الفضلى الجليلة الأديبة | نصيرة تختوخ
أولا : تحية إعتزاز وتقدير لفكرك الذهبي القادر على استنباط الأحكام بمجرد الإلمام
ثانيا : حين تغلو الرمزية في الإيهام فإنها تذهب بالأديب مذهبا بعيدا عما يريده القارئ وهذا في رأيي إنما يرجع إلى أمرين ؛ ( أولهما ) اتساع دائرة المعرفة وتراكم المخزون الثقافي لدى الأديب مع عدم انتباهه إلى حدود القيمة الفكرية والسلوكية التي يسعى إلى نقلها عن طريق المضمون الأدبي لقصته فيوغل في الرمزية مما يبعده عن متطلب المتلقي ( ثانيهما ) عدم إلمامه بدوائر اهتمام الجمهور الذي يمثل بيئة التلقي
ثالثا : إن نجاح السرد متوقف على نجاح السارد ونجاح السارد موقوف على قدرته على التفاعل مع الحدث المراد نقله , ومن ثم فالقاص هنا واجب عليه أن يحوِّلَ نفسه إلى مرآة صادقة قادرة على التفاعل مع الحدث القصصي وامتصاصه والقدرة على إعادة قولبته ثم رده للمتلقي واقعيا يجعل المتلقي قادرا على تصديقه والتفاعل معه وهنا يقع معيار الصدق الفني في العمل القصصي , والسارد القاص – القائم بدور الراوي – عليه أن يقوم مقام الملقن في المسرح فالمتلقي يعلم بوجوده ولكن لا يشعر به ففي اللحظة التي يشعر المتلقي بوجود السارد في المشهد القصصي يفقد السارد مصداقيته فيبعد عن اهتمام المتلقي ويفقده التفاعل مع الحدث , فكلما كان السارد قادرا على تصديق الحدث القصصي , قادرا على إخفاء وجهة نظره الشخصية في الحدث , مختفيا وراء التفاصيل الانفعالية للحدث كان ناجحا في الالتحام بالمتلقي في إطار حميمية التلقي
سأعود لتفصيل القول لأنك فتحت دائرة جدلية طالما تمنيتها ورغبتها
تمنياتي وتقديري | عبد الله