التسجيل قائمة الأعضاء اجعل كافة الأقسام مقروءة



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 136,960
عدد  مرات الظهور : 128,684,148

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مـرافئ الأدب > قال الراوي > الـقصـة القصيرة وق.ق.ج.
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 09 / 2020, 18 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

ذاكرة من رحمة الله

فاتح شتنبر2017 كان هو نفسه يوم عيد الأضحى.. ذكرى ذلك اليوم، مما يمكن أن يرسخ ببالي، كنت وبعد مدة من قبوعي على فراش واحد.. طريحته لأشهر بعد أن أشار لي الطبيب بذلك إذ كدت أفقد حياتي وحياة من أحمل بولادة مبكرة لم تكمل فترة حملها حتى الشهر الخامس،لولا لطف من الله العزيز .. كنت أتحرك كثيرا ذاك اليوم.. وحين يزورنا أحد للتهنئة بالعيد أنزوي في غرفة، كي لا يراني أي منهم والوجع ينخر أحشائي، والدمع أتحمله قسرا، أجففه بالآلام..
الحظ سد جل صنابير مياه المدينة، فلا ماء صالح لأن يستعمل لأي شيء. قد أتحمل الظلمة مدة، فللظلمة سكونها وجمالها، لكني لا أتحمل أن أظل لحظة واحدة بلا ماء، كنت أبكي عدم وجود الماء أيضا، حتى المحلات التجارية لا تفتح أبوابها في مثل هذه المناسبة، ظمآى أحتاج ماء.. أريد غسل يدي، غسل وجهي... أريد ماء.. أريد ما ينعشني فالسمكة لا تجيد الرقص إلا بوجود الماء..
يتصل بي ابن عمي الذي يقضي العيد بقصر الرمال، فيجدني على حالي، أبارك له العيد وذكرى مولده، فيقول: تمنيت لو أنك تضعين أيضا في هذا اليوم، ويشدني الوجع أكثر، أتحرك في البيت كأرنب أو كنغر .. كسمكة تفر من الصياد لترتمي بالبحر من جديد وتعيد انتعاشها بالماء، وتروي ظمأها..
ليلا.. تعود المياه إلى الصنابير، فأرتوي.. وأسقي جسدي كما تسقى الورود، لكن الوجع لا يزال مستمرا، تتصل أمي بالطبيب الذي وعدني أنه سيحاول أن يكون وضعي طبعيا، فتجده في رخصة خارج البلد يقضي عطلة العيد، ثم تتصل بطبيبي السابق الذي هربت منه لأنه حدد لي موعد الولادة بمنتصف أو قبل منتصف شهر غشت على أساس أن ذلك سيكون بالعملية.. ولم أكن أحبذ ذلك، فشاءت الأقدار أن يكون هو كذلك يقضي عطلة العيد خارج أرض الوطن.. وأنا ووجعي يأكلني، أصيح: أهؤلاء لم يجدوا مكانا بكل المغرب ووسط أحبابهم ليقضوا به العيد؟ كيف يحلو العيد لهم؟ أليس لهم ذوق ولا حس ولا شعور ؟ أف.. ويزيد الألم، فجأة يتصل خالي بماما ويخبرها أنه اتصل بصديق قديم له هو طبيب أيضا... بعد حديث أمي مع الطبيب على الهاتف وقبوله أن أذهب لمصحة خاصة حيث له مكتب خاص به هناك .. ذهبت.. س. و ج. ثم حقنة لتخفيف الآلام فالليلة جمعة وهو يريد أن يخفف ما أحسه حتى أتمكن من القدوم إلى عيادته صباح الإثنين، ألزمني بفحوصات وتحليلات طبية وتناول بعض المسكنات قبل الإثنين، وفعلت لكن .. لم يكن لتلك المسكنات مع الحقنة مفعول يهدئ كفاية.. فقد قضيت اليوم كاملا تحت رشاش الماء وأنا أجده هو الوحيد المخفف عني كل شيء، ومن جديد .... ها أنا بالمصحة والممرضة أمامي تتصل بالطبيب في وقت متأخر بعد منتصف الليل وهو يعلم بوجودي هناك قبلها، لكنه طلب منها ألا تتصل به إلا إذا دعت الضرورة، تخبره الآن أن حضوره إلزامي وإلا حدث ما لا يحمد عقباه الليلة..
بعد برهة يأتي يقف أمام الباب أراه يحدث امي ولا أراها لكني أحسها، ارتسمت صورة وجهها أمامي وهي تسمعه يقول: ابنتك وواحدة من ابنتيها بين يدي الله تعالى، والأخرى سنحاول إنقادها، ولا يمكنني فعل أي شيء قبل أن يوقع زوجها على بضعة أوراق، فتجيبه أمي: هو ليس هنا، أوقع أنا ما شئت لكن افعل ما يمكن أن تفعله أنت إن كانت هي ابنتك..
أتذكر أنا حينها أن زوجي أتصل به وأنا في قمة جبال الوجع، وهو يقول إنه يشاهد مباراة ريال مدريد ولا يستطيع فعل شيء، الاتصال ببابا كان أوجب.. حينها طبعا سيكون هو مع أبي ..
الطبيب يقول إن ضغط الدم يكاد يصل ل17.بالإضافة إلى عوامل أخرى تمنعه من أن يغامر كما يقول، وأنا باتجاه غرفة العمليات أرى بعض الأهل أمامي.. دموع أخواتي وسعاد عمتي.. أبي كثيرا ما بكى بسبب رؤية آلامي...
كم مرة أجريت دموعك يا بابا فاسمح لي.؟!
أدخل الغرفة حيث ستجرى العملية، يقول البعض إني استظهرت القرآن كاملا والأدعية وأنا في غيبوبتي بعد أن نال مني المخدر .. بينما أنا لا أحفظ من الذكر الحكيم غير آيات، فتحت عيني والأحباب من حولي يهنئونني على سلامتي وسلامة ابنتي، وهو انحنى بكل هدوء علي وقال جملة لا أنساها: " ها أنت على قيد الحياة ولم تموتي بعد" ..
صباح الأحد أفتح عيني على الزيارات، وكل من أتى يقترح اسمين للبنتين ، مالهم ومالي؟ أهم من كانوا يتخبطون في الأوجاع نيابة عني؟ ثم تزيد تدخلات نون النسوة في كيفية الإرضاع وكيفية كذا وكذا وكذا.... أوف .. شيء مقرف مثل هذه الإزعاجات...
ما يزال بقدري عمر أطول مذ بكيت يوم ذكرى مولدي العاشرة معلنة أني لا أريد أن أكبر.. أريد أن أموت طفلة صغيرة...
إن كنت في الثالث من مارس فأنا أكبر أسماء وآلاء بستة أشهر فقط أو هما يكبراني بستة أشهر ..3شتنبر
لك الحمد ربي .. فارحمني وارض عني واستر زلاتي.. اعف واهد وتب وأعز واجبر....

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 09 / 2020, 34 : 04 AM   رقم المشاركة : [2]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ذاكرة من رحمة الله

اللحظات الصعبة لا تنسى أبدا مهما مر الزمان ومهما مرت من أحداث ، فهناك علامات قاسية لا يمحوها النسيان !! يعجبني منك إتقان صياغة ألمك ، وهرولة الأحداث وتباطؤها ، تجعلينني أتردد بين أكثر من مستوى هبوطا وصعودا ،، فتارة يدق قلبي من شدة الخطر واقترابه وتارة أهدأ وأتنفس الصعداء .. عشت معك وتألمت .. ووضعت أيضا معك طفلتي ، وابتسمت مؤخرا حين استقر الحال ..
حمدا لله على سلامتك وسلامتي هههههههه.
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 09 / 2020, 46 : 04 AM   رقم المشاركة : [3]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ذاكرة من رحمة الله

اللحظات الصعبة لا تنسى أبدا مهما مر الزمان ومهما مرت من أحداث ، فهناك علامات قاسية لا يمحوها النسيان !! يعجبني منك إتقان صياغة ألمك ، وهرولة الأحداث وتباطؤها ، تجعلينني أتردد بين أكثر من مستوى هبوطا وصعودا ،، فتارة يدق قلبي من شدة الخطر واقترابه وتارة أهدأ وأتنفس الصعداء .. عشت معك وتألمت .. ووضعت أيضا معك طفلتي ، وابتسمت مؤخرا حين استقر الحال ..
حمدا لله على سلامتك وسلامتي هههههههه.
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 09 / 2020, 07 : 05 AM   رقم المشاركة : [4]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: ذاكرة من رحمة الله

حمدا لله على سلامتنا عزة.. شكرا لك أيتها العزيزة.. هي فعلا لحظات عصيبة لكن لها جمالها مع ذلك وكما نقول باللهجة المغربية( بْمَغْفرة الذنوب) الحمد لله ثلاث سنوات مرت على الذكرى..
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 09 / 2020, 28 : 05 AM   رقم المشاركة : [5]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: ذاكرة من رحمة الله

وعقبال مائة عام بالسعادة والهنا .
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 09 / 2020, 45 : 05 AM   رقم المشاركة : [6]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: ذاكرة من رحمة الله

آمين يا رب وبرحمة من الله ورضاه.. ورضاه .. ورضاه
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, رحلة, ذاكرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ذاكرة مكان في ذاكرة شعر وروح // رجاء بنحيدا د. رجاء بنحيدا المقــالـة الأدبية 19 23 / 05 / 2021 19 : 07 PM
سعة رحمة الله بعباده فتحى عطا الأحاديث النبوية، السيرة ومكارم الأخلاق والشمائل 1 26 / 07 / 2017 15 : 03 PM
رحمة الله نوري الوائلي الشعر العمودي 3 30 / 12 / 2016 10 : 04 PM
فبما رحمة من الله لنت لهم ... ياسر سالم الرسم.والفن.التشكيلي.والكاريكاتير والخطوط 3 22 / 08 / 2016 26 : 02 AM
عجبني قول الشعراوي رحمة الله عليه : مرمريوسف كلـمــــــــات 2 11 / 01 / 2012 43 : 07 PM


الساعة الآن 34 : 09 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|