رد: بحر الندى - قصة قصيره - للكاتب / نعيم الاسيوطي
نعيم الاسيوطى قاص مسرحى , واعنى ما اقول فهو قاص متلبس حالة مسرحية دائمة ,وهذا يظهر بوضوح فى قصصه التى تغلب عليها الدراما الحركية ولذلك يبدو ايقاع السرد فى هذه القصة متسارعا والاحداث متلاحقة تسيطر عليها تيمة الموت فى مقابل الحياة , وقد لعب جيدا على هذه المفارقة الحياة فى هذا النبات الذى يرويه الندى والموت فى صوت الحانوتى الذى دفع القاص الى استدعاء صورة الحانوتى و تلك الصورة المرتبطة فى الوعى الجمعى بالموت ولكنه كان ذكيا حين برر هذا الاستدعاء بلحظة ألم استدعت بدورها الدموع احد طقوس الموت بحادثة ضرب ابيه له و ثم يدخلنا فى عالم الموت الذ1ى كرهه بطل القصة أيضا فعمد الى ان يفيق منه لكنه حين افاق اسرع الحياة الماثلة فى الزرع الخضر باحثا عن هذه الحياة , هذه المفارقة هى التى صنعت دراما الحدث وخلقت رمزا طازجا فى القصة , ثم ناتى الى اللغة , فاللغة هى الوعاء الذى يصب فيه الكاتب فكره ومشاعره ولابد ان تكون هذه اللغة معبرة افضل تعبير واللغة هنا كانت تخطئ وتصيب فمثلا مفردة "بنج" فى قوله اصببت ببنج النوم تبدو مفتعلة وحرف النسق " بل"فى قوله:"ابكي وأضحك حتى شق الندى بحرا داخل ارضي .. بل قلبي "لأن بل تعنى ان يخالف ما بعدها ما قبلها والكاتب كان يقصد هنا التوازى بين القلب والأرض
وعلى الجملة فأن القصة رمزية جميلة تتوغل فى فضاءات المكان بوصفه حالة إنسانية مفعمة بالدفء الانسانى والصراع الذاتى وفى فضاءات الزمان الواسعة التى تمتد منذ الولادة حتى الموت
لك كل محبتى ومودتى
|