رد: حوار دافيء مع الأستاذ نبيل عودة
تعبير جريء فيه الكثير من الاغراء الشخصي ، ومن التصوير الهيروئي ( البطولي ) وانا أقسم اني لست بطلا .. لأن الأبطال في عصرنا هم ملوك الكلام الذي لا تغطية ولا قيمة له..
حقا أنا صادق مع نفسي . لا اكتب لأجد الاستحسان بعين قرائي ، وقد جرت علي مقالاتي السياسية والنقدية حربا حامية الوطيس لم تخمد نارها بعد ، الشيء المطمئن ان القاريء يعشق الصدق حتى لو لم يقبل الموقف .
الشيطان الذي في نفسي هي قصة انتجها الواقع ... حقا ما ذكرته في القصة عن زميل عامل واتصال تلفوني والمقلب الذي نفذته به لأكتشف المخفي هو حقيقة ... ودوري كان تفكيك الحدث واعادة صياغته قصصيا ... ولكن الحدث بحد ذاته عادي ويتكرر يوميا .. وهنا تبدأ عملية الأبداع الحقيقية ... معرفة الربط بين الواقع والخيال ، وليس شرطا ما اكتشفته من الاتصال التلفوني ومن اعتراف العاشق ... هذا لم يعد له أهمية لأنه الشيء الذي نسمعه ويتكرر الاف المرات ... فكان لا بد من الغوص بقضايا مجتمعنا وعقليات ما تزال سائدة وتقود الى اخلاقيات مضادة لها .. ومعرفة توظيفها مع اللعبة التي بداتها وأظن انها ليس اللعبة الأولى أو الأخيرة التي انفذها لأكتشف قصصي ... أحيانا بلا وعي لما اريد ان أصل اليه ، ولكن تبين لي مع الوقت ان كل لعباتي قادتني الى أعمال قصصية وروائية .. لذا الخيال ليس كل شيء ، الواقع ليس كل شيء .. بل معرفة الدمج ين الخيال والواقع وتوظيف اللغة المناسبة .. وانا أؤكد على أهمية اللغة وعظمتها ومعرفة اسرارها التعبيريةفي العمل القصصي أو المقالة السياسية أو النقدية .. لكل جنار لغته المختلفة واسلوب صياغة وتركيبة مختلفة .. ... (لا أعني معرفة القواعد .. والصرف والنحو ..) ، انا لم أدرس اللغة العربية الا للصف الثامن ابتدائي ، وكان معلمي للغة العربية لا يعرف القواعد وهو من نوع المعلمين الذين وظفهم جهاز الحكم العسكري بعد نكبتنا عام 1948 ليخلق منا جيل من الجاهلين بلغتهم وثقافتهم وقوميتهم ... ولكن خسئوا . امي كانت مدرستي التي علمتني القراءة والكتابة السليمة وانا في الصف الثالث .. وعلى صفحات جريدة الحزب الشيوعي في وقته ..
لغتي تطورت بفعل قراءاتي الواسعة بالأساس .. وكثيرا ما اواجه تهجمات على وقوع أخطاء في نصوصي اذ اني أعتمد في الكتابة على السمع ولست بقادرا على العودة لكتب القواعد .. ومع ذلك انا املك ليس لغة فقط ، وقدرات في التعبير .. انما لي القدرة على جعل الكلمات في نصوصي قنابل ثقيلة الوزن .
كنت اتمنى ان لا أغرق بالكتابة السياسية أو النقدية ، بل أن أتفرغ فقط للقصة والرواية .. ولكن واقع ثقافتنا وواقعنا السياسي جرفني الى ما لا أحب ..
هل لي بفنجان قهوة آخر ... ؟ بلا سكر اذا أمكن ..!!
|