خواطر مبعثرة
أمس وأنا أتأمل البحر في حركات موجه الرتيبة كنت أسبح بخيالي بعيدا .. أحاول أن أستعيد صورتك التي طالما سكنت وجداني وتغلغلت في أعماقي .. فيتمثل لي زبد البحر كبسمة شفتيك وتتراءى لي صدفاته كعينيك الحالمتين .. وكنت أحس بدفء الرمال مشابها لأنفاسك التي كنت أتخيلها ونحن قريبان من بعض .. كانت صورتك منبثة في كل مكان وصدى صوتك يتردد هنا وهناك .. حتى صيحات النوارس وهديل الحمام كانا بمثابة نداء يجذبني إليك فأنظر إلى الأفق المتورد عند المغيب وأرى هناك وجنتيك وقد خامرتهما حمرة الخجل حين أدنو منك لأهمس لك .
وحين يسدل الليل ستاره أرى سواد شعرك يلفني ويشعرني بالأمان مبعدا عني تلك الوحشة التي تغمرني عند المساء وأنا أجتر وحدتي .. وأحس بطيفك يهدهدني كطفل ويهدئ من روعي فيحكي لي أجمل الحكايا لأنام سعيدا على حضنك الوثير .
أنتبه من سهومي لأجدني مبتسما وأجد موج البحر في حركاته الرتيبة فأشعر بالخدر يتسلل إلى جسدي وأنهض عائدا ومظلتي على ظهري .. في انتظار يوم آخر يهديني طيفك لأناجيه وأحضنه .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|