[align=justify]
بركان أحرقني ودمّر أعز ممتلكاتي وكنوزي وأنفاس روحي وبصمات عقلي ووجداني..!
منذ أكثر من عام وأنا أعمل على دراسة وأبحث وأغرق في المراجع ,, وبعد مسير طويل تدمرت بلحظة وأخذتها رياح عاتية !..
رواية كنت أعمل عليها منذ ثلاثة أشهر بشكل أظنه كان جميلاً ومميزاً .. وكثيراً ما كنت أسهر معها حتى الصباح.. اقتلعتها تلك الريح الجائرة من قلبي..
كتابات قديمة وجديدة كنت ضنينة بها فلم أنشرها وحافظت عليها كما يحافظ صائغ بخيل على ماساته..
كبيرة كانت خسائري .. أقفلت بورصة القدر على شبه إفلاسي ..!
الثلج لم يتوقف هذا اليوم وكان غزيراً ناعماً ممزوجاً بقطرات المطر .. سرت في طرقات فرعية فارغة.. كنت أحتاجه لإخراج ثورة ما.. ربما.. بعيداً عن عيون البشر ..سرت أكثر من ساعتين .. برده الناعم يطفئ شيئاً من النار التي أحرقتني ..
وعدت مبلولة .. أنا ورمادي!..
أتسائل بكثير من الغيظ لماذا نثق في هذه التفنيات الغادرة ونسلمها كل ما نملك؟!..
هل كان للكراسة والقلم أن يغدرا بي كما غدر هذا الفايروس آتياً على ملفات اللاب توب واليو بي إس؟!! ..
غريب أمرنا حين نسلم هذه القطع الدقيقة أثمن ما لدينا .. عصارة الفكر والحياة !!..
بعد هذه الصدمة الهائلة هل سأعود لكراسة أوراقي نادمة معتذرة طالبة الصفح أم سأهجر الكتابة ؟!!
يا أيتها التقنيات الحديثة كم أنت غامضة وغادرة .. سلبت كل ما هو ملموس ومحسوس من بين أيدينا وجعلتنا نسلم لك أعناقنا لتقطعيها متى شئت دون رحمة !...
[/align]