ضياع
كان صوتها معذب النبرات وكأنه يمسك نشـــــيجه بين حباله . انها تصرخ عبر الكلمات تنتظر يدا لاتأتي لتنتشلها من كل هذاالغم . رغم كل مظاهر الســــعادة والرفاهية الا أنها في قاع اليأس . عذابها كخبزهااليومي لابد من تناوله ســــدا لجوع جسدي .أما ألامها النفسية لاتجد من يجد لها حلا .
أما هو فغارق في نجاحاته المزعومة تائها وراءأصابع صماء يطربه صـــوتهايكتب .... يترجم ..... يتسلى . ... يملؤه زهو لكل ما يحقق . ...مع أنها تشــــعربغيظ من كل ذلك فنجاحه بات عدوها .....لو لم ينقسمان . تســـــــــتصرخــــه بدموعها بحوارها... ماذا تفعل مع شخص أصم . أغلق الباب على نفسه فلا شىء يهزه .
تفتح الثلاجة ... تلتهم الطعام بنهم أنثى لم تجد لمعاناتها اذن صاغية غيرألواح من الشوكولاه تنفس فيها عن كل شىء محرومة منه . تزداد سمنة والنفـــــــس تزداد قلقا تدخل مغاور اليأس فيتحول الى ادمان .
أين الضحكة من تلك الصبية المنطلقة كإنطلاق شعرها المتمرد كشلال . أين الأمال الواسعة في تلك العيون الحلوةالنشوة . لم يبق سوى عينان خــــاملتان لايهزهما اليوم سوى الغضب . غضب مشتعل داخلهما يتجمع كطوفان تبحث في حنايا غرفتها الغارقة غربة عن سبب معاناتها وأين يقبع الخلل في علاقتها مع زوجها المستريح بوهمه .... السعيد بانجازاته.... . الجاهل بضيــــــاع أهم انسانة في حياته . هاهو يصرخ في وجهها هازئا بكل ألامها ....على كل حــال أنت طـــــــــــــالـــــــق . يقولها صبح مساء بداية ... نهاية لأي حوارلايتعرق وجهه خجلا .... تنتفخ أوداجه ويسكنه الغضب .... مع أنه يمـــــــــــلك مفاتيح الفكرالبشري ويعايشه بحكم عمله وبحكم ثقافته .
أما ان الأوان لوقفة مع النفس يتصارح فيها وبنبل يحسم الأمور ويعــيد توازن الحياة ويعطي ساعة الزمن لحظاتها الضـــــــائعة فما زالت الأنثى تنــتظر من الجلاد نظرة انسانية ...... ربما لاتأتي . فما قيل قد كســـــرالنفس بقوة وخدش الحياء بجرأة فالاهانة تعشش في الروح فتدميها وتنغرس في الذاكرة جــــرحا غير قابل للإلتئام وتفسح المجال لكل الترهات لتنمو وتكبر . هي تحتاج الى يد حانية تطبطب عليها وتمسح جراح قلب وكبرياءأما هو فمازال لاهيا مزهوا بكل نجاحاته .
عنايت بازرباشي