أطمح أن يكون شعري إنسانيا لا حد له
[align=justify]
الشاعر طلعت سقيرق يقول :
أطمح أن يكون شعري إنسانيا لا حد له
حوار : محمد سليمان العبد
• مفهومك لكتابة الشعر ؟
• يصعب التحديد بشكل نهائي في كتابة الشعر أو في أي كتابة أخرى .. المفهوم غير ثابت .. قد أقول أكتب الشعر لأنني أريد أن أتنفس بشكل صحيح .. هذا جزء من كل .. قد أقول إن الشعر جزء من عمري ولا يمكن أن أعيش دونه ، هذا أيضا صحيح .. ببساطة متناهية أنا أكتب الشعر لأنه المعبر عني ولأنه بصمتي في الحياة ..
• منذ فترة وأنت تعمل كمسؤول ثقافي في مجلة (( صوت فلسطين )) ما أثر هذا العمل على مسيرتك الشعرية ؟؟
• لا بد أنه أثر بشكل ما.. قد يصعب الآن تحديد ملامح هذا التأثير بشكل دقيق .. التأثير يأخذ الوجهين ، السلبي والإيجابي .. هناك قدرة أكبر على التواصل مع الآخرين ، هناك فسحة لتكون متواجدا باستمرار .. أيضا هناك ضرورة لأن تكتب في وقت قد لا تحب الكتابة فيه .. هناك استهلاك للأداة اللغوية .. الصحافة بكل أشكالها تجعلك قريب اللغة وهو أمر احتمالي .. حاولت قدر استطاعتي المحافظة على لغتي العالية .. ربما نجحت ..
• من هم الشعراء العرب الذين ترى انهم أجادوا واستحقوا البقاء والرسوخ في الذاكرة العربية ؟؟
• علينا أن نفرق هنا بين الشاعر الجيد والشاعر النجم .. النجوم قلة .. يمكن أن تذكر اثنين وإذا بالغت ثلاثة في عالم الشعر العرب المعاصر .. النجومية طبعا لا تعني الجودة والتميز دائما .. الشعراء الجيدون كثيرون وهم باعتقادي المعول عليهم في حمل راية الشعر والوصول بها إلى الأفضل .. ذكر الأسماء صعب حتى لا يقال إننا نميل إلى من نعرف من الأصدقاء ، إذ جرت العادة أن يذكر كل شاعر من يكون قريبا منه ..
• كثير من النقاد يتحدث عن تيارات شعرية ومدارس ومذاهب .. مارأيك بهذه المسميات وكيف تعاملت معها ؟
• المذاهب والمدارس لا تعنيني في شيء رغم أنني درست الأدب العربي .ز إذ أعتقد أن المدارس والمذاهب تخص النقد لا الإبداع .. لا أستطيع الوقوف عند هذا المذهب أو ذاك عندما أكتب القصيدة ... القصيدة حالة انفجار تتعدى وتتجاوز كل المدارس والمذاهب .. الزمن الراهن تجاوز التسميات والتمذهب الأدبي ..
• ماهي خصوصية شعرك ؟؟
• أطمح أن يكون شعري إنسانيا لا حد له ولا حدود .. أما أن أقول ما هي خصوصية شعري ، فأعتقد أن النقد يميل إلى القول بالواقعية حينا والغنائية حينا آخر .. وظني أن أكثر شعري كان شعر حب ، طبعا بما فيه شعري لفلسطين ..
• لك تجارب إبداعية كثيرة هل يمكنك إلقاء الضوء على تلك التجارب ؟
• أكتب الرواية والقصة والقصة القصيرة جدا والنقد والأغنية والمرحية ذات الفصل الواحد والمقالة .. وقد تقول القائمة .. تقريبا أكتب كل أنواع الأدب .. ويبقى الشعر هو الأساس .. في مجال النشر لي خمسة وعشرون كتابا منشورا .. في مجال الكتابة الصحفية يصعب حصر الكم الذي كتبته .. اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية التي أجريت معي أكثر من كثيرة .. تجربتي الأهم حسب ما قاله النقد تتمثل في ديواني المفتوح زمنيا (( ومضات )) هذا الديوان الذي بدأ مع العام 1996 ومازال .. حيث أصدر في كل عام ثماني عشرة بطاقة متفرقة ، كل بطاقة تضم قصيدة ولوحة .. هذه التجربة لا مثيل لها في العالم .. أدعي أنني أول من أطلقها ..
• إحدى المقولات تقول المبدع من يخرج عمله من الطمانينة إلى القلق .. فماذا تقول ؟؟
• هذا أمر طبيعي .. العمل الذي تختزنه الذاكرة أجمل على الإطلاق من العمل المنجز .. المنجز عمل مخرب بشكل ما .. المنجز تنقصه اللمسة السحرية التي تستطيع أن تضيف إليه .. بمعنى آخر المنجز جامد محنط مهما كان رائعا جميلا .. أما العمل المتروك أو المركون في البال فهو الأروع كونه مازال يحافظ على عذريته ..
• (( أنت الفلسطيني أنت )) ماذا كان قبله وماذا كان بعده ؟؟
• ديواني الأول (( لحن على أوتار الهوى )) صدر في العام 1974.. بعده كان ((في أجمل عام )) 1975 .. ثم ((أحلى فصول العشق )) 1976.. وهكذا وصولا إلى ((سفر)) قصيدة 1977 (( لوحة أولى للحب ))1980 ((هذا الفلسطيني فاشهد )) 1986 ((أنت الفلسطيني أنت ))1987 ((قمر على قيثارتي )) 1993((طائر الليلك المستحيل )) 1998 وأخيرا (( القصيدة الصوفية )) 1999 ..بطبيعة الحال ذكرت الشعر فقط ..
• ماذا تعني كلمة (( تغير )) في حياة الشاعر ؟؟
• تعني الحياة من جهة في دوران عجلتها .. وتعني الانقلاب الذي يحدث أثناء الكتابة ،حيث تكون حالته حالة وجد وغياب .. وتعني أن الشاعر لا يمكن أن يتوقف عن الركض كي تبقى قصيدته حاملة لرائحة الروعة والجمال ..
• الشاعر غالبا ما يمثل شخصية تاريخية ..
• أنا لا أحب أكون سواي .. لا أحب الأقنعة مع استعمالي طبعا للرموز إذ المفهوم هنا غير المفهوم الذي ذهبت إليه .. كثيرا ما يريد بعض الشعراء تقمص شخصية شاعر ما من التاريخ ، هذا شأنهم .. من جهتي تكفيني شخصيتي ولا أريد أي شيء آخر .. لن أدخل في مناقشة الأمر فلسفيا ..
• (( القصيدة الصوفية )) التي نشرت لك في ديوان عام 1999 طارت من الأسواق في شهرين .. كتب عنها الكثير .. قرئت بنهم مدهش .. ماذا أعطتك هذه القصيدة بعد شهرتها الكبيرة هذه ؟؟
• أعطتني الرعب والخوف والخشية والترقب .. إذ ماذا سأكتب بعد القصيدة الصوفية ؟؟ وهل أستطيع تجاوزها ؟؟ القصيدة الصوفية نالت ما نالته باعتقادي كناقد وليس لأنني صاحب القصيدة ، لأنها أعطت الناس كما مكن الصدق والحب والجمال والرهافة .. الناس ضاعوا في مستنقع من الشعر الذي أسن ماؤه .. القصيدة الصوفية قالت لهم مازال هناك شعر جميل .. مازال هناك شعر قادر على الإدهاش .. هناك شعر متفوق .. أيضا القصيدة الصوفية كانت جوابا حاسما في وجه الذين ينعقون بأن زمن الشعر قد ولى .. وللعلم فقد طلبت دار الفرقد مني الموافقة على قيامها بطباعة القصيدة طبعة ثانية ، وستكون الطبعة الثانية في الأسواق قريبا .. [/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|