رد: رسائل إلي.. إليك ......... إليه
الإثنين 18 يوليوز 2022/ 18 ذو الحجة 1443
العاصمة الإسماعيلية- المغرب الأقصى-
أُنسى كأني لم أكن:
سلام عليك ..
سلام و مساء ورد حزين بجو حزيران الدافئ الملتهب وقد أرقه الأنين
نعم.. هكذا أشعر بالنسيان فيك.." أُنسى كأني لم أكن.." كوردة في الليل؛ كوردة في الثلج أُنسى ، أنسى كأني لم أكن خبرا ولا أثرا ... وأنسى..
هكذا أنت اعتدت أن تنساني، ثم تعود فجأة لتتذكرني دقيقة في السنة، فلا أغيب عنك كليا حينها لأنك على الأقل تُحضرني بالذاكرة دقيقة كموسم تعيشه مرة في العام ،ولا تتذكر مني وعني غير الصورة والاسم. أما أنا فيكون علي أن أذكرك كل مرة بأحاديثنا السابقة، بأيامنا الزاهية، بالوقت الذي قضيناه معا، باللحظة التي كنت تعرفني فيها.
ياه! كم قصة بيننا نسيتها؟! كم لحظة كأنك يوما ما عشتها ؟! أذكرك بأولى كلماتنا فتبتسم لأن ذاكرتك خلت من كلماتنا الأولى، حتى وإن قلت لك كلاما افترضت أني صاحبته وكنت أنت من قلته اعتقدت عني أتغزل به فيك.. نسيت أحرفك التي أهديتني!!!
تعرف؟! ما زلت أذكر أول عشاء لنا معا.. تفاصيله الآن أمامي.. زمانه ..مكانه....
لا تستغرب كثيرا؛ أعرف أنك ما عدت تذكره، رغم أنك من فاجأتني به ،إذ كنت أعددت كل شيء بنفسك، كما لا تذكر السبع تمرات التي أقسمت أن تضعها واحدة تلو الأخرى بفمي لتكون أنت من أطعمت صائما وقت وجوب إفطاره ،لأفطر أنا على يديك عند أذان المغرب بعد صيامي.
وأنت كل هذا قد نسيته .. أتذكر يوم كنت بعيدا عني واتصلت مشتاقا تود لو تقبل عيني وتضم إلى صدرك صدري ..
أذكر أول أغنية أهديتني، أول قصيدة نظمت لي، أول قصة كتبتها بحروفي، أول خاطرة صغتها بدموعي ،أول خاطرة نسجتها بابتساماتي، أول رسالة، أولى كلمات جاءتني بالألم، أول حيرتك باحثا معي عن أمل، معتذرا عما سبق من زلل، أول أحلامك ، أول همسك ، أول وردة ، وأول علبة شوكولاته وقطعة حلوى، أول قطرة عسل غمستني بها ، أول فراق، أول عودة بعد الفراق، أول سعادة لك بعد الرجوع إلي، أول.... أولى الذكريات فاجأتني دمعة وأنا أخاطبك في ذكرياتي، فاجأتني في ظل ابتسامة حزينة مشتاقة، محبة سعيدة نادمة حائرة متأملة وآملة.....كوردة قد قطفتها من مكانها .. أنسى وإن كان الورد بطيبه لا ينسى صرت اُنسى ويُنسى فرحي وحزني وألمي وأملي ..
ترى؟!! لماذا أعود بك للحظاتنا الأولى وأنت آخر اللحظات بيننا قد نسيتها ؟!
وما إن تقرأ حرفا من رسالتي هذه حتى يغيب عنك قبل أن تصل إلى الحرف الذي يليه..
لماذا أنا تعود بالذكريات هكذا ؟! لماذا أتألم وأنصهر و أنت في عالمك المثالي الخاص؟؟؟
هل تسرك دموعي وتفرح بها أم أنها لا تثير فيك شيئا حتى الفرح ؟!!
هل أقول وداعا أم أني لست قادرة بعد على هذا الوداع؟!
( خربشة توقيع)
|