مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
وجوه فلسطينية
من التاريخ إلى التراث .. العلوم والفنون والنضال..
وجوه فلسطينية تركت بصماتها قبل النكبة وبعدها
سنعمل هنا على توثيق عدد من هذه الشخصيات
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
رد: وجوه فلسطينية
إبراهيم أبو لغد
ولد في مدينة يافا عام 1929 ، هُجِّر منها في نكبة عام 1948
هاجر إلى أميركا ليصبح من كبار الأكاديميين الأساتذة والباحثين السياسيين هناك، عاد عام 1992 إلى فلسطين بجنسيته الأميركية وسمح له بالبقاء داخل أراضي السلطة الفلسطينية فعمل نائباً لرئيس جامعة بيرزيت.
توفي البرفسور أبو لغد في رام الله عام 2001 بعد معاناة مع المرض، كانت وصيته لإبنته ليلى بأن يُدفن في يافا وإن لم تستطع فلتحرق جثته ويُنثر رمادها في يافا.
ما كان لابنته ليلى أن تفكر بحرق جثة أبيها ، وقامت بالإتصال بعضو الكنيست محمد المعياري الذي أكد لها إستحالة الدفن في يافا، بإعتبار أن ذلك تحقيقاً لحق العودة الذي ترفضه سلطات العدو الإسرائيلي المحتل
لاحقاً قام النائب معياري بمعاودة الإتصال بليلى وأخبرها بثغرة قانونية تتيح دفن السياح إذا ماتوا أثناء وجودهم في منطقة ما، وجنسية المتوفي الأميركية ستعطي فرصة لذلك.
قامت ليلى فوراً بإلباس جثمان والدها بدلةً رسمية، ثم نقلوه إلى السيارة في وضعية جلوس مع حزام الأمان ، وعلى معبر قلنديا أبرزت جواز السفر وقالت للجنود أن أبيها مريض جداً ويحتاج النقل إلى مستشفى المقاصد بالقدس، بحيث سمح لها بالمرور بناءً على وضعه الصحي.
في مستشفى المقاصد أبلغوها أن والدها فارق الحياة ، فأعادت البكاء وطلبت شهادة الوفاة التي استلمتها فوراً.
بينما كان الجثمان في شارع ظ، الرابط بين القدس ويافا ، كان النائب محمد المعياري قد أبلغ الشبيبة في يافا بتجهيزات الدفن للاجىء الفلسطيني الأول الذي سيدفن في يافا بعد نكبة 1948 ، إتصلت الشرطة بالنائب وأبلغته بمنع الدفن ، والذي شدد على القانون الذي يتيح دفن السائح المتوفي..!
تهافت الأهالي من كل حارةٍ في يافا وجوارها لاستقبال الجثمان العائد إلى يافا، بمشاعرٍ مختلطة ملؤها الأمل والحماسة مع الحزن كانت الجنازة الجماهيرية المهيية للنعش الذي لُفَ بالعلم الفلسطيني من المسجد العجمي حتى مقبرة “الكزخانة” ، وتحقق حلم ابراهيم بالدفن في مسقط رأسه وتربته وتربة أجداده كما تمنى.