قراءات وتأملات
"[•••] كنت مقتنعة كما كل الشباب الذين أراهم كل يوم يتوافدون إلى العاصمة بعد سنوات الدراسة في الجامعات الوطنية والأجنبية، أن المغرب يحتاجني وأن مساهمتي أمر حيوي. ها أنا إذن أجتاز عتبة الوزارة التي لن أبوح باسمها لأقابل الكاتب العام بعد أن دبر لي مدير الموظفين موعدا معه، جلست قبالته ورحت أجيب عن أسئلته المتعلقة بتربيتي ودراستي، وكم دهشت عندما طرح علي الكاتب العام سؤالا لم أكن أتوقعه: " من أي عائلة انتينا، شكون هو باك"؟ (من أي عائلة أنت ومن يكون أبوك؟) فأجبته أنا من "عائلة" جامعة محمد الخامس وأبي هو الدولة الوطنية المستقلة [•••]".( ص.ص. 66/67)
وأنا أقرأ هذه الكلمات من " شهرزاد ليست مغربية " لفاطمة المرنيسي" حضرني ذلك التمازج بينها وبين قصيدة البطاقة الشخصية لردينة مصطفى الفيلالي إلا أن المرنيسي بكلماتها كانت تسترجع ذكرى حقيقية عاشتها وكانت موقنة أنها بعد كلماتها لن تحظ بالحصول على مركز يناسب دراستها في الوزارة " لكن هذا الجواب طالع من أعماق القلب، القلب الذي نشأ منذ الصغر على الأغاني الوطنية والحلم بمغرب تختفي منه العائلة والقبلية مفسحتين المجال أمام خلق دولة رائعة، دولة المواطنين." ( ص.67) وحصل فعلا أنها لم تحظ حينها بالوظيفة!!
وردينة كانت تنظم قصيدتها بتفاعل مشاعرها مصورة واقعا تأسف عليه الحضارة
" وبدأ يسألني عن اسمي، جنسيتي،
وسر زيارتي الفجائية
فأجبته أن اسمي وحدة،
جنسيتي عربية، سر زيارتي تاريخية
سألني عن مهنتي وإن كان لي سوابق جنائية
فأجبته أني إنسانة عادية
لكني كنت شاهدا على اغتيال القومية
سأل عن يوم ميلادي وفي أي سنة هجرية
فأجبته أني ولدت يومَ ولِدتِ البشرية
سألني إن كنت أحمل أي أمراضٍ وبائية
فأجبته أني أُصِبتُ بذبحةٍ صدرية
عندما سألني ابني عن معنى الوحدة العربية
فسألني أي ديانة أتبع ؛ الإسلام أم المسيحية؟
فأجبت بأني أعبد ربي بكل الأديان السماوية
فأعاد لي أوراقي وحقيبتي و بطاقتي الشخصية
وقال عودي من حيثُ أتيتِ
فبلادي لا تستقبل الحرية
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|