موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
قهوة بحرارة الشوق
قهوة بحرارة الشوق
على لسان الحاضر الغائب طلعت سقيرق رحمه الله
و الأديبة الفاضلة أ.هدى نور الدين الخطيب
تنسيق ليلى مرجان
طلعت: هدى مري على البال وقطّري ورد الياسمين كي أحمل ملامحك في صدري.. خذي يا شقيقتي ونفسي
شيئا من نبضي ووزعيه على وردك وأشجارك.
هدى: أشجاري و نباتاتي تملأ كل ركن هنا و تتدلى من الأسقف و الجدران التي تغلفها المرايا، أينما تنقلت
بيتي حديقة لا ينقصها حتّى الأسماك و أزينها بزخرفاتي الإسلامية ولوحاتي التي أصممها بيديّ و هذه
إحدى هواياتي، و تعال أدعوك إلى فنجان قهوة.
طلعت: آه ما أروع فنجان قهوتك يا صديقتي بين أشجارك!
هدى: أقوم بطحنها طازجة مع الكثير من الهال و أطبخها على النار طويلاً..
طلعت: سأشرب قهوتك وستسكرني لأنها ستكون من يد فلسطينية.. ولن أشرد في السقف طويلاً..
هدى: أجربت أيها الشاعر النقي مرة أن تحلّق في الكون ؟!
طلعت: دحرجي حبات المطر كي استعيد شيئا من أنفاسي وخذيني إلى هناك.
هدى: أتساءل متى سأتوقف عن الدهشة حتّى يتسنى لي أن أجمع من بين سطورك عناقيد العنب و أزرار الياسمين؟!
طلعت: تفتـّح أصابعي فتشعل فتيل الكلمات وتروح تدق باب الشمس كي تدرج الخطوات نحو حدائق
نفسك الشفافة الرائعة ..
هدى: لطالما انصهرت في عالم الروح بعيداً بعد أن انسحبت خلسة من ثوب الجسد و قيده، و وجدتني
أطير و أطير بجناحين أرقّ و أخف من نسيم الصباح الربيعي لا يحدني مكان و لا يقيدني زمان ...
طلعت: أيام جميلة مرّتْ عليّ و أنا أتنقل في حديقة الروح بين أحلى الزهور و الرياحين ....
هدى: الروح هي الإنسـان فينا حين يسمو على بشريته بكلّ ما فيها من ضعف و شرور...الروح
هذه الطاقة الكهربائية الهائلة اللطيفة، آيـةٌ من آيـات الله تنام أجسادنا لتُشحن أرواحنا
من الموّلد الأزلي العظيم، واجب الوجود سبحانه.. حتّى نستمر في الحياة حيناً قصيراً مهما طال.
طلعت: من أين أتيت يا هدى ؟ وكيف تسربت هكذا إلى عالم شاعر كان يبحث عن صديقة تفهمه، وقريبة
تمشي معه في دروب الأدب والعطاء ؟
هدى: يا رحيق القرابة و دفء الصداقة .. أدبك هو الجمال الذي لا أستطيع أن أقف أمامه صامتة أبداً..
وأتمايل طرباً... وحزناً.. و فرحا. ..و أرقب الفراشات الملونة تتمايل فوق كل حرف يشكل كلمة
وكل كلمة تشكل جملة مضاءة بروعة المعنى من روح شاعر ووجدان إنسان مسكون بالحب والنبل والنقاء...
طلعت: أعرف تماما يا هدى شاعريتي وأفخر بها ،لأنها ما أتت إلا لتكمل المشوار .. وأعرف أنك تكتبين مفجّرة
حروف اللغة بالدهشة ، لأنك امتداد طبيعي لمبدع ما اتسع له جسد واحد فتوزع في جسدين وعقلين
وروحين، ثم أعاد ترتيب الحروف فكنا معا واحدا في مرآة الإبداع .. وهل للشقيق إلا شقيقته ؟؟
فهل كنت الأمان والشقيقة التي تحفظ ود الشقيق؟؟.. وإلا من أين أتيت يا هدى ؟؟..
هدى: يا أخ النفس و الوجدان.. أينما كنّا، أنت و أنا، نحن من ضلوع حيفا.. فلسطين جذورنا وحيفا قدرنا ونحن
قدرها وسنشرب القهوة.
طلعت: سيبقى طعم فنجان قهوتك في مسارب روحي حتى أشربها من يدك هناك في أرض فلسطين.. أرض عطشى
لخطوات الأحبة .. ستكون من يد شقيقتي الحبيبة على أرض حبيبتي الأم .. فهل مازالت قهوتك ساخنة ؟؟..
هدى: قهوتي تنتظرك ساخنة بحرارة الشوق إلى وطن حبيب نحمله فينا أينما رحلنا بين الضلوع، بحنين الروح وبذرّات
جسدٍ من جذورٍ ومن تربة الأرض هناك.
طلعت: ليتك يا هدى تفردين شيئا من عبق أيامك الساحرة في فنجان القهوة. أرجوك احتفظي بقهوتك ساخنة ،
فالظمأ يغتال روح المكان والزمان ولا ارتواء إلا من قهوتك على أرض الوطن ..
هدى: في يومٍ من الأيام .. زماننا آت لا محالة.. و ستبقى القهوةساخنة قد يشربها هناك أولادنا أو أحفادنا..
القهوة تنتظر والوطن ينتظر و العيد هناك في يومٍ ينتظر..........
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
رد: قهوة بحرارة الشوق
أعتذر تعديل السطور لم يتم حفظه لذا قمت بتلوين اسمي المرحوم طلعت و الفاضلة أ. هدى
أرجو من أستاذي الغالي محمد الصالح أن يعيد للنص جماليته شكلا
وله مني جزيل الشكر
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: قهوة بحرارة الشوق
شكراً لك هذا الاختيار المندمج بين مؤسسي نور الأدب
ذائقة فنية رائعة، لزمن رحل حفظناه في الصدور
تحيتي
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
رد: قهوة بحرارة الشوق
سلمت أختي عزة عامر وسلم لي مرورك العبق
أعجبت بما جاء في رسالتي "أما زالت قهوتك ساخنة ؟؟.. " للرائدين المرحوم طلعت سقرق جدد الله عليه الرحمة في هذه الجمعة المباركة و الأديبة الفاضلة أ. هدى نور الدين الخطيب
فاقتبست منهما ما شكل هذا الحوار
دمت غاليتي