حكمة بليغة
رأي رجل في الحرم يصلي صلاة، ولما انتهى رفع يديه إلى السماء ثم دعا ربه أن يغيث الناس، وأقسم على الله ثلاثا أن ينزل الغيث .
يقول الشاهد فوالله ما خرجنا إلا والغيوم تتجمع بالسماء ثم نزل المطر بغزارة !
يقول فتبعت الرجل حتى عرفت بيته، وفي الغد رأيته يبيع أحذية عند المسجد الحرام !
فكلمته وقلت : جزاك الله خيرا على دعوتك بالأمس ، فقال وهل رأيتني ؟!!!
قلت : نعم .
يقول فطأطأ راسه وذهب فلم أره في الغد ولا بعده !
فذهبت لداره لأسأل عنه ، فقال جيرانه منذ ثلاثة أيام حمل أغراضه وترك البيت !!!ا .
قلت : انظروا كيف يخفي المرء عمله، ولو كان واحد منا لوقف عند الحرم و أذاع بصوت عال أمام الناس وقال : أنا الذي دعوت بالأمس ونزل المطر !!
فكثير منا مرائي يحب الظهور أمام الناس بفعله تراه فاقد الأمل بالله لم يخلص النية ويعيش في يأس بل يستهزئ بمن يتفاءل ولسانه ينبئ بما ليس في قلبه !
والكثير لايذهب للصلاة أو يذهب فقط من أجل المراءاة والظهور ، ولم يحسن الظن بالله ولا يثق به وبرحمته
فسبحان الله
وقس على ذلك أمور الأمة جمعاء فيجب علينا حسن الظن بربنا والتوكل عليه واخلاص الثقه به وبنصره .. فاذا دعوناه صادقين استجاب لنا وغمرنا برحمته .