رد: دعوة إلى فنجان قهوة....
أخي الحبيب محمد الصالح..
شكراً للطفِ تعابيرك، ولهذه المودة التي تقطر من عباراتك.. وحلالٌ عليك المشرط، لأنني قررتُ دخول (مقهى فنجان القهوة للنقد) الذي افتتحتُه أمس، مسالماً بلا أسلحة، خشية أن يتهمني أحدٌ بالإرهاب، ولو بسبب مشرط نقدي.. أم نسيتَ أنني عربي مسلم، أي لا يحقُّ لي أن أمتلك حتى مشرطاً نقدياً، بينما يحق لمن ليست فيه هاتان الصفتان أن يمتلك طائرة وصاروخاً وقنبلة ذرية حتى، وأن يقتل الناس فيها بمئات الألوف، ويظل مع ذلك رجلَ السلام وداعيته والمؤهل وحده للحصول على جائزة نوبل للسلام!!
ما علينا يا سيدي.. ليس هنا موضع مثل هذا الحكي.. ولكنها (فَشَّة خلق)، كما يقول المثل عندنا نحن أهل الشام..
بالنسبة لرابط (الميزان) الذي اشرت إليه، زرتُه وأعرفه، وقرأتُ فيه موضوعات شتى غاية في الدقة والروعة، ونقاشات شارك فيها كثيرون.. ولا أكتمك سراً أنني فكرت بنقل مشروعي هذا إلى ذلك القسم، ثم عدلتُ عن ذلك لسبب بسيط جداً وهو أن لا أُسبغَ على هذا المشروع السمة الأكاديمية التي قد تجعل كثيرين يُعرضون عن المشاركة فيه.. فمقهى فنجان القهوة للنقد ليس مجلساً أكاديمياً، بل مجلس لجميع القراء من مختلف المستويات والمشارب، ولا أريد من أحد منهم ممارسة النقد فيه وفق أي مدرسة نقدية قديمة أو حديثة..
إنها مجرد محاولة لتوسيع دائرة النقد الانطباعي البسيط.. وبتعبير أدقّ هي محاولة لتوسيع مفهوم (نقد القارئ العادي) الذي أعتقد أنه مظلوم في كل أنحاء العالم، وفي كل العصور، لأن النقاد يُصادرون رأيه سلفاً في أي نص يُنشر، ويجبرونه على اعتناق رأيهم، بطريقة ما، والويل كل الويل له إن تمرد على تقييماتهم وتصنيفاتهم للنصوص التي ينقدونها وأصحابها أحياناً..
أترى أنني أطلتُ في الرد هنا؟
نعم أعرف، وأنا تقصَّدت ذلك لأقول للجميع في هذا المقهى أن يتحدثوا بعفويتهم وبقدر ما يشاؤون، عن اي موضوع وعن أي نص، على أمل أن تُفضي هذه التجربة إلى بلورة ملامح لنقد القارئ العادي، لا أريدها أن تكون مُلزمة بل قابلة للتغير المستمر، لأنني أومن بالتغيير الدائم وبإيجابية استمراره في تطوير الأفراد والشعوب والأمم..
وأما بالنسبة للقصة التي اقترحتُ بدء هذه التجربة بالتعليق عليها، فأنا أعرف أن فيها ثقوباً وعيوباً، أرجو أن يشير إليها من يراها بكل صراحة، وإذا رآها البعض خالية من العيوب، وهذا مستحيل، فلا اقلَّ من أن يُعربَ عن مدى انسجامه معها أثناء القراءة، وهل أعجبته، هل جذبته، هل كانت مشوقة أم مملة، هل وصلته فكرتُها ببساطة أم كانت غامضة أم لم تصله أبداً؟ وغير ذلك من تساؤلات مُشابهة أرجو الإجابة عنها بالنسبة لهذه القصة ثم بالنسبة لأي نص آخر يتلوها في الطرح للنقاش..
أشكر صبركَ على ثرثرتي، وأحترم رأيك، وأتمنى دوام ودّك..
|