[Arouba Shankan]

يمرون من حيث يشاؤن، يعبرون في الفجر فوق لهيب الفرات
تطويهم نار الردة، كفروا بأنجيل يسوع، وقرآن محمد، واعتنقوا حب البترول!
لا إلحاد بعد ردتهم، والنار هي الفصل في الطريق إلى منبج.
لندن الشرق، اللؤلؤة الإسبانية، قديسة الشعراء، وآلهة من اعتنق عشقها، وهبها الله من جمال الطبيعة ماوهبها لجعلها وجهة صيفية للتنزه، كنت ألتقي بها من ألتقي على امتداد نهر الفرات الذي يبعد عنها بضع كيلو مترات، حيث كانت اليخوت النهرية تتزاحم على ضفافه تقل محبي التنزه النهري والاستمتاع برطب الهواء، وعذب المياه.
لايوجد تاريخ معين يوضح متى أضحت منبج مطمع الشرق والغرب، فهي قبلة الجهات الأربع على هذه الكرة الأرضية، الفرس والروم، وكل من اتفق على أن منبج هي المفصل الهام شمال سورية، وغرب الفرات، على بعد 30كم عن الحدود التركية.
أرادت تركيا، شن هجماتها على منبج بتدخل عسكري قوامه ماتيسر من جنود وعتاد، ومن ذخيرة وسلاح تحت ذريعة محاربة الإرهاب، ضمن ما سمته "عملية نبع السلام" بعد انتشار لقوات داعش وغيرها من الحركات والفصائل التي تنافست على الأسماء والألقاب، غادر منبج من غادرها من أهلها وسكانها، ضج العالم بزوارق المهاجرين من أكراد وتركمان وشركس وعرب، مسلمون وأرمن ومسيحيون، منبج كانت حاضنة أديان وقوميات وطوائف.
فوق مفاصل صخورها تحطت عروش الطمع، وأورقت مساحاتها بطولات، أزهر ربيعها سنابل مقاومة تنجب من صهيل الريح رجالها، تغزل من خيوط شمسها شماخ عزٍ على مر الدهر والعصور، منها العبور إلى شرق الفرات، حيث مناطق الجزيرة التي تعتبر بوابة العالم إلى شرقه حيث ايران وباكستان.
هي لاتعرف أن تنحني، تصوغ من قوافي فجرها حكايات مجدها، ملهمة أبو فراس الحمداني والبحتري وحاضنة عمر أبو ريشة، وقوافل من مبدعين شغلوا العالم ولم يزلوا.
وتتناقل عدسات التلفزة تاريخ منبج، إلى أن وصلت إليها جحافل الأتراك الذين وجدوا عشرات التبريرات لتدخلهم، يشدد رئيسهم "رجب طيب اردوغان" على تسليم منبج السورية إلى أصحابها وبقوة، إثر تصريحات له عقب اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية.
هو تفاوض مع موسكو وله اتفاق سابق مع الروس حول هذه المنطقة، ولديه رغبة في إخراج روسيا من منبج ومن يساندها.ومر عام ونصف ولم تنظف المنطقة من أي تنظيم بي كا كا ـ وي ب ك.نبع الاستسلام هي عملية عسكرية تهدف إلى تعزيز التواجد العسكري التركي في الشمال السوري، قد تختلف مسميات العمليات لكنها في النهاية تبقى عملية عسكرية، وتهدف لزعزعة الاستقرار السوري الذي افتقدته سورية منذ أكثر من عقد من الزمن.