ثانياً - أبرز أعمال الإرهاب الإسرائيلي
بعد نجاح الصهيونية عام 1948، بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروعها الاستيطاني/ الإحلالي، والمتمثل بإقامة إسرائيل، لم تخف وطأة ممارساتها الإرهابية ضد العرب، بل على العكس ازدادت تلك الوطأة، وذلك بسبب صيرورة الإرهاب سياسة (دولة) لإسرائيل، وليس مجرد أهداف لعصابات صغيرة.. ولم يقتصر الإرهاب الإسرائيلي على الفلسطينيين ومدنهم وقراهم داخل وطنهم المحتل، بل تعداهم إلى سكان الدول العربية المحيطة بفلسطين، وخصوصاً سورية ومصر والأردن ولبنان.
ومن ناحية نوعية الممارسات الإرهابية الإسرائيلية، لم تقتصر أيضاً على لون واحد، بل اتخذت هذه الممارسات ألواناً شتى.. فقد استمرت المذابح الجماعية، وكذلك هدم القرى والمدن، وأعمال الطرد الجماعي والفردي، والاغتيالات داخل فلسطين المحتلة وخارجها، كما ساهم الجيش الإسرائيلي بكل قواه وأسلحته في ممارسة الإرهاب، سواء ضد الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال مباشرة، أو ضد العرب عموماً، وذلك بشن العدوان تلو العدوان عليهم، مع ما يتلو كل عدوان من احتلالات جديدة لمساحات جديدة من الأرض العربية، ومن ازدياد هائل في أعداد اللاجئين والنازحين.. هذا كله إضافة إلى مصادرة الحريات، عن طريق الاعتقال التعسفي والسجن لمدد طويلة والإقامة الجبرية، والاعتداء على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، في الأراضي التي احتلتها إسرائيل، وغير ذلك من وجوه الإرهاب الأخرى التي سنستعرض أبرزها، تالياً، والتي يأتي في مقدمتها جميعاً جريمة الترحيل الجماعي لحوالى (871748) فلسطينياً بالقوة، حسب العديد من المصادر، فور إعلان الصهاينة عن قيام إسرائيل.
المرحلة الأولـى: من 1948 إلـى 1967
أ – ضد الفلسطينيين وغيرهم، داخل فلسطين المحتلة
1)11-12/7/1948، إخماد ثورة اللد على أيدي لواء (يفتاح) التابع للبالماخ.. وخلال بضع ساعات، وبموجب تقدير قائد اللواء قتل في المعركة (250)عربياً. وحسب رواية أخرى وقعت هذه المجزرة بتاريخ 12/6/1948، وذهب ضحيتها حوالى (500) شهيد.
2)17/9/1948، اغتالت العصابات الصهيونية الكونت برنادوت الوسيط الدولي للسلام آنذاك.
3)28/10/1948، نفذ أفراد الكتيبة (89) التابعة لمنظمة (ليحي) مجزرة جماعية رهيبة في قرية الدوايمة الواقعة غربي مدينة الخليل.. حيث داهم الإرهابيون سكان القرية في الساعة (11) ليلاً وقتلوا كل من وجدوه فيها صغيراً كان أم كبيراً، شيخاً أم امرأة.. وفي العاشرة والنصف من صباح اليوم التالي 29/10/1948 مرت المصفحات الصهيونية بالقرب من مسجد الدراويش في القرية، وكان بداخله حوالى (75) مسناً، يستعدون لأداء الصلاة، فقاموا بقتلهم جميعاً بالمدافع الرشاشة. وفي ساعات بعد الظهر اكتشفت القوات المهاجمة المغارة الكبيرة التي اختبأ فيها ما يزيد عن (35) أسرة، فأطلقت النيران عليهم وحصدتهم جميعاً داخل المغارة.. ثم ألقت، ما بقي من الجثث في طرقات القرية، داخل بئر فيها لإخفاء آثار الجريمة..
4)ما بين 18-25/7/1948، أجبرت القوات الاسرائيلية سكان قريتي عين غزال وجبع على إخلاء القريتين بالقوة، ثم دمرتهما.
5)5/11/1948، أجلي جميع سكان أقرت، ثم نسفت القرية تحت ذريعة الحجة الأمنية.
6)30/10/1948، نفذ الصهاينة مذبحة في قرية عيلبون الواقعة في الجليل، ذبحوا خلالها اثني عشر شابا عربيا من سكان القرية. كما نفذوا مذبحة أخرى في قرية صفصف الواقعة في الجليل أيضا، بطريقة وحشية بالغة القسوة، إذ ربطوا (52) رجلا من سكانها بالحبال، ثم ألقوا بهم، وهم أحياء، في بئر القرية، ليموتوا فيها، جوعا وعطشا..
7)4/2/1949، لاقت قرية برعم نفس مصير قرية أقرت، بعد أن أجلي جميع سكانها عنها بالقوة، وتحت نفس الذريعة، أي لأسباب أمنية، كما أجلي، في نفس اليوم سكان قرية عنان، وأجبر معظمهم على عبور الحدود.
8)28/2/1949، طرد (700) عربي من قرية كفر ياسيف وأجبر معظمهم على عبور الحدود.
9)5/6/1949، طرد سكان قرى حسام وقطية والجاعونة من قراهم في الجليل إلى قضاء صفد.
10)24/1/1950، طرد سكان قرية الغابسية.
11)5/3/1950، طرد سكان قرية بطاط.
12)17/8/1950، قامت القوات الإسرائيلية، بطرد (4000) بدوي من قرية العزازمة، في منطقة العوجا المجردة من السلاح على الحدود المصرية، وأجبرتهم على اللجوء إلى سيناء، وقتلت خلال هذه العملية (13) عربياً.
13)ما بين عامي 1949-1951، قامت السلطات الاسرائيلية بالاستيلاء على أراضي القرى التالية في الجليل بعد تشريد سكانها منها: (البروة، البصة ، صفورية، كفرعنان، قميم، عمقا، المنشية، عرب سبيت، سمحاتا، معلول والرويس، الشجرة، الغابسية، الدامون، حديثا، العباسية، الطيرة (قضاء بيسان)، أم الفرج، ميعار، شعب، الخصاص، فيطة، الجاعونة).
14)في شباط 1951، طرد إلى خارج حدود المنطقة المحتلة عام 1948 سكان (13) قرية عربية أخرى، في وادي عارة بمنطقة المثلث الشمالي وصودرت أراضيهم.
15)25/12/1951، وليلة عيد الميلاد، قام الجيش الإسرائيلي بنسف منازل قرية أقرت في الجليل الأعلى، بما في ذلك كنيسة القرية، وكان أهاليها قد أخرجوا منها في تشرين الأول 1948، بحجة الاعتبارات الأمنية.
16)في عام 1952، طرد ما تبقى من أهالي قرية مجدل عسقلان إلى قطاع غزة، وتم الاستيلاء على أراضيهم ومنازلهم.
17)في صيف 1953، هاجمت طائرات إسرائيلية البدو وقطعانهم في منطقة العوجا، بينما أطلقت القوات البرية النار على الناس والحيوانات وأحرقت الخيام، تمهيداً لإقامة مستوطنة.
18)16/9/1953، دمر الصهاينة قرية كفر برعم.
19)في أيلول 1953، طرد سكان قرية أم الفرج ثم نسفت القرية.
20)29/10/1956، وعشية الهجوم الإسرائيلي على مصر في نفس العام، وقعت مجزرة كفر قاسم، التي ذهب ضحيتها (49) قتيلاً و(13) جريحاً، وكان بين القتلى (12) امرأة وفتاة، و(10) شبان، وكثير من الأطفال.