرَ قياسية مُتَّفَقٍ عليها مهنياً؛ وهذه المعايير ذات صلة وثيقة بأربعة مُحَدِّدَات هي:
1) أنواعُ البُنْيَةِ التكوينية للنصّ: (خبر، تعليق، مقال، دراسة، بحث..)..
2) نوعيةُ نشرِ النصّ: (مقروء، مسموع، مرئي)، ووسيلة نشره: (صحيفة، مجلة، إذاعة، تلفزيون، إنترنت..)...
3) نوعيةُ مضمونه: (سياسي، عسكري، اجتماعي، اقتصادي، فني، أدبي، نقدي، رياضي.....)
4) نوعيةُ جمهور مُتَلَقِّيه: هل هو جمهورٌ مُتَعَدِّدُ المستويات مختلِفُ الانتماءات أم خاصٌّ أُحاديُّ المستوى والانتماء.
في ضوء هذا التوصيف لِبُنْيَةِ النصِّ الصحفي، يمكن القول إنَّ عملية تحليله تبدأ بتحديد نوع بُنْيَتُه، ثم بتحديد نوعيات نشره ومضمونه وجمهوره، ثم بفصل العناصر التكوينية لِبُنْيَتِه ودراسة طريقة صياغة كلٍّ منها على حِدَة، تليها دراسةُ طريقة ترتيبها وجمعِها إلى بعضها.
أنواعُ البُنى التكوينية للنص الصحفي
تختلف البُنى التكوينية للنصوص الصحفية من عدة جوانب، لعل من أبرزها الجانب الشكلاني الذي يُعدُّ أحدَ أهم العوامل المساهمة في تَنَوُّعِها من جهة، وفي اختلاف حجم كلِّ نوع منها وطريقة إعداده من جهة أخرى.. ومن أهم أنواع هذه البُنى: (الخبر، التعليق، التقرير، المقال، الربورتاج، الدراسة، البحث)؛ ولكلٍّ من هذه الأنواع حجمُه وطريقة إعداده الخاصة التي ينبغي أن تكون مناسبة لطريقة نشره.. فطريقة إعداد المقروء المُعَدِّ للنشر في الصحف والمجلات، غير طريقة إعداد المسموع المُعَدِّ للبثِّ الإذاعي، أو المرئي المُعَدِّ للبثِّ التلفزيوني...
ولأنَّ هذه الأملية ستقتصر، كما سبقَت الإشارة، على دراسة الخبر والمقال، فسيتمُّ التركيز على عناصر بُنيَتَيهما التكوينية فقط.. ولأنَّ العناصرَ التي تَتَشَكَّلُ منها البُنْيَةُ التكوينية للخبر (العنوان والمقدمة والمتن)، هي نفسُها التي تَتَشَكَّلُ منها بُنْيَةُ المقال مُضافاً إليها (الخاتمة) التي لا يحتاج الخبر إليها، ونظراً لاتصاف هذه العناصر الثلاثة المُشتَرَكة بين الخبر والمقال بصفات متماثلة أحياناً ومتقاربة أحياناً أخرى، فدفعاً للتكرار، سيتمُّ عرض صفات النوعين، تحت عنوان واحد يَشمَلُهما معاً، هو (صفات العناصر التكوينية لنصِّ الخبر والمقال)، على أن تتمَّ الإشارةُ، عند ذِكْرِ كلِّ صفة مُشتَرَكَة بينهما، إلى الفوارق النوعية التي تُمَيِّزُ اتصاف هذا النوع بها عن ذاك، والإشارة كذلك إلى ما هو صفةٌ خاصةٌّ بأحدهما فقط دون الآخر، كصفة (الآنِيَّة) مثلاً الخاصة بالخبر وحده..
في ضوء ما سبق، وتأسيساً عليه، ستتضمن هذه الأُمْلِيَةُ ما يلي:
1) تعريفٌ لكلٍّ من (الخبر والمقال)، يُبيِّن خصائص كلٍّ منهما وعناصره وأهمَّ وظائفه.
2) عناصر البنية التكوينية للخبر والمقال، وأهم الصفات التي يتصفُ بها كلُّ عنصر فيهما، مع بيان الخاص من هذه الصفات بكلِّ نوع، والمشترك بين النوعين.
3) عَرْضُ الأنواع التي يتمظهرُ بها الخبرُ والمقال، كلٌّ على حِدَة..
4) إطلالةٌ على مكونات البنية اللغوية (المفردات والجمل والفقرات) للنصِّ الصحفي عموماً، وعلى أهم الصفات التي يتصف بها كلُّ مُكَوِّن..[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 58 : 02 AM   رقم المشاركة : [5]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

[align=justify]تعريفُ الخبر والمقال الصُّحُفِيَّين
تعريف الخبر الصحفي المقروء

هو أصغر النصوص الصحفية حجماً وأسرعُها إعداداً ووصولاً إلى الناس وانتشاراً بينهم، وهو ما ينسجم مع وظيفتِه الأهم، وربما الوحيدة، وهي إعلام أكبر عدد منهم بحَدَثٍ وَقَعَ، أو مازال وقوعُه مستمراً، في مكان ما وزمان مُحدَّد، وأن يَذكرَ لهم مَن الذي ساهمَ في وقوعه ومَن تأثر به، وأن يُعلِمَهم بسبب وقوعه وكيفيته إن أمكن. واحتواء مضمون الخبر على هذه المعطيات يعني ضرورةَ إجابةِ الصحفي الذي أَعَدَّهُ عمَّا يُسمى أسئلة الكشف الستة: (ماذا، مَن، متى، أين، لماذا، كيف)، أو عن معظمها، إن لم تتوفر له إمكانية الإجابة عن جميعها..
وعلى الرغم من صِغَر حجم الخبر، ينبغي أن تَتَوَفَّرَ في مضمونه وبُنْيَتَيْهِ التكوينية واللغوية صفاتٌ يُفَضَّلُ وجودُ معظمِها في نصِّه النهائي، أو كلِّها إن أمكن، ومعايير ينبغي اتباعها في صياغته، لتمكينه من إيصال محتواه بسرعة، إلى أكبر عدد ممكن من الناس والتأثير فيهم، على اختلاف مستوياتهم الثقافية والطبقية وانتماءاتهم الدينية والأيديولوجية والفكرية..

تعريف المقال الصحفي المقروء

على نقيض الخبر الذي يَعُدُّه البعضُ (مقدساً)، أي لا يجوز إقحام رأي مُعِدِّهِ الشخصي أو موقفه الذاتي أو خلفيته الأيديولوجية في صياغة نصه، فإنَّ المقال الذي يُوصَف بأنه أقدم أشكال الكتابة الصحفية، يُعَدُّ نصّاً حراً، بل ربما كان وما يزال، أكثر تلك الأشكال قدرةً على بيان الرأي الشخصي لمؤلفه تجاه ما يجري من أحداث وما يطرأ من مستجدات حضارية، وعلى عَرضِ مواقفه الذاتية منها ومن صانعيها ونتائجها..
هذا من ناحية المضمون، أما من ناحية البُنْيَةِ التكوينية للمقال، فيوجدُ ما يُشبه التوافق على أنه نصٌّ متوسطُ الطول يُستَحْسَنُ ألا يزيد عدد كلماته على ألف وخمسمائة كلمة؛ يُعالج موضوعاً واحداً بلغة بسيطة المفردات والتراكيب؛ وهو متعدِّدُ الأنواع بقدر تَعَدُّدِ الموضوعات التي يمكن معالجتها فيه؛ ويُكْتَبُ للنشر في الصحف والمجلات بهدف التعبير عن رأي كاتبه وموقفه الذاتي تجاه حدث جارٍ أو قضية عامة تَهمُّ مجموعة واسعة من الناس، أو لطرح فكرة جديدة ومناقشتها بُغْيَةَ الترويج لها أو دحضها، أو لغير ذلك من أغراض أخرى كثيرة مُختلِفة..
[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 02 : 03 AM   رقم المشاركة : [6]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

صفات العناصر التكوينية لنصِّ الخبر والمقال
تَتَشَكَّلُ البنية التكوينية للخبر من ثلاثة عناصر رئيسة هي: (العنوان، المقدمة، المتن)، ولكلٍّ من هذه العناصر صفاتٌ ينبغي توفير معظمها فيه ومعايير تنبغي مراعاتها في صياغته.. وفي تقديري، لا تختلف البنية التكوينية للمقال الصحفي عن بنية الخبر إلا بزيادة عنصر (الخاتمة) على عناصر الخبر الثلاثة آنفة الذكر؛ بالإضافة إلى أنَّ غالبية الصفات التي تَتَمَيَّزُ بها هذه العناصر في بُنيَةِ الخبر التكوينية تختلف قليلاً عمَّا تَتصف به نظيراتُها في بُنْيَةِ المقال، أيّاً كان نوعه..

صفات العنوان في كلٍّ من الخبر والمقال
لعل الاختلاف الرئيس، وربَّما الوحيد، بين عنوان الخبر وعنوان المقال ناجمٌ عن الاختلاف في مصدر استقاء كلٍّ منهما؛ فعنوان الخبر، يُفَضَّلُ أن يُستوحى من الإجابة عن أحد أسئلة الكشف الستة، أمَّا عنوان المقال، فيُفَضَّلُ استيحاء مضمونِه من الفكرة الرئيسة للمقال، أو من أحد محاوره الفرعية، أو من الهدف الذي يسعى إليه كاتبُه، ولا بأس في أن يكونَ استفهامياً ويكونَ المقالُ كلُّه إجابةً عنه.. وباستثناء هذا الاختلاف، نلاحظ أنَّ صفات العنوانين تكاد تكون واحدة، بدليل وجوب أنْ يَتَوَفَّرَ منها، في كليهما، ما يلي:
1) الإيجاز، فكلما كان العنوان قصيراً موجزاً كلما كان أقوى، ولذلك يُفَضَّلُ ألَّا يزيد عدد كلماته على خَمس..
2) جذب انتباه المتلقي وإثارة اهتمامه، دون تزييف أو افتعالٍ أو مبالغة.
3) قوة التعبير التي تُحققُها صياغة العنوان في عبارة واحدة، من ألفاظ بسيطة، لكنها قوية الدلالة على مضمونه..
4) موافقة مضمون العنوان لمضمون المتن، ولذلك يُفَضَّلُ أن يكون مضمونُه إجابةً عن أحد أسئلة الكشف الستة، إذا كان عنواناً لخبر، أمَّا إذا كان عنواناً لمقال، فيُفَضَّلُ أن يكون مضمونُه مُستوحى من الفكرة الرئيسة للمقال أو من هدفه..

توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 16 : 03 AM   رقم المشاركة : [7]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

صفات العناصر التكوينية لنصِّ الخبر والمقال

تَتَشَكَّلُ البنية التكوينية للخبر من ثلاثة عناصر رئيسة هي: (العنوان، المقدمة، المتن)، ولكلٍّ من هذه العناصر صفاتٌ ينبغي توفير معظمها فيه ومعايير تنبغي مراعاتها في صياغته.. وفي تقديري، لا تختلف البنية التكوينية للمقال الصحفي عن بنية الخبر إلا بزيادة عنصر (الخاتمة) على عناصر الخبر الثلاثة آنفة الذكر؛ بالإضافة إلى أنَّ غالبية الصفات التي تَتَمَيَّزُ بها هذه العناصر في بُنيَةِ الخبر التكوينية تختلف قليلاً عمَّا تَتصف به نظيراتُها في بُنْيَةِ المقال، أيّاً كان نوعه..

صفات العنوان في كلٍّ من الخبر والمقال
لعل الاختلاف الرئيس، وربَّما الوحيد، بين عنوان الخبر وعنوان المقال ناجمٌ عن الاختلاف في مصدر استقاء كلٍّ منهما؛ فعنوان الخبر، يُفَضَّلُ أن يُستوحى من الإجابة عن أحد أسئلة الكشف الستة، أمَّا عنوان المقال، فيُفَضَّلُ استيحاء مضمونِه من الفكرة الرئيسة للمقال، أو من أحد محاوره الفرعية، أو من الهدف الذي يسعى إليه كاتبُه، ولا بأس في أن يكونَ استفهامياً ويكونَ المقالُ كلُّه إجابةً عنه.. وباستثناء هذا الاختلاف، نلاحظ أنَّ صفات العنوانين تكاد تكون واحدة، بدليل وجوب أنْ يَتَوَفَّرَ منها، في كليهما، ما يلي:
1) الإيجاز، فكلما كان العنوان قصيراً موجزاً كلما كان أقوى، ولذلك يُفَضَّلُ ألَّا يزيد عدد كلماته على خَمس..
2) جذب انتباه المتلقي وإثارة اهتمامه، دون تزييف أو افتعالٍ أو مبالغة.
3) قوة التعبير التي تُحققُها صياغة العنوان في عبارة واحدة، من ألفاظ بسيطة، لكنها قوية الدلالة على مضمونه..
4) موافقة مضمون العنوان لمضمون المتن، ولذلك يُفَضَّلُ أن يكون مضمونُه إجابةً عن أحد أسئلة الكشف الستة، إذا كان عنواناً لخبر، أمَّا إذا كان عنواناً لمقال، فيُفَضَّلُ أن يكون مضمونُه مُستوحى من الفكرة الرئيسة للمقال أو من هدفه..

صفاتُ مقدمةِ الخبر والمقال وأنواعها

أولاً، صفات المقدمة:
على غرار التشابه بين صفات العنوان الخبري وصفات عنوان المقال، نلاحظ تشابهاً مماثلاً في الصفات التي ينبغي تَوَفُّرُها في مقدمة كلٍّ منهما، وأهمها:
1) الاختصار والإيجاز، مع الإشارة إلى أنَّ مقدمة المقال يمكن أن تكون أطول من مقدمة الخبر، فإنَّ من المُستَحْسَنِ ألا يزيد عدد كلمات مقدمة الخبر على عشرين كلمة، وألَّا يزيدَ عدد كلماتِ مقدمة المقال على خمسين، مع جواز وصولها إلى المئة..
2) التمهيد لمضمون المتن، إِمَّا بتركيز أهم المعلومات الواردة فيه وتَضمينِها في المقدمة لعرضها على القارئ بدءاً؛ أو بتقديم الإجابة عمَّا يعتقد الصحفي أنه السؤال الأهم بين أسئلة الكشف الستة، إذا كانت المقدمة لخبر؛ ولا بأس في أن يكون مضمون المقدمة طريفاً يُثيرُ فضول القارئ ويدفعه إلى متابعة القراءة، سواء كانت مقدمةً لخبر أو مقال؛ وبالنسبة لمقدمة المقال تحديداً، يمكن أن يكون مضمونُها استفهامياً، شرطَ أن يُؤجِّل الصحفي الإجابة عن الأسئلة التي طرحها فيها إلى نهاية مقاله، لاستمرار إثارة فضول قارئه، لأن الفضول يدفع إلى المتابعة..
3) جذب انتباه المتلقي واهتمامه، سواء بطريقة صياغة المقدمة التي يُفَضَّلُ أن تكون بجمل قصيرة، سريعة الإيقاع، تتألف من كلمات بسيطة واضحة ومُعبِّرة في آن واحد؛ أو بمضمونها الذي يُفَضَّلُ أن يكون ممهداً لمضمون الخبر أو المقال لا مُلِخِّصاً له؛ ولإكساب المقدمة مزيداً من القدرة على الجذب، لا بأس في إدراج بعض الحِكَم في نصِّها، أو بعض الأمثال الشائعة، حتى وإن كانت عامية، مع محاولة تفصيحها ما أمكن...

ثانياً، أنواع المقدمات:
بعض الأنواع التالي ذكرُها يكاد يكون خاصاً بمقدمة الخبر الصحفي، وبعضها مشتركٌ بين مقدمته ومقدمة المقال، وستتمُّ الإشارة، حيثما تقتضي الضرورة، إلى خصوصية بعض الصفات بهذا النوع أو ذاك، وإلى المُشْتَرَكِ بين النوعين.. وفيما يلي عرضٌ لأهم أنواع مقدمات الخبر والمقال:
1) المقدمة الوصفية: يَتمُّ التركيز فيها على وصف الواقعة، وأكثر استخدامها يكون في الأخبار المُخَصَّصةِ لوصف الحوادث والكوارث، وفي المقالات التي تتناول مثل هذه الأخبار بالتحليل والتعليق. وفي هذه الحال، يَغلِبُ أن يكون مضمون مقدمة المقال هو نصُّ الخبر المُراد تحليلُه..
2) المقدمة المجازية: وهي التي يدخل في تركيبها بعض ألوان المجاز غير الغامض، من مثل (أدَّى فَتْحُ الصندوق الأسود لحكومة فلان إلى انتشار رائحة فسادها وجرائمها التي تزكم الأنوف). والأفضلُ أن تكون المقدمةُ المجازية مقدمةً للمقال لأنه أطول نصّاً من الخبر، مما يجعله أكثر احتمالاً وقابلية لتضمين المجاز في نصِّه، ثم لأنَّ المباشَرَةَ أفضلُ في صياغة مقدمة الخبر ومَتْنِه، في معظم الأحوال.
3) المقدمة الحِكَمِيَّة: وهي التي يتمُّ تضمينها حكمةً مأثورة ينسجم مضمونها مع مضمون الخبر أو يؤكده أو يدفع إلى السخرية من بعض ما يَرِدُ فيه، وقد يحلُّ المثل الشعبي السائر محل الحكمة... ولا بأس أبداً في تضمين المقال، أيّاً كان نوعه، بعضَ الحكم والأمثال، خصوصاً إذا أُحسِنَ توظيفها لتأكيد فكرةٍ فيه أو لتجميل مضمونه أو لأيِّ سبب آخر يُفيد في تحقيق وصوله إلى الهدف الذي يسعى إليه كاتبه.
4) المقدمة الظرفية: وهي التي تُهَيِّئُ المُتَلَقِّي للدخول في أجواء حدث ذي طابع حماسي ظرفي، كالمباريات الرياضية والمهرجانات والحفلات الفنية... ويندر اللجوء إلى هذا النوع من المقدمات، في كتابة المقالات، إلَّا إذا كان المقال تعليقاً على مباراة أو نقداً لمهرجان فني أو أدبي أو تحليلاً لمجريات ندوة أدبية أو فكرية أو سياسية..
5) المقدمة المُلَخِّصَة: غالباً ما يكون استخدامها في بداية ما يُعرَفُ بالقصة الخبرية، لأن مضمونها تلخيصٌ لأهم المعلومات التي سَيَرِدُ ذكرها في القصة تالياً، بقصد تهيئة قارئها للدخول في أجوائها؛ لكن، لا يُستَحْسَنُ، بالمقابل، أن تكون مقدمة المقال تلخيصاً لمضمونه أو مضمون إحدى فقراته، حتى لو كان الهدفُ من التلخيص التمهيد لمضمونه في مقدمته، لأن التلخيص يُلغي المفاجأة ويُضْعِفُ الرغبة في متابعة القراءة..
6) المقدمة الحِوارية: وهي التي تُستَهَلُّ ببعضٍ من حوار جرى أو سيجري بين طرَفَي صراع مُختَلِفَين، كأن يكونا طرفين سياسيين مُتعارِضَين، أو مُتَحَاوِرَينِ من مستويين مُتبَايِنَين (مواطن ومسؤول) وما شابه، تشويقاً للمُتَلَقِّي ودفعاً له إلى المتابعة.. ومن الجائز استهلال المقال الصحفي بمثل هذه المقدمة أيضاً، شرط أن يكون مضمونُها تعريفاً بطَرَفَي الحوار، تَلِيهِ نبذةٌ عن الموضوع الرئيس الذي سيتحاوران فيه..
7) المقدمة المُباغِتة: وهي التي تتضمن معلومة غير مألوفة عن بطل الخبر، سواء كان شخصاً أو هيئة أو مؤسسة..، والأفضل ألَّا تزيد على جملة واحدة تشدُّ الانتباه من مثل: (على نقيض التَّشدُّد والتزمت اللَّذَين يتظاهر بهما رجال الدين في بلد كذا، برزتْ معطياتٌ تُؤكِّدُ انتشار الفساد الأخلاقي في أوساطهم).. ويُسْتَحْسَنُ استخدام المباغَتَةِ في مقدمة المقال أيضاً، خصوصاً إذا كان مقالاً نقدياً صادراً عن جهة معارِضة سياسياً، أو كان مقالاً علمياً يعرضُ اكتشافاً جديداً، أو مقالاً اجتماعياً يُحلِّلُ سلوكاً اجتماعياً مثيراً للجدل، أو أدبياً يطرح ظاهرة أدبية غير مسبوقة، أو ما تزال مثار خلاف بين مؤيدٍ لها ومعارض..
8) المقدمة الغرائبية: وهي التي تتضمن معلومة طريفة نادرة الحدوث من مثل: (امرأة تضع أربعة توائم)، أو غير معقولة من مثل: (في مدينة لا يؤمن معظم سكانها بالمعجزات، وقفَ حشدٌ منهم في شارعها الرئيس ليراقبوا، باندهاش بالغ، كلباً يقود سيارة).... ومن غير المُسْتَحْسَن استهلالُ أيِّ مقال بمقدمة من هذا النمط، إلّا إذا كان محورُ مضمونه الرئيس فضيحةً غير مُتَوَقَّعَةٍ في وسط فني أو سياسي، يرغب كاتب المقال أن يصدمَ قارئَه بها منذ المقدمة لدفعه إلى مواصلة القراءة حتى الكلمة الأخيرة..
9) المقدمة المقتَبَسَة: وهي التي تتضمَّن اقتباسَ جملة أو تصريحٍ لمسؤول أو شخصية بارزة، يتمحوَّر حول أقوالها مضمونُ الخبر. ويمكن اللجوء إلى هذا النوع من المقدمات في المقالات التحليلية التي تتناول قضايا سياسية واجتماعية وفكرية معقدة ومثيرة للجدل كثيراً، من أجل تهيئة القارئ، ابتداءً من المقدمة، لقبول ما سيطرحه كاتب المقال في متنه من آراء ومواقف، يعرفُ سلفاً أنها لن تحظى بقبول سريع أو واسع من القراء، أو ليؤكِّد لهم فكرةً يعلم أنها موضع شكٍّ من غالبيتهم..


توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 21 : 03 AM   رقم المشاركة : [8]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

مَتْنُ النصِّ الصُّحفي
صفاتُ مضمونه، بُنْيَتُه اللغوية، أساليبُ صياغته


تتقاربُ هنا أيضاً صفات متن الخبر الصحفي مع صفات متن المقال، ولكنها لا تتطابق، مما يعني وجود فوارق تُمَيِّزُ صفات هذا عن صفات ذاك، وهو ما ستتمُّ الإشارة إليه في مجمل ما سيتمُّ ذكره تالياً من صفات مضمون المتن وبُنيتِه اللغوية وأساليب صياغته..
أولاً، أهم صفات المضمون:
1) توثيق المصدر:

من الضروري بَدْءُ الخبر بتوثيقه، أيْ بذكر مصدره، سواء كان المصدرُ شخصاً مسؤولاً أو هيئة رسمية أو وكالة أنباء محلية أو عالمية، لأنه لا قيمةَ لأيِّ خبر مجهول المصدر؛ ولا كبيرَ مصداقية لخبرٍ تمَّ ذِكرُ صفةِ مصدره دون اسمه، من مِثْلِ بَدْءِ البعض لأخبارهم بالعبارة الشهيرة (ذَكَرَ مسؤولٌ رفيع المستوى في وزارة كذا، أو حكومة كذا...)، كما تقلُّ الثقة إلى حَدٍّ ما بالأخبار المنسوبة إلى (شاهد عيان) يتحدث باسم مستعار...
هذا بالنسبة للخبر، أمَّا بالنسبة للمقال، فتوثيق المصدر يعني ذكر مصدر ما يَرِدُ في متنه من اقتباسات وأقوال وتصريحات، بتفصيل يشمل: اسم صاحب الاقتباس أو التصريح، والمطبوعة أو الإذاعة أو الفضائية التي نقلت أقواله، وذكر تاريخ إدلائه بتصريحه والمكان الذي كان فيه أثناء الإدلاء به.. وإذا كان المصدر مطبوعةً (كتاب، مجلة، صحيفة)، فيجب ذكر تاريخ صدورها ومكانه ورقم الجزء أو العدد، بالإضافة إلى ذكر رقم الصفحة التي أُخِذَ نصُّ التصريح أو الاقتباس منها..
2) الآنيَّة:
تكاد تكون هذه الصفة وقفاً على متنِ الخبر، لأنها في أبسط تعريفاتها، تعني أن يكون بثُّ الخبر ووقوعُه متزامِنَين، فإن تعذَّر تزامُنُهما، فلا أقلَّ من أن يكونا متقاربين لا يفصلُ بينهما فاصلٌ زمنيٌّ طويل، فإن تعذَّر تقاربهما أيضاً، على الصحفي أن يحاول صياغة خبره بأسلوب يُشْعِرُ قارئَه بأن مضمونَه ليس بعيد الحدوث جداً، وإلَّا فَقَدَ القارئ شهيةَ متابعته لما يقرأ، وعَزَفَ عن الاستمرار في القراءة..
3) الجِدَّة:
الجِدَّةُ، في الخبر، صفةٌ وثيقةُ الصلة بالآنيَّة إلى حدٍّ كبير، لكن من الناحية الزمنية فقط، إذ ليس كلُّ خبر آنيٍّ جديداً بالضرورة، لأنَّ الجِدَّةَ وثيقة الصلة بالمضمون أيضاً؛ وبالتالي، لا جِدَّةَ في خبر، حتى وإن كان بثُّه مزامناً لوقوع الحدث، خصوصاً إذا تكرَّر وقوع هذا الحدثُ أكثر من مرة، في نفس المكان ومن قِبَلِ نفس الأشخاص... كأن يكون خبراً عن قتال مزمن بين فريقين متخاصمين، ينتهي دائماً إلى نتائج متشابهة أو متقاربة؛ فمِثلُ هذا الخبر لا جديدَ فيه غالباً، وإن تَوَفَّرتْ لبَثِّه الآنِيَّة، وبالتالي، لا كبيرَ قيمةٍ له في نظر القارئ..
أمَّا الجِدَّةُ في المقال فتعني إمَّا جِدَّة الموضوع الذي يُعالجه الصحفي، وإمَّا جِدَّة معالجته لموضوع مطروق من قِبَلِ آخرين سبقوه إلى طرحه.. في الحالة الأولى، يُسجَّلُ للصحفي السبق في طرح الموضوع حتى وإن كانت معالجتُه له عادية أو غير باهرة، أمَّا إذا كان الموضوع المُعالَج مطروقاً، فإن على الصحفي أن يُبرِّرَ أولاً سببَ إعادة طرحه، وأن يطرحه من زاوية جديدة بكل ما تعني كلمة جِدَّةٍ من معنى، كما ينبغي أن تشمل صفةُ الجِدَّةِ أسلوب معالجة الموضوع ونقاش خصائصه وتفاصيله..
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 27 : 03 AM   رقم المشاركة : [9]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

4) السَّبْقُ الصحفي:
السبقُ الصحفي وثيقُ الصلة بالآنيَّة والجِدَّة، إلى حدٍّ كبير. وهذا بديهي، إذ لا سبقَ صُحفياً في خبر قديم الحدوث أو المضمون. لكن بالمقابل، فإن تَوَفُّرَ الآنيَّة والجِدَّة وحدهما لا يصنعان سبقاً صحفياً، بل لابد من عوامل أخرى يجب تَوَفُّرُ بعضها وتضافرُه مع الجِدَّة والآنية لصُنع السَّبْق، ومن أبرز هذه العوامل: أهمية الحدث للمُتَلَقِّي، أو سرِّيَتُه ومدى إثارته، أو طرافته، أو أهمية صانع الحدث وخطورة قرارته في نظر المُتَلَقِّين المُفتَرَضِين، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد هؤلاء المُتَلَقِّين، محلياً وعالمياً، ودرجة اهتمامهم بالخبر وصانعه وأهمية موضوعه بالنسبة لهم..
ومع أنَّ السبقَ الصحفي صفةٌ أكثرُ لصوقاً بالخبر، إلَّا أنها يمكن أن تكون صفةً لبعض أنواع المقالات أيضاً، ولاسيما تلك التي تعالج الفضائح السياسية والاجتماعية، وأخبار الخيانات أو التسريبات ذات السرية البالغة التي تحرص الدول، وخصوصاً الكبرى، على إخفائها من أجل إنجاح سياساتها مع حلفائها وضد خصومها على السواء.. فطرح مثل هذه الفضائح والتسريبات ومعالجة أسبابها ونتائجها على السياسات المحلية والإقليمية والدولية، يُعَدُّ سبقاً صحفياً لكاتب المقال..
5) الواقعية:
منطقياً ومهنياً، ينبغي أن تكون الواقعيةُ سِمةَ أيِّ خبر أو مقال، أيّاً كانت نوعية مضمونهما، لأنَّ وظيفةَ الخبر الأولى نقلُ ما يجري على أرض الواقع من أحداث بأمانة، أيْ دون تزييف أو تحريف أو اختلاق، ووظيفة المقال الذي يتصدَّى لهذا الخبر مؤيداً أو معارضاً معالجتُه دون تحريف له أو مبالغة في تضخيم وقائعه أو التهوين من مجرياته، إلى حدود تُخرِج مضمون المقال عن حدود الواقع والمعقول. وبالتالي، فإن أيَّ خبر أو مقال يَتَّصِفُ بواحدة أو أكثر من الصفات السلبية السابقة، لا يُصبح غير واقعي فحسب، بل يفقِدُ مصداقيته وقيمته وتأثيره أيضاً.
6) البعدُ عن المبالغة في الوصف:
وهذه صفة وثيقة الصلة بالواقعية، لأن المبالغة تجاوزٌ للواقع، سواء كانت مدحاً أو ذَمّاً لشخص أو هيئة أو دولة أو لأيِّ جهة كانت، كأن تقول مادحاً: (فلانٌ زعيم الأمة دون منازع)، أو تقول ذَامّاً: (هذه الدولة المسخُ التي لا قيمة لها هي أكثر دول العالم انحطاطاً وإجراماً)، أو أن تكون المبالغة في عرض واقعة ما، كأن تقول مصوراً نتائج معركة بين مجموعة مكونة من بضعة مقاتلين ودولة عظمى أنها (أسفرت عن انتصار الأولى على الثانية وتكبيدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد).. وبالنسبة للخبر بشكل خاص، لا تُعَدُّ المبالغة سلبيةً في صياغته، بسبب انحرافها بمضمونه عن الواقعية فحسب، بل لأنها تُعَبِّرُ عن رأي شخصي وتصدر عن موقف مسبق، الأمر الذي يُؤدِّي إلى نفي الموضوعية عن الخبر؛ ونفيها عنه يُؤدِّي إلى تقليل مصداقيته. أما بالنسبة للمقال، فالمبالغة تُقلِّل من احترام القارئ لكاتبه ومن ثقته بمضمون مقاله، لأنها تبدو في نظره تحيُّزاً مكشوفاً وفجّاً، سواء كان مضمونُها تأييداً لموقف أو مديحاً لشخصية ما، أو كانت تتضمن ذمّاً مبالَغاً فيه لكليهما..
7) الموضوعية:
لاشكَّ أن الاتِّسامَ بالواقعية هو أحدُ الركنين الأهم للموضوعية، أمَّا ركنها الهام الثاني فتُمَثِّلُه الحيادية التي تعني ضرورة أن يقف الصحفي على مسافة واحدة، في صياغته لأيِّ خبر عن حَدَثٍ أو شخصية أو حزب أو دولة، أيْ أنْ يتجنَّبَ إقحام أهوائه الشخصية ومواقفه وآرائه المسبقة في صياغة أيِّ خبر، كي لا يُفْقِدَ مضمونَه المصداقية، ويُقَلِّلَ ثقة الناس به وبمصدره..
أمَّا الموضوعية بالنسبة للمقال فتعني التزامَ الواقعية في الطرح والمعالجة، والبعدَ عن المبالغة والتحريف والتزييف حسبما يمليه الهوى السياسي أو الديني أو الاجتماعي أو الأيديولوجي لكاتب المقال؛ وكذلك ذكر مصادر الشواهد التي تؤيد هجومه على شخصية ما أو نزعة أو فكرة أو مؤسسة، وتنفي التعصب عن مهاجمته لها، كما تنفي عنه تهمة الصدور عن آراء مسبقة لا سلطان لها من الصحة على أرض الواقع، وإنما هي محضُ افتراء وتلفيق..

8) الأهمية:
بالتأكيد، ليس بالضرورة أن يكون كلُّ خبر أو مقالٍ هاماً لكلِّ الناس على اختلاف مستوياتهم وطبقاتهم، فقِلَّةٌ فقط من الأخبار والمقالات يمكنُ أن تتجاوزَ أهميتُها حدودَ المحلية إلى العالمية.. لكن بالمقابل، لاشكَّ في وجود مُهتمِّين بأيِّ خبر، قَلَّ عددهم أو كَثُر، وعلى الصحفي أن يُوَجِّهَ جُلَّ جهده لجعلِ خطابه مفهوماً لدى هؤلاء، ولبقاء مصدر أخباره ومضمونها موضع ثقتهم، وإلَّا خسرهم..
وبشكل عام، فإن من أكثر ما يُضفي أهميةً على أيِّ خبر أو مقال أن يكون مضمونُه قريباً من مصالح المُوَجَّهِ إليهم وقضاياهم وتطلعاتهم ومصائبهم وأفراحهم، لأنه كُلَّما كان كذلك كلما ازدادت درجة تأثيره فيهم، والعكس بالعكس، سواء كان هذا الخبر أو المقال ذا بُعْدٍ محلي أو عالمي.. وعلى سبيل المثال، إن خبراً أو مقالاً يتحدث عن زلزال وقع في بلد ما لابد أن تكون أهميتُه بالنسبة لمواطِنِي هذا البلد أكبرَ بكثير من أهميته بالنسبة لأبناء البلدان المجاورة أو تلك البعيدة.. وكذلك الأمر بالنسبة لمعظم الأخبار والمقالات التي تتحدث عن الحروب والكوارث والقلاقل والاضطرابات والمشاكل الاقتصادية أو الاجتماعية وما شابه.

توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 27 / 06 / 2016, 35 : 03 AM   رقم المشاركة : [10]
محمد توفيق الصواف
أديب وناقد - باحث متخصص في السياسة والأدب الإسرائيليين- قاص وأديب وناقد -أستاذ مادة اللغة العبرية - عضو الهيئة الإدارية في نور الأدب


 الصورة الرمزية محمد توفيق الصواف
 





محمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really niceمحمد توفيق الصواف is just really nice

رد: تحليل النص الصحفي - محمد توفيق الصّواف - كلية الإعلام / قسم الصحافة

[align=justify]9) مراعاة نوعية المتلقين وعددهم:
تَتَبَدَّى أهميةُ معرفةِ الصحفي لنوعية مَن يَتَلَقَّون خبرَه أو مقالَه وعددِهم من عدة جوانب، لعل من أهمها: مساعدته على اختيار المفردات التي يصوغ بها مادة خبره أو مقاله، وأسلوب صياغته أيضاً.. وذلك لأمر بديهي يَتَمَثَّلُ في أنَّ ما يُناسب خطاب شريحة مجتمعية أو ثقافية ما، لا يكون مناسباً لخطاب غيرها.. وبتعبير آخر، إن اللغة والأسلوب اللذين يُصاغ بهما خبرٌ أو مقالٌ موجَّهٌ لنخبة ثقافية أو سياسية أو اقتصادية...، ينبغي أن يكونا مُختلِفَين عن اللغة والأسلوب اللَّذين يُصاغ بهما خبر أو مقال مُوَجَّهٌ لطبقة من العامَّة أو من متوسِّطِي الثقافة. كما أن من الضروري أن يكون الصحفي أيضاً على دراية، ولو تقريبية، بعدد مَن يَتَلَقَّون خبره أو مقاله، لأنه كلما زاد عددهم وتَنَوَّعَتْ مستوياتهم واختلفَت، وجبَ عليه اختيار لغة وأسلوب يكونان وسطاً يفهمهما جميعُهم ولا يبتذلهما أيٌّ منهم.
10) الإثارة والتشويق:
لعل مما لا خلاف عليه، أنَّ الإثارة لا تعني التهويل في وصف أي حدث أو في تحليله، ولا التزييف لأيٍّ من معطياته ووقائعه، ولا تحريفَ أيٍّ من أسبابه ومجرياته ونتائجه، ولا المبالغة في تعظيم صانعي تلك المجريات أو تهوين شأنهم وتحقيرهم، لأن أيّاً من هذه الأساليب في صياغة الخبر أو المقال الذي يتصدَّى لتحليله لا تؤدي إلى إكسابه إثارة وتشويقاً بل إلى فقدانه المصداقية والقدرة على التأثير. وهذا بدوره، يُعيد طرح السؤال: كيف يمكن توفير الإثارة لخبر ما أو مقال إذاً؟
في الإجابة عن هذا السؤال، يمكن القول: ثمة أدوات وأساليب عديدة يمكنها توفير الإثارة والتشويق لأي خبر أو مقال، دون المساس بمصداقية أيٍّ منهما، عبر حَشْوِ مضمونه بالمبالغات أو تشويهه بالتزييف والتحريف.. ومن أبرز هذه الأدوات: طريقةُ ترتيب معلومات الخبر أو معطيات وفقرات المقال على نحو مثير لفضول القارئ، وصياغةُ هذه المعلومات والمعطيات بأسلوب مثير للاهتمام والتفكير، هذا إذا لم يكن في الحدث الذي ينقله أو يعالجه أيُّ إثارة أصلاً، أمَّا إن كان الحدث أو الموضوع مثيراً بذاته، فلا حاجة للصحفي عندئذ إلى التفنُّنَ في صياغته، بل الأفضل أن يتركَه ينساب في روايته بشكل تلقائي بسيط، سواء في متن الخبر أو متن المقال..



[/align]
توقيع محمد توفيق الصواف
 لا عِلمَ لمن لا يقرأ، ولا موقفَ لمن لم يُبدِ رأيه بما قرأ.
فشكراً لمن قرأ لي، ثم أهدى إليّ أخطائي.
محمد توفيق الصواف غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
محمد, النص, الإعلام, الصحافة, الصحفي, الصّواف, تحليل, توفيق, كلية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحميل كتاب: فضائل بيت المقدس، للحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي مازن شما القدس في ألمٍ وليلٍ داج 0 03 / 06 / 2014 37 : 10 PM
طلعت سقيرق.. هذا فؤادي فاملكيه.. بقلم الكاتب الصحفي محمد مباركة. مازن شما كتبوا عني 0 18 / 10 / 2012 12 : 05 AM
طلعت سقيرق الأخ والصديق والزميل.. بقلم الكاتب الصحفي أحمد صوان. مازن شما كتبوا عني 0 17 / 10 / 2012 49 : 10 AM
وفاة الصحفي أحمد خالد المشهراوي في النرويج د.محمد شادي كسكين الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين 0 14 / 06 / 2008 53 : 02 AM
د.محمد شادي كسكين في حوار مع - الصحافة - التونسية د.محمد شادي كسكين حوارات 0 28 / 01 / 2008 32 : 01 PM


الساعة الآن 23 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|