[طلعت سقيرق]

كلمات أولى
قد يكون الشعر أقرب الفنون إلى النفس منذ القديم .. فالشعر كما نعلم يداخل الشعور والوجدان والذات ، وقد طبع الإنسان العربي على حبِّ الشعر والتداخل معه بعمق لا مثيل له .. وإذا كان الشعر في القديم قد اعتمد (( وحدة البيت الشعري)) ، فإنه من بعد تطور ليأخذ نمطاً أو شكلاً آخر بالاعتماد على " قصيدة التفعيلة " ثم تخلت القصيدة عن الوزن الذي يعتمد التفعيلات باعتماد تسمية أو نمط" قصيدة النثر" .. فكيف نصل إلى نوع من التصالح مع أنماط الشعر الثلاثة ، وهل ننحاز إلى نمط أو شكل دون الآخر ؟؟..
أميل هنا إلى القول بضرورة التمكن من الوزن وفلسفته ، قبل الميل نحو هذا النمط أو ذاك كتابةً . وباعتقادي أنّ الضعف الذي يحمله الشعر في الوقت الحالي ، خاصة عند من يكتبون (( قصيدة النثر )) إنما نتج عن جهل هؤلاء بالوزن . وكأنّهم في تجاوزهم مبادئ الوزن ، والتعمق فيه فيما بعد ، قفزوا قفزاً إلى كتابة الجديد..
الإدراك الصحيح للأشياء يقول : إنّ على الشاعر أن يعرف عروض الشعر ((الوزن)) وأن يكون متمكناً من ذلك إلى جانب تمكنه من لغته . وهؤلاء المنادون بحرية ((الشعر)) دون فهم معنى الحرية ، يهدمون الشعر ويقضون على تميزه . فالحرية لا تكون فوضى ، ولا يمكن أن تكون . وإن أردت أن تملك الحرية الحقيقية في كتابة الشعر ، فعليك على أقل تقدير أن تفهم الشعر فهماً حقيقياً ، لتكون الحرية حقيقية .. وقد يقول قائل : لماذا نتعلم الوزن وهو صعب يعيق انسياب الكلمات وتدفقها ؟؟ وما معنى ((متفاعلن )) أو ((فعولن)) أو ((مفاعيلن)) ؟؟
أشير إلى أنّ الوزن الشعري صعب عندما ننظر إليه بجمود وعدائية وتهيب ، وكأنّ هناك ثأراً بيننا وبينه .. !! .. وهو في غاية السهولة لمن يريد تعلمه بحب وتفاؤل وإيمان بأهميته.. والغاية أن يصبح الوزن جزءاً من اللاشعور ، عندها تكون الانسيابية الجميلة الرائعة .. إذ أنّ التفكير بالوزن يعيق تدفق الشعر ، أما عندما يصبح الوزن جزءاً من تدفق الكتابة ، فإنّ الشعر يعلو ويحلو .. خذ مثالاً على ذلك الرقص ، أو العزف ، أو الرسم ، إن التفكير بالحركات لا يعطي نتيجة إيجابية . فالراقص قد يقع .. والعازف قد يقطع الوتر . والرسام قد يرسم أي شيء إلا اللوحة الجميلة .. فالكلّ بحاجة إلى التلقائية ، والتلقائية لا تكون إلا بعد مرانٍ وجهد ومتابعة ، والكثير من الحب ..
وبدل أن نسأل : لماذا نتعلم الوزن ؟؟ لماذا لا نسأل : لماذا نريد كتابة الشعر إذا كنّا لانريد معرفة الشعر معرفة عميقة ، حقيقية، صادقة ؟؟ فأنت لاتقود السيارة دون تعلم القيادة ، لأنك تبتعد بذلك عن الطريق الصحيح .. وكذا الشعر ، لا يكون التعامل معه هكذا بقفزات لا معنى لها .. فالشعر حسب رأيي كائن في غاية الرقة والنعومة والجمال ، وهو لا يعطيك القدرة على التعامل معه بتميز إذا لم تفهمه الفهم الصحيح العميق .. لا يكفي أن تضع يدك في ماء النهر لتبتلّ ، بل عليك أن تراقص النهر وماءه .. وتذكّر أنّ قطرات قليلة من العلم بالشعر لا تروي ولا تصنع منك شاعراً .. عليك أن تعرف الكثير ، لتكون شاعراً حقيقياً .. ولا داعي لأن تقول هنا : وأين الحديث عن الموهبة ؟؟.. لأن الافتراض قائم منذ البداية على أنّ من يريد كتابة الشعر ، لا يمكن أن يكون غير موهوب .. بمعنى آخر ، إن الحديث هنا موجّه إلى من يملكون الموهبة أولاً ، وإلى من يريدون فهم فلسفة الوزن أو العروض في الشعر العربي ثانياً .. وهنا أنتقل إلى التفعيلات ، بعد أن طرحت السؤال عن ((متفاعلن)) و ((فعولن)) وسواهما ؟؟..
لا داعي للكثير من التعقيد في الشرح.. إذ يكفي أن نقول إن الحركات مؤلفة من : ضمة ، فتحة ، كسرة .. وفي الجهة الثانية يقف السكون . والوزن مؤلف من متحركات وساكنات .. وللتبسيط نقول إنّ الحركات أي : الضمة ، الكسرة ، الفتحة ، يقابلها رمز واحد هو (( / )) والسكنات يقابلها رمز واحد هو (( ه )) فإذن نحن أمام حركة وسكون ولكلّ منهما رمزه . ولا داعي لأن نقول لماذا كان الرمز هكذا أو هكذا ؟؟ لأن السؤال لن يختلف حين نضع رمزاً آخر.. وقد أتت التفعيلات لتشكل وحدات وزنية ، وأطلقت عليها تسميات ((مفاعلتن)) ((فعولن )) ((متفاعلن)) وهكذا .. حيث يقابل كلّ واحدة عدد من الرموز ، فمثلاً : متفاعلن يقابلها /// 5 // 5 وفعولن يقابلها // 5 / 5 و : مفاعلتن يقابلها // 5 /// 5 .. وعلينا أن نعرف أنّ بحور الشعر، وهي ستة عشر بحراً ، مؤلفة من تفعيلات ، وكلّ بيت من القصيدة يجب أن يكون وزنه أي رموزه مطابقة لوزن أو رموز التفعيلات.. وقبل أن نمضي في الحديث ، نضع بيتاً من الشعر يقول :

وإذا أتتك مذمّتي من ناقص

فهي الشهادة لي بأني كامل

ونتأمل هذا البيت بهدوء .. لنكون بعده أمام سؤال يقول : كيف نستطيع دراسة هذا البيت بشكل كامل من الزاوية التي نريدها؟؟..
البيت ودائرة الخصب :
لنحاول أن ندقق في جوانب وعمق هذا البيت:
وإذا أتتكَ مذمّتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأنّي كامل
نذكر أولاً أنّ البيت من قصيدة للمتنبي مطلعها :
لكِ يا منازلُ في القلوب منازلُ

أقفرتِ أنتِ وهنّ منكِ أواهلُ

هذه القصيدة من بحر الكامل ، وبحر الكامل هذا مؤلف من ستّ تفعيلات على الشكل التالي :
متفاعلن متفاعلين متفاعلن
متفاعلن متفاعلن متفاعلن
أي أننا نكرر (( متفاعلن )) ستّ مرات.. ورموز متفاعلن كما قلنا من قبل هكذا : ///5//5 أي ثلاث حركات فسكون وبعدها حركتان فسكون .. لكن ألا نحاول السير خطوة فخطوة في مدار هذا البيت ليس إلاّ..؟؟
نقول (( بيت )) لأن كلّ قصيدة مؤلفة من أبيات ، وكلّ بيت مؤلف من مقطعين ، نسمي المقطع شطراً .. الشطر الأول في كلّ بيت نسميه (( صدر البيت )) والشطر الثاني نسميه (( عجز البيت)) . وعلينا أن نلاحظ أنّ الأبيات كلّها متحدة الوزن .. فمثلاً في هذه القصيدة يجب أن تكون كلّ الأبيات من بحر الكامل الذي تتكرر فيه متفاعلن ثلاث مرات في صدر البيت ، وثلاث مرات في عجزه ..
وقد يسأل سائل : ألا يعني ذلك تقييداً للشاعر ، إذ عليه أن يلتزم في كل بيت شطرين وست تفعيلات ؟؟.. نقول : إذا قرأنا هذا البيت، ألا نلاحظ أنه في غاية الانسياب والرقة .. فلماذا نفترض أن الوزن قيد ، والبيت في غاية الجمال ؟؟ ألا يعني ذلك أن الوزن يكون قيداً حين يكون الشاعر غير متمكن من جهة ، وغير قادر على الانسياب مع الشعر بكلّ عذوبة ورقّة من جهة ثانية ؟؟.
لننظر الآن إلى ((متفاعلن)) التي قلنا إنّ رموزها هي : ///5//5 ومن جوازات هذه التفعيلة تسكين الثاني فتصبح : /5/5//5 .. وعندما نقول(( من جوازات ))أي يجوز أن نسكّن الحرف المتحرك الثاني عندما نريد ذلك ، ويجوز أن نبقيه كما هو عندما نريد.. فالجائز ليس كالواجب ، إذ عندما نقول يجب فهذا يعني التزاماً .. ولنا هنا أن نقابل حركات الحروف بهذه الرموز . فعندما نقول:" ذهَبَتْ إلى" نلاحظ أنّ الرموز التي تقابلها هي : ///5//5 .. إذ كلّ فتحة أوضمة أو كسرة تقابل الرمز / .. والسكون يقابل الرمز 5 .. وننتبه إلى أنّ الحرف المشدد مؤلف من حرفين الأول ساكن والثاني متحرك ، فالدال في كلمة : مدَّ تعني/ دْ دَ /ونرمز لها بـ :" 5/ ".. بينما يكون الحرف الممدود مؤلف من حركة فسكون ونعني هنا الألف الممدودة ، إذ تتألف الألف في كلمة: آمنت من حرفين الأول متحرك والثاني ساكن ،بمعنى : "أ َ اْ "ونرمز له بـ :" /5 ".. وحروف العلة في أواخر وأواسط الكلمات ساكنة إذا لم تحرك : يدعوْ .. يبنيْ .. يلقىْ..
نعود الآن إلى البيت لنقرأه في كتابته العادية :
وإذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ
فهي الشهادة لي بأنّي كاملُ
لنلاحظ أنّ هناك حروفاً مشددة ، وهناك تنوين ، وهناك حروف لا تلفظ .. ونقول إنّ الوزن يهتمّ بما نلفظه لا بما نكتبه .. وهذه القاعدة البسيطة تقودنا إلى القول : إن الكتابة العروضية تعني كتابة الكلمات كما نلفظها تماماً .. وهذا يعني أن نكتب البيت السابق عروضياً على الشكل التالي :
وإذا أتتكَ مذممتي من ناقصنْ
فهي ششهادة لي بأنني كاملو
فالميم في مذمّتي مشددة لذلك كتبت ميمين وكذلك النون في (( بأنـّي )) أما ((ناقص )) فقد لفظنا التنوين نوناً لذلك كتبت ((ناقصنْ)) وهذا يرافق كلّ تنوين.. و (( الشهادة )) احتوت على لام شمسية ، وطبيعي أنّ اللام الشمسية لا تلفظ وهذا يعني أنها لا تكتب في الكتابة العروضية ، ودائماً يأتي الحرف مشدداً بعد اللام الشمسية فيكتب حرفين .. ولأننا لم نلفظ الألف قبل اللام الشمسية فقد أسقطناها أيضاً في الكتابة العروضية .. وفي النهاية نقول عن كلمة (( كاملُ )) إنها أتت في آخر العجز فأشبعنا الضمة لتصير واواً "كاملو"، ودائماً نشبع الحركات في نهاية صدر البيت وعجزه إذا كانت الكلمات متحركة .. فالضمة تصبح واواً والفتحة ألفاً والكسرة ياء ..
بعد كتابة البيت كتابة عروضية ، نكتب الرموز المقابلة لهذه الكتابة :
وإذا أتت/ك مذممتي/ من ناقصن
///5//5 ///5//5 /5/5//5
فهي ششها/دة لي بأن/ني كاملو
///5//5 ///5//5 /5/5//5
وللتبسيط نقول إنّ التقطيع أتى على الشكل التالي :
وإذا أتتْ ـــ ///5//5 ـــ متفاعلن
ك مذممتي ـــ ///5//5 ـــ متفاعلن
من ناقصنْ ــ /5/5//5 ــــ متفاعلن (الجواز تسكين الحرف الثاني )
فهي ششها ـــ ///5//5 ـــ متفاعلن
دة لي بأنْ ــــ ///5//5 ـــ متفاعلن
ني كاملوْ ـــ /5/5//5 ــ متفاعلن (الجواز تسكين الحرف الثاني).
وقد نسأل ما معنى عروض وبحر وغيرهما ، ولماذا هذه التسميات تحديدا ؟؟..
نجيب بالقول تسمية عروض جاءت لأن الشعر يعرض عليه وزنا .. أما البحر فلأنه واسع عميق غزير كالبحر ، فكم من القصائد وسعها كل بحر من بحور الشعر ..
قبل الانتقال إلى الحديث عن كل بحر نخلص هنا إلى قواعد الكتابة العروضية وهي :
· نكتب كل حرف نلفظه ونحذف كل حرف نسقطه من اللفظ..
· عندما يرد التنوين نكتبه نونا ساكنة " وطنٌ" " وطننْ" ..
· كل حرف مشدد / مضعف / نفك تضعيفه ، فيصير حرفين الأول سكن والثاني متحرك " يمدُّ" "يمدْدُ"..
· كل مد مؤلف من حرفين الأول متحرك والثاني ساكن " آمن " .. " أاْمن " ..
· اللام الشمسية لا تكتب ويكون الحرف بعدها مضعفا " والشمس " .. " وششمس "..
· اللام القمرية تكتب مع الحرف الذي يليها لأنها تلفظ " والقمر " .." ولقمر " ..
· نشبع الروي في القصيدة ، وهو يأتي آخر حرف في البيت وتقوم القصيدة عليه ، فنقول " قصيدة رائية " وقصيدة دالية " وهكذا ..وكثيرا مايكون البيت الأول في القصيدة مبتدئا بروي في الصدر وفي العجز ، وكلهما يشبع " يبتسم " " يبتسمو" .. " لم يعلم " .. " لم يعلمي " ..
/ يجدر التذكير أن الشطر الأول من البيت يسمى الصدر ، والشطر الثاني يسمى العجز .. التفعيلة الأخيرة من الصدر تسمى العروض ، والتفعيلة الأخيرة من العجز تسمى الضرب ، وباقي التفعيلات تسمى الحشو .. ونذكر أيضا أن القافية هي " آخر ساكن في البيت إلى أقرب ساكن قبله مع الحرف الذي يسبقه " كاملو" .. والروي هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة كما أسلفنا " رائية " " لامية " أي تنتهي بحرف الراء ، أو حرف اللام .. / ..

البحر الكامل :
· وزنه :
متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن متفاعلن
· بيته العروضي :
كمل الجمل من البحور الكامل متفاعلن متفاعلن متفاعلن
متفاعلن - ///5//5 – جوازاته = يجوز أن تأتي متفاعلن بتسكين الثاني = متْفاعلن = /5/5//5 .. في الحشو والضرب والعروض ..
أما في الضرب والعروض فقد تأتي متفاعلن = متْفاعلْ /5/5/5 او متفاعل = ///5/5 ..
" من هذا البحر القصائد التالية : مقتل بزرجمهر ، لمن نغني ، الفاجعة ، بطل الصحراء ، المساء "
يمكن للتمرين تقطيع الأبيات التالية :
الأرضُ والشعبُ الحجارةُ والدمُ شمسٌ فلسطينية ٌ لا تُهزمُ

شدُّوا على خيل الصباح فأورقتْ في القلب للنصر القريب الأنجم

ضوءُ النهار ِعلى الجبين ِعلامة ٌ والسيف إنْ عز السلاح المعصمُ
يتبادرونَ إلى الجهاد ِ بهمة ٍ يتسابقونَ وكلهمْ متقدِّم ُ
أجسادهم درعُ الثرى ودماؤهمْ زيتُ القناديل ِ التي لا تفطم ُ
روحُ الفداءِ عزيزة ٌ لا تنحني والشمسُ للنفس ِ الأبيّة ِ توأم ُ
يقضي فتأخذهُ السهولُ نديّة ً ويضمهُ العلمُ الأبيُّ ويلثم ُ
يلتمُّ في قطر ِ الندى من عشقه ِ ودم ُ الشهيد له الزهور تبسّمُ
ساروا فسارَ المجدُ في أعطافهمْ وتقدّموا فارتاع َ ليل ٌ مظلم ُ
يدهمْ سلاحُ الحرب ِ أو أجسادهمْ وحجارة ٌ وتكاتف ٌ وتراحم ُ
مدنٌ قرى..شجرٌ ثرى..وشوارعٌ أمل ٌ وجذرٌ ثابت ٌ وتلاحم ُ
كلُّ البيوتِ إلى القتالِ تقدَّمتْ وانقضَّ من باب ِ النسور ِ مخيّم ُ
خيلٌ من َ الرشقات ِ تلتهم ُ المدى تشتدُّ في طيرانها وتحمحم ُ
مقدودةٌ من صخرنا فكأنها نارٌ على أعدائنا تتضرّم ُ
تنصبُّ في الوجهِ الغريبِ تهدّه ُ وإذا الرؤوس ُ تراجعتْ تتقحّم ُ
خيلٌ وفارسها الأصابع لا تني تمتدُّ في صدر ِ الفضاء ِ وترجم ُ
تستبسلُ الأرواحُ لا تخشى الردى بحر ُ الندى أنَّ الشهادة َ مغنم ُ
نفسُ الكريم ِ من َ الجبال ِ شموخها والحرُّ يأبى الذلَّ لا يستسلم ُ
باهتْ فلسطينُ الحبيبةُ أنهم ْ شجرٌ بشمس ِ بلادنا يتلثم ُ
ما أخّروا دفع َ المهور ِ وإنْ غلتْ المجد ُ منْ أمجادهمْ يتعلم ُ
ما عادَ في بال ِ الرجاء ِ وبالهم ْ أنّ الجيوش َ تأهّبتْ وستقدمُ
كمْ صرخة ٍ إنَّ البلاد حبيسة ٌ في القيد ِ منْ أوجاعها تتألم ُ
صبروا على طولِِ الجراح ِ وصابروا وعسى لعلَّ جيوشكمْ تتكرَّم ُ
تتلفّتُ الشطآنُ من شوق ٍ بها ووعودكمْ في كلِّ يوم ٍ حصرم ُ
المسجدُ الأقصى يباحُ فويحكمْ يبكي دماً منْ صمتكمْ لا منهم ُ
أفكلما صرختْ فلسطينُ انهضوا تتسابقونَ لنومكمْ كي تحلموا
تتغندرونَ إذا الخيولُ تسابقتْ وإذا اقتضى فالبعضُ قدْ يتوحّم ُ
كمْ صرخة ٍ والأرض ُ في أغلالها ودمُ الصغار ِعلى المدى يستفهم ُ
طالَ انتظارُ الحاكمينَ بأمرهمْ وأمورهمْ في الحربِ لا تستخدَم ُ
أسفي على زمن الرجال ِ إذا انقضى تبكي الدموعُ وموجها يتلاطم ُ
أينَ الذينَ إذا الجيوش تلاحمتْ كانوا سيوفَ الحقِّ لا تتثلم ُ
هبّتْ فلسطينُ ارتوتْ منْ مجدهمْ راحتْ تدكّ ُ البغي لا تستسلم ُ
أحفاد ُ خالدَ لا تكلّ ُ زنودهمْ رجموا العِدى بحجارة ٍ لا ترحم ُ
الله أكبر ُ قدْ مضوا ما همّهمْ أنَّ الردى في كلِّ شبرٍ يجثم ُ
الله أكبرُ والنفوس ُ أبيّة ٌ شعبٌ إلى عليائه ِ يتقدم ُ
البحر المتقارب :
وزنه : فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن فعولن
بيته العروضي : عن المتقارب قال الخليل ُ فعولن فعولن فعولن فعولن
فعولن - //5/5 – جوازاته – فعولُ - رموزها - //5/ - أما في الضرب والروض فقد تاتي – فعولْ – رموزها - //55- و- فعلْ – رموزها - //5-
مثاله : " الأرض – مفاتيح المستقبل – الأسلحة والطفال –"..
الرمل :
وزنه : فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
بيته العروضي : رمل الأبحر ترويه الثقاة ُ فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
فاعلاتن رموزها - /5//5/5 – جوازاته – فعلاتن – رموزها - ///5/5 –
في الضرب والعروض فقط " فعْلاتن = /5/5/5 فاعلن = /5//5 فعلن= ///5 فعْلنْ = /5/5 ...
مثال " وردة من دمنا – عروس المجد ، كلمات عن العدوان " ..
الخفيف :
وزنه: فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
بيته الروضي : يا خفيف خفت به الحركات فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
فاعلاتن = /5//5/5 مستفعلن = /5/5//5 جوازاته فاعلاتن تأتي على / فعلاتن = ///5/5 و فعْلاتن = /5/5/5 ومستفعلن تأتي متفعلن = //5//5 ..
مثال " تحت الرماد ، في عيد الوحدة ، إشراقة النصر في تشرين ، عودة الشراع "
البسيط :
وزنه: مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن وزنه مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
بيته الروضي : إن البسيط لديه يبسط الأمل ُ وزنه مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
مستفعلن = /5/5//5 فاعلن = /5//5 جوازاته : مستفعلن / متفعلن - //5//5 وفي الضرب والعروض فعْلن = /5/5 فاعلن / فعلن - ///5 ..
مثال " يقظة العرب ، فرحة الجلاء ، الحب المتسامي ، الشهداء ، دعوة إلى العلم "
السريع :
وزنه : مستفعلن مستفعلن فاعلن مستفعلن مستفعلن فاعلن
بيته العروضي : بحر سريع ماله ساحل مستفعلن مستفعلن فاعلن
مستفعلن = /5/5//5 فاعلن = /5//5 جوازاته : مستفعلن / تأتي على متفعلن = //5//5 و متْفعلنْ= /5///5 وفاعلن / تأتي على فعلن = ///5 وفي الضرب فعْلنْ= /5/5 ..
الرجز:
وزنه : مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن
بيته العروضي : في أبحر الأرجاز بحر يسهل مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن = /5/5//5 جوازاته : متفعلن = //5//5 مسْتعلن = /5///5
مثال " رسالة إلى جميلة ، انتصار بور سعيد ، مأدبة للقمر "
الوافر :
وزنه : مفاعلتن مفاعلتن فعولن مفاعلتن مفاعلتن فعولن
بيته العروضي : بحور الشعر وافرها جميل ُ مفاعلتن مفاعلتن فعولن
مفاعلتن = //5//5 فعوان = //5/5 جوازاته مفاعلتن / مفاعلْتن = //5/5/5 ..
مثال " سنعود "
قال الشاعر :
جريح والصروف تزيد جرحي
كأني والزمان على خصام ِ
أحاول أن أجفف دمع عيني
فتكويني وتضرمني عظامي
وثديُ الموجعات يظل يسقي
بلا لأي أما حان انفطامي
لماذا تضرم النيران قلبي
لماذا كل عمري في ظلام
أنا وحدي يحطمني عذابي
ولا أحد يعين من الأنام

وحتى من وهبت لها كياني
مشت للغير في هذا الزحام
مددت لها يدي أرجو لقاء
فلم ترسل سوى نار السقام
ولم تترك سوى آلام ذكرى
محت في العمر أوقات المنام ِ
تحن وسادتي وتضم وجهي
فأبكي ثم أبكي في هيام ِ
وأشهق والهوى يحتل قلبي
ويمسك بالأنين يد الكلامِ
حياتي من سواد والتهاب
ومن نار وأوجاع طعامي
على ألم يظل العمر يمشي
على شوق على دمع مقامي
تفجرني وتلهبني ضلوعي
متى يا رب يأخذني حمامي
فكل دقيقة في الحزن عمر
فأرسل ميتة هذا مرامي
لعل الموت يا ربي حياة
أرى فيها ولو بعض ابتسام
فإني قد كرهت وجود روحي
يكبلها كياني في قوامي
ظلاما لا أوى إلا ظلاما
وتكبر دمعتي في كل عام
ورائي في الهوى لحظات ذكرى
وحزن وارتعاشات أمامي
ولم أبلغ سوى عشرين عاما
وأكثرها مضت فوق الحطام
الطويل :
وزنه : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
بيته العروضي : طويل له دون البحور فضائل فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
فعولن = //5/5 مفاعيلن = //5/5/5 مفاعلن = //5//5 جوازاته فعولن / فعول = //5/ مفاعيلن / مفاعلن = //5//5 في الضرب مفاعلن / مفاعلْ = //5/5 .. مثال " شقاء الغربة " ...

[كنان سقيرق]

مشكور يااستاذنا الكبير على هذه المعلومات الغنية.
تقبل مروري ودمت بود.

[طلعت سقيرق]

شكرا يا كنان
هناك حاجة ماسة لمعرفة الوزن
حتى لمن يكتب قصيدة النثر هذا رأيي
سلمت

[رشيد الميموني]

الشكركل الشكر لأستاذنا الأديب طلعت على هذا الشرح الوافي .. حقا إنها لمتعة هذه الرحلة مع بحورالشعر .. أظنني قمت بتمرين على البحر الكامل بقصيدة في رثاء جدتي ، وسوف أنشرها في منتدى الشعر إن شاء الله .
جازاك الله خيرا ونفع بك كل متذوق للغة الضاد .

مشكور كتير علي هذه المعلومات ولكن اريد ان اقول اني اعلم التقطيع العروضي والبحور الشعرية و لي قدرة علي كتابة الشعر لكني لا اقدر توظيف العروض في الابيات التي الفها فما الزي عليا فعله؟؟؟

[frame="1 98"]
شكرا لكم على الموضوع القيم
[/frame]

[خولة السعيد]

رائع جدا ما قدم الأديب طلعت رحمه الله تعالى في هذا المتصفح..