سجن يوسف
[align=justify]لبثت بجب السنين أشتم رائحة الظلام بمقلتين مبتأستين
أتذوق الصمت بمسامعي ، أقتات الحلم المشتهى في سحابة نوم بمهد طفولتي الأبدية ، وبين طلاسم المعاني ودهاليز الكلمات يمر بي عبق الحرية الباهت يلوح لي وكأنه رجل امتطى سفينة الرحيل يتطلع إلى وطن أبعد ما يكون من الوطن يقتات هناك أنفاسه ليطعم الحياة ، وطنا تتواثب فيه العروق وتزدان بعرق الورد الندي ، وهناك أنا بين رائحة صدري المحترق ، وصمت الوداع جلست ألملم حروفا سقطت سهوا ، تتمتم باشتهاء عن سفر لست أبلغه ، ولبثت بين جدران الورق أدون العمر حروفا وأرسم سرابا من أحلامي المهاجرة ، أزخرف لوحاتي بخطوط الضوء المنكسرة أنقش فوق الهواء أنفاسي ، وزهرة حياة قد كنت أتوق اقتطافها ، وأصبحت ملحمة من الشجن العتيق ، كنجمة تائهة بشحوب السماء التبست عينان فارقتا السنا وازدانتا بالبكاء ، وفوق جبيني المعفر دعاءا ساجدا ورجاء ، ليت جبي كجب يوسف لآل ظلامي إلى ضياء . فما فتأت الحرية حلم قيد التفسير ، وما فتأ المفسرون موتى بمقابر الخوف والظنون ، وما زال الطائر بالأفق والحلم عالق بقدميه ، تاق شعثي لسجن يوسف إذ كان المنتهى عز ، ستعود الحرية تلملم أشتاتها وتمزق ثياب الذل ، وتحطم القضبان ، ستعود تشيع أشلاء أمانينا وتقر بقبضة أخرين لم يعرفوا لليأس مذاق ، سينوء الذل بثقل أقدامهم ، وتتلبد العزة غيومهم ، وبدقة كل حين يرفع ألف يوسف وتسجد الشمس ويسجد[/align]
.
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|